الرئيس دونالد ترامب يعلق الهجرة إلى الولايات المتحدة لـ «حماية» وظائف الأميركيين

• مواجهات بين شبان الضواحي والشرطة في باريس... وغاضبون من العزل يحتجون بجنوب روسيا
• «الصحة العالمية»: لم نخف معلومات ولا نعرف منشأ الفيروس وعلينا التكيف معه
• استمرار تعليق حضور المصلين في الحرمين خلال شهر رمضان المبارك

نشر في 22-04-2020
آخر تحديث 22-04-2020 | 00:06
قرّر الرئيس دونالد ترامب تعليق الهجرة إلى بلاده مؤقتا في مواجهة تفشي الفيروس بذربعة حماية وظائف الأميركيين، بينما واصل أنصار اليمين المتشدد، ومعظمهم مؤيد للرئيس، التظاهر بالسلاح ضد إجراءات العزل دون احترام للقيود المفروضة لمكافحة «كورونا».
في مواجهة "العدو الخفيّ" المتمثل بفيروس "كورونا" المستجدّ (كوفيد 19)، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "تعليقا مؤقتا" للهجرة إلى الولايات المتحدة من أجل "حماية وظائف" الأميركيين واقتصاد البلاد، الأكثر تضرراً بالوباء العالمي الذي اودى بـ 170 الف شخص.

وكتب ترامب في تغريدة "في ضوء هجوم العدو الخفيّ، وفي ظلّ الحاجة إلى حماية وظائف مواطنينا الأميركيين العظماء، سأوقّع على أمر تنفيذي لتعليق الهجرة مؤقتاً إلى الولايات المتحدة".

وأودى "كورونا" الذي يصفه ترامب بـ "العدوّ الخفيّ" بأكثر من 42 ألف شخص في الولايات المتحدة حيث تمّ تسجيل قرابة 766660 إصابة وقد خسر 22 مليون أميركي عملهم بسبب الوباء.

ولم يعطِ الرئيس المرشحّ لانتخابه مجدداً في نوفمبر 2020 والذي يُعتبر الحدّ من الهجرة أحد المواضيع البارزة في حملته، أي تفصيل عن الطريقة التي يعتزم عبرها تطبيق هذا الإجراء وكم ستكون مدّته. لكن قد يوقع مرسوماً في هذا المنحى "خلال ساعات"، وفق ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست".

وفي مواجهة الوباء، فرض ترامب في يناير، قيوداً على التنقلات من وإلى الصين قبل أن يمنع الرحلات بين الولايات المتحدة ومعظم الدول الأوروبية في مارس.

كما أعلن الرئيس الأميركي أنّه سيستقبل في البيت الأبيض حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو الذي أصبح أحد أبرز رموز مكافحة الفيروس في الولايات المتّحدة.

وتواصلت في العديد من الولايات الأميركية الاحتجاجات على أوامر البقاء في المنازل في إطار جهود منع انتشار الفيروس. وكان لافتاً الظهور المسلّح لبعض المشاركين في تظاهرة بمدينة في مدينة هاريسبورغ بولاية بنسلفانيا وفي مدينة كولومبوس بولاية أوهايو أمس الأول.

البنتاغون

الى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، ان وزير الدفاع مارك أسبر أعطى الإذن بتقديم "دعم إنساني" لإيطاليا للتصدي للفيروس موضحة أن "جهودها قد تشمل على سبيل المثال لا الحصر نقل المعدات الطبية التي لا تتبع وزارة الدفاع وتوفير إمدادات الإغاثة".

إيطاليا

وفي ايطاليا، قال رئيس الوزراء جوزيبي كونتي امس، إن بلاده ستعلن قبل نهاية الأسبوع الحالي خططا لتخفيف إجراءات العزل العام المفروضة، على أن يتم تطبيق الخطط بدءا من 4 مايو. وقال كونتي في منشور على "فيسبوك": "أتمنى لو كان بوسعي أن أقول، لنفتح كل شيء فورا، ونبدأ صباح الغد. لكن هذا سيكون قرارا غير رشيد. سيؤدي إلى صعود منحنى العدوى بشكل خارج عن السيطرة وسيفسد كل الجهود التي بذلناها حتى الآن". وأضاف: "يجب أن نتصرف على أساس خطة إعادة فتح على المستوى الوطني، تضع في الاعتبار أيضا الخصوصيات الإقليمية".

وأوضح كونتي أن مجلس وزرائه يعمل مع عدد من الخبراء لتنسيق "المرحلة الثانية" عندما يتعين على إيطاليا التعايش مع الفيروس.

فرنسا

وفي فرنسا التي زاد العدد الرسمي للوفيات على 20 ألفا، لتصبح رابع دولة تتجاوز هذا الحد بعد إيطاليا وإسبانيا والولايات المتحدة، أضرم شبان النار في صناديق القمامة وأطلقوا الألعاب النارية في ضواحي فيلنوف لا غارين وأولني سو بوا وأنيير الفقيرة قرب باريس في ليلة أخرى من الاضطرابات، حيث أضرت إجراءات العزل العام والقيود المفروضة لاحتواء انتشار الفيروس بالسلم الاجتماعي الهش في المناطق الفقيرة.

وتفجرت الأحداث في حي فيلنوف لا غارين شمال باريس يوم السبت، بعد تصادم دراجة نارية بسيارة للشرطة لا تحمل شعارها المميز أثناء مطاردة.

ولطالما كانت الضواحي الواقعة على مشارف المدن الرئيسية في فرنسا بؤرا للغضب بسبب مظالم اجتماعية واقتصادية.

روسيا

كما تظاهر مئات الأشخاص في جنوب روسيا، ضد حظر التجول المفروض. وذكرت وسائل إعلام محلية في فلاديكافكاز، عاصمة جمهورية أوسيتيا الشمالية في إقليم شمال القوقاز، أن العديد من المشاركين في الاحتجاج اتهموا السلطات بالافتقار إلى الشفافية في التعامل مع الفيروس الفتاك واشتكوا من فقدان وظائفهم.

وقدر عدد المشاركين في التظاهرة غير المصرح بها بما يصل إلى 1500 شخص. ووصل عدد الإصابات في روسيا إلى 52763 والوفيات إلى 456.

لافروف

في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس، إن "العقوبات الأحادية غير القانونية تمثل ضربة قوية لمواطني مجموعة من الدول، على رأسها إيران وسورية وكوريا الشمالية". وأضاف إن "هذه الدول لا تستطيع شراء الأجهزة والأدوية ومعدات الحماية الخاصة لأن دولا غربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، ترفض بشدة مقترحاً لإعلان وقفة إنسانية وإعفاء إمدادات السلع اللازمة لمكافحة الوباء من أي عقوبات".

بولسونارو

وأكّد الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو، انه يريد رفع الحجر الصحي الّذي فرضه العديد من حكام الولايات بالبلاد هذا الأسبوع، رغم تحذيرات وزارة الصحة من أن الجائحة لم تبلغ ذروتها بعد.

وقال الزعيم اليميني المتطرف لأنصاره خارج مقر إقامته الرسمي في برازيليا "آمل أنّ يكون هذا هو الأسبوع الأخير من الحجر الصحي".

وتابع "لا طريقة يمكن للناس أن يبقوا فيها بالمنزل مع ثلاجات فارغة".

ودافع بولسونارو أيضا عن ظهوره في احتجاج نظّمه نحو 600 شخص في برازيليا داعيا الجيش إلى التدخل وإغلاق الكونغرس.

«الصحة العالمية»

من ناحيتها، أعلنت منظمة الصحة العالمية امس، انه لا يمكن في الوقت الحالي تحديد مصدر "كورونا".

وقال المدير الإقليمي لمنطقة غرب المحيط الهادئ في المنظمة تاكشي كاساي خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت، أمس، إن الأدلة المتوفرة تشير إلى أصل حيواني للفيروس.

وكان الرئيس الأميركي قال الأسبوع الماضي إن حكومته تحاول تحديد ما إذا كان فيروس كورونا قد نشأ في مختبر بمدينة ووهان في وسط الصين.

وأوصى كاساي، بضرورة أن يكون أي رفع لإجراءات العزل العام تدريجيا، محذراً من أن تخفيف القيود قبل الأوان سيؤدي إلى عودة جديدة للعدوى. وقال، إن إجراءات العزل العام أثبتت فعاليتها وإنه ينبغي على الجميع الاستعداد لأسلوب حياة جديد يسمح للمجتمع بالعمل مع استمرار جهود احتواء الفيروس. وأضاف أن عملية التكيف مع الوباء ستكون هي الوضع الطبيعي لحين التوصل إلى لقاح للفيروس.

وأمس الأول، ردّ المدير العام لمنظمة الصحة تيدروس غيبرييسوس على انتقاد الرئيس الأميركي بشأن طريقة تعامل المنظمة مع تفشي الوباء، قائلاً في مؤتمر صحافي بجنيف: "لم نخف شيئا عن الولايات المتحدة منذ اليوم الأول" وكرر مرات عدة "لا أسرار في منظمة الصحة".

وتابع غيبرييسوس: "أميركا ليست الدولة الوحيدة التي لديها خبراء في منظمة الصحة العالمية، هناك دول أخرى لها ممثلون أيضا، ولكن هذا لا يعني أنهم يتمتعون بميزة على الدول الأخرى، ونحن نعطي معلوماتنا للجميع، فهذا شرط مسبق للوقاية".

كان الرئيس ترامب أمر بوقف تمويل منظمة الصحة، على خلفية تحميلها المسؤولية جزئياً عن حجم الوفيات، قائلا إن المنظمة الأممية اعتمدت بشكل مفرط على المعلومات الواردة من الصين. الى ذلك، أقام سكان نيويورك دعوى قضائية ضد منظمة الصحة العالمية "بسبب الإهمال الذي أظهرته المنظمة تجاه كورونا".

وجاء في البيان المنشور في نظام السجلات القضائية الإلكترونية: "هذه دعوى قضائية جماعية ضد منظمة الصحة العالمية عن الأضرار الجسيمة التي لحقت وتسببت بها للمدعين. كان ذلك نتيجة إهمال جسيم من قبل منظمة الصحة العالمية، التي لم تعلن عن الفيروس التاجي في الوقت المناسب، ولم تعلن حالة طوارئ صحية عامة على صعيد دولي".

ألمانيا

وقررت 3 ولايات ألمانية امس، الانضمام إلى مسار إلزام المواطنين بارتداء الكمامات خلال التسوق في المتاجر أو ركوب المواصلات العامة.

وقررت ولايات بادن فورتمبرغ وشليزفيغ هولشتاين وهامبورغ الانضمام إلى سابقيها، سكسونيا وميكلنبورغ فوربومرن وبافاريا، في تطبيق هذا الإلزام.

ورغم أولى إجراءات تخفيف القيود المفروضة على الحياة العامة في ألمانيا، أكد معهد "روبرت كوخ" للأبحاث والتحاليل على استمرار جدية الوضع.

وقال نائب رئيس المعهد لارس شاده امس، في برلين "الفيروس لم ينته، لا نهاية للوباء تلوح في الأفق. أعداد الإصابات من الممكن أن تعاود الصعود".

حصيلة الوباء

وتجاوز عدد الوفيات في العالم 170 ألف شخص، فيما اقترب عدد الإصابات من مليونين ونصف المليون، حسبما أظهرت، أمس، آخر الأرقام والاحصاءات التي نشرتها جامعة "جونز هوبكنز"، مشيرة الى تجاوز عدد الإصابات في الولايات المتحدة، أكثر الدول تضررا من التفشي، الـ787 ألفا، وبلغت الوفيات فيها 42300 حالة وفاة.

غني

وفي كابول، أعلن مسؤولون أفغان امس، أن نتائج الفحص أظهرت أن الرئيس أشرف غني والسيدة الأولى غير مصابين، بعدما أفادت تقارير بتفشي الفيروس في القصر الرئاسي.

وقال المتحدث باسم الرئاسة صديق صديقي إن الفحوص أجريت بناء على طلب الرئيس والسيدة الأولى. وكتب صديقي في تغريدة "الرئيس بصحة جيدة".

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" ذكرت الأحد، أن 40 موظفا على الأقل في القصر أصيبوا بالفيروس.

الصين

وغداة دعوة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لها إلى توضيح مصدر الوباء العالمي، أكدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية غينغ شوانغ أمام صحافيين، أمس، أن "الصين لطالما عززت التعاون الدولي بشأن الوقاية من الأوبئة بشكل مفتوح وشفاف ومسؤول".

ورفضت الصين أمس الأول، طلباً تقدمت به أستراليا للتحقيق في طريقة إدارة بكين للأزمة.

وشكك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشفافية بكين بعد ظهور أول إصابات لديها.

وبينما سجّلت لجنة الصحة الوطنية في الصين أمس، 11 إصابة جديدة انخفاضاً من 12 حالة في اليوم السابق من دون أن تسجل أي وفيات، اعلنت كوريا الجنوبية تسجيل 9 اصابات جديدة وحالة وفاة واحدة.

تركيا

وفي اسطنبول، أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في خطاب متلّفز إلى الأمة، فرض إغلاق كامل لمدة 4 أيام اعتبارا من الغد، في اسطنبول و30 مدينة رئيسية أخرى كجزء من إجراءات جديدة لوقف انتشار الفيروس. وبلغت حصيلة الوفيات في تركيا 2140، والإصابات نحو 91 ألفا.

السعودية

وفي الرياض، أعلن الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، "استمرار تعليق حضور المصلين للصلوات الخمس والتراويح في الحرمين خلال شهر رمضان المبارك للمحافظة على صحة القاصدين حسب التوصيات المتبعة من الجهات المختصة، كما أن صلاتي التراويح والتهجد في الحرمين الشريفين، سيتم اختصارهما إلى 5 تسليمات"، موضحا أن "دعاء القنوت سيكون مختصرا ومركزا على الابتهال إلى الله لكشف الوباء".

بكين ترفض تلميحات ميركل: لطالما تحلّينا بالشفافية
back to top