المسلمون يستعدون لـ «رمضان» مختلف... واحتجاجات تخرق «العزل» في أميركا

• باكستان تسمح بصلاة الجماعة... وإقالة مسؤول مصري أثار جدلاً باحتمال فتح المساجد للأئمة • ترامب: أجرينا فحوصاً أكثر من 9 دول مجتمعة
• الكوريون الجنوبيون إلى الشوارع والصين بلا وفيات
• ميركل تتخوف من انتكاسة مع بدء ألمانيا رفع القيود

نشر في 21-04-2020
آخر تحديث 21-04-2020 | 00:06
 أحد الممرضين يحاول إقفال الطريق أمام سيارات المتظاهرين في دنفر أمس الأول (رويترز)
أحد الممرضين يحاول إقفال الطريق أمام سيارات المتظاهرين في دنفر أمس الأول (رويترز)
بينما تتّجه دول عدة بحذرٍ نحو تخفيف القيود الهادفة للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) مع بدء إجراءات العزل بتحقيق نتائج على ما يبدو، يستعد المسلمون في الشرق الأوسط لاستقبال شهر رمضان مختلف، في ظل تفشي الفيروس وإجراءات الحد من التنقل لوقف انتشاره.
من إلغاء ولائم الإفطار مع العائلة إلى تعليق الصلاة في المساجد، تبدو عادات شهر رمضان الذي يستعد المسلمون في الشرق الأوسط لاستقباله مع نهاية هذا الأسبوع، بعيدة المنال بسبب فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، مع وجود الملايين من السكان، من السعودية إلى لبنان إلى ساحات القتال في ليبيا والعراق واليمن، في إغلاق تام.

ولطالما تجمعت العائلات وقت الإفطار خلال الشهر بعد يوم من الصيام من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، ويتميّز شهر رمضان أيضا بشعائر العبادة فيه.

لكنّ مع تفشي الفيروس، تبدو عادات شهر رمضان الذي يبدأ مع نهاية هذا الأسبوع، بعيدة المنال، مع وجود الملايين من السكان، من السعودية إلى لبنان إلى ساحات القتال في ليبيا والعراق واليمن، في إغلاق تام.

ويبدو أنّ صلاة التراويح التي تؤدى جماعة في المساجد كل ليلة خلال الشهر، ستكون ممنوعة مع إغلاق المساجد بكل المنطقة، في مسعى إلى وقف تفشي المرض.

وأجازت العديد من السلطات الدينية، بما في ذلك المفتي العام للسعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، إقامة صلاتي التراويح والعيد في البيوت.

وأعلن مفتي القدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، أن صلاة التراويح ستكون أيضا في المنازل، ودعا المواطنين إلى عدم تحرّي هلال رمضان هذا العام.

وتأتي هذه القيود استجابة لتوصيات منظمة الصحة العالمية التي حضّت الدول الإسلامية على «إعادة النظر جديا» في أي احتفالات دينية جماعية.

وهذا العام، قام كثير من المسلمين بإعادة توجيه ميزانياتهم لشهر رمضان لشراء القفازات والأقنعة، وغيرها من أساليب الوقاية من الفيروس.

وفي دمشق، قال يونس (51 عاما) داخل متجر لبيع الألبسة «قمت بادخار مبلغ من أجل رمضان، لكن أنفقته بدلا من ذلك على شراء أشياء للحجر الصحي والوقاية من الفيروس». وأضاف: «لا ولائم ولا زيارات هذا العام. أشعر أن الفيروس يحاصرنا أينما ذهبنا».

وفي إيران التي ترزح تحت عقوبات، سمحت السلطات باستئناف الأنشطة «منخفضة المخاطر» على غرار المتاجر والشركات الصغيرة.

كما دعا المرشد الأعلى علي خامنئي الشعب إلى الصلاة في المنازل خلال شهر رمضان، للحدّ من تفشي الفيروس في إيران، الدولة الأكثر تضرراً به في الشرق الأوسط.

وفي القاهرة، زيّنت الشوارع بالفوانيس التقليدية والأضواء، استعدادا لاستقبال شهر رمضان.

ويتم في العادة أيضا تزيين المطاعم والمقاهي بهذه الأضواء، لكنّها مغلقة هذا العام، مما يجعل شهر رمضان مختلفا.

ومع الفيروس، رفض الكثيرون الادعاءات بجواز الإفطار في شهر رمضان، مصرّين على أن الفيروس لا يعني منع الصيام.

وكتبت دار الإفتاء المصرية على «تويتر»: «مجرد الخوف من الإصابة بالفيروس ليس مسوِّغًا للإفطار».

بينما أعفى وزير الأوقاف المصري مختار جمعة، المتحدث باسمه د. أحمد القاضي، من مهام منصبه، أمس الأول، على خلفية تصريح القاضي، بدراسة إمكان السماح بإقامة صلاة التراويح بدون مصلين، وهو التصريح الذي أثار الكثير من اللغط في الشارع المصري، ليخرج بعدها وزير الأوقاف مشددا على أنه لا مجال للتراجع عن إغلاق المساجد خلال شهر رمضان، «مراعاة للمصلحة الشرعية المعتبرة».

وبالنسبة لكثير من العالقين في منازلهم بمناطق القتال في دول مثل ليبيا، فإن شهر رمضان ما زال فرصة للعبادة وفعل الخير.

وفي دبي، أعلن مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن العاملين في المجال الطبي الذين يعتنون بمرضى «كورونا» مستثنون من صيام شهر رمضان، وحضّ المسلمين على عدم التجمع لأداء صلاة الجماعة خلال الشهر الذي يبدأ نهاية هذا الأسبوع.

من ناحيتها، قررت وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف في البحرين فتح جامع الفاتح لصلاة العشاء والتراويح والقيام في شهر رمضان وفق ضوابط، حيث ستتم بحضور الخطيب وعدد محدود من المصلين، من أجل نقل الخطبة والصلاة عبر أجهزة الإعلام الرسمية المرئية والمسموعة.

وسيتم هذا بضوابط من بينها استخدام الكمامات في الأماكن العامة، والتباعد الجسدي لأكثر من مترين، على أن يكون فتح الجامع تحت رقابة الجهات الصحية المختصة.

ألمانيا

الى ذلك، دخلت ألمانيا، أمس، مرحلة جديدة في معركتها ضد الوباء، حيث تم السماح لبعض أماكن العمل بفتح أبوابها بعد شهر من إغلاقها.

فقد تمت إعادة فتح المتاجر صغيرة ومتوسطة الحجم التي تقل مساحتها عن 800 متر مربع، رغم أن ولايات البلاد الـ16 اختارت فتحها بدرجات متفاوتة وفي أوقات مختلفة.

وسُمح بإعادة الفتح لوكلاء تجارة السيارات وتجار الدراجات ومحال بيع الكتب بجميع أحجامها، وكذلك حدائق الحيوان في بعض الولايات.

وستفتح المدارس أبوابها للتلاميذ الأكبر سناً من أجل الاستعداد للامتحانات في ساكسونيا وبرلين وبراندنبورغ. ومن المقرر أن تفتح ولايات أخرى المدارس في وقت لاحق هذا الأسبوع، مع انتظار البعض حتى أوائل مايو.

إلا أن المستشارة أنجيلا ميركل انتقدت بحدة غير معتادة النقاشات المثارة حول إجراء تخفيف واسع النطاق للقيود المفروضة.

وأوضحت خلال مؤتمر عبر الفيديو لرئاسة حزبها «المسيحي الديمقراطي» مدى استيائها من أن رسالة التخفيف الحذر أدت في بعض الولايات إلى «مغالاة في نقاشات الفتح»، وحذّرت من أن مثل هذا الأمر من شأنه أن يرفع بقوة شديدة من مخاطر الانتكاسة.

وأضافت أنها تشعر بأكبر قدر من القلق من عودة التطوّرات الجيدة في العدوى إلى الوراء مرة أخرى، لأن التمسك بقيود المخالطة سيكون من جانب عدد قليل جدا من الناس، وقالت ميركل إن النقاش حول التخفيف ليس مجديا. وتابعت: «لم ننجز الأمر بعد»، لافتة إلى أن أكثر ما يهمها هو تعزيز مكاتب الصحة، وأكدت أن «مجال حركتنا صغير للغاية».

وبينما بدأت دريسدن عاصمة ولاية ساكسونيا، توزيع 200 ألف كمامة على السكان، أمس، بعد أن ألزمت الولاية الشرقية الألمانية السكان بتغطية الأنف والفم في المواصلات العامة والمتاجر، أعلن رئيس حكومة ولاية بافاريا ماركوس زودر، تطبيق الارتداء الإجباري للكمامات في المحال ووسائل المواصلات العامة، مؤكّداً إعفاء أولياء الأمور من دفع أموال رياض الأطفال للأشهر الثلاثة المقبلة.

النرويج وكرواتيا

وفي النرويج، حيث تعتبر السلطات أن «الفيروس بات تحت السيطرة»، فتحت دور الحضانات اعتباراً من أمس، وهي الخطوة الأولى في إطار رفع بطيء وتدريجي للقيود في المملكة. وفي مرحلة ثانية تبدأ في 27 الجاري، ستفتح المدارس والجامعات جزئيا.

وفي بلغراد، قال وزير الداخلية الكرواتي دافور بوزينوفيتش إن بلاده ألغت جزئيا حظرا على السفر داخل البلاد، مشيرا الى أن «معظم نقاط التفتيش الشرطية التي اعتدنا عليها، ستختفي».

وفي براغ، طالب الرئيس التشيكي ميلوس زيمان مواطني بلاده بالاستمتاع بجمال بلادهم هذا الصيف، حيث سيجري حظر السفر عبر الحدود الخارجية مدة عام كامل نتيجة الجائحة.

الولايات المتحدة

وفي وقت تشهد الولايات المتحدة صراعاً بين الرئيس دونالد ترامب الداعي إلى تسريع استعادة النشاط الاقتصادي، وعدد من حكام الولايات الديمقراطيين، على خلفية تدابير الحجر، تجمّع نحو 2500 شخص عند مبنى «الكونغرس» بولاية واشنطن أمس الأول، للاحتجاج على أمر الحاكم الديمقراطي جاي إنسلي بالبقاء في البيوت، ليخرقوا بذلك حظرا على تجمّع 50 شخصا أو أكثر، مما يجعله أحد أكبر الاحتجاجات في الولايات الأميركية على العزل العام خلال الأسبوع الأخير.

ورغم مناشدات منظمي التجمع بوضع كمامات لم يفعل كثيرون ذلك.

وفي أولمبيا، تجمّع مئات بشكل متقارب على درجات مبنى «الكونغرس» وحول نافورة في مخالفة لإرشادات الولاية والحكومة الاتحادية خلال الجائحة.

كما تجمّع مئات المتظاهرين قرب مبنى الكابيتول بمدينة دنفر في كولورادو متجاهلين إرشادات التباعد الاجتماعي، وطالبوا حاكم الولاية غاريد بوليس بإعادة فتح اقتصاد الولاية، إلا أن العاملين في مجال الرعاية الصحية، واجهوا المناهضين للإغلاق في كولورادو، معطلين حركة سيارات المتظاهرين الذين توافدوا إلى مبنى الكابيتول في الولاية.

وكان ترامب قد أبدى الجمعة الماضي، تأييده لاحتجاجات مماثلة في ميشيغان ومينيسوتا وفرجينيا «لتحريرها» من قواعد التباعد الاجتماعي.

ورأى حاكم ولاية واشنطن الديمقراطي جاي إنسلي ان «وجود رئيس يشجّع الناس على انتهاك القانون، أمر خطير». وحتى الحاكم الجمهوري لولاية ميريلاند، لاري هوغان، اعتبر أن تشجيع ترامب للمتظاهرين الذين اعتصموا بمبنى مقر الولاية في أنابوليس «لم يكن مفيدا».

ترامب

في المقابل، أكد الرئيس الأميركي مجدداً مواصلة تقدم بلاده في «حربها» ضد الفيروس، مستشهداً بانخفاض عدد حالات الدخول الجديدة في المستشفيات.

وقال خلال المؤتمر الصحافي اليومي لفرقة العمل المكلفة تنسيق جهود التصدي للفيروس في البيت الأبيض مساء أمس الأول، أنه تم فحص 4.18 ملايين أميركي حتى الآن، مؤكدا ان أميركا فحت عددا أكبر من 9 دول مجتمعة هي فرنسا والمملكة المتحدة والهند وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة والنمسا وكندا والسويد». وعرض ترامب على الصحافيين الأدوات المستخدمة لعمل مسحات «كورونا»، لافتا إلى أن إدارته تسعى لزيادة إنتاج مسحات الاختبارات بنحو 20 مليون مسحة شهرياً.

وذكر الرئيس الأميركي أن التباعد الاجتماعي وإغلاق البلاد حمى الملايين من الموت.

ووفقا لأحدث إحصاءات جامعة جونز هوبكنز الأميركية، سُجّلت في الولايات المتحدة 1997 وفاة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي إلى 40.661، في حين بلغ عدد الإصابات 759.086.

وفيما بدا أنه يضع عبء إجراء الفحوص واسعة النطاق على كاهل مسؤولي كل ولاية، قال ترامب إن اختبار الفيروس «أمر محلي، فحكّام الولايات أرادوا أن تكون لهم السيطرة الكاملة على فتح ولاياتهم، لكنهم يريدوننا الآن، نحن الحكومة الاتحادية، أن نجري الفحوص». وأضاف أن الحكومة الفدرالية تعمل أيضاً على توفير 100 ألف جهاز تنفس اصطناعي عبر الإنتاج والشراء.

محقّقون إلى الصين

من ناحية أخرى، وفي وقت تتصاعد الشكوك حول منشأ الفيروس وتاريخ بدء انتشاره، أكد ترامب أن بلاده تريد إرسال محققين إلى الصين للتحقيق في انتشار «كورونا». وقال: «نحن نتحدث إلى الصين. تحدثنا إليهم منذ وقت طويل عن الدخول. نريد الدخول. نريد أن نرى ما يحدث، لكن لم تتم دعوتنا بالضبط، يمكنني أن أخبركم بذلك».

من ناحيته، أعلن نائب الرئيس مايك بنس، أن كل ولاية تملك القدرة على إجراء ما يكفي من الفحوص، بما يسمح بإعادة فتح الاقتصاد واستئناف الحياة الطبيعية بشكل جزئي. وقال بنس لشبكة «فوكس نيوز»: «نعتقد أن الفحوص التي نجريها اليوم بمجرد أن ننشط جميع المختبرات التي يمكنها إجراء فحص الفيروس، تعتبر كافية لأي ولاية للانتقال إلى المرحلة الأولى». وتنهي «المرحلة الأولى» قيود ملازمة المنازل للأصحاء، وتسمح للمطاعم ودور السينما والنوادي الرياضية وأماكن العبادة بإعادة الفتح، مع مراعاة التباعد الجسدي.

لكنّ حاكم فرجينيا رالف نورثام رد على ادعاءات الإدارة الجمهورية بالقدرة على إجراء ما يكفي من الفحوص، قائلاً: «هذا مجرد وهم».

أما غريتشن ويتمر، الحاكمة الديمقراطية لولاية ميشيغان، فقالت: «يمكننا مضاعفة عدد الفحوص التي نجريها يوميا مرتين أو ثلاثا إذا توافرت لدينا الأدوات الكافية»، داعية الحكومة الفدرالية إلى تقديم مزيد من المساعدات الحكومية.

في غضون ذلك، واصلت معدلات دخول المصابين إلى المستشفيات والوفيات التراجع في ولاية نيويورك، حيث قال الحاكم أندرو كومو إن ولايته تبدو وكأنها تجاوزت ذروة الإصابات.

الصين

وفي أحدث إشارات تعافي الصين من الفيروس، قالت بكين، أمس، إنها لم تسجل أي وفاة لليوم الثالث على التوالي، مشيرة الى تسجيل 12 إصابة جديدة، 8 منها بين القادمين من الخارج.

ومن المقرر أن تفتح مدارس مدينة ووهان بمقاطعة هوبي في وسط الصين، بؤرة تفشي الوباء، أبوابها اعتباراً من 6 مايو لطلاب المرحلة النهائية الثانوية.

وأعلنت سلطات هوبي، أن امتحانات البكالوريا (المعروفة بغاكاو في الصين، أو مسابقات الدخول إلى الجامعة) تبدأ في 7 يوليو، كما في سائر أنحاء البلاد، أي بعد شهر من موعدها التقليدي.

الى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الصينية، أمس، أن تشكيك أستراليا في شفافية الصين حول تفشي الفيروس، «لا أساس له من الصحة»، وأكدت أنها كانت «منفتحة وشفافة منذ البداية».

وقال المتحدث باسم «الخارجية» الصينية، إن دعوة أستراليا لإجراء تحقيق دولي حول أصل الفيروس وكيفية انتشاره تثير مخاوف لدى بكين.

كوريا الجنوبية

الى ذلك، بدأ الكوريون الجنوبيون في العودة للعمل والازدحام في المراكز التجارية والحدائق وملاعب الغولف وبعض المطاعم، بعد أن خفّفت السلطات قواعد التباعد الاجتماعي مع استمرار اتجاه حالات الفيروس نحو التراجع.

وأنهى عدد متزايد من الشركات سياسة العمل من المنازل أو تخفيفها في الأسابيع الأخيرة.

وسجلت كوريا الجنوبية أمس، 13 إصابة جديدة، ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 10674.

نواصل التقدّم في حربنا ونريد إرسال محققين إلى الصين ترامب
back to top