الرئيس الأميركي دونالد ترامب يدعو إلى التمرّد على العزل.. وولايات أميركية تخفف الإغلاق

• إعادة فتح بعض شواطئ فلوريدا
• «الدستورية» الألمانية تسمح بالاستئناف ضد حظر التظاهر
• بريطانيا قد تتجاوز إيطاليا بالوفيات

نشر في 19-04-2020
آخر تحديث 19-04-2020 | 00:06
بعد أيام من تظاهرات مسلحة في ميتشيغان نظمها جمهوريون ضد إجراءات العزل التي يفرضها حاكم ديمقراطي، دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى التمرد على إجراءات العزل، وطالب بـ «تحرير» ولايات مينيسوتا وميتشيغان وفرجينيا، التي خرق متظاهرون الأسبوع الماضي أوامر البقاء في المنزل، في وقت من المقرّر أن تبدأ ولايات أخرى تخفيف أوامر الإغلاق التام هذا الأسبوع.
بدا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كأنه يقدّم الدعم لمتظاهرين احتجوا على أوامر الحجْر المتعلقة بفيروس "كورونا" المستجد (كوفيد 19)، ودعا إلى "تحرير" 3 ولايات أميركية يحكمها ديمقراطيون، في وقت لا تزال المواجهة متواصلة بين واشنطن وبكين، بعد تجديد الرئيس الأميركي اتهاماته للسلطات الصينية، رغم مراجعتها حصيلتها، نافية أن تكون "أخفت" أي معلومات.

وبمعزل عن مؤتمره الصحافي اليومي الذي يكرسه عادة لمهاجمة خصومه، عبّر ترامب في تغريدة عن دعمه لمتظاهرين احتجوا على أوامر الحجْر المتعلقة بالفيروس، داعيا إلى "تحرير" ثلاث ولايات أميركية حكامها ديمقراطيون.

وكتب الملياردير الجمهوري رسائل بأحرف كبيرة على حسابه في "تويتر": "حرروا مينيسوتا!"، "حرروا ميتشيغان!" و"حرروا فرجينيا!". وهذه الولايات الثلاث يحكمها ديمقراطيون أمروا السكان بالبقاء في منازلهم.

وأودى الوباء بأكثر من 30 ألف شخص في الولايات المتحدة التي سجلت أمس الأول أكثر من 700 ألف اصابة.

وفي ميتشيغان هناك زهاء 2000 وفاة، فضلا عن 208 وفيات في فرجينيا، و87 في مينيسوتا.

وفي هذه الولايات، خرق متظاهرون الأسبوع الماضي أوامر البقاء في المنزل، وخرجوا احتجاجاً على الحجْر ومن أجل دعوة حكامهم الى إعادة فتح الاقتصاد.

وفي سانت بول بمينيسوتا، تجمّع المئات أمس الأول، تحت شعار "حرّروا مينيسوتا" واحتشدوا أمام منزل الحاكم تيم وولز.

وفي لانسينغ عاصمة ولاية متشيغان، تجمع نحو 3 آلاف الأربعاء، وبعضهم كان مسلحاً، للتنديد بالحاكمة الديمقراطية غريتشن ويتمان، وحمل بعضهم لافتات مؤيدة لترامب. وقالت الحاكمة إنها تأمل ألا تُشجّع تغريدات ترامب على "مزيد من الاحتجاجات".

من جهته، قال حاكم فرجينيا رالف نورثام إنه "ليس لديه وقت للانخراط بحروب على تويتر". وأضاف امام صحافيين "فريقي وأنا نخوض حربًا بيولوجية ضد كورونا".

بدوره، عبّر الحاكم الديمقراطي لولاية واشنطن جاي إنسلي عن غضبه حيال تغريدات ترامب، لأنه قال إنها تشجع على "أعمال خطيرة وغير قانونية". وقال "إنّه يُعرّض ملايين الناس لخطر الإصابة بكوفيد 19. إنّ دعواته إلى تحرير ولايات قد تؤدي الى أعمال عنف".

في المقابل، أعلن حاكم ولاية تكساس، غريغ أبوت، أن ولايته ستبدأ تخفيف أوامر الإغلاق التام هذا الأسبوع، كما قال حكام ولايات أخرى إنه سيجري تخفيف بعض القيود.

وقال أبوت إن شركات البيع بالتجزئة غير الضرورية ستبدأ عملها بجمع الطلبات وتوصيلها، بدءا من الجمعة المقبل، بينما سيعاد بدءا من اغد فتح حدائق بالولاية، مع تطبيق تدابير التباعد الاجتماعي.

وفي ولاية مينيسوتا، أعلن حاكمها أن ملاعب الغولف والأنشطة الأخرى التي تمارس في الأماكن المفتوحة سيتم السماح بها بدءا من صباح أمس، في حين أعلنت فيرمونت تخفيف القيود على الإنشاءات والأعمال الخارجية.

وفي فلوريدا، سمح منذ أمس الأول بإعادة فتح الشواطئ في منطقة جاكسونفيل، مع بدء الولاية تخفيا تدريجيا للقيود.

في غضون ذلك، كشفت دراسة أولية جرت في ولاية كاليفورنيا الأميركية أن العدد الفعلي للمصابين بالفيروس في منطقة سيليكون فالي، يفوق بأكثر من 50 مرة حصيلة الإصابات المعلنة رسميا، من خلال تحليل عينات من دم مجموعة من المواطنين لكشف وجود أجسام مضادة للفيروسات.

ترامب

الى ذلك، توقّع الرئيس الأميركي أن يصل عدد الوفيات إلى رقم يتراوح بين 60 و65 ألف حالة. وأضاف خلال المؤتمر الصحافي اليومي لفرقة العمل المكلفة تنسيق جهود التصدي للفيروس في البيت الأبيض، والذي عقد مساء أمس الأول، أن تكثيف إجراء الاختبارات سيساهم في إعادة فتح البلاد، مشيراً إلى أنه متأكد من أن بعض الولايات ستنجح في إعادة فتح اقتصادها خلال الأسابيع المقبلة. ووصف قدرات بلاده في إجراء الفحوصات بالهائلة، قائلا انه بات من الممكن أن نجري مليون فحص إضافي في كل اسبوع.

وبيّن أنه تم إجراء أكثر من 3.78 ملايين فحص عن الفيروس حتى الآن، مضيفا أنه سيتم توفير أكثر من 5 ملايين اختبار للفيروس القاتل كل أسبوع، بهدف الإسراع في إعادة فتح البلاد.

وأردف قائلاً: "ثمة ضوء في نهاية النفق، ولقد تمكّنا من إنقاذ أرواح الملايين بفضل التدابير التي اتخذناها، فحتى وقت قريب كانت هناك توقعات بأن يصل عدد الوفيات إلى رقم يتراوح بين 100 و240 ألفا، ونرى أن هذا الرقم سيكون أقل من 100 ألف، ويتراوح بين 60 و65 ألفا". وأضاف: "وأعتقد أن ارتفاع معدلات تفشي الفيروس انتهى".

وفي السياق ذاته، قال ترامب إن الولايات المتحدة قرّرت مساعدة المكسيك في مواجهة "كورونا"، عبر منحها أجهزة تنفس، مبيّنا أن ذلك جاء بعد تحدثه مع نظيره المكسيكي أندريه أوبرادور.

وانتهز الرئيس الأميركي فرصة مؤتمره الصحافي اليومي، ليعلن عن مساعدات مباشرة وغير مباشرة بقيمة 19 مليار دولار للأرياف.

وقال ترامب الذي يأمل في انتخابه لولاية رئاسية ثانية في اقتراع نوفمبر المقبل "سنطبق برنامج مساعدات بقيمة 19 مليار دولار من أجل مزارعينا ومربّي الماشية الرائعين الذين يواجهون عواقب الوباء العالمي". وما زال المزارعون يشكّلون قاعدة انتخابية لترامب.

اتهامات للصين

وفيما يتعلّق بالمواجهة المتواصلة بين واشنطن وبكين، اعتبر الرئيس الأميركي أنّ عدد الوفيات "أعلى بكثير" مما أعلنته السلطات الصينية.

وراجعت بكين، أمس الأول، أرقامها، فأعلنت زيادة في عدد الوفيات على أراضيها، بعد تعرّضها لاتهامات من قادة غربيين يشككون في شفافيتها بشأن منشأ الوباء وحصيلته.

وأعلنت الصين نحو 1300 وفاة إضافية في ووهان، مما يرفع عدد الوفيات في البلد الأكبر في العالم من حيث عدد السكان إلى 4632، وهو رقم يبقى أدنى بكثير من بعض التقديرات.

غير أنّ الرئيس الأميركي كتب عبر "تويتر": "أعلنت الصين للتو مضاعفة عدد الوفيات من العدو غير المرئي. إنها أعلى بكثير من ذلك وأعلى بكثير من وفيات الولايات المتحدة، ليست بأي حال قريبة منها".

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد وجّه بدوره أصابع الاتهام إلى بكين. وقال لصحيفة فاينانشل تايمز البريطانية "من الواضح أن هناك أشياء حدثت ولا نعرفها"، مشككا في حصيلة الضحايا التي أعلنتها الصين.

وفي لندن، أعلن وزير الخارجية دومينيك راب، كذلك، أن على بكين الرد على "أسئلة صعبة حول ظهور الفيروس، ولماذا لم يكن بالإمكان وقفه في وقت أبكر".

كما أعرب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس عن قلقه بشأن تصحيح أرقام وفيات ووهان، وطالب السلطات الصينية بتحري الشفافية فيما يتعلق بنشأة الوباء وانتشاره.

بكين

وفي مواجهة هذه الاتهامات، أكد المتحدث باسم "الخارجية" الصينية، تشاو ليغيان، أنه "لم يكن هناك أي تستر على المعلومات، ولن نسمح بأي إخفاء"، ولو أنه اعترف بحصول "تأخير وإغفال" في تسجيل الوفيات.

وبررت بلدية ووهان عدم احتسابها الوفيات الجديدة في الحصيلة الأساسية بأن المرضى توفوا في منازلهم لا في المستشفيات.

ورأت منظمة الصحة العالمية، أن بلدانا عدة ستضطر إلى مراجعة حصيلتها، على غرار ما فعلته الصين.

وفي إجراء جديد، أمرت الصين، أمس، بإخضاع أي شخص يعمل في وظائف معيّنة لها علاقة بالخدمات في مدينة ووهان لفحص فيروس كورونا إذا كان يريد مغادرة المدينة.

وقالت لجنة الصحة الوطنية إن من يعملون في التمريض والتعليم والأمن وغيرها من القطاعات التي تتطلب تعاملا كثيفا مع الناس في ووهان ينبغي أن يخضعوا لفحص مجاني للحمض النووي قبل المغادرة.

إيطاليا وإسبانيا

وأعلنت وزارة الصحة الإسبانية، أمس، أن حصيلة الوفيات من جراء "كورونا" تجاوزت 20 ألف شخص في إسبانيا، ثالث الدول الأكثر تضرراً في العالم بعد الولايات المتحدة وإيطاليا.

وفي إيطاليا، سجلت زيادة طفيفة بحالات الوفاة أمس الأول، في حين انخفض عدد حالات الإصابة الجديدة، وبذلك يستمر الوضع المستقر بشكل كبير في البلاد على مدى الاثني عشر يوما الماضية.

بريطانيا

وفي لندن، حذّر المدير السابق بمنظمة الصحة العالمية، الطبيب البارز أنتوني كوستيلو، من أن بريطانيا قد تسجل أعلى معدل للوفيات في أوروبا، مطالبا بأن تكون مستعدة بشكل أفضل لموجات أخرى من الوباء.

وانتقد كوستيلو، خلال لقاء بالفيديو مع لجنة الصحة والرعاية الاجتماعية بالبرلمان البريطاني، الحكومة البريطانية، وقال إنها كانت "بطيئة للغاية في الاستجابة للتفشي".

وأوضح الأستاذ بمعهد الصحة العالمية في "يونيفرسيتي كوليدج لندن"، أنه من أجل تجنّب ارتفاع كبير آخر في عدد الوفيات، بمجرد أن تبدأ البلاد في تخفيف إجراءات الإغلاق، فإنه على الحكومة تعزيز قدرة اختبار المجتمع، وتبني تتبّع الاتصال على غرار كوريا الجنوبية.

الى ذلك، حذّر جون نيوتن المنسق الوطني لبرنامج فحص "كورونا" في بريطانيا، أمس، البريطانيين من شراء اختبارات غير معتمدة للأجسام المضادة لمعرفة ما إذا كانوا قد أصيبوا بالفيروس، مشيرا إلى أنه لا يمكن التعويل عليها، وقد تعرّض الناس للخطر.

وأعلنت هيئة "كير انغلاند"، التي تمثل قطاع رعاية المسنين، وفاة 7500 مسن بدور الرعاية، في حصيلة هي أعلى من الأرقام الرسمية.

وأحصت بريطانيا 14576 وفاة بوباء كورونا، بحسب الحصيلة الأخيرة التي نشرت أمس الأول، لكنها لا تشمل إلا وفيات مصابين في المستشفيات.

ألمانيا

وغداة إعلان الحكومة الألمانية أن الوباء بات "تحت السيطرة"، بعد شهر من القيود الاجتماعية، ووعدت بإنتاج أقنعة واقية بكميات كبيرة قبل أسبوع من بدء تخفيف إجراءات العزل تدريجيا، سمحت المحكمة الدستورية الاتحادية الألمانية باستئناف عاجل لإلغاء حظر على تظاهرة كان من المقرر تنظيمها أمس في شتوتغارت.

ووجدت المحكمة أن المدينة فشلت في إخطار الشخص الذي سجل التظاهرة ومحاميه بالحظر.

وأضافت المحكمة أن أحد موظفي المدينة قال عبر الهاتف إنه لم يتم اتخاذ أي قرارات بشأن التجمعات، لأنه تم حظرها بموجب تدابير لاحتواء انتشار "كورونا".

ورأت المحكمة أن هذا التصرف ينتهك الحق الأساسي للمدعي في حرية التجمهر.

وكان الرجل يريد تنظيم تظاهرة بمشاركة نحو 50 شخصا عصر أمس في ساحة شلوسبلاتس بوسط المدينة للاحتجاج على إجراءات الإغلاق المعمول بها.

ويعني القرار أنه سيتعين على مدينة شتوتغارت أن تتخذ قرارا مرة أخرى بشأن التظاهرة. ووجدت المحكمة أنه إذا لم تتخذ المدينة قرارا، فسيكون للمدعي الحق في تنظيم التظاهرة التي أخطر بها.

وأخفق الرجل في طلباته العاجلة أمام المحاكم الإدارية للاستئناف على حظر التظاهرة، إلا أن المحكمة الدستورية رأت أنه من الضروري إصدار أمر قضائي عاجل يسمح بالاستئناف، وجاء في قرارها: "الشكوى الدستورية مبررة في المرحلة الحالية".

بكين تفرض فحصاً إلزامياً على مغادري ووهان غداة مضاعفة حصيلة ضحاياها
back to top