البحث العلمي ما بعد الجائحة

نشر في 16-04-2020
آخر تحديث 16-04-2020 | 00:07
أهم ﺇيجابيات المرحلة السابقة، هي الروح الوطنية والتجاوب السريع مع الأحداث الأخيرة من جميع قطاعات الدولة في الكويت المعنية بالبحث العلمي والتطوير، من ذلك الاتفاق الذي تم بين معهد الكويت للأبحاث العلمية ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي لتسخير مواردهما البشرية والمادية من مختبرات تخصصية ودعم الأفكار البحثية التي من شأنها ﺇيجاد حلول ملموسة وآنية.
 د. سلطان ماجد السالم نالت أخبار فيروس كورونا المستجد COVID-19 منذ مطلع العام من شعوب العالم ما نالت، وكان لها أولوية ﺇعلامية وتسليط للأضواء، بالأخص في المناطق الموبوءة من جهة، وعلى مستجدات اختبارات اللقاحات والعقاقير التي يتم تجربتها في شتى أرجاء دول العالم من الجهة الأخرى، فكان ذلك بدهياً ومتوقعا لما كان لهذا الفيروس من تأثير على شتى المجالات الحساسة في معظم دول العالم، من عدة جوانب مثل الجوانب الصحية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها.

ولعله من البدهي أيضاً أن تتركز الأبحاث العلمية المحكمة دولياﹰ والمعنية بشؤون تطوير لقاحات مضادة لـCOVID-19 اهتماماﹰ سائداﹰ لدى الدوريات العلمية كافة، خصوصاً بعد ﺇعلان الولايات المتحدة الأميركية رصد ميزانية قدرها 8.3 مليارات دولار أميركي للبحث والتطوير العلمي فيما يخص تلك الجائحة، والتي خص بها المركز الأميركي لمكافحة الأوبئة CDC.

ومن خلال عملية بحث أكاديمي سريع على كل من محركي البحث العلمي SCIENCEDIRECT وSCOPUS المعتمدين فيما يخص الأوراق العلمية المحكمة، وباستخدام الكلمات الدالة مثل "فيروس كورونا"، نجد أن إجمالي عدد الأبحاث في هذا المجال قد تزايد إلى ما يقارب الـ6,000 ورقة علمية خلال السنوات الماضية، منها أكثر من 690 ورقة علمية خلال شهر أبريل الجاري، مما يدل على تركيز مراكز الأبحاث المختصة بالموضوع على أبحاث متعلقة بفيروس كورونا المستجد.

كل ما سلف ﹺذكره، يعد من أهم المؤشرات بأن العالم الأكاديمي وبالأخص المعنيين في شؤون البحث والتطوير، قد بدأ بإدارة عجلة الأبحاث التطبيقية بالتركيز على وسائل الحد من انتشار هذا الوباء وﺇيجاد حلول تجريبية من جراء عمل دراسة ديناميكية لانتشار هذا الفيروس داخل جسم الإنسان.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستختلف نظرة الباحث العلمي في أي مكان في العالم بعد الأحداث الأخيرة؟! الجواب هو حتما نعم! بل ستختلف كذلك الموازين وبشكل جذري بعد هذه الجائحة التي تمكنت من تغيير معايير وأولويات الأبحاث التطبيقية، وبشكل كبير في شتى النواحي، ومن غير المستبعد، وإن كان متوقعا، أن تتزايد الأبحاث والأفكار العلمية التي تركز على مجالات التنبؤ بالجوائح والأمراض السارية.

ولعل أهم ﺇيجابيات المرحلة السابقة، هي الروح الوطنية والتجاوب السريع مع الأحداث الأخيرة من جميع قطاعات الدولة في الكويت المعنية بالبحث العلمي والتطوير، فعلى سبيل المثال لا الحصر، الاتفاق الذي تم بين معهد الكويت للأبحاث العلمية ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي لتسخير مواردهما البشرية والمادية من مختبرات تخصصية ودعم الأفكار البحثية التي من شأنها ﺇيجاد حلول ملموسة وآنية، ليس على المستوى المحلي فحسب، بل أيضاً على المستويين الإقليمي والدولي.

وهذا يساهم في تقديم مقترحات متجددة في مثل هذه المواضيع التي من شأنها دعم تدشين مراكز وبرامج بحثية متخصصة للتعامل مع الجوائح والحد من انتشار الأمراض السارية في دولة الكويت، لترسم بذلك خريطة الطريق لتطوير الخطط المستقبلية والاستراتيجيات البحثية لكل قطاعات الدولة المعنية في شؤون البحث العلمي ذات الصلة، وذلك بالإضافة إلى دفع عجلة الاقتصاد بالتعاون مع القطاعات الطبية، وبالأخص في القطاع الخاص المخبري والتقني، لتسويق ما قد ينجم من مختبرات العالم الأكاديمي من نتائج إيجابية فيما يخص المواد الوقائية ومضادات للفيروسات وما شابه، بالإضافه إلى تسهيل عملية ﺇتمام مراحل مصادقة نتائج الأبحاث والأخذ بالموافقات النهائية للعقاقير بما يخدم البشرية.

* مدير برنامج معهد الكويت للأبحاث العلمية

back to top