الصين تستنفر لمنع «موجة ثانية»... وآمال حذرة ببلوغ ذروة «كورونا» وإسبانيا تحرّك اقتصادها

• ترامب يرفض اتهامه بالتباطؤ
• فوتشي: الأمور لن تعود إلى طبيعتها بـ «كبسة زر»
• 3 شروط لرفع الحجر... و«الصحة العالمية» تشدد على أن اللقاح هو الحل الأنجع
• الهند وباكستان تعيدان صناعات حيوية إلى العمل

نشر في 14-04-2020
آخر تحديث 14-04-2020 | 00:06
دقّت الصين، بؤرة تفشي المرض التي تمكّنت من السيطرة بشكل فعال على انتشاره، مجدّداً جرس إنذار، بعد عودة تسجيل حالات أعلى مما كانت عليه قبل شهر ونصف الشهر، لمنع حدوث موجة ثانية، في حين بدأت إسبانيا تعيد فتح بعض أنشطتها الاقتصادية.
دشّن فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد 19) جولة تحدٍّ جديدة أمام الصين، التي انطلق منها، مع ارتفاع أعداد الإصابات الجديدة إلى أعلى مستوياتها منذ شهر ونصف الشهر.

ورغم حال الاستنفار التي تتخذها السلطات، أعلنت لجنة الصحة الوطنية الصينية أمس، أكبر حصيلة إصابات، شهدتها منذ أكثر من 6 أسابيع، نتيجة زيادة في عدد المسافرين المصابين القادمين من الخارج، وسجلت 108 إصابات جديدة بينها 98 حالة لأشخاص لم تظهر أعراض عليهم، ودخلوا الصين من بلد آخر في زيادة قياسية جديدة، في حين ارتفع عدد الوفيات حالتين في مقاطعة هوبي شمال البلاد.

وتبلغ الآن الإصابات في بر الصين الرئيسي 82160 والوفيات 3341.

إلى ذلك، أعلن إقليم هيلونغ جيانغ المجاور لروسيا بشمال شرقي الصين 56 إصابة جديدة، منها 49 حالة من روسيا.

وشدّدت المدن الصينية القريبة من الحدود مع روسيا، القيود على الحدود وإجراءات العزل الصحي للقادمين من الخارج.

ترامب

وفي واشنطن، رفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانتقادات الموجهة إليه حول استجابته لتهديد الفيروس، منتقداً أخبار الديمقراطيين «المزيفة» ووسائل الإعلام.

وغرّد على «تويتر» أمس الأول: «إذا كان حزب الأخبار المزيفة المعارض يدفع بكل قوته بحقيقة أن الرئيس ترامب تجاهل التحذيرات المبكرة بشأن التهديد، فلماذا انتقدني الديمقراطيون والإعلام بشدة عندما فرضت حظر سفر على الصين؟ قالوا إنه مبكر وليس ضروريا. وسائل إعلام فاسدة».

وفي رسالة عيد الفصح، كتب ترامب: إنه «وباء لم يشهده بلدنا من قبل، لكننا نكسب المعركة، ونكسب الحرب».

وأراد الرئيس الأميركي في وقت سابق، أن يكون أكبر اقتصاد في العالم قادرا على إعادة فتح أبوابه بحلول أمس الأول، لكن معظم البلاد بقيت في حالة جمود، واحتفلت الكنائس بعيد الفصح عبر الإنترنت لوقف انتشار الفيروس الذي أودى بحياة أكثر من 20 ألف شخص في الولايات المتحدة.

فوتشي

من ناحيته، أوضح كبير خبراء الأمراض المعدية في الحكومة الأميركية أنتوني فوتشي، في مقابلة مع شبكة CNN مساء أمس الأول، أنه «كان يمكن أن تنقذ الإدارة الأميركية الأرواح، لو اتخذت إجراءات مشددة ومبكرة لكبح التفشي». وقال: «لو قمنا بإغلاق كل شيء منذ البداية، لكان الأمر مختلفاً بعض الشيء، لكن كان هناك الكثير من الرفض بشأن فكرة الإغلاق في ذلك الوقت، ولكن لا أحد ينكر أنّ الإجراءات المبكرة كان بإمكانها إنقاذ الكثير من الأرواح».

وعندما سُئل عن تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، قال فوتشي إنه ومسؤولين آخرين اقترحوا إجراءات مشددة في نهاية فبراير الماضي، لكنه أكد أن خبراء الصحة يقدمون التوصيات من «وجهة نظر طبية خالصة، وفي كثير من الأحيان، يتمّ الأخذ بالتوصيات، وفي بعض الأحيان، لا يتم ذلك. ولكن هذا ما هو عليه الحال، ونحن على ما نحن عليه الآن».

لكنّه أشار أيضاً الى أنّ «مناطق أميركية قد تكون قادرة على البدء بالعودة تدريجيا إلى الحياة الطبيعية على الأقل من بعض النواحي، ربما الشهر المقبل مع تنامي الدلائل على أن الجائحة بلغت ذروتها»، لكنّه شدد على أن أكبر قوّة اقتصادية في العالم حيث سجّلت خُمس الوفيات العالمية وأكثر من نصف مليون إصابة «لن تعود إلى طبيعتها بكبسة زر. لا نريد أن نتعجل في اتخاذ القرارات، لأنّ إنهاء جهود احتواء الفيروس على عجل قد يؤدي إلى نتائج عكسية».

إسبانيا

في المقابل، توجّه بعض الإسبان إلى محطات المواصلات العامة الرئيسية في البلاد مرتدين الكمامات الطبية في صباح ماطر أمس، بعد أن خففت الحكومة إجراءات العزل العام الذي دخل شهره الثاني.

وسمحت السلطات لبعض الشركات التي لا يمكنها تشغيل عملياتها عن بُعد مثل شركات الإنشاءات والتصنيع بالعودة للعمل، مما أثار انتقادات بعض الزعماء المحليين الذين يخشون عودة التفشي.

لكن أغلب السكان ما زالوا ملتزمين بعزل منزلي، وستظل المتاجر والحانات والأماكن العامة مغلقة حتى 24 الجاري على الأقل.

وحسب تقديرات وسائل الإعلام، فقد عاد نحو 300 ألف شخص إلى أعمالهم في العاصمة مدريد.

وحذّر رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، أمس الأول، من أن الإغلاق الشامل «بعيد عن أن يحقق انتصارا بعد»، مضيفا: «جميعنا متحمّسون للعودة إلى الشوارع، لكن رغبتنا أكبر بالفوز في الحرب ومنع حدوث انتكاسة».

بدوره، أفاد وزير الداخلية الإسباني فرناندو مارلاسكا، أمس، بأن الشرطة بدأت في توزيع ملايين الكمامات أمس، في محطات القطارات وفي الأقاليم التي لا تشهد عطلة عامة. وتابع: «يجب تأمين صحة العاملين، إذا تضرّر ذلك بأدنى قدر لا يمكن بدء النشاط».

وسيعني ذلك اقتراب انتهاء أسبوعين من «السبات الاقتصادي»، مما يثير انتقادات من بعض مسؤولي الأقاليم والنقابات، لكن بقية قيود الإغلاق ستبقى مطبّقة في البلد الذي يعد نحو 47 مليون نسمة.

وسجلت حصيلة الوفيات اليومية في إسبانيا تراجعا جديداً، أمس، مع إحصاء 517 وفاة في الساعات الـ24 الماضية، ليصل العدد الإجمالي إلى نحو 17500، بينما بلغ إجمالي عدد الإصابات 169496.

فرنسا

وبينما أعلنت السلطات الإيطالية، تراجعا كبيرا للحصيلة اليومية في الوفيات، تتجه فرنسا نحو تمديد العزل الى ما بعد منتصف مايو، حسبما أجمعت الصحف الفرنسية قبيل «خطاب عاطفي» وجهه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الأمة.

أستراليا

وفي سيدني، صرح وزير الصحة الأسترالي غريغ هانت، أمس، بأنه بالرغم من التزايد الثابت في حالات الإصابة الذي يقل عن 2 في المئة وتسطّح المنحنى رسمياً، بدأت أستراليا ترى «أملاً حقيقياً» في كفاحها ضد «كوفيد 19».

3 شروط لرفع الحجر

وحدّد رئيس المجلس العلمي، الذي يقدّم النصح للحكومة الفرنسية بشأن الوباء، جان ديلفريسي، عدة شروط مسبقة لرفع تدابير الحجر، في طليعتها تسجيل تراجع مثبت في الحالات الخطيرة.

والهدف هو السماح للطواقم الطبية بالتقاط أنفاسها بعد الجهود المكثفة التي بذلتها، والسماح للمستشفيات بإعادة تشكيل مخزونها من المعدات والمواد الطبية.

وبموازاة ذلك، ينبغي أن يكون انتشار العدوى قد تراجع بين السكان مع تسجيل نسبة انتقال للعدوى دون الواحد، أي أن كل شخص مصاب ينقل العدوى إلى أقل من شخص آخر، مقابل 3.3 أشخاص في بداية التفشي.

والشرط المسبق الثالث هو توافر عدد كافٍ من الأقنعة الواقية وتحاليل كشف الإصابة، مما سيمكن من متابعة انتقال الفيروس عن كثب.

«الصحة» العالمية

واعتبر المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية ديفيد نابارو أن اللقاح هو الوسيلة الرئيسية للتخلص من الفيروس، وقال إن البشرية ستظل تعاني العدوى حتى يتم اكتشافه حسب «إن بي سي نيوز».

وتابع أن الخبراء ليسوا على يقين من أن الفيروس سيتصرف مثل الإنفلونزا ويظهر على نحو موسمي، لذلك وحتى ظهور اللقاح المضاد له، سيستمر في التسبب بالأوبئة.

وأوصى نابارو بإنشاء البنية التحتية اللازمة للتعامل مع تفشّي المرض بشكل متدرج في جميع أنحاء العالم قبل التخفيف من تدابير الحجر الصحي.

بكين تقيد نشر الأبحاث حول «أصل الفيروس»

نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية تقريراً أشارت فيه الى أن الصين تضيق الخناق على أبحاث الفيروس، خصوصا تلك التي تتناول أصل «كورونا»، وسبب انتشاره، وتمنع نشر أي نتائج توصل إليها علماؤها.

ولفتت الصحيفة اليسارية في تقريرها الى وثائق تثبت قيام كل من جامعة فودان، وجامعة الصين لعلوم الأرض في ووهان بحذف أبحاث عن أصل الفيروس من على موقعهما الإلكترونيين، وكتبوا أن الأبحاث عن أصل كورونا، وكيف نشأ تخضع لمراجعة المسؤولين الحكوميين.

وبعد أن حذفت جامعة علوم الأرض الصينية أبحاثها، نشرت بيانا تشير فيه الى أن أي بحث يتعلق بأصول الفيروس يجب أن يحصل على موافقة من وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية، وهي التي تقوم بفحص البحث، وتقرر نشره من عدمه.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن علماء قلقهم من تدخل السلطات الصينية في أبحاثهم، مما يهدد استقلالية الأبحاث العلمية.

وأكد علماء للصحيفة أن الباحثين الذين يعملون على مواضيع طبية أخرى لا يجب أن يرسلوا أبحاثهم إلى الوزارات الحكومية لفحصها قبل النشر. وتقول أغلب التوقعات إن الفيروس انتقل من الخفافيش إلى الإنسان في سوق ووهان للحيوانات البرية، إلا أن الكثير من التقارير تشير إلى احتمالية أن يكون الفيروس تسرب من أحد معامل ووهان، بينما اتهمت بكين جنوداً أميركيين بجلب الفيروس إلى وسط الصين.

الهند وباكستان

وقال مسؤولون في الهند وباكستان أمس، إن البلدين يعتزمان استئناف العمل جزئيا في بعض الأنشطة الاقتصادية مع تنامي الكلفة لإجراءات العزل المفروضة للحد من تفشي الفيروس.

وقال مصدر حكومي مطلع على النقاشات إن رئيس الوزراء ناريندرا مودي طلب من الوزراء الخروج بخطط لفتح بعض الصناعات الحيوية، في ظل حقيقة أن الأحوال المعيشية للملايين باتت على المحك.

ووفقا لمذكرة حكومية، تقترح إحدى تلك الخطط استئناف العمل في بعض مصانع السيارات والمنسوجات والدفاع والإلكترونيات بينما يمكن للشركات استعادة ربع عملياتها، وهي تتبع قواعد التباعد الاجتماعي.

وتنتهي فترة سريان إجراءات العزل العام منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء.

وقال وزيران في باكستان، إن هيئة القيادة والتحكم التي يقودها رئيس الوزراء عمران خان وتضم القيادات المدنية والعسكرية عقدت اجتماعا امس، لاتخاذ قرار بشأن تمديد إجراءات العزل في عموم البلاد لما بعد 15 أبريل.

كما أضافا أن الاجتماع سيعرض خطة لاستئناف مرحلي لبعض الأعمال تشمل بالأساس التشييد والصادرات، لكن أصحاب الأعمال سيتعين عليهم تقديم ضمانات بالانصياع لإجراءات السلامة وتطهير المصانع، وسيسمح لهم بالعمل بعدد أقل من العاملين.

وقال خان في رسالة مصورة، أمس، «القلق الأكبر الآن هو موت الناس من الجوع. المعضلة من جانب هي وقف الوفيات من الفيروس، ومن جانب آخر وقف الوفيات من الجوع بسبب إجراءات العزل».

موسكو

وفي موسكو، أعلنت السلطات الصحية الروسية، أمس، تسجيل 18 وفاة خلال الساعات الـ24 الماضية، مما يرفع إجمالي الوفيات إلى 148، كما تم تسجيل 2558 إصابة جديدة، ما رفع إجمالي الإصابات إلى 18350 في 82 منطقة بأنحاء البلاد.

ومع تفشي الفيروس، أطلقت مدينة موسكو، حيث تستنفد طاقات الأجهزة الطبية، أمس، إجراءات صارمة من خلال نظام أذونات تنقّل إلكترونية لتعزيز مراقبة الالتزام بإجراءات العزل في العاصمة الروسية.

ووضعت سلطات كوسوفو العاصمة بريشتينا قيد العزل بداية من أمس، بعد زيادة قياسية في عدد الإصابات التي بلغت 362 و7 وفيات. وتم نشر رجال الشرطة على حدود المدينة، مع عدم السماح بدخولها أو الخروج منها سوى بتصريح.

تايلند وكوريا الجنوبية

وبينما بدت شوارع تايلند، التي عادة ما تكون صاخبة خلال هذا الوقت من العام، هادئة أمس، في أول أيام «عيد سونغكران» (رأس السنة)، أهم عطلة بالتقويم التايلندي، بعدما تم إلغاء الاحتفالات المقررة بالعيد لوقف تفشي الفيروس، أعلنت السلطات الصحية في كوريا الجنوبية أنها بدأت بفحص جميع الوافدين من الولايات المتحدة ابتداء من أمس.

يأتي ذلك مع تزايد حالات الإصابات القادمة من الولايات المتحدة بشكل مطّرد، رغم الانخفاض التدريجي في الحالات المحلية. وأظهرت بيانات المركز الكوري الجنوبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن 228 شخصا، أو 49.7 في المئة، من إجمالي 459 الحالات القادمة من الخارج كانت قادمة من الولايات المتحدة على مدى الأسبوعين الماضيين.

في المقابل، من المقرّر أن تُرسل شركات كورية جنوبية اليوم، إلى الولايات المتحدة أولى شحنات فحوص الكشف عن الفيروس لمساعدة واشنطن في مكافحة الوباء، استجابة لطلب قدّمه الرئيس ترامب.

وكشفت كوريا الجنوبية، أمس، أن 116 شخصا على الأقل كان قد أُعلن تعافيهم، ثبتت إيجابية تحاليلهم مجددا.

ووفقا لأحدث الإحصاءات، سجّلت كوريا الجنوبية 25 إصابة جديدة فقط أمس، رغم أن المسؤولين ذكروا أنهم سينظرون عما قريب في تخفيف التوصيات الصارمة التي تهدف لمنع تفشي المرض.

وما زال المسؤولون في سيول يدرسون سبب هذه «انتكاسات»، وقالت مديرة المراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها جيونغ إيون كيونغ إن الفيروس ربما نشط مجددا، وإن المرضى لم يصابوا به من جديد.

في المقابل، أعلن خبراء آخرون أن الفحوص الخاطئة ربما تلعب دورا في ذلك، أو قد تكون هناك بقايا للفيروس في أجسام المرضى من دون أن تكون معدية أو تمثّل خطورة عليهم أو على غيرهم.

وفاة حاخام

وفي القدس، أعلن مستشفى «شعاري تسيديك»، أن حاخام إسرائيل السابق الياهو باكشي دورون، توفي إثر إصابته بالفيروس.

وباكشي دورون البالغ التاسعة والسبعين كان الحاخام الأكبر للسفارديم في إسرائيل بين عامي 1993 و2003.

عُمان وقطر

وبينما أعلنت وزارة الصحة العُمانية تسجيل رابع وفاة لمواطن عُماني (37 عاماً)، مشيرة الى أن عدد الإصابات وصل الى 727، أعلنت وزارة الصحة القطرية تسجيل 252 إصابة، ليرتفع إجمالي الاصابات إلى 3231 والوفيات 7.

إيران

وفي طهران، أعلن الناطق باسم وزارة الصحة كيانوش جهانبور، أمس، ارتفاع عدد الوفيات إلى 4585 حالة، بعد تسجيل 111 حالة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مشيرا الى أن عدد الإصابات بلغ 73303، بعد تسجيل 1617 حالة جديدة.

عزل عاصمة كوسوفو وقبضة إلكترونية حديدية في موسكو... وشوارع تايلند خالية من احتفالات رأس السنة
back to top