ترامب يهدّد بمعاقبة دول ترفض استعادة مواطنيها ويشكّل خلية لإعادة «تشغيل» أميركا

• قطار تخفيف القيود ينطلق في إيران والبحرين... وكونتي يمدّد العزل في إيطاليا رغم الضغوط
• جونسون «يقف على قدميه»... ومسيحيو العالم يحتفلون بالفصح بلا «طقوس»
• وزير الصحة البريطاني يُغضِب الجهاز الطبي بتلميحه إلى هدر معدات الوقاية

نشر في 12-04-2020
آخر تحديث 12-04-2020 | 00:06
وسط نقاش عالمي حول كيفية اعادة تشغيل جزء من الأعمال لتجنب انهيارات اقتصادية في وقت لم ينحسر تفشي فيروس كورونا تماماً، هدد الرئيس الاميركي بمعاقبة الدول التي ترفض استعادة مواطنيها، معلناً تشكيل خلية تفكير في تخفيف القيود.
وقّع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مرسوماً يمهد الطريق لتطبيق حظر تأشيرات الدخول لبلاده على البلدان التي ترفض استقبال الأشخاص الذين تم ترحيلهم من الولايات المتحدة، في ظل تفشي فيروس كورونا.

وقال ترامب في خطاب أرسله لوزارة الخارجية، إن "كورونا بات خطرا يهدد العالم أجمع، لذلك فإن الدول التي ترفض، أو تتأخر في استقبال مواطنيها، أو الأشخاص الذين تم ترحيلهم من الولايات المتحدة، تتسبّب في خطر صحي غير مقبول بالنسبة للشعب الأميركي، ومن ثم فإن الولايات المتحدة قد تطبق قراراً بترحيل مواطني تلك الدول الأجنبية".

وفي إطار المرسوم المذكور، الذي لم يتضمن أسماء أي دول بعينها، فإن رئاسة الأمن الداخلي إذا أثبتت أن دولة ما رفضت استقبال مواطنيها المرحلين، فإن وزارة الخارجية يمكنها فرض حظر تأشيرات الدخول على تلك الدولة.

وفاة مليوني شخص

إلى ذلك، توقّع الرئيس الأميركي أن يكون عدد الوفيات في الولايات المتحدة بسبب "كورونا" سيكون أقل من التوقعات السابقة البالغة 100 ألف، مشيراً إلى أن بلاده كانت ستسجل وفاة مليوني شخص لو اعتمدت سيناريو السويد، التي اختارت الحفاظ على نمط حياة طبيعي.

وخلال المؤتمر الصحافي اليومي، الذي تعقده فرقة العمل التابعة للبيت الأبيض المكلفة بتنسيق جهود التصدي للفيروس، ألمح ترامب، أمس الأول، إلى أن الولايات المتحدة تقترب من ذروة معدل تفشي العدوى، وقال إن عدد الإصابات الجديدة بدأ يستقر مع استقرار الأوضاع في نيوأورليانز، ولويزيانا، وديترويت، وميشيغان.

وتابع: "بفضل التدابير والإجرءات لمكافحة التفشي، فإذا كانت لديكم 60 ألف وفاة فلن تكونوا سعداء أبدا، لكن هذا أقل بكثير مما قيل لنا في الأصل".

وفي البداية أظهرت حسابات علمية ان 200 الف شخص سيموتون في اميركا.

من جانبها، ذكرت عضو فرقة العمل ديبورا بيركس، أن البقاء في المنازل له "تأثير كبير" على انخفاض عدد الإصابات.

كما أكد مدير المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية أنتوني فوتشي في المؤتمر نفسه، أن البلاد حققت "تقدما مهما" في التخفيف من الانتشار، لكنه شدد على أن الإصابات ستستمر في الظهور.

إعادة الأعمال

ووسط نقاش عالمي حول استراتيجية الخروج من قيود "كورونا"، واعادة تشغيل الاقتصاد.

قال ترامب: "يتعيّن عليّ أن أتّخذ قراراً، وأنا آمل فقط من الله أن يكون القرار الصائب. لكنّي أقول دون أيّ شكّ إنّه سيكون أصعب قرار يتوجّب عليّ اتّخاذه".

وترامب الذي يُواجه معركة صعبة لإعادة انتخابه لولاية رئاسية ثانية في نوفمبر يحرص على إعادة فتح الاقتصاد الأميركي، بعد أسابيع من تطبيق إجراءات حازمة أغلقت الأعمال، وجمّدت النقل في جميع أنحاء البلاد.

ومع انّ القرار سيرتكز جزئيًا على البيانات الطبّية، إلا أنّ الاعتبارات السياسية ستلقي بثقلها، وكذلك نصائح مجتمع الأعمال الذي تضرّر كثيرًا من جرّاء الإغلاق، حيث انخفضت الإيرادات وارتفع معدل البطالة بشكل غير مسبوق.

لكنّ الخطوة الأهمّ تتمثّل في إعلان ترامب عزمه على تشكيل خليّة عمل جديدة تضمّ أعضاء جددًا الثلاثاء. وقال: "سأسمّيها خليّة عمل فتح بلادنا، أو مجلس فتح بلادنا". وأضاف ان المجموعة ستضمّ "أطبّاء كبارا ورجال أعمال، وربّما أيضا حكّام ولايات" مؤكدا أنه سيصغي الى خبراء الصحة في حال أوصوا بعدم فتح البلاد.

وفي إشارة إلى سعيه لحشد تأييد واسع لِما قد يكون قرارا سياسيا خطيرا، لفت ترامب الى إنه يريد تمثيلا سياسيا من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في خليّة العمل. وقال: "أريد أن أعيّن فيها أعضاء من الحزبين".

ورداً على سؤال عن تهديده بوقف تمويل منظمة الصحة العالمية، قال ترامب: "سأتخذ قراراً بهذا الشأن هذا الاسبوع".

نيويورك

وسجلت الولايات المتحدة أكثر من ألفي وفاة خلال الساعات الـ24 الماضية، لترتفع الحصيلة الإجمالية إلى نحو 18600 وفاة. وارتفع عدد الإصابة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة إلى أكثر من نصف مليون إصابة.

وكانا الحصة الأكبر لنيويورك، حيث أعلن حاكم الولاية اندرو كومو وفاة 777 شخصاً، لافتا الى تراجع عدد المرضى في وحدات العناية المركزة.

وأشار الى أن الفيروس مستمر في حصد الأرواح، حيث وصل اجمالي الضحايا في الولاية 7844 شخصا، 5 الاف منهم من نيويورك، والعديد منهم كانوا على اجهزة التنفس عدة اسابيع.

وأوضح أن إجمالي الاصابات ارتفع بواقع 11 الف خلال الـ24 ساعة ليبلغ 170812، مشددا على أن ذلك لا يعني ان الفيروس سيختفي خلال وقت قريب.

كونتي

وفي روما، قال رئيس وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي، إن حكومته قرّرت تمديد إجراءات العزل العام حتى 3 مايو، رغم أنه سيتم السماح لمتاجر قليلة بينها دور بيع الكتب، ودور بيع الأدوات الكتابية والمتاجر التي تبيع ملابس الأطفال، بإعادة فنح أبوابها اعتبارا من 14 الجاري.

ووسط تصاعد الضغوط عليه من قبل مجتمع الأعمال لإعادة تشغيل الاقتصاد لتجنيب 3 أكبر دولة صناعية في اوروبا انهياراً اقتصادياً قد تكون تبعاته اشد من كورونا، قال كونتي: "هذا قرار صعب لكنه ضروري، وأتحمل عنه المسؤولية السياسية كاملة".

إسبانيا وفرنسا

وبينما سجلت اسبانيا امس، انخفاضا جديدا في الحصيلة اليومية للوفيات مع 510 وفيات، ما يرفع العدد الإجمالي إلى 16353 وفاة، لاحظ مارك نويزيت، رئيس فريق الحالات العاجلة في خدمة الإسعاف بمدينة مولوز في شرق فرنسا، والذي كان في لب عاصفة الفيروس التي اجتاحت تلك المدينة حدوث تغير.

وقال عن المنطقة الواقعة حول مولوز، بؤرة أدمى تفش شهدته فرنسا، إن "الأمور بدأت تتحسن. قلّ استدعاء فريقنا للحالات المرتبطة بكورونا، وهذا يسمح للموظفين بأخذ قسط من الراحة والتقاط الأنفاس".

وأكد مسؤولو الصحة العامة في منطقة غراند ايست، الواقعة قرب حدود فرنسا مع ألمانيا وسويسرا ولوكسمبورغ، إنه من السابق لأوانه إعلان انتهاء الأزمة، ولكنهم يعتقدون ان ذروة الوباء مرت.

بريطانيا

وفي لندن، بات رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في طريقه للشفاء مع نقله إلى جناح آخر في المستشفى، بعد 3 أيام أمضاها في وحدة العناية المركزة في وقت سجلت بريطانيا للمرة الأولى نحو ألف حالة وفاة.

وخرج الزعيم البالغ من العمر 55 عاما من وحدة العناية المركزة بـ"مستشفى سانت توماس" في لندن، وتتم مراقبته عن كثب خلال ما وصفها مكتبه بأنها "المرحلة الأولى من تعافيه".

وقال المتحدث باسم مكتبه في "10 دوانينغ ستريت"، إنّ "رئيس الوزراء بات بوسعه المشي مسافات قصيرة بين أوقات الراحة كجزء من الرعاية التي يتلقاها للمساعدة في تعافيه". وأكّد أنّ "معنوياته مرتفعة جدا".

ووصف الرئيس الأميركي خروج جونسون من وحدة العناية المركزة بأنه "تطور إيجابي جدا".

وحذرت نقابات الأطباء والتمريض في بريطانيا من أن أفرادها الذين يعالجون المصابين بكورونا مهددون بالعدوى بسبب نقص معدات الوقاية.

وقال وزير الصحة مات هانكوك إن هناك معدات كافية لكن الأمر يتطلب جهدا لوجيستيا "ضخما" بدعم من الجيش لضمان وصول المعدات إلى العاملين في الصفوف الامامية.

وتوفي 19 من العاملين في هيئة الصحة الوطنية، منهم 11 طبيبا، جراء الإصابة بكورونا. وقال هانكوك إن الحكومة ليس لديها أي علم بوجود صلة بين حالات الوفاة المذكورة ونقص المعدات.

وقال هانكوك إن معدات الوقاية الشخصية ينبغي أن تعامل على أنها "مورد ثمين" وألا تهدر دون داع. وقالت كلية التمريض الملكية إن تلميح هانكوك بشأن تبديد معدات الوقاية الشخصية يثير الغضب.

وقررت الحكومة الايرلندية تمديد القيود المفروضة على حرية التنقل حتى الخامس من مايو المقبل. وقال رئيس الوزراء الايرلندي ليو فارادكار في مؤتمر صحافي: أعرف أن الكثيرين منكم يريدون أن يعرفوا متى ستعود الأمور إلى طبيعتها، والحياة إلى ما كانت عليه، الحقيقة هي أنه لا يمكن لأحد أن يقول على وجه اليقين متى سيحدث هذا، أو كيف ستتغير حياتنا عندما يأتي هذا الوقت.

وبينما سجلت روسيا 1667 إصابة جديدة، أمس، ليرتفع بذلك إجمالي الحالات إلى 13584 والوفيات إلى 106، شدد عمدة مدينة موسكو سيرغي سوبيانين حالة الإغلاق التام على العاصمة، بتطبيق نظام يلزم المواطنين بالحصول على تصاريح للسفر اعتبارا من الأسبوع المقبل، بعدما عجزت قيود طوعية في إبعاد المواطنين عن الوجود بالشوارع.

جنوب آسيا

وفي أحدث تحرك للحد من جائحة الفيروس في منطقة جنوب آسيا، مددت بنغلادش إجراءات العزل العام في أنحاء البلاد مدة 11 يوما، وجرى نشر الجيش لفرض إجراءات التباعد الاجتماعي، في حين عقد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي امس، محادثات مع مسؤولي الولايات، لإقرار ما إذا كان سيتم تمديد قيودها الصارمة إلى ما بعد الأسبوع المقبل.

من ناحية أخرى، تنتهي الثلاثاء المقبل فترة إجراءات العزل العام في الهند التي امتدت 21 يوما. وحثت عدة ولايات رئيس الوزراء مودي على تمديد هذه الفترة، رغم تزايد المخاوف من أن هذه الإجراءات جعلت ملايين الفقراء عاطلين عن العمل، وأدت إلى نزوح العمال المهاجرين من المدن إلى القرى.

عيد الفصح

ويُحتفل بعيد الفصح هذا العام بلا مسيرات أو قداديس تقليدية بسبب الوباء.

وبدأ مئات الملايين من المسيحيين الكاثوليك والبروتستانت الذين يخضعون لحجر في بيوتهم مثل نصف سكان العالم، احتفالات غير مسبوقة، خصوصا في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان التي خلت من المؤمنين الذين كانت تكتظ بهم عادة في هذه المناسبة.

وسيتابع المؤمنون في أهم عيد مسيحي، على الشاشة، القداديس التي يترأسها البابا فرنسيس الذي يخضع للعزل أيضا. وسيتابعون من بيوتهم قداس اليوم، الذي يختتم عيد الفصح.

وفي القدس، وللمرة الأولى منذ أكثر من قرن، أغلقت كنيسة القيامة أمام الجمهور في نهاية أسبوع الفصح. وأقيم قداس بسيط يوم الجمعة العظيمة.

البحرين

وفي أول تخفيف للقيود المفروضة للحد من انتشار الفيروس، سمحت البحرين باستئناف عمل المحلات التجارية والصناعية بشروط.

وفتحت محلات تجارية أبوابها لاستقبال الزبائن في العاصمة المنامة، بعد تخفيف القيود بدءاً من مساء الخميس.

ولاتزال صالات السينما ومراكز التجميل للرجال والنساء والصالات الرياضية مغلقة. وتقوم المطاعم بتوصيل الطلبات للمنازل فقط.

وأعلنت وزارة الصحة العمانية أمس، تسجيل 62 إصابة جديدة، لترتفع الحصيلة الاجمالية الى 546 حالة، إضافة الى 3 وفيات.

كما سجّلت دولة الإمارات 370 اصابة جديدة من جنسيات مختلفة، وبذلك يبلغ المجموع 3360، في حين وصل عدد الوفيات الى 16.

طهران

وفي طهران، حضّ الرئيس حسن روحاني الإيرانيين على احترام البروتوكولات الصحية في وقت استؤنفت الأنشطة الاقتصادية "منخفضة المخاطر" في معظم أنحاء البلاد امس.

واستؤنف العمل فيما يسمى بالشركات منخفضة المخاطر، اعتبارا من أمس، باستثناء العاصمة طهران التي ستستأنف نشاطاتها في 18 أبريل.

وقال روحاني: "تخفيف القيود لا يعني تجاهل البروتوكولات الصحية. يجب أن يحترم الناس بجدية التباعد الاجتماعي والبروتوكولات الصحية الأخرى".

وفي سياق متصل، حذر المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي، من ان 4 ملايين إيراني سيصبحون عاطلين عن العمل في حال تعطيل النشاط الاقتصادي فترة طويلة، مضيفا أن 3.3 ملايين من الموظفين الحكوميين يتأثرون مباشرة بتقليص العمل الاقتصادي في البلاد، ونحو 4 ملايين موظف غير حكومي معرضون للفصل من العمل أو خفض أجورهم الشهرية.

وقالت وزارة الصحة، أمس، إن عدد الوفيات ارتفع إلى 4357 شخصا، أمس، بعد تسجيل 125 وفاة جديدة، مشيرة الى أن عدد المصابين وصل إلى 70029.

اليمن

قد تتفاقم المأساة في اليمن، حيث أعلن أمس الأول، رصد إصابة بـ"كورونا" في هذا البلد الذي يشهد حرباً منذ 5 سنوات، ويشهد أسوأ كارثة إنسانية.

وأعلنت اللجنة الوطنية العليا لمواجهة الوباء "تسجيل أول حالة مؤكدة بمحافظة حضرموت"، موضحة أن "الحالة مستقرة وتتلقى الرعاية الصحية".

back to top