«كورونا» يهدد الملك رمسيس والمتحف المصري الكبير

التأجيل وارد لإزاحة الستار عن الأول وافتتاح الثاني

نشر في 01-04-2020
آخر تحديث 01-04-2020 | 00:04
تسبب تفشي «كورونا» في تعطيل جميع الأنشطة الثقافية والفنية حول العالم، ومنها مشروعات في مصر تشرف عليها وزارة الآثار.
بات «كورونا» يهدد بتأخر موعد إنجاز مشروعات أثرية في مصر من بينها إزاحة الستار عن تمثال الملك الفرعوني رمسيس الثاني في معبد الأقصر (جنوبي البلاد)، وافتتاح المتحف المصري الكبير.

وفي الوقت الذي كانت تسارع وزارة السياحة والآثار المصرية للانتهاء من تجميع وترميم تمثال الملك رمسيس الثاني، الموجود في الفناء الأول لمعبد الأقصر (جنوبي مصر)، والبالغ ارتفاعه 7 أمتار، ويزن 65 طناً، لإزاحة الستار عنه في يوم التراث العالمي الموافق 18 أبريل المقبل، بات هذا الأمر غير مؤكد، خصوصاً في ظل الظروف التي تمر بها مصر جراء تفشي وباء «كورونا»، وحالة حظر التجول التي أعلنتها الحكومة، مدة أسبوعين، قد يجري تمديدها.

معبد الأقصر

ومع تنامي التساؤلات في هذا الشأن، أطلق مدير معبد الأقصر، أحمد عرابي، تصريحات قال فيها: إن «عمليات ترميم وتجميع تمثال رمسيس الثاني أوشكت أن تنتهي، ولكن قد يحدث تأجيل في موعد رفع الستار عنه، بسبب مواجهة الفيروس، إلا أننا نواصل أعمال الترميم التي تجاوزت 99 في المئة، لتجهيز التمثال للافتتاح في الموعد المحدد سلفاً، وهو 18 أبريل المقبل، أو الموعد الجديد حسب مستجدات الأحداث».

وأوضح عرابي، أن «أعمال الترميم تُجرى بأحدث الطرق العلمية المتبعة عالمياً، كما تم تنفيذ أعمال رفع كفاءة وتأهيل معابد الأقصر والكرنك، لإتاحتها للزوار من ذوي الاحتياجات الخاصة، عبر تمهيد طرق خاصة تسمح باستخدام الكراسي المتحركة لذوي الإعاقة الحركية، بالإضافة إلى لوحات إرشادية لذوي الإعاقة السمعية».

وكانت أعمال الترميم الخاصة بتمثال رمسيس وغيرها في معبد الأقصر بدأت جميع التمثال في سبتمبر 2019، وذلك عقب موافقة وزير السياحة والآثار، خالد العناني، على هذا المشروع الذي تتبناه بعثة أثرية مصرية بقيادة الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مصطفى وزيري، حيث تم العثور على بقايا وكتل هذه التماثيل في حقبة الخمسينيات من القرن الماضي، وتحديداً خلال الفترة من 1958 إلى 1961 أثناء حفائر قام بها الأثري الكبير محمد عبدالقادر.

حضارة واحدة

الأجواء الاحترازية حيال الفيروس شملت المتحف المصري الكبير، الذي يجري تشييده في منطقة أهرامات الجيزة، ليصبح بعد افتتاحه أواخر العام الحالي أكبر متحف أثري في العالم مخصص لحضارة واحدة هي الحضارة المصرية القديمة، ولكن الظروف المستجدة التي فرضها الفيروس ربما تؤثر على إيقاع العمل داخل المتحف، ما يعني أن افتتاحه هو الآخر في عام 2020 لم يعد أمراً مؤكداً.

مركز الترميم

من جانبه، قال الطيب عباس، المدير العام للشؤون الأثرية بالمتحف الكبير، إنه مع انتشار «كورونا» يجري يومياً تعقيم المتحف ومركز الترميم الملحق به، والذي يستمر العمل به مع تقليل عدد المرممين.

يشار إلى أن مصر تعول كثيراً على المتحف المصري الكبير في جذب سياحة الآثار التي تأثرت سلباً خلال السنوات الأخيرة لعدة أسباب، وسيضم هذا الصرح الكبير متحفاً للطفل، ومركزاً تعليمياً، ومركزاً للحرف اليدوية، وفصولاً تعليمية، ومتحفاً مخصصاً لمراكب الشمس الفرعونية، وأول ميدان لمسلة معلقة، وسيعرض المتحف في قاعاته كنوز الملك الفرعوني الأشهر توت عنخ آمون كاملة، حيث سيجري جمعها للمرة الأولى في مكان واحد، بجانب قاعات لعرض كنوز الحضارة المصرية القديمة.

كتف أبوالهول

كما شهدت منطقة الأهرامات ظاهرة فلكية مميزة، حيث غربت الشمس على الكتف الأيمن لتمثال أبوالهول، أي تعامدت على كتفه وقت الغروب، وهي الظاهرة التي قال عنها عالم المصريات الشهير زاهي حواس، إنها تحدث مرتين سنوياً تستغرق يومين في كل مرة، حيث تغرب الشمس على الكتف الأيمن للتمثال، أي في موسمي الربيع والخريف.

وأشار إلى أن الظاهرة يطلق عليها Equinox، أي عندما يتساوى الليل مع النهار، لافتاً إلى أن الشمس بعد هبوطها في الغروب على كتف أبوالهول الأيمن تتجه إلى الجنوب وخلال فصل الصيف نجدها تبدأ في التحرك إلى ناحية الشمال.

وكانت القاهرة تأمل استغلال هذا الحدث لاجتذاب السياح، مثلما كان يحدث من قبل في الفترة ما بين عامي 1995 و2000، لكن تم إلغاء الحفل بسبب قرار الحكومة بإلغاء التجمعات لمواجهة «كورونا»، وفقاً لحواس، الذي أشار إلى وجود ظاهرة فلكية أخرى في منطقة الأهرامات أكثر جمالاً وأهمية، يمكن الاحتفال بها إذا تحسنت الأوضاع وانتهت أزمة كورونا، وهي ظاهرة غروب الشمس بين هرمي خوفو وخفرع التي تحدث سنوياً في يومي 21 و22 يونيو المقبل.

عمليات ترميم وتجميع تمثال رمسيس الثاني أوشكت أن تنتهي

حدوث ظاهرة فلكية مميزة... غروب الشمس على الكتف اليمنى لتمثال أبوالهول
back to top