«الحرس الثوري» يعزز مواقعه في إدلب وحلب و«حراس الدين» يدخل في مواجهة مع تركيا

مع انتشار عناصر «حزب الله» اللبناني في مدينة معرة النعمان جنوب إدلب، عززت ميليشيات الحرس الثوري الإيراني» تمركزها غرب حلب ونقلت عدة مقرات عسكرية من الريف الجنوبي إلى قرب خطوط التماس مع الجيش التركي وفصائل المعارضة السورية، التي دخلت في مواجهة جانبية مع تنظيم «حراس الدين» الجهادي المرتبط بتنظيم «القاعدة» في سورية.

ونقل موقع «زمان الوصل» عن مصدر عسكري مطلع أن الميليشيات الإيرانية أرسلت تعزيزات عسكرية جديدة، إضافةً إلى «حزب الله» و»حركة النجباء» إلى مدينة سراقب وقريتي الطلحية وكراتين شرق إدلب، ودفعت بتعزيزات ضخمة من قوات «الغيث» إلى جبل شحشبو جنوب المحافظة، وقد بلغ عدد المُسلحين ضمن التعزيزات الجديدة أكثر من 600 مقاتل من جنسيات مختلفة «عراقية ولبنانية وإيرانية وأفغانية».

وتعمل قوات «الغيث» بقيادة العميد غياث دلة، بتنسيق مباشر مع الميليشيات الإيرانية والفرقة الرابعة، وهي القوة المسؤولة عن توقيع عقود التجنيد داخل سورية مع الحرس الثوري.

ووفق موقع «زمان الوصل»، فإن الحرس الثوري حصن مواقعه في «الفوج 46» وعدة قرى وبلدات غرب حلب، وقام أحد قيادييه بنبش قبر قتيل تم دفنه مع أكثر من 40 عنصراً من الميليشيات الإيرانية، كانوا مفقودين في محيط بلدة العيس، مشيراً إلى أنه حصل على معلومات وفيديوهات تفيد بأن معظم جثث العناصر الذين قُتلوا في معارك سابقة في ريف حلب الجنوبي، تم استخراجها ونقلها عن طريق دير الزور ثم إلى العراق وبعدئذ إلى إيران.

ومن جهة أخرى، دخلت التشكيلات الجهادية الموجودة في الشمال السوري، وفي مقدمتها «حراس الدين» في مرحلة مواجهة التطورات الأخيرة في إدلب، سواء تركيا أو جبهة النصرة سابقاً بقيادة أبو محمد الجولاني.

وتصدر «حراس الدين» أحداث الشمال، خلال الأيام الماضية، بعد اتهامه باستهداف رتل تركي في محمبل بريف إدلب، لأنه يسيطر على المنطقة، بجانب «النصرة».

وبينما أكدت وزارة الدفاع التركية، الخميس الماضي، تعرض دورية تركية لهجوم من جماعات متطرفة في ريف إدلب، مما أدى إلى مقتل جنديين وإصابة آخر، طرح استهداف رتلها إشارات استفهام حول مصير هذه «التشكيلات الجهادية»، التي رفضت تسيير الدوريات التركية- الروسية المشتركة على الطريق الدولي حلب- اللاذقية (M4).

وأصدرت غرفة عمليات «وحرض المؤمنين»، التي تضم تشكيلات جهادية أبرزها «حراس الدين» بيانا أعلنت فيه رفضها للاتفاق الذي توصل إليه الرئيسان، التركي رجب طيب إردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، في موسكو، في 5 مارس الحالي. واعتبر البيان، الصادر الأحد الماضي، أن «التفاهمات الدولية وإفرازات مؤامراتها، وآخرها اتفاق موسكو، لا يعدو كونه لدغا من الجحر الواحد مرات عديدة، وتقديما للثورة وجهاد أهلها على مذبح المصالح الدولية».

وحذر أمير التنظيم، أبو همام الشامي، في كلمة مسجلة، بحسب موقع «عنب بلدي» من الانخداع بوعود الدول الضامنة. ووجه قوله إلى أهل الشام و«الفصائل المجاهدة»، بالقول: «حذار من الخضوع لضغوط الداعمين أو الانخداع بوعود الضامنين، فتسلب منكم إرادة القتال، فتصبحوا بعد ذلك أسرى لقراراتهم، فتباعوا وتشتروا».

وقد يؤدي موقف «التشكيلات الجهادية» إلى الدخول في مواجهة مع تركيا، التي رسخت وجودها بمئات الجنود والمدرعات في إدلب، خلال الأسابيع الماضية، وأصبحت صاحبة كلمة الفصل في المنطقة. وتسعى تركيا إلى تنفيذ ورسم الخرائط المتفق عليها مع روسيا في اتفاق إدلب، وسط تهديدات سابقة بذلك لوزير الدفاع خلوصي آكار أكد فيها أن «تركيا ستتخذ كل الإجراءات ضد الذين لا يمتثلون لوقف إطلاق النار في إدلب، بمن في ذلك المتطرفون، وسنجبرهم على الالتزام».

أما المواجهة التي قد تفرض على «حراس الدين» فستكون مع «النصرة» التي عمل قائدها أبو محمد الجولاني خلال العامين الماضيين، على نبذ التيارات المتشددة لإبعاد تهمة الإرهاب عن فصيله.

وتمثلت خطوات الجولاني بعزل قسم من التيار المتشدد، الذي شكل بدوره «حراس الدين»، واستقطب بعض المجموعات «المتطرفة» من الجبهة وأدرجها في صفوفه، وأبرزهم سامي العريدي وأبو عبدالرحمن المكي.

وعمل الجولاني، خلال الفترة الماضية، على تحويل خطابه من متشدد إلى معتدل، عبر تعهده بعدم استخدام سورية من «تنظيم القاعدة» أو أي فصيل آخر، كمنصة إطلاق للعمليات الخارجية، والتركيز على قتال الجيش السوري وحلفائه.

وعلى صعيد آخر، أعلنت سلطات الشطر الشمالي من جزيرة قبرص أمس الأول إنقاذ مجموعة من 175 سوريا كانوا على متن مركب وجرى منعهم من الرسو على شواطئ جمهورية قبرص.

وقالت الشرطة في جمهورية شمال قبرص التركية إنّ اللاجئين، وبينهم 69 طفلاً، استقبلوا ليلاً بعد غرق مركبهم على بعد نحو عشرة أمتار من الساحل في جنوب شبه جزيرة كارباس، مضيفة أنّهم نقلوا إلى صالة للألعاب الرياضية في منطقة ايسكليه في شمال-شرق الجزيرة، وأنّهم سيخضعون لفحوص طبية.