تأهُّب إيراني تحسباً لانقلاب أميركي في العراق

الحرس الثوري يعتبر تصفية سليماني بداية التحرك المحتمل للإجهاز عليه
• طهران تفتح قنوات مع السُّنة والأكراد وتحذِّر من العودة إلى حقبة صدام

نشر في 22-03-2020
آخر تحديث 22-03-2020 | 00:10
جانب من مراسم إحياء ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم في الناصرية أمس (أ ف ب)
جانب من مراسم إحياء ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم في الناصرية أمس (أ ف ب)
كشف مصدر في «فيلق القدس» الإيراني عن إعلان الحرس الثوري والفصائل الموالية له بالعراق، وفي مقدمتها هيئة الحشد الشعبي، حالة التأهب بجميع القوات؛ تحسباً لانقلاب عسكري يدبّره الأميركيون للسيطرة على السلطة في بغداد.

وأكد المصدر، لـ «الجريدة»، أن الأجهزة الأمنية الإيرانية حصلت على معلومات استخباراتية بأن الأميركيين أبلغوا حلفاءهم في بغداد أن الاعتماد على منظمات المجتمع المدني لم يعد مُجدياً، ولن ينجح، دون تحرك موازٍ للقوات المسلحة الموالية لواشنطن للإجهاز على طهران وحلفائها بالعراق.

وأشار إلى أن التركيبة السياسية الموجودة بالعراق لا تسمح للأميركيين بوصول رئيس وزراء موالٍ لهم إلى السلطة، إلا في حال وقوع انقلاب عسكري موالٍ لواشنطن للسيطرة على السلطة.

وذكر المصدر أن الإيرانيين فتحوا قنوات اتصال مكثفة مع أطراف سنية وكردية عراقية لتشكيل تحالف يواجه «الخطط الأميركية» الجديدة، خصوصاً في ظل محاولة واشنطن استغلال انشغال طهران بمواجهة تفشي فيروس «كورونا»، لتمريرها.

وأوضح أن الإيرانيين يحاولون إقناع جميع الأطراف السياسية العراقية بأن مصلحة الجميع تقتضي أن يستطيع رئيس وزراء مدني السيطرة على السلطة، بأي شكل من الأشكال، وأن أي «انقلاب عسكري»، في حال حدوثه، سيعني خسارة الجميع لكل مكاسبهم، وربما عودة العراق إلى ما كان الأمر عليه في ظل حكم الديكتاتور صدام حسين.

وأشار المصدر إلى أن تصفية واشنطن لقائد «فيلق القدس» قاسم سليماني ونائب رئيس «الحشد» أبومهدي المهندس مثّلت بداية التحرك الأميركي للانقضاض على السلطة بالعراق، لأن الأميركيين كانوا على علم بأن سليماني يملك اتصالات وثيقة مع العديد من السياسيين العراقيين، وكان بإمكانه قلب الطاولة عليهم في أي لحظة.

وأقرّ المصدر بأن طهران تلقت ضربة كبيرة بفقدها سليماني، ولم تتمكن، حتى الآن، من سد الفراغ الذي تركه بشخصية تملك «الكاريزما» اللازمة للتأثير على جميع حلفاء إيران بالمنطقة.

وقوبل تكليف الرئيس برهم صالح لعدنان الزرفي بتشكيل الحكومة الجديدة خلفاً لعادل عبدالمهدي برفض واسع من الأحزاب الشيعية، وخصوصاً تحالف «الفتح»، الذي يضم فصائل شديدة الصلة بإيران، إذ أكدت أن التكليف مخالف للقواعد الدستورية.

في المقابل، اشترط وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن يقوم رئيس الوزراء المكلف بـ «دعم سيادة العراق، وينأى بنفسه عن الفساد، ويحمي حقوق الإنسان»، كي يحظى بدعم واشنطن.

back to top