نصف طلاب العالم محرومون من الدراسة... وأكثر من 8000 وفاة بالوباء

● الحكومة البريطانية تقترح قانون طوارئ يمنحها سلطات استثنائية سنتين... وباريس تشدد قيود التجول
● تحذيرات من عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية... وأستراليا تستبعد «الإغلاق التام» وتبقي المدارس مفتوحة
● الإمارات تمنع السفر وألمانيا ترفض عبور 21 ألف مسافر بيومين

نشر في 19-03-2020
آخر تحديث 19-03-2020 | 00:05
طاقم طبي في مطار شريميتيفو بموسكو أمس  (أ ف ب)
طاقم طبي في مطار شريميتيفو بموسكو أمس (أ ف ب)
ارتفعت حصيلة الإصابات والوفيات بفيروس كورونا المستجد، الذي عطَّل الحركة بين الدول وداخل كل دولة، في حين بات أكثر من 850 مليون شاب في العالم، أي نحو نصف عدد التلاميذ والطلاب محرومين من الدراسة.
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، أمس، أن أكثر من 850 مليون شاب في العالم، أي نحو نصف عدد التلاميذ والطلاب، اضطروا حتى أمس الأول إلى البقاء في منازلهم دون إمكان التوجه إلى مؤسساتهم التعليمية بسبب وباء «كورونا».

وقالت المنظمة إنه بسبب الإغلاق الكامل للمدارس والجامعات في 102 بلد، والإغلاق الجزئي في 11 بلدا آخر بسبب الوباء، فإن عدد من حرموا الدراسة تجاوز الضعف في 4 أيام، ويتوقع أن يزداد، مما يشكل «تحديا غير مسبوق» لقطاع التعليم.

وفيات

إلى ذلك، أسفر وباء كورونا عن وفاة أكثر من 8000 شخص في العالم، وفق إحصاء لـ «فرانس برس»، استندت فيه إلى معلومات رسمية.

وأمس، حتى الساعة 12.00 ت غ، أحصيت 8092 وفاة غالبيتها في أوروبا (3422) وآسيا (3384)، ومع وفاة 684 مصابا إضافيا في الساعات الـ24 الأخيرة من أصل 78766 مصابا، فإن أوروبا هي القارة التي تشهد التفشي الأسرع للفيروس.

تحذيرات علمية

وحذر علماء من أن مئات الآلاف قد يموتون في بريطانيا والولايات المتحدة إذا انحصر التركيز على تأخير إو إبطاء الإصابات بالفيروس.

وخلصت الوثيقة، التي شارك في إعدادها 30 من أعضاء فريق التعامل مع «كوفيد - 19» في كلية امبيريال كولدج بلندن، إلى أن وقف الفيروس هو «الخيار المفضل».

وقال العلماء إن ذلك يتطلب مجموعة إجراءات هي «عدم الاختلاط الاجتماعي والعزل المنزلي للحالات والحجر المنزلي لأفراد عائلات المصابين»، مضيفين أن «إجراءات التدخل المكثف هذه يجب أن تستمر حتى يتوافر لقاح (ربما خلال 18 شهرا أو أكثر)».

واستندت دراسة «امبيريال كولدج» إلى بيانات من إيطاليا للاسترشاد بتأثير الفيروس المحتمل في بريطانيا والولايات المتحدة في حال وجود بيئة اجتماعية خارجة عن السيطرة.

وتوقعت الدراسة إصابة 81 في المئة من البريطانيين والاميركيين بالفيروس، ووفاة 519 ألف شخص في بريطانيا، و2.2 مليون في الولايات المتحدة، على أن تبلغ الذروة بعد 3 أشهر في حال عدم التدخل. لكن في حال واصل البلدان سياسات التخفيف من تأثيرات الفيروس التي أعلنا عنها مؤخرا، فإن عدد الوفيات قد ينخفض الى النصف، ولكن أنظمة الرعاية الصحية ستبقى مثقلة.

وحذر معهد «روبرت كوخ» الألماني للأبحاث والتحاليل من إصابة نحو 10 ملايين شخص بألمانيا في غضون أشهر قليلة، في حال عدم الالتزام بإجراءات الوقاية اللازمة.

وقال رئيس المعهد، لوتار فيلر، أمس، في برلين، إن هذا من الممكن أن يحدث في حال عدم الالتزام بالإجراءات التي أمرت بها الحكومة، موضحا أن أعداد الإصابات تتضاعف، مناشدا المواطنين خفض الاختلاط الاجتماعي.

وأضاف فيلر أن الفيروس ينتقل حاليا فقط من إنسان لإنسان، مشيرا إلى أن المعهد سجل حتى الآن نحو 8200 حالة إصابة مؤكدة في ألمانيا، بزيادة قدرها 100 حالة مقارنة بأمس الأول، ويتوقع باحثون أن يُصاب بالفيروس في ألمانيا ما يتراوح بين 60 و70 في المئة، أي ما يعادل 50 إلى 58 مليون نسمة بين إجمالي عدد السكان البالغ 83 مليونا.

باريس

وشددت الشرطة في باريس قيودها لتطبيق الإغلاق بالمدينة، حيث يعمل الجيش على تقديم المساعدة للمستشفيات في شرق البلاد، وقالت الشرطة إنه تم إجراء 10 آلاف فحص حتى صباح أمس، كما تم تغريم 518 شخصا لعدم احترام القواعد.

وعملت قوات الشرطة بالقرب من برج إيفل على فحص التصاريح الموقعة التي تفيد بأن الأشخاص الموجودين في الشوارع خرجوا من منازلهم لأسباب معينة، مثل العمل وشراء الاحتياجات الأساسية.

وشهدت الشوارع في جنوب باريس هدوءا، حيث شوهدت حفنة من المارة. وقال وزير الصحة الفرنسي أوليفر فيران إنه يأمل أن تؤدي الإجراءات لانخفاض ملحوظ في معدل الاصابات خلال «8 أو 10 أو 12 يوما».

أستراليا

وطلبت الحكومة الاسترالية من مواطنيها أمس الامتناع عن السفر إلى الخارج، كما دعت المسافرين حاليا إلى العودة بسرعة إلى بلدهم، وذلك في إطار إجراءات غير مسبوقة في تاريخ البلاد تهدف إلى الحد من تفشي الوباء.

وأمر رئيس الوزراء الاسترالي سكوت موريسون، الذي وصف وباء كورونا بأنه «حدث من النوع الذي نشهده مرة كل مئة عام»، بالحد من التجمعات «غير الضرورية» لأكثر من 10 شخص في الأماكن الداخلية، بعد حظر فرض مسبقا على تجمع أكثر من 500 شخص أثار ذهول الأستراليين المعروفين بحبهم للنشاطات الرياضية.

ومع أن موريسون وصف قرار الحد من السفر بأنه «حظر غير محدد زمنيا» للرحلات إلى الخارج، جاءت نصيحة الحكومة بشكل توصية.

واستثنى موريسون من قرار منع التجمعات لأكثر من 100 شخص، وسائل النقل العام ومواقع التسوق والمنشآت الصحية والمدارس، ورفض الدعوات التي وجهت إلى الحكومة لإغلاق كل المدارس، كما حصل في دول أخرى، موضحا أن تأثير ذلك على المجتمع والاقتصاد سيكون «قاسيا» ويكلف «عشرات الآلاف من الوظائف».

وذكر ان «أي إجراء نتّخذه يجب أن يمتد 6 أشهر على الأقل»، مبينا أن إغلاق المدارس سيحرم القطاع الصحي 30 في المئة من العاملين فيه، إذ سيجبر الآباء والأمهات من بينهم على ملازمة المنزل مع أولادهم. واستبعد كبير أطباء استراليا برندان مورفي أيضا اتخاذ إجراءات

إغلاق واسعة مثل تلك التي فرضت في بعض الدول الأوروبية.

وقال مورفي، في المؤتمر الصحافي مع موريسون، إن «إغلاقا لفترة قصيرة من أسبوعين إلى أربعة أسابيع لا يوصي به أي من خبرائنا»، مضيفا: «هذا لا يحقق شيئا، وعلينا أن نواجه هذا الوضع لفترة طويلة».

بريطانيا

وكانت المملكة المتحدة نصحت أمس الأول مواطنيها بعدم السفر غير الضروري إلى جميع أنحاء العالم خلال الثلاثين يوما المقبلة، في الوقت الذي حذر كبير مستشاريها العلميين السير باتريك فالانس، من أن حدوث 20 ألف حالة وفاة فقط بسبب كورونا سيكون «نتيجة جيدة»، واصفا الفيروس بأنه سيكون مروعا.

وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إنه سيعمل مع شركات الشحن للحفاظ على طرق التجارة من وإلى المملكة المتحدة مفتوحة بعد أن حث رئيس الوزراء بوريس جونسون الشعب البريطاني على تجنب الاتصال بالأشخاص الآخرين ووقف الرحلات غير الضرورية في محاولة لمكافحة الوباء سريع الانتشار، وفقا لوكالة أنباء بلومبرغ.

ويتوقع أن تفرض السلطات قيوداً أكثر صرامة في الأيام المقبلة، بينها إجبار الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية خطيرة على البقاء في منازلهم 3 أشهر لتخفيف الضغوط على النظام الصحي في البلاد.

وكشفت الحكومة البريطانية عن مشروع قانون طوارئ يمنحها سلطات استثنائية لمكافحة انتشار فيروس كورونا، ويسمح بعمليات توقيف حماية للصحة العامة أو تعبئة المتعاقدين الذين كانوا يعملون في الخدمات الصحية.

وسيعرض نص القانون على مجلس العموم اليوم، ويهدف إلى مساعدة نظام الصحة العام (أن إتش أس) على مواجهة الفيروس وإبطاء انتشاره.

وستحظى الشرطة بصلاحية توقيف أشخاص وعزلهم لحماية الصحة العامة. وقد يدعى العاملون في قطاع الصحة والمساعدون الاجتماعيون المتقاعدون إلى العمل مجددا.

وسيحصل متطوعون يساعدون في الاعتناء بالمرضى على ضمانات تسمح بـ»تعليق» عملهم الرئيسي لفترة 4 أسابيع كحد أقصى، وسيتم تبسيط المعاملات الإدارية في المستشفيات للسماح بإتاحة أسرة بأسرع وقت ممكن.

ولن تدخل كل هذه الإجراءات، التي كشف عنها على موقع الحكومة الإلكتروني، حيز التنفيذ فورا، وتمتد على سنتين كحد أقصى.

وذكرت صحيفة «ذي تايمز» أن مشروع القانون سيعتمد خلال الأسبوع الراهن دون أن يصوت عليه النواب، إذ إن الأحزاب السياسية وافقت على الإجراءات التي يحويها، ويفترض أن يدخل القانون حيز التنفيذ قبل العطلة البرلمانية الأسبوع المقبل، وانتقد النائب العمالي كريس براينت «إجراءات الطوارئ الصارمة»، مطالبا بإشراف منتظم للبرلمان خلال فترة السنتين.

وأعلنت إيران أمس 147 وفاة جديدة بوباء كورونا، مما يشكل عددا قياسيا يوميا في أحد البلدان الأكثر تضررا بالفيروس، ويرفع الحصيلة الاجمالية للوفيات الى 1135.

وقال نائب وزير الصحة علي رضا رئيسي، في مؤتمر صحافي نقله التلفزيون، «الجميع باتوا يعلمون الآن بالمرض، والغريب أن هناك أشخاصا لا يأخذونه على محمل الجد»، مضيفا: «إذا ساعد الناس نستطيع السيطرة عليه، وإلا فلنتوقع أن يطول هذا الامر اكثر من شهرين».

وأشار نائب وزير الصحة الى تسجيل إصابة 1192 في الساعات الـ24 الاخيرة، مما يرفع الى 17161 العدد الاجمالي للاصابات، وسجل العدد الاكبر في محافظة طهران (213 إصابة)، تليها أصفهان في وسط البلاد (162)، وأذربيجان الشرقية في الشمال الغربي (84)، وشكا رئيسي من أن «الأسواق» في طهران «مليئة»، وأن الناس يتنقلون في سياراتهم رغم تحذيرهم من هذا الأمر.

ودافع الرئيس الايراني حسن روحاني أمس عن تعامل حكومته مع الوباء، رغم عدم فرضها اغلاقا على البلاد لمنع انتشار الوباء. وقال: «لقد أنجزنا اشياء عظيمة (من بينها) اجراءات لم تتخذها دول أخرى».

وأضاف في تصريحات تلفزيونية عقب الاجتماع الاسبوعي لحكومته والى جانبه وزراء يرتدون اقنعة: «سنتجاوز هذه الأوقات الصعبة».

وقال رئيس بلدية طهران بيروز هاناتشي إن الاقتصاد قد لا يحتمل كلفة الاغلاق خاصة في ظل العقوبات الاميركية القاسية.

ونقلت عنه وكالة مهر الاخبارية قوله «في الوضع العادي وفي الاقتصاد الجيد، ربما كنا نستطيع فرض اغلاق».

وتابع «ولكن ما يأتي لاحقا مثل توفير السلع الضرورية والتعويض عن الخسائر في انحاء ايران، ليس ممكنا، ولذلك لا يمكن فرض اغلاق تام».

إلى ذلك، منعت السلطات الإمارتية مواطني الإمارات من السفر للخارج حتى إشعار آخر، بينما أعلنت سلطنة عمان تعطيل النقل العام وسيارات الأجرة.

وطلب المغرب من مواطنيه عدم مغادرة المنزل إلا لشراء السلع الضرورية أو الرعاية الطبية أو العمل. وكانت السعودية أعلنت، مساء أمس الأول، تعليق حضور العاملين للمكاتب الرئيسية لمنشآت القطاع الخاص لمدة 15 يوما، عدا الأنشطة التي تتعلق بتوفير الغذاء والدواء، كما أعلنت إيقاف الصلاة في المساجد باستثناء الحرمين.

أزمات حدودية

وشهدت العديد من دول العالم أزمات على الحدود. وردت السلطات الألمانية نحو 21 ألف أجنبي على الحدود في غضون اليومين الأخيرين، رافضة دخولهم الأراضي الألمانية. وحذرت السلطات النمساوية السائقين بالابتعاد عن الحدود المجرية المغلقة، حيث وصل الازدحام المروري هناك إلى 45 كيلومترا، واندلعت احتجاجات بين المسافرين الذين تقطعت بهم السبل.

إسرائيل

وأفادت وزارة الصحة في إسرائيل أمس بأن عدد حالات الإصابة قفز 40 في المئة إلى 427 حالة في الساعات الـ24 الماضية، وتوقعت زيادة أكبر مع تنفيذ عمليات فحص جماعي.

وحث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الإسرائيليين على البقاء في بيوتهم، وأقر مراقبة تحركاتهم إلكترونيا لتقليل احتمالات العدوى، مضيفا انه سيتم إجراء 3000 فحص على الأقل يوميا.

وقال موشي بار سيمون-توف، المدير العام بوزارة الصحة، لإذاعة الجيش، «سنصل إلى مرحلة تصاب فيها مئات عديدة، وربما أكثر يوميا».

وفي الضفة الغربية المحتلة، أكد مسؤولو الصحة الفلسطينيون 44 حالة إصابة، بينما لم يتم رصد أي إصابات في قطاع غزة ذي الكثافة السكانية العالية.

وأغلقت إسرائيل أمس مناطق في الضفة الغربية، بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية في رام الله، وقال مدير القسم الدولي في وحدة وزارة الدفاع الإسرائيلية، المشرفة على الأنشطة المدنية في الأراضي الفلسطينية، «تم اليوم إغلاق الضفة الغربية». وأشار إلى استمرار إغلاق المعبر بين إسرائيل وقطاع غزة. ويعمل في إسرائيل نحو 70 ألف فلسطيني من مختلف مدن الضفة الغربية المحتلة، يعبرون الحواجز ذهابا وإيابا بشكل يومي.

بنغلادش وباكستان

وأعلن مسؤول في بنغلادش أمس تسجيل أول حالة وفاة بفيروس كورونا و4 حالات إصابة أخرى، ليرتفع بذلك عدد الحالات المصابة إلى 14، وبعد يوم من إعلان إغلاق المعالم السياحية قال وزير الدولة للشؤون الخارجية في الحكومة الهندية أمس إن 276 هنديا إجمالا ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا في الخارج حتى الآن، وكانت باكستان كشفت ان عدد حالات الإصابة زادت بأكثر من الضعف أمس الأول لليوم الثاني على التوالي لتصل إلى 187 حالة.

ماليزيا

وخيم أمس صمت غريب على شوارع كوالالمبور، التي عادة ما تتسم بالصخب، حيث بدأت ماليزيا إغلاقا جزئيا في البلاد مدته أسبوعان، بهدف التغلب على الزيادة الأخيرة المرعبة في أعداد حالات الإصابة بفيروس كورونا، والتي وصلت إلى ما يقرب من 800 حالة، بينما عززت السلطات الفلبينية أمس جهودها لإبقاء الملايين من الفلبينيين في منازلهم، حيث حذرت سلطات الصحة من أن عدد المصابين يمكن أن يرتفع إلى 75 ألفا خلال 3 شهور إذا لم يتم تطبيق إجراءات صارمة.

أزمة شاحنات بين النمسا والمجر... وبنغلادش تسجل أول وفاة والفلبين تتخوف من إصابة 75 ألفاً في 3 أشهر
back to top