روسيا تختصر أول دوريات إدلب وتمهل تركيا لتحييد فصائلها

نشر في 16-03-2020
آخر تحديث 16-03-2020 | 00:02
سوريون يحتجون ويحرقون الإطارات في محاولة لمنع حركة المرور على الطريق السريع ، الذي يربط بين محافظات حلب واللاذقية شمال سوريا
سوريون يحتجون ويحرقون الإطارات في محاولة لمنع حركة المرور على الطريق السريع ، الذي يربط بين محافظات حلب واللاذقية شمال سوريا
في تأكيد على استمرار تعقد صراع سورية، الذي دخل عامه العاشر بأكثر من 370 ألف قتيل وشرّد ملايين النازحين واللاجئين وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية والقطاعات المنتجة، اضطرت روسيا وتركيا لاختصار أول دورية مشتركة بموجب اتفاق توصل إليه الرئيسان فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان أوقف هجوماً تسبب بفرار نحو مليون شخص.

وانطلقت الدورية الروسية - التركية الأولى على طريق M4 السريع، الذي يربط شرق سورية بغربها من بلدة ترنبة الواقعة على بعد كيلومترين من مدينة سراقب، وكان من المقرر أن تصل إلى بلدة عين الحور.

وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأنه «تم اختصار مسار الدورية بسبب استفزازات مخططة من عصابات مسلحة متطرفة غير خاضعة لتركيا حاولت تنفيذ استخدام المدنيين دروعا بشرية، بما في ذلك النساء والأطفال»، مشيرة إلى «منح وقت إضافي للجانب التركي لاتخاذ إجراءات خاصة بتحييد التنظيمات الإرهابية، وضمان أمن الدوريات المشتركة لتنفيذ المزيد منها بصفة منتظمة على طريق M4».

وفي 5 مارس توصل بوتين وإردوغان إلى حزمة قرارات لمنع التوتر في إدلب تشمل إعلان وقف إطلاق النار في المنطقة، اعتباراً من اليوم التالي، وإنشاء «ممر آمن» في مساحات محددة على هذه الطريق.

والجمعة الماضي، وقعت روسيا وتركيا، نتيجة مفاوضات عسكرية في أنقرة، على اتفاق حول تفاصيل تنفيذ خطة تسمح بتطبيق كل القرارات المنسقة بين الطرفين حول إدلب.

وفي ظل فشل كل الجهود الدولية المبذولة في التوصل إلى تسوية سياسية توقف معاناة المدنيين، دخلت حرب سورية عامها العاشر، أمس، مخلّفة مأساة إنسانية هائلة ودماراً واسعاً.

وحين اندلعت الاحتجاجات السلمية منتصف مارس 2011، لم يتخيل المتظاهرون أن مطالبهم بالديمقراطية والحريات ستكون مقدمة لأكبر حروب القرن الواحد والعشرين، وأن حراكهم الذي سرعان ما واجهته قوات الأمن بالقوة سيتحول حرباً مدمرة تشارك فيها جيوش دولية ضخمة وأطراف عدة خصوصاً مع صعود نفوذ التنظيمات الجهادية.

وبعد مرور تسع سنوات، ما زال الرئيس بشار الأسد على رأس السلطة. وباتت قواته، التي تدخّلت روسيا عسكرياً لصالحها عام 2015 وتتلقى دعماً إيرانياً، تسيطر على 70 في المئة من مساحة سورية، وتعمل على توسيع نطاق سيطرتها، وآخر ما حققته تقدم استراتيجي في محافظة إدلب، حيث سُجلت أسوأ كارثة إنسانية منذ بدء النزاع.

وأودت الحرب بحياة 384 ألف شخص على الأقل بينهم أكثر من 116 ألف مدني، وفق حصيلة نشرها المرصد السوري السبت، وخلّفت عدداً كبيراً من الجرحى والمعاقين عدا عشرات آلاف المعتقلين والمفقودين.

وبحسب الأمم المتحدة، نزح أكثر من ستة ملايين سوري داخل سورية، يقيم عدد كبير منهم في مخيمات عشوائية، بينما بات أكثر من 5.6 ملايين سوري لاجئين في دول أخرى، لا سيما لبنان وتركيا والأردن.

وتسببت الحرب بأكبر مأساة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية، وفق الأمم المتحدة، مع نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل سورية وخارجها.

وأعلنت منظمة «يونيسف» أمس أن نحو خمسة ملايين طفل ولدوا منذ اندلاع النزاع، بالإضافة إلى مليون آخر ولدوا في دول الجوار، في حين بلغت حصيلة الضحايا منهم نحو 9 آلاف بين قتيل وجريح.

وذكرتالمديرة التنفيذية للمنظمة هنريتّا فور، التي زارت سورية الأسبوع الماضي، أنه «تم تجنيد نحو خمسة آلاف طفل، لا يتجاوز عمر بعضهم السنوات السبع في القتال، فيما تعرَّض ألف مرفق تعليميّ وطبيّ للهجمات»، مؤكدة أن هذه «الحرب علامة فارقة وهي وصمة عار أخرى، مع دخول النزاع عامه العاشر، ودخول ملايين الأطفال العقد الثاني من حياتهم محاطين بالحرب والعنف والموت والنزوح».

back to top