جداريات تحكي تاريخ ملوك الفراعنة في «موكب المومياوات»

تستعد مصر لإقامة مراسم رسمية لنقل 22 مومياء ملكية من المتحف المصري بوسط القاهرة إلى مقرها الدائم في متحف الحضارة بمنطقة الفسطاط (جنوبي العاصمة). وكانت أبرز هذه الاستعدادات؛ تجهيز عدد كبير من الجداريات على الطريق الذي سيتحرك فيه الموكب الملكي لنقل المومياوات، كجزء من المراسم المقرر إقامتها للحدث الأثري الذي ينتظره العالم.

ملوك وملكات

وإلى جانب 22 مومياء فرعونية ملكية ستنقل وزارة السياحة والآثار 17 تابوتاً ملكياً تعود إلى عصر الأسر الـ17 والـ18 والـ19 والـ20. أما أبرز المومياوات، فتخص الملوك رمسيس الثاني وسقنن رع وتحتمس الثالث وستي الأول، إلى جانب أربع مومياوات لملكات، هن: حتشبسوت وميرت آمون زوجة الملك أمنحتب الأول، ونفرتاري زوجة الملك أحمس.

وقبل أيام، تفقد وزير السياحة والآثار خالد العناني، أعمال التجميل الفني لجداريات مسار الموكب الملكي، والتي يشرف عليها أعضاء هيئة تدريس من كليات الفنون التطبيقية والتربية الفنية في جامعة حلوان، ويشارك في تنفيذها طلاب الكليات الفنية.

ووفق بيان للوزارة، فإن الجداريات المزينة للطريق المؤدي لموكب المومياوات الملكية جرى تصميمها بنقوش فرعونية، توثيقاً لتراث الحضارة المصرية القديمة بطرق فنية تتماشى مع المجتمع المصري المعاصر، وهي أعمال استغرق تصميمها حوالي أسبوع كامل.

التصاميم والأزياء

وكانت الوزارة اتفقت في وقت سابق مع محافظة القاهرة على خط سير الموكب، ووسائل الترويج والمواد الدعائية المستخدمة في تزيين الشوارع والميادين الممتدة بطول مسار الموكب، إضافة إلى مناقشة شكل وحجم العربات المسؤولة عن نقل المومياوات والتوابيت والتصاميم والأزياء المحددة لجميع الأفراد والعمَّال الذين سيرافقون الموكب، بخلاف الموسيقى التي ستُعزف أثناء تحركه.

المواكب الملكية

وتُعد المواكب الملكية عادة فرعونية قديمة ذات طقوس. ووفق الخبير الأثري مجدي شاكر، فإن الحضارة الفرعونية كانت تهتم بالمواكب الملكية كجزء من الترويج للملك، بحيث يكون الموكب مبهراً للشعب، على أن يكون له طقوسه المرتبطة بمناسبته، بداية من المواكب الدينية، باعتبار الملك ممثلا للآلهة، وحتى مواكب الأعياد، وأخيراً الموكب الجنائزي الذي كانت له طقوسه الخاصة.

نقل الموكب

وأوضح أن "الملك كان له معبدان؛ الأول تكتمل فيه طقوس تحنيطه، والثاني لتقديم القرابين، والموكب كان ينقل الملك من الشرق حيث يعيش، إلى الغرب حيث يُدفن. وكانت هناك كيفية لنقل الموكب، فمثلاً بحرياً كان يُنقل عبر مركب مزينة مقدمتها برمز الآله آمون. أما برياً، فكان يركز على دور الكهنة وطقوسهم أمام العوام الذين يودعون الملك".

أما الزي الكهنوتي بمصر القديمة، فكان يُحاك من جلد الفهد وقماش الكتان الأبيض، كما كان يُشترط حلاقة شعر الجسد بالكامل حتى الحاجبين، وأن يمسك الكاهن البخور ويرش الماء، ممهداً الطريق للموكب.

ويضيف: "الموكب كانت تصاحبه أدعية من كتاب الموتى، وصناديق تشمل كل مقتنيات الملك، إلى جانب عزف موسيقى ذات طابع جنائزي، ولدى وصول المومياء إلى غرفة الدفن توضع داخل مقصورة، يكون في داخلها تابوت حجري توضع به المومياء المحنطة وأغراضها من قناع ولفائف وتعاويز".

تنشيط السياحة

ومن المنتظر أن يحظى هذا الحدث باهتمام إعلامي كبير تعوِّل عليه القاهرة لجذب وتنشيط السياحة. وفي هذا الصدد، قال نقيب السياحيين المصريين، باسم حلقة، في تصريحات له، إنه من المقرر أن يكون لهذا الموكب الأسطوري مردود كبير على القطاع السياحي، وأن يؤثر إيجابيا في تحفيز المزيد من السائحين بالعالم لزيارة متحف الحضارة، المقرر نقل الموميات الملكية إليه، وكذا المتحف الكبير، الذي يترقب العالم افتتاحه خلال العام الحالي.

يُشار إلى أن المتحف القومي للحضارة يُعد أحد أهم متاحف القاهرة التي توثق للحضارة الفرعونية، وخضع لعملية ترميم في فبراير 2017، بالتعاون بين الحكومة المصرية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، لترميم القطع الأثرية ومقتنيات المتحف، الذي يعود تاريخ بنائه إلى عهد الملك فاروق من عام 1938 حتى عام 1949.