فوز «تمهيدي» كبير لبايدن يضع ساندرز على مفترق طرق

نائب أوباما يدعو منافسه اليساري ضمناً إلى الانسحاب وحملة ترامب تعتبرهما «وجهين لعملة واحدة»

نشر في 12-03-2020
آخر تحديث 12-03-2020 | 00:03
نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن والمترشح لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية
نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن والمترشح لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية
عزز نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن حظوظه للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لمنافسة دونالد ترامب في نوفمبر المقبل، بفوز جديد في الانتخابات التمهيدية أمام منافسه اليساري بيرني ساندرز، الذي يبدو انه يفتقد بشكل أساسي دعم الأميركيين الأفارقة وكبار السن.
حقق نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن فوزاً حاسماً في ولاية ميشيغان وثلاث ولايات أخرى من أصل ست ولايات شهدت انتخابات تمهيدية للحزب الديمقراطي لاختيار منافس للرئيس الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل، وذلك على حساب منافسه اليساري بيرني ساندرز، الذي باتت حملته على مفترق طرق، وإن يكن لم يفقد الأمل حسابياً بالفوز بترشيح الحزب.

وفاز نائب الرئيس السابق في عهد باراك أوباما بفارق كبير في ولايات ميسيسيبي وميزوري وميشيغان، التي تعتبر الجائزة الكبرى في هذه الجولة مع 125 مندوباً، كذلك حقق بايدن تقدماً طفيفاً على ساندرز في ولاية أيداهو في حين لم تكن نتائج داكوتا الشمالية وولاية واشنطن تشير بعد إلى فائز واضح.

وفيما بدا أنه دعوة مبطنة للانسحاب من السباق، قال بايدن «77 عاما» الذي يمثل التيار المعتدل في الحزب الديمقراطي: «أود أن أشكر بيرني ساندرز ومناصريه على شغفهم وطاقتهم التي لا تنضب».

وأضاف في خطاب هادئ أنه يتشاطر مع ساندرز «هدفاً مشتركاً» مؤكداً: «معاً سوف نهزم دونالد ترامب (...) وسنوحد هذه الأمة»، مشدداً على أنه يكافح من أجل «روح هذه الأمة».

وأشارت استطلاعات رأي للناخبين لدى خروجهم من اللجان أجراها معهد إديسون ريسيرش إلى أن الفضل في انتصارات بايدن الكبيرة في ولايات ميشيغان وميزوري ومسيسبي وإيداهو يرجع إلى قاعدة أنصار واسعة تشمل النساء والأميركيين من أصل إفريقي والناخبين كبار السن وأعضاء النقابات.

ميشيغان

وجاءت النتائج في ولايتي واشنطن ونورث داكوتا متقاربة جداً لكنها ضيقت الخناق على ساندرز «78 عاماً» الذي كان يأمل الفوز بميشيغان لتبقى آماله في الوصول إلى البيت الأبيض على قيد الحياة.

وستزيد الهزيمة في ميشيغان التي فاز فيها ساندرز عندما خاض سباق الترشح عام 2016 ضد هيلاري كلينتون الضغوط عليه للانسحاب من السباق ومساعدة الديمقراطيين على التجهيز لحملة انتخابية قوية ضد ترامب.

وأثبت بايدن، الذي بات أخيراً الأوفر حظاً في السباق بعد انتصاراته خلال الأيام العشرة الأخيرة وحصده تأييد مرشحين سابقين معتدلين، قدرته على فرض نفسه بشكل واسع في الجنوب الأميركي ولدى الناخبين السود الذين يشكلون شريحة أساسية في القاعدة الديمقراطية. غير أنه وسع تأييده إلى ميشيغان التي يأمل الديمقراطيون انتزاعها في الثالث من نوفمبر بعدما حقق فيها ترامب انتصاراً مفاجئاً في 2016.

وانضم جميع المرشحين الديمقراطيين السابقين باستثناء التقدمية إليزابيث وارن إلى بايدن، فحصل على تأييد مايكل بلومبرغ وبيت بوتيدجيدج وإيمي كلوبوشار وكامالا هاريس وكوري بوكر وأندرو يانغ.

وهو يدرك أن عمره قد يشكل عائقاً حتى لو أن خصمه أكبر سناً منه، فقدم نفسه على أنه «جسر» نحو جيل جديد من القادة الديمقراطيين.

بيرني صامت

ويبقى السؤال مطروحاً حول الموقف الذي سيتبناه ساندرز، وقد اشتد ضغط قيادة الحزب الديمقراطي فوراً من أجل أن ينسحب من السباق تحت شعار توحيد الصف بمواجهة الرئيس الجمهوري الذي يملك حملة جيدة التمويل ومتراصة.

وتخشى المؤسسة الديمقراطية أن تؤدي طروحات ساندز اليسارية إلى إبعاد الناخبين الوسطيين. وقرر السناتور الذي عاد إلى معقله فيرمونت، ألا يدلي بأي موقف مساء أمس الأول، لازماً صمتاً يكشف عن المعضلة التي يواجهها السناتور الداعي إلى «ثورة سياسية» والذي أثار حماسة جماهير غفيرة ولاسيما من الشبان، أيدت وعوده بتوفير ضمان صحي شامل ودراسة مجانية.

وأقرت النائبة الديمقراطية الواسعة الشعبية ألكساندريا أوكازيو كورتيز الداعمة لساندرز «إنها أمسية صعبة. لا يمكن تغليف ذلك بأي عبارات منمقة».

ولم يصدر ساندرز بياناً بعد الهزائم التي مُني بها مثلما كان يفعل في ليالي الانتخابات التمهيدية وعاد إلى ولاية فيرمونت مسقط رأسه.

ودعت متحدثة باسم السناتور اليساري مؤيديه إلى ترقب المناظرة التلفزيونية المقبلة التي ستقتصر لأول مرة على المرشحين السبعينيين، وقالت بريانا جوي غراي متهكمة «الأحد ستستمع أميركا أخيراً إلى بايدن يدافع عن أفكاره أو بالأحرى عن عدم أفكاره».

سباق المندوبين

وجمع بايدن بفضل سلسلة انتصاراته حتى الآن عدداً كبيراً من المندوبين الذين سيعينون في يوليو مرشح الحزب الديمقراطي للبيت الأبيض، محققاً تقدماً يزداد صعوبة على ساندرز تخطيه.

وبات بحوزة بايدن 823 مندوباً وساندرز 663 مندوباً أي بفارق 160 نائباً. حسابياً يستطيع ساندرز تعويض هذا الفارق بسهولة عبر الفوز بولاية كبيرة لكن سياسياً يبدو الأمر أصعب مع اتجاه السباق إلى ولايات كبيرة من بينها فلوريدا وأوهايو وجورجيا حيث يُنظر إلى بايدن على أنه الأوفر حظاً. ويجب على المرشح أن يحصل على أصوات 1991 مندوباً في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي المقرر في يوليو المقبل ليفوز بترشيح الحزب.

ترامب و«كورونا»

على الضفة الأخرى، أكد فريق حملة ترامب أن المرشحين الديمقراطيين هما «وجهان لعملة واحدة» وأنهما سيتبنيان مشروعاً «اشتراكياً».

واضطر بايدن وساندرز إلى إلغاء مهرجانين انتخابيين كانا سيعقدانهما مساء الثلاثاء في أوهايو من باب الحيطة في ظل انتشار فيروس كورونا المستجدّ الذي ألقى بثقله على الحملة للمرة الأولى.

غير أن ملايين الأميركيين أدلوا بأصواتهم الثلاثاء بدون عقبات. وقال بايدن إنه سيلقي كلمة اليوم بخصوص تعامل الولايات المتحدة مع تفشي فيروس كورونا من ولاية ديلاوير مسقط رأسه.

back to top