إردوغان لن يغلق الحدود مع أوروبا حتى تلبية مطالبه

• النمسا ترسل جنوداً و«درون» إلى اليونان
• أنقرة: انتهاكات محدودة لـ «هدنة إدلب»

نشر في 12-03-2020
آخر تحديث 12-03-2020 | 00:04
فرقة عسكرية يونانية تعزف النشيد الوطني على حدود تركيا أمس الأول (رويترز)
فرقة عسكرية يونانية تعزف النشيد الوطني على حدود تركيا أمس الأول (رويترز)
وسط تأجج أزمة الهجرة، تمسك الرئيس التركي بإبقاء الحدود مفتوحة أمام المهاجرين، حتى يلبي الاتحاد الأوروبي مطالبه، في وقت قررت النمسا إرسال مساعدات عسكرية لليونان لمنع دخول طالبي اللجوء.
مع إرسال رئيس وزراء النمسا سيباستيان كورتز دعما عسكريا يشمل طائرة بدون طيار، لدعم الشرطة اليونانية في مواجهة آلاف المهاجرين، شدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، على أنه سيبقي الحدود مفتوحة أمام الساعين للوصول إلى أوروبا، إلى أن يلبي الاتحاد الأوروبي كل مطالبه، وتقديم مزيد من المساعدة في سورية، حيث يشن عملية لرد هجوم دمشق وموسكو على آخر معاقل فصائل المعارضة في إدلب.

وقال إردوغان، في خطاب متلفز، "سنواصل الإجراءات القائمة على الحدود إلى أن تتم تلبية كل توقعات تركيا، ومنها حرية التنقل وتحديث الاتحاد الجمركي والمساعدة المالية، بشكل ملموس"، مكررا أن تركيا تأمل التوصل لاتفاق جديد قبل قمة قادة الاتحاد الأوروبي في 26 مارس.

وتعليقا على صور تظهر الشرطة اليونانية تطلق الغاز المسيل للدموع على المهاجرين وتضربهم وتجردهم من متعلقاتهم وتتركهم فقط بملابسهم الداخلية، قال إردوغان، الذي أثار قراره في نهاية فبراير فتح الحدود أمام اللاجئين خلافا مع بروكسل وسجالا حادا مع أثينا، "لا فرق بين ما فعله النازيون وتلك الصور من حدود اليونان".

وكإجراء آخر، قام حرس حدود اليونان بوضع سواتر ترابية على الشريط المحاذي لتركيا، ونشر جنودا مسلحين خلفها، قبل أن يمد أسلاكا شائكة على أجزاء من ضفة نهر مريج الفاصل بينهما.

ونفت اليونان اللجوء إلى العنف وإطلاق الغاز المسيل للدموع على آلاف المهاجرين وضربهم وأخذ مقتنياتهم، واتهمت تركيا بدفع الناس اليائسين للقيام بمحاولات خطيرة للدخول إلى أوروبا.

وأعلنت السلطات اليونانية أن أحد زوارق الدوريات التركية صدم عمدا زورقا يونانيا بالمياه الإقليمية في بحر إيجة قبالة جزيرة كوس فدر أمس، مؤكدة أنه لم يصب أحدا، والحادث تسبب في أضرار طفيفة للزورقين.

دعم نمساوي

إلى ذلك، وعد رئيس وزراء النمسا سيباستيان كورتز، خلال استقباله نظيره اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، بتقديم مساعدات عسكرية له لمساعدته في حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي ومنع دخول طالبي اللجوء، المحتشدين عندها منذ 12 يوما.

وقال كورتز، في مؤتمر صحافي مع ميتسوتاكيس، بالعاصمة فيينا، "قررنا اعتبارا من الاثنين، إرسال وحدة عسكرية خاصة ومدرعة وطائرة بدون طيار ومعدات مختلفة، لدعم الشرطة اليونانية على أفضل وجه في حماية الحدود"، مؤكدا أنه كلف المسؤولين النمساويين داخل وكالة حماية الحدود الأوروبية (فرونتكس)، دعم أثينا.

وأوضح أن اليونان تفعل كل ما بوسعها لحماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن النمسا ستقدم مساعدات مالية بقيمة مليون يورو لرعاية اللاجئين على أرضها.

من جانبه، وصف ميتسوتاكيس طالبي اللجوء المحتشدين على حدود اليونان بـ"المهاجرين غير النظاميين"، داعيا الاتحاد الأوروبي إلى "العمل بشكل موحد لوضع حد لهذا الأمر".

هدنة إدلب

وفي سورية، أعلن الرئيس التركي أن اتفاقه على وقف إطلاق النار الساري في إدلب منذ ليل الخميس - الجمعة "بدأ يتعرض لانتهاكات حوادث محدودة"، متوقعا أن يتخذ نظيره الروسي فلاديمير بوتين "إجراءات" لوقف انهياره، وإلا فإنه لن يتوانى عن القيام بعمل عسكري أكبر لحماية مواقع المراقبة التركية الـ12.

وأكد وزير خارجيته مولود جاويش أن تركيا وجهت التحذيرات اللازمة إثر حدوث خروقات بسيطة لوقف إطلاق النار، وتعمل حاليا على تحويله من مؤقت لدائم، مشيرا إلى وجود وفد عسكري من روسيا إلى تركيا للتباحث حول التطورات في إدلب، وفتح الطريق السريع M4 للمرور بشكل آمن.

وخلافا لتصريحات إردوغان عن تخفيف واشنطن موقفها من الصفقة المحتملة، اعتبر مساعد وزير الدفاع الأميركي جوناثان راث هوفمان أنه ينبغي على أنقرة إعادة منظومات S400 الجوية المتطورة إلى موسكو، في حال كانت تسعى للحصول على منظومات "باتريوت" من واشنطن.

تحرك أميركي

وردا على دعوة إردوغان لبوتين إلى تقاسم النفط في دير الزور، استقدمت القوات الأميركية إلى قواعدها شمال شرق سورية أسلحة مدفعية بعيدة المدى، كما شنت حملة مداهمات بريف المحافظة، التي يسيطر حلفاؤها الأكراد على معظمها وتشهد نشاطا لتنظيم داعش.

ووفق قوات سورية الديمقراطية (قسد)، فإن الغرض من هذه التعزيزات المكونة من أسلحة مدفعية ثقيلة هو حماية القواعد العسكرية، ودعم العمليات المشتركة لمحاربة "داعش"، مشيرة إلى أن هذه الأسلحة لديها القدرة على تدمير أهداف بعيدة المدى بدقة عالية.

وتعتبر التعزيزات الأميركية هي الثانية للمنطقة الغنية بالنفط خلال هذا الشهر، إذ وصلت في 7 مارس قافلة تضم عشرات الشاحنات المحملة بمعدات لوجستية وسيارات دفع رباعي ومحولات كهربائية إلى مدينة القامشلي.

وتوجهت هذه التعزيزات، التي دخلت من معبر الوليد الحدودي مع العراق، إلى القواعد الأميركية غرب الحسكة، تزامنا مع تنفيذ 4 طائرات مروحية عملية إنزال جوي على مخيم نازحين قرب بلدة الشحيل الواقعة بريف دير الزور الشرقي، بالاشتراك مع قوة أرضية مسلحة من "قسد"، التي شنت أيضا حملة مداهمات أمس استهدفت قريتي العزبة وغريبة شرقية في ريف الحسكة الشمالي، اعتقلت خلالها متهمين بالانتماء إلى "داعش".

«البنتاغون» لن تسلم لتركيا منظومات «باتريوت» ما لم تتخل عن S400 الروسية
back to top