«كورونا» يوقف العمرة

• السعودية تعمم المنع على مواطنيها والمقيمين فيها... وإيطاليا تتجه إلى إغلاق المدارس
• واشنطن «تتحرك بسرعة» بعد ارتفاع إصاباتها... وتحذير من نقص المستلزمات الطبية

نشر في 05-03-2020
آخر تحديث 05-03-2020 | 00:15
جانب من محجر الخيران
جانب من محجر الخيران
في ظل مواصلة فيروس كورونا المستجد، المعروف بـ «كوفيد 19»، حصده الضحايا عبر تنقله من دولة إلى أخرى من دون أي اعتبار للحدود، متحدياً الإجراءات المشددة التي اتُّخذت للسيطرة عليه، وبعد أيام من وقف السعودية تأشيرات الدخول السياحية إلى أراضيها، قررت سلطات المملكة أمس تعليق العمرة «مؤقتًا للمواطنين والمقيمين» فيها، عقب نحو أسبوع من تعليقها للمعتمرين من الخارج.

ولم يتّضح ما إذا كان هذا القرار غير المسبوق، على مثل ذلك النطاق، والذي جاء قبل نحو شهرين من حلول شهر رمضان، سيؤثر على موسم الحج المقرر في يوليو المقبل أم لا.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية، عن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية، أن المملكة قرّرت «إيقاف العمرة مؤقتًا للمواطنين والمقيمين فيها، للحد من انتشار فيروس كورونا، ومنع وصوله إلى الحرمين الشريفين»، عازية هذا القرار إلى أن الحرمين «يشهدان تدفقاً دائماً وكثيفاً للحشود البشرية، مما يجعل مسألة تأمين تلك الحشود ذات أهمية قصوى».

اقرأ أيضا

وبحسب الأرقام الرسمية في المملكة، أدّى 18.3 مليون شخص مناسك العمرة عام 2018، بينهم 11.54 مليون سعودي ومقيم، كما استقطب الحج، خلال العام الفائت نحو 2.5 مليون شخص، في حين كانت السلطات المختصة قد توقعت، قبل انتشار الفيروس، أن يصل عدد الحجاج هذا العام إلى2.7 مليون.

ويأتي قرار المملكة بعد يومين من إعلانها أول حالة إصابة بالفيروس، وهي لمواطن وصل من إيران عبر البحرين، في وقت أدى ذلك الفيروس إلى وفاة أكثر من 3 آلاف شخص حول العالم حتى الآن، بينهم 92 في إيران المجاورة.

وقال نائب وزير الحج والعمرة عبدالفتاح مشاط لقناة «العربية» السعودية، إنّ القرار يرجع «لحرص حكومة المملكة على أمن وسلامة ضيوف الرحمن، خصوصاً الأمن الصحي».

وأكد أن «الإيقاف للمعتمرين من المواطنين أو المقيمين من خارج مكة... أما مكة فمفتوحة للزائرين من جميع أنحاء المملكة» لزيارة الحرم وأداء الصلاة فقط.

وقال مسؤول سعودي مطلع على الملف، فضّل عدم ذكر اسمه، لوكالة فرانس برس في وقت سابق: «عندنا مئات آلاف من المعتمرين شهرياً من جنسيات مختلفة من كل بقاع الأرض. إذا وصل (الفيروس) هنا وانتشر من هنا، فسيصبح وباءً عالمياً. إذ سيصاب الناس ويعودون إلى بلدانهم»، مؤكداً أنّ «سلامة الناس أهم من أداء العمرة» التي يمكن تأديتها في أي وقت بالعام.

والأحد الماضي، قال وكيل وزارة الحج والعمرة عبدالعزيز وزنان، في مؤتمر صحافي، إنّ 469 ألف معتمر كانوا بالمملكة عند صدور قرار تعليق العمرة للمعتمرين الوافدين الخميس»، لكنّه أشار إلى أن 105 آلاف منهم غادروا البلاد حتى صباح الأحد.

عالمياً، تتجه السلطات في إيطاليا، التي سجلت أعلى نسبة تفشي الفيروس في أوروبا، إلى غلق المدارس والجامعات، وتقييد التجمعات بما في ذلك مباريات كرة القدم، في وقت أعلن وزير الصحة الأميركي الكسي عازار أن العلماء «بصدد حقن أول مريض باللقاح الجديد بعد شهر من الآن».

وقال عازار إن إدارة الغذاء والدواء الأميركية رخصت إدخال اللقاح في المرحلة الأولى من التجارب السريرية، وذلك بعد ارتفاع عدد الإصابات في أميركا إلى أكثر من 100، والوفيات إلى 9.

وبينما أعلنت مصر وقف دخول القطريين عملاً بالمثل، حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن مخزون معدات الحماية «ينفد بسرعة»، مما يهدد المساعي العالمية لمكافحة الوباء.

ودعا مدير المنظمة تيدروس ادهانوم غيبريسوس إلى زيادة الإنتاج الحالي للمعدات الفردية بنسبة 40%، في حين أعلنت المنظمة التابعة للأمم المتحدة، أن العالم سيحتاج إلى 89 مليون قناع طبي في الشهر، فضلاً عن 76 مليون قفاز، و1.6 مليون نظارة حماية.

وفي فرنسا، إحدى بؤر المرض بأوروبا مع إيطاليا وألمانيا، حيث بلغت حصيلة الوباء 212 إصابة مؤكدة وأربع وفيات، أصدرت الحكومة مرسوماً أمس يدعو إلى مصادرة مخزون الأقنعة الطبية حتى 31 مايو.

أما ألمانيا، التي تعد أكثر من مئتي إصابة مؤكدة، فحظرت أمس تصدير معدات الحماية الطبية، خصوصاً الأقنعة، مع «بعض الاستثناءات» ولا سيما في إطار المساعدة الإنسانية.

وحظرت روسيا أيضاً تصدير الأقنعة الواقية وغيرها من المعدات الطبية حتى الأول من يونيو، في حين أعلنت الهند تعليق تصدير لائحة من الأدوية والمستلزمات الطبية.

back to top