«الثلاثاء الكبير» يقلب الموازين ويضع بايدن في الصدارة

ساندرز يفوز بـ 4 ولايات بينها كاليفورنيا... وبلومبرغ ينسحب لمصلحة نائب أوباما السابق

نشر في 05-03-2020
آخر تحديث 05-03-2020 | 00:02
شقيقة بايدن تمنع محتجة من الصعود إلى المنصة مساء أمس الأول
شقيقة بايدن تمنع محتجة من الصعود إلى المنصة مساء أمس الأول
أعادت انتخابات «الثلاثاء الكبير»، جو بايدن، إلى صدارة السباق الديمقراطي بعد أن أوصلت حلمه إلى الحضيض في الأسابيع الماضية. وحقق نائب الرئيس السابق باراك أوباما سلسلة انتصارات في ولايات مهمة، لكنّه لا يزال بعيداً عن حسم المنافسة مع خصمه اليساري الشرس بيرني ساندرز.
انقلبت موازين القوى داخل السباق الديمقراطي لاختيار منافس للرئيس دونالد ترامب في الانتخبابت الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل، بعد اقتراع "الثلاثاء الكبير" الذي شاركت فيه 14 ولاية وجزر ساموا الأميركية والديمقراطيين في الخارج، للتنافس على 1357 مندوباً يشكّلون ثلث أصوات المندوبين الذين سيختارون المرشح النهائي للحزب الديمقراطي في المؤتمر الوطني للحزب في يوليو.

وبعد أن كان سيناتور فيرمونت اليساري بيرني ساندرز في الصدارة، وكانت حملة جو بادين على وشك الاضمحلال، تمكّن النائب السابق للرئيس أوباما من العودة بقوة

الى الواجهة، مستنداً الى قوة الدفع التي حققها في ساوث كارولينا وانسحاب ثلاثة مرشحين من التيار المعتدل لمصلحته.

وكان ساندرز (78 عاما) الذي يصف نفسه بالاشتراكي الديمقراطي الساعي إلى إعادة هيكلة الاقتصاد الأميركي، يتقدّم بشكل واضح في السباق. وكان يأمل في تسديد ضربة قاضية أمس الأول.

عودة الزخم

وقد أظهرت النتائج عودة الزخم بقوة إلى بايدن، وفوزه بـ9 وربما بـ10 من تلك الولايات، وكشفت نتائج أولية، تقدمه بـ178 صوتا، مقابل 153 لساندرز، و8 أصوات لمايكل بلومبرغ.

وقبل أسبوع فقط، بدت حملة بايدن (77 عاما) على شفير الانهيار، واليوم بات في مقدمة معركة الفوز بمقعد البيت الأبيض.

غير أنه حقّق أمس الأول، عودة مدويّة في سباق اختيار المرشح الرئاسي للحزب الديمقراطي، مما جعله أشبه بطائر الفينيق الذي ينبعث في نهاية حياة طبعتها أكثر من مأساة.

وقال بايدن أمام حشد صاخب في لوس أنجلس: "إنها ليلة جيدة، بل يبدو أنها ستصبح أفضل! ليس عبثا أن اسمها الثلاثاء الكبير".

وفاز ساندرز، حسب استطلاعات الخروج من صناديق الاقتراع، بولايات فيرمونت مسقط رأسه وكولورادو ويوتا. وتشير الاستطلاعات أيضا إلى فوزه في ولاية كاليفورنيا، التي لديها أكبر عدد من أصوات المندوبين.

في المقابل، فاز بايدن وفق الاستطلاعات بولايات فيرجينيا وكارولاينا الشمالية وألاباما وأوكلاهوما وتينيسي وأركنساو وماساتشوستس وحتى مينيسوتا الولاية التي كان من المتوقع أن يفوز بها ساندرز بسهولة. ولمينيسوتا الواقعة في الغرب الأوسط 75 مندوباً.

وبعد منتصف الليل أظهرت التوقعات فوز بايدن بولاية تكساس، ثاني أكبر الولايات، حيث كان فوز ساندرز مرتقبا.

ومع 228 مندوبا، تمنح تكساس ثاني أكبر عدد مندوبين بعد كاليفورنيا.

ومع احتساب 94 بالمئة من الأصوات في الولاية الجنوبية، بات بايدن يتقدم على ساندرز بنحو 4 نقاط مئوية.

وغرّد المحلل ديفيد إكسلرود، كبير الاستراتيجيين في حملتي أوباما "توقّعنا ارتفاعا، وحصلنا على مدّ هائل" وأضاف: "سباق جديد. كليا".

وبنبرة تحدّ، احتفل ساندرز بفوزه في تلك الولايات بمهاجمة ترامب، ووصفه بـ "الرئيس الأكثر خطورة في تاريخ هذا البلد". لكنّه هاجم بايدن ايضا (77 عاما) لتصويته لمصلحة اجتياح العراق.

وقال: "نحن نتحدى المؤسسة السياسية"، مضيفا "لا يمكنكم إلحاق الهزيمة بترامب بالسياسات نفسها".

ورأى بايدن في النتائج دليلا على نجاح مساعي إعادة السياسة الأميركية إلى الوسط، بعد أربع سنوات على شعبوية ترامب اليمينية.

وقال أمام الحشد في لوس أنجلس "نحن ننبض بقوة، هذه الحملة ستجعل ترامب يرحل".

وسجلت معظم انتصارات بايدن بفضل الدعم القوي الذي يحظى به أوباما بين الأميركيين السود، الشريحة المهمة في أيّ ترشيح للحزب الديمقراطي للشخصية التي ستخوض المعركة الرئاسية.

لكن فوزه في تكساس ذات التنوع السكاني، يشير إلى أن لدى بايدن القدرة على بناء تحالف أوسع.

وتعزز ذلك الاحتمال بفوز بايدن في جميع الولايات الجنوبية الخمس الأخرى التي شاركت في انتخابات أمس الأول.

ومن بين كبار المرشحين رئيس بلدية نيويورك السابق (78 عاما) مايكل بلومبرغ والسيناتورة إليزابيث وارن (70 عاما).

ورغم إنفاقه مبالغ طائلة من أمواله الخاصة على الدعاية الانتخابية، فإنها كانت انطلاقة محرجة للملياردير بلومبرغ الذي لم يتمكّن من الفوز بأي ولاية، باستثناء فوز متواضع في ساموا الأميركية بجنوب المحيط الهادئ التي تمنح 6 مندوبين، ليعلن مساء أمس انسحابه من السباق ودعمه بايدن.

ترامب

ووجّه ترامب، الذي تابع النتائج على التلفزيون، إهاناته المعتادة للديمقراطيين على "تويتر"، ساخرا من وارن التي خسرت في ولاية ماساتشوستس مسقط رأسها، والتي يبلغ عدد مندوبيها 91.

وقال: "وارن كانت خاسرة في الانتخابات، ولم تقترب حتى من الفوز بولاية ماساتشوستس التي تنتمي إليها، أمّا الخاسر الأكبر في الانتخابات فهو مايكل بلومبرغ، إذ إن مستشاريه السياسيين خدعوه"، وأضاف: "لقد أهدر 700 مليون دولار ولم يحصل على شيء سوى لقب ميني مايك (مايك الصغير) والتدمير الكامل لسمعته".

وقال ترامب إنه يتطلع لإجراء مناظرات في وقت لاحق من العام الحالي مع المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة، بغضّ النظر عن هوية المرشح الذي سيتأهل من الانتخابات التمهيدية ويفوز بترشح الحزب الديمقراطي.

وردّ بايدن على "تويتر" قائلاً: "عندما يأتي نوفمبر سنهزمك".

كما أعلن الرئيس الأميركي فوزه بجميع السباقات التمهيدية للحزب الجمهوري، ضمن "الثلاثاء الكبير"، في نتيجة غير مفاجئة، حيث إنه يخوض الانتخابات من دون منافسة.

وشكر ترامب في تغريداته ولايات فيرومونت ونورث كارولينا وألاباما وأوكلاهوما وماساتشوستس وتينيسي ومين.

وفي بعض الولايات مثل فرجينيا، ألغى الحزب الانتخابات التمهيدية، وسط وضوح الرؤية بفوز ترامب، حيث لا يواجه منافسين جديين في الانتخابات التمهيدية.

وستجرى الانتخابات المقبلة في 10 الجاري في ولايات أيداهو وميسيسيبي وميشيغان وميزوري وداكوتا الشمالية وواشنطن.

بايدن يخلط بين زوجته وأخته

أظهر فيديو لنائب الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، وهو يخاطب الحشود المؤيدة له في كاليفورنيا، أمس الأول، حيث خلط بين زوجته وأخته بالخطأ.

فأمسك بيد زوجته متحدثاً على أنها "أخته الصغيرة فاليري"، بينما أمسك بيد أخته على أنها زوجته، إلا أنه تدارك الأمر وقال إنهما تبادلتا الوقوف "فهذه زوجتي وهذه أختي"، وسط ضحكات المؤيدين للمرشح الرئاسي المحتمل في الانتخابات الأميركية 2020.

back to top