«الوسطيون» يصطفّون خلف بايدن في «الثلاثاء الكبير»

بوتيجيدج ينسحب من السباق وساندرز متمسك بـ «ثورته»... ومليارات بلومبرغ أمام الاختبار

نشر في 03-03-2020
آخر تحديث 03-03-2020 | 00:03
صورة تجمع  بايدن وساندرز مع بلومبرغ ووارن (رويترز)
صورة تجمع بايدن وساندرز مع بلومبرغ ووارن (رويترز)
شهد السباق الديمقراطي لاختيار منافس لدونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية تطورات عشية الثلاثاء الكبير، أبرزها انسحاب بيت بوتيجيدج، الذي جعل الوسطيين يصطفون خلف جو بايدن، وزاد من الضغوط على اليساري بيرني ساندرز.
وسط ما يعتبره المراقبون أعنف نزاع بين التيارين الوسطي واليساري في الحزب الديمقراطي الأميركي، تشهد 16 ولاية انتخابات تمهيدية اليوم فيما يُعرف بـ "الثلاثاء الكبير".

وإذا كانت هذه المعركة الانتخابية لن تحسم بالضرورة هوية المرشح الديمقراطي الذي سيواجه الرئيس الجمهوري دونالد ترامب في 3 نوفمبر المقبل، لكنها ستكون حاسمة وستظهر الخطوط العريضة للسباق الديمقراطي حتى موعد انعقاد المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في يوليو المقبل.

تطورات عدة برزت قبل الاقتراع، أبرزها انسحاب المرشّح بيت بوتيجيدج النجم الشاب الصاعد في صفوف التيار الوسطي للحزب الديمقراطي، والذي حقق نتائج واعدة في الانتخابات التمهيدية في أيوا ونيوهامشير.

انسحاب بوتيجيدج أوحى أن التيار الوسطي بات مصطفاً خلف بايدن، خصوصا أن المرشحة الأخرى الوسطية ايمي كلوبوشار باتت بعيدة عن اللحاق بالسباق.

وبوتيجيدج (38 عاما)، الذي كان يطمح لأن يكون أول رئيس مثلي لأميركا، عزز هذا بإعلانه أنه خرج من الانتخابات التمهيدية من أجل "المساعدة على توحيد الحزب". وأضاف: "هدفنا دوما كان المساعدة على جمع الأميركيين من أجل هزيمة ترامب".

وتابع في كلمة ألقاها بعد نتيجته المخيبة في ولاية كارولاينا الجنوبية، الجولة الرابعة من سباق المرشّحين الديمقراطيين: "في هذه المرحلة من السباق، فإن أفضل طريقة للمحافظة على هذه الأهداف هي التنحي والمساعدة في جمع حزبنا وبلادنا".

ولم يذكر بوتيدجيدج ساندرز (78 عاماً) بالاسم في كلمته، إلا أنه افصح علنا عن اعتقاده بأن نهج سيناتور فيرمونت السياسي "غير المرن" سيفشل في منافسة ترامب.

وقال: "نحن بحاجة الى أجندة واسعة تستطيع تقديم ما يحتاج إليه الشعب الأميركي، وليس أجندة تضيع في الأيديولوجيا".

ولم يؤيد بوتيدجيدج بايدن أو أي مرشح آخر.

وأثار انسحاب بوتيجيدج، رئيس البلدية السابق لساوث بند بولاية إنديانا، مفاجأة كبرى قبل يومين من "الثلاثاء الكبير"، الذي يمثّل مندوبوها نحو ثلث المندوبين الذين سيختارون مرشح الحزب الديمقراطي لمنافسة ترامب.

وبقي حتى الساعة 5 مرشحين في السباق الديمقراطي، هم بايدن وساندرز والسيناتورة التقدمية اليزابيث وارن، وكلوبوشار، والملياردير مايك بلومبيرغ.

بايدن

وبدا أن بايدن بعد فوزه الأول والكبير في ساوث كارولينا في أعلى معنوياته، وقال في كلمة امس لأول إنه بإمكانه الفوز في معظم الولايات الجنوبية.

وأضاف بايدن (77 عاما) في مقابلتين مع شبكتي ABC و"فوكس نيوز"، إنه استطاع جمع تبرعات عبر الإنترنت تقدر بخمسة ملايين دولار خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

ولتعزيز الشعور بأنه أصبح المرشح الوسطي الوحيد على الساحة، هاجم بايدن المرشح الاشتراكي بيرني ساندرز الذي يتصدر حتى الساعة استطلاعات الرأي، كما فاز بأعلى عدد من المندوبين لمؤتمر الحزب بحيازته 58 مندوباً مقابل 50 لبايدن.

وسعى بايدن لتصوير نفسه "بديلا معتدلا" عن ساندرز الذي يصف نفسه بأنه اشتراكي ديمقراطي. وقال: "أعتقد أن مواقف ساندرز بشأن عدد من القضايا، حتى في الحزب الديمقراطي، مثيرة للجدل للغاية"، مضيفا أن ساندرز سيخسر أمام ترامب في نوفمبر في حال فاز بالترشيح الديمقراطي.

ساندرز

ولا يزال ساندرز (78 عاما)، متقدماً في استطلاعات الرأي عشية "الثلاثاء الكبير"، بعدما حلّ في المركز الثاني في انتخابات ساوث كارولاينا التمهيدية. وحاولت حملته استعادة الزخم بالإعلان عن جمع 46.5 مليون دولار في فبراير الماضي.

ولم يقدّم المرشح اليساري أي تنازل في خطبه، بل بدا أنه متمسك بـ "ثورته السياسية" وبأجندته الاجتماعية الطموحة، وأبرزها إلغاء القروض الجماعية للطلاب.

وقال سيناتور فيرمونت لشبكة CBS الإخبارية، إنه "ما من حملة لديها حركة متجذرة أقوى مما لدينا. هذه هي الوسيلة التي يمكنك من خلالها هزيمة ترامب".

بلومبرغ

أما الملياردير بلومبيرغ (78 عاما) فسيظهر في عملية الاقتراع للمرة الأولى في "الثلاثاء الكبير"، الأمر الذي سيشكّل ضغطا كبيرا على حملته الانتخابية. فعدم تحقيقه الثلاثاء نتائج مفاجئة تضعه على خريطة السباق الرئاسي يعني بكل بساطة خروجه من السباق نهائيا وخسارة 500 مليون دولار من ثروته الشخصية أنفقها على الإعلانات لحملته.

ترامب

في هذه الأثناء، توقّع ترامب الذي يأمل في الفوز بولاية ثانية مدتها 4 سنوات، ويُتابع عن كثب معركة خصومه الديمقراطيين، أنّ بايدن سيكون المستفيد الأكبر من قرار بوتيجيدج الانسحاب. وكتب على "تويتر": "بيت بوتيجيدج خارج المعركة. كل أصواته خلال الثلاثاء الكبير ستذهب إلى جو النعسان". وأضاف: "انه توقيت مثالي، الديمقراطيون بدأوا فعليا التخلص من ساندرز".

«المحكمة العليا» تبدأ دراسة «الحق» في الإجهاض

قد يكون حق النساء في الاجهاض بالولايات المتحدة على المحك الأربعاء عندما تبدأ المحكمة الأميركية العليا درس قضية هي الأهم في هذا المجال بعد حوالي 50 عاما على تشريع هذا الحق الذي هو مثار جدل، في كل أرجاء البلاد.

وتدرس الهيئة القضائية العليا التي أجرى دونالد ترامب تعديلات عميقة في تشكيلتها لمصلحة المحافظين، قانوناً في لويزيانا من شأنه الدفع لإغلاق اثنتين من العيادات الثلاث التي تقام فيها عمليات إجهاض في هذه الولاية الجنوبية المحافظة.

وتوضح أستاذة الحقوق في جامعة فلوريدا ماري زيغلر أن الملف يتجاوز البعد المحلي، "ويرتدي أهمية لأن هذا القانون مطابق بدرجة كبيرة" لتشريع في ولاية تكساس أبطلته المحكمة العليا سنة 2016.

مذاك، رسّخ الرئيس الجمهوري المؤيد علنا للقوى الدينية المحافظة في رفض الإجهاض، حضور المحافظين في المحكمة العليا من خلال تعيين قاضيين معروفين بمعارضة الإجهاض.

وتتساءل زيغلر: هل سيؤدي هذا التعديل في الأسماء إلى تغيير في التشريعات؟

هذا القرار المنتظر صدوره في يونيو قبل بضعة أشهر من الانتخابات الرئاسية، سيعيد بلا شك إطلاق النقاشات بين المرشحين في هذا الموضوع الذي يثير انقساما عميقا بين الأميركيين.

وتؤيد حكومة دونالد ترامب الذي يعوّل على الناخبين الإنجيليين للفوز بولاية رئاسية ثانية، لويزيانا في قانونها بشأن الإجهاض.

وفي موقف أكثر تقدما، طلب أكثر من مئتي نائب جمهوري في الكونغرس (ومعهم نائبان ديمقراطيان) من المحكمة العليا البحث في العودة إلى الوضع السائد قبل عام 1973 عندما كانت كل واحدة من الولايات الخمسين مخولة حظر عمليات الإجهاض.

في المقابل، يأمل المدافعون عن الحق في الإجهاض أن تضع المحكمة العليا حدا لاندفاعة مناوئي الإجهاض في ولايات أميركية عدة تقطنها مجموعات كبيرة من المتدينين في جنوب البلاد ووسطها.

back to top