إردوغان يطلق رابع عملية في سورية والأولى ضد جيشها

دمشق تغلق الأجواء الشمالية وطهران تحذّر... وأنقرة لا تريد مواجهة موسكو
موجة جديدة من المهاجرين إلى حدود اليونان... والوكالة الأوروبية ترفع التأهب
● إسرائيل تقر بضرب العجوري في دمشق
● توقيف رئيس تحرير «سبوتنيك» بتركيا

نشر في 02-03-2020
آخر تحديث 02-03-2020 | 00:05
مع انتهاء المهلة المحددة لفكّ الحصار عن قواتها المنتشرة في نقاط المراقبة، خصوصاً في إدلب، أطلقت تركيا عملية عسكرية جديدة في سورية تحت اسم "درع الربيع"، تزامناً مع إعلان دمشق خسارتها مقاتلتين من طراز سوخوي.
وسط مخاوف من انجرار المنطقة إلى حرب شاملة، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أمس، انطلاق رابع عملية عسكرية في سورية هي الأولى ضد الجيش السوري، الذي أقرّ بخسارته مقاتلتين من طراز سوخوي، وقرر إغلاق المجال الجوي فوق المناطق الحدودية الشمالية الغربية.

وأوضح أكار أن «درع الربيع أطلقت عقب الاعتداء الغادر على القوات التركية بإدلب في 27 فبراير، ومتواصلة بنجاح»، مؤكدا أنه ليس لدى أنقرة «نية» في الدخول بمواجهة مع موسكو، وتنتظر منها استخدام نفوذها لوقف هجمات الجيش السوري وإجباره على الانسحاب إلى حدود اتفاقية سوتشي.

وقال أكار، بعد تفقّده للقوات المتمركزة على الحدود السورية، «حيّدنا ألفين و212 عنصراً للنظام السوري، ودمرنا طائرة مسيّرة، و8 مروحيات، و103 دبابات، و72 مدفعية وراجمة صواريخ، و3 أنظمة دفاع جوي حتى اليوم».

اقرأ أيضا

وشدد الوزير على أنه «سيتم الرد بلا شك ضمن حق الدفاع المشروع على كل الهجمات ضد نقاط المراقبة والوحدات التركية في إدلب»، مبينا أن «الهدف هو إنهاء المجازر ووضع حد للتطرف والهجرة».

مهلة إردوغان

وبعد ساعات من انتهاء مهلة الرئيس رجب طيب إردوغان لسحب قواته من محيط نقاط المراقبة بحلول نهاية فبراير الماضي، أقر الجيش السوري، أمس، بأن القوات التركية أسقطت طائرتين تابعتين له، مشيراً إلى أن قائديهما تمكنا من الهبوط بالمظلات، وفقا لوكالة الأنباء الحكومية (سانا).

وبيّن المرصد السوري أن مقاتلات إف 16 تركية استهدفت طائرتين من طراز سوخوي 24 وبصواريخ جو - جو، وأسقطتهما ضمن مناطق القوات السورية في ريف معرة النعمان وجبل الزاوية.

وقبل نهاية المهلة، دخلت تعزيزات تركية إضافية عبر كفرلوسين الحدودي باتجاه إدلب، كما دخلت أرتال عسكرية من معبري خربة الجوز وكفرلوسين، ضمت دبابات ومدافع وناقلات جند، بحسب المرصد السوري، الذي أوضح أن تعداد الآليات التركية وصل خلال فبراير إلى أكثر من 3085، في حين بلغ عدد الجنود المنتشرين في إدلب وحلب خلال تلك الفترة أكثر من 8000.

حرب شاملة

وبلغ التوتر مداه بعد تعرّض تركيا لأكبر خسارة في هجوم واحد منذ بدء تدخّلها في سورية عبر 3 عمليات سابقة هي «درع الفرات» في 24 أغسطس 2016 و«غصن الزيتون» في 20 يناير 2018 و«نبع السلام» المستمرة منذ 9 أكتوبر 2019.

وكشفت صحيفة «يني شفق» أن اجتماع إردوغان الأمني الذي عقده عقب مقتل جنوده تمخّض عن «قرار بإعلان كافة مواقع الجيش السوري في مختلف المدن وليس في إدلب فقط أهدافاً لتركيا»، معتبرة أن حشود العسكرية البالغة نحو 12 ألف فرد، والمتوجهة إلى إدلب هي الأكثر شمولية في تاريخ الجمهورية التركية، فضلا عن تجاوز أعداد الدبابات والمدرعات وراجمات الصواريخ حاجز الـ3 آلاف.

المجال الجوي

ورغم تهديد إردوغان بأن دمشق ستدفع ثمن قتل 36 جندياً تركياً يوم الخميس، وإعلانه ضرب العديد من المواقع، من بينها مطارات ومستودعات ذخيرة وأنظمة دفاع جوي و7 منشآت لإنتاج أسلحة كيماوية، قررت قيادة الجيش السوري «إغلاق المجال الجوي للرحلات ولأي طائرات مسيّرة فوق المنطقة الشمالية الغربية، وبخاصة إدلب»، محذّرة من أنها «ستتعامل مع أي خرق على أنه طيران معادٍ يجب إسقاطه ومنعه من تحقيق أهدافه العدوانية».

واتهم مصدر عسكري «النظام التركي بتنفيذ أعمال عدوانية ضد القوات العاملة في إدلب وما حولها، سواء باستهداف مواقعها بشكل مباشر، أو تقديم جميع أنواع الدعم للتنظيمات الإرهابية»، مؤكدا أن «هذه الأعمال العدوانية المتكررة لن تنجح في إنقاذ الإرهابيين وتثبت تنصّل النظام التركي من جميع الاتفاقات السابقة، بما في ذلك مذكرة سوتشي».

وجاء قرار إغلاق المجال الجوي مع تأكيد الجيش السوري إسقاط طائرة مسيّرة تركية بريف إدلب، وتناقل فصائل المعارضة مقاطع فيديو تظهر إسقاط مقاتلة سورية من طراز «سو 23» بصاروخ مضاد للطيران أرض- جو، أثناء تحليقها في سماء سراقب.

وللمرة الأولى منذ اتفاق التسوية في درعا قبل عامين، اقتحمت الفرقة التاسعة الحكومية مدينة الصنمين بالريف الشمالي وحاصرتها، وقطعت الطرق الرئيسية فيها واشتبكت مع مسلحين للمعارضة هاجموا مقرا أمنيا، مما أسفر عن مقتل 3 مدنيين، في ظل تصاعد التوتر في الجنوب السوري خلال الأيام الماضية، مع اقتراب موعد انتهاء التسوية في 26 الجاري.

المركز الإيراني

وفي بيان نادر، تحدّث فيه عن دور طهران في السيطرة على طريق M5 الاستراتيجي بناء على طلب دمشق، وجهّ المركز الاستشاري الإيراني في سورية تحذيراً للقوات التركية، مؤكدا «أنها موجودة منذ شهر في مرماه ويستطيع الانتقام، لكنه لم يفعل ذلك تلبية لأوامر القيادة».

وقال المركز الإيراني لوكالة «يونيوز»، «رغم الموقف الدفاعي لقواتنا، أقدم الجيش التركي من الجو وبدعم ناري وصواريخ دقيقة على استهدافها، مما دفعنا إلى إرسال وسطاء أبلغوا قيادته بأنهم موجودون مع الجيش السوري».

وشرح المركز أنه «منذ بداية حضور القوات الإيرانية كانت المواقع التركية في سورية داخل مناطقها بموجب اتفاقات أستانة»، مؤكدا أن عناصر اللجان وفصائل المقاومة لم تتعرّض لها احتراماً لقرار من القيادة لا يزال ساري المفعول حتى الساعة».

وأضاف: «أبلغنا قواتنا منذ الصباح بعدم استهداف القوات التركية داخل إدلب، لكنّ الجيش التركي ما زال مستمرا بالقصف المدفعي على نقاط الجيش السوري ومواقعنا»، داعيا «مجاهدي جبهة المقاومة» والقوات التركية إلى التصرف بعقلانية.

ولاحقاً، اقترح الرئيس حسن روحاني على إردوغان، في محادثة هاتفية، عقد اجتماع ثلاثي يضمّ نظيرهما الروسي لتسوية قضية إدلب بسرعة، وصيانة وحدة سورية واقتلاع الإرهاب.

تدفّق المهاجرين

وفي ظل إصرار إردوغان على فتح المجال أمامهم لدخول أوروبا، وصل آلاف المهاجرين الإضافيين أمس إلى حدود اليونان، التي أكدت أنها منعت 10 آلاف من دخول أراضيها.

وعبر المهاجرون القادمون من إسطنبول وبينهم سوريون وعراقيون وأفغان، حقولا سيرا على الأقدام خلف بعضهم البعض باتجاه معبر بازاركولي الحدودي (كاستانييس من الجانب اليوناني)، وبينهم نساء وأطفال حاملين حقائبهم على ظهورهم أو رؤوسهم.

وفي وقت أكدت الأمم المتحدة تجمّع 13 ألف مهاجر على حدود اليونان، أعرب الاتحاد الأوروبي عن «قلقه» إزاء الوضع، معلنا استعداده لتقديم مساعدة إضافية لليونان وبلغاريا الحدوديتين مع تركيا.

بدورها، أعلنت الوكالة الأوروبية لمراقبة وحماية الحدود الخارجية «فرونتكس»، أمس، رفع مستوى التأهب إلى «الأقصى»، مؤكدة أنها تتابع من كثب الوضع على حدود اليونان وبلغاريا، وتنظر في سبل أخرى لدعم الدول المحاذية لتركيا».

إسرائيل تقر بضرب العجوري في دمشق

لأول مرة، اعترف وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينيت بقصف منزل رئيس الدائرة العسكرية وعضو المكتب السياسي لـ«الجهاد الإسلامي» أكرم العجوري في منطقة المزة بدمشق في 12 نوفمبر الماضي، مما أدى إلى مقتل نجله معاذ وشخص آخر يدعى عبدالله يوسف حسن، وذلك بعد ساعات من اغتيال القائد البارز في الحركة بهاء أبو العطا بغارة مماثلة على قطاع غزة.

وقال بينيت للقناة الـ12 الإسرائيلية: «عندما توليت المنصب قمنا بالقضاء على بهاء (أبو العطا) وقصفنا دمشق». وانتهت المقابلة بانسحاب بينيت من الاستديو، متهماً المذيعة بمحاولة الإضرار بحزبه «اليمين الجديد» قبيل الانتخابات، بإشارتها إلى وجود تضارب بين معلومات قدمها لها حول الهجمات الصاروخية على غزة والبيانات الرسمية المنشورة من جانب الجيش.

توقيف رئيس تحرير «سبوتنيك» بتركيا

أوقفت الشرطة في إسطنبول، أمس، رئيس تحرير موقع اللغة التركية الخاص بشبكة «سبوتنيك» الروسية الممولة من الكرملين، في سياق تصعيد في التوتر بين أنقرة وموسكو، وفق ما أعلنت الشبكة.

وأعلنت رئيسة التحرير العامة للمجموعة مرغريتا سيمونيان على «تويتر» عن توقيف الصحافي، في خطوة تأتي بعد توقيف ثلاثة متعاونين مع الوكالة صباح أمس في أنقرة.

إسقاط طائرة بريف إدلب ومواجهات غير مسبوقة في درعا
back to top