بايدن يحقق فوزه الأول ويعود للسباق الرئاسي الديمقراطي

انسحاب أول ملياردير... ترامب يهنئ «جو النعسان» وغراهام يشمت بـ «الاشتراكيين»

نشر في 02-03-2020
آخر تحديث 02-03-2020 | 00:03
بايدن وأحد مؤيديه خلال التقاط سيلفي في ساوث كارولينا مساء أمس الأول (رويترز)
بايدن وأحد مؤيديه خلال التقاط سيلفي في ساوث كارولينا مساء أمس الأول (رويترز)
في خطوة أعادت الحياة إلى حملته المتهالكة، حقق جو بايدن أول انتصار له في السباق الديمقراطي لاختيار منافس لدونالد ترامب، وأعاد الأمل إلى صفوف الوسطيين الراغبين في إيقاف تقدم بيرني ساندرز وأجندته "الاشتراكية".
بعد أن مني بثلاث نتائج مخيبة للآمال، حقق نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن الفوز الأول له في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في ساوث كارولاينا، معيدا بذلك الزخم لحملته، ومؤكدا أنه المنافس الأول في مواجهة السيناتور الاشتراكي المستقل بيرني ساندرز، سعيا للفوز بترشيح الحزب تمهيدا لانتخابات الرئاسة الأميركية.

وتلقى بايدن، الذي عمل في البيت الأبيض تحت قيادة باراك أوباما، أول رئيس أسود للبلاد، دعما قويا من الناخبين من أصل إفريقي الذين يشكلون غالبية القاعدة الديمقراطية في ساوث كارولاينا.

وبعد إحصاء 99 في المئة من الدوائر الانتخابية في ساوث كارولاينا، أشارت النتائج الرسمية إلى أن بايدن (77 عاما) حصل على 49 في المئة من الأصوات، بينما حصل ساندرز على 20 في المئة فقط.

سباق المندوبين

وبهذه النتيجة، أصبح لدى ساندرز 56 مندوبا، في 4 انتخابات تمهيدية في ايوا ونيوهامشر ونيفادا وساوث كارولاينا، من أصل 1991 مندوبا يحتاجها المرشح الديمقراطي لضمان الفوز بترشيح الحزب في المؤتمر العام يوليو المقبل.

في المقابل، اقترب بايدن من سيناتور فيرمونت حاصدا 48 مندوبا، أي بفارق 8 مندوبين فقط.

وهناك قلق متزايد من عدم تمكن أي مرشح من الفوز بغالبية المندوبين قبل المؤتمر العام، ويطالب ساندرز بالاعتماد على نتائج التصويت الشعبي وليس على المندوبين.

لكن لا يزال السباق طويلا إلى حين اختيار مرشح ديمقراطي لمواجهة ترامب خلال الانتخابات الرئاسية في نوفمبر، غير أن الزخم يتسارع مع اقتراب "الثلاثاء الكبير"، عندما تصوت 14 ولاية في يوم واحد غدا.

لن تكون الهزيمة الوحيدة

وقال ساندرز، في تجمع حاشد بولاية فرجينيا، "لم نحقق فوزا في ساوث كارولاينا، لا يمكننا الفوز في جميع الولايات لن تكون هذه الهزيمة الوحيدة، هناك العديد من الولايات ولا يفوز أحد بها جميعا. أريد أن أهنئ جو بايدن بفوزه الليلة".

بدأت حملتنا

وقال بايدن لأنصاره في كولومبيا، عاصمة الولاية، "لقد دفعتم ببيل كلينتون وباراك أوباما إلى الرئاسة، ولقد بدأت الآن حملتنا على طريق هزيمة دونالد ترامب".

واحتاج بايدن إلى تحقيق نصر واضح، بعد أن حل تباعا في المركزين الرابع والخامس في أيوا ونيوهامشر، وصحيح أنه صعد إلى المركز الثاني في ولاية نيفادا، لكنه بقي متخلفا بكثير عن ساندرز.

وساندرز، الذي يقدم نفسه على أنه "اشتراكي"، يقوم بحملته في عامه الثامن والسبعين على أساس برنامج يساري جدا بالنسبة إلى الولايات المتحدة، إذ يَعِد أنصاره بتشكيل "حكومة في خدمة الجميع"، ويصف ترامب بأنه "عنصري" "ومجاف لحقوق النساء" و"كاره للأجانب".

ويثير صعود ساندرز قلق بعض الديمقراطيين الوسطيين الذين يخشون من أنه لن ينجح في إقناع ناخبي الوسط، وهو أمر ضروري بالنسبة إليهم للتغلب على ترامب.

انسحاب أول ملياردير

في المقابل، أعلن الملياردير توم ستاير خروجه من السباق للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية، بعد حصوله على نتائج مخيبة للآمال رغم استثماره ملايين الدولارات في حملته الانتخابية.

وحل ستاير، البالغ 62 عاما، ثالثا بالانتخابات التمهيدية في ساوث كارولاينا، بعد إنفاقه أكثر من 20 مليون دولار، وقيامه بحملة مكثفة في هذه الولاية الجنوبية.

وقال ستاير لمؤيديه: "لقد شعرنا بالخيبة حيال نتيجتنا. سبق لي أن قلت إنني إذا لم أر طريقا نحو الفوز فسأنهي ترشيحي"، مضيفا: "أنا لا أرى طريقا للفوز بالرئاسة".

وارن وبوتيجيدج

وستكون الضغوط كبيرة على السيناتورة التقدمية إليزابيث وارن (70 عاماً)، التي كانت ذات يوم في المركز الأول، لكنها لم تحافظ على تقدمها في الانتخابات الأولى.

وبعد نتائج جيدة في ولاية أيوا ونيو هامشر، ونتيجة مخيبة للآمال في ولاية نيفادا، ينتظر ما سيحل برئيس بلدية ساوث بيند، بيت بوتيجيدج (38 عاما)، إذ يتعيَن عليه إثبات قدرته على الفوز بأصوات الأقليات، لأن لهؤلاء دورا كبيرا في فوز أي ديمقراطي.

ترامب

وتبعا لما دأب عليه أخيرا، سخر ترامب مجددا من الديمقراطيين، من خلال تنظيم اجتماع مع أنصاره في ساوث كارولاينا. وهنأ الرئيس الأميركي بايدن على فوزه في ساوث كارولاينا، وقال ترامب على "تويتر": "تهانينا لجو بايدن النعسان"، مضيفا: "على فوز بايدن في ساوث كارولاينا أن ينهي حملة مايك بلومبرغ".

كما وصف حملة بلومبرغ، الذي طالما وجه له انتقادات، بالمزحة، معتبرا أن المرشح الملياردير قدم أسوأ أداء في تاريخ المناظرات الرئاسية، وتابع: "لقد انتزع بايدن أصوات مايك القليلة، وفرقها".

إلى ذلك، وفي انتقاد حاد للحزب الديمقراطي، قال ترامب: "الديمقراطيون يعملون بجهد من أجل تدمير سمعة واسم المجنون بيرني ساندرز، وحرمانه من الفوز".

بلومبرغ

ولم ينافس الملياردير وعمدة نيويورك السابق مايك بلومبرغ في ساوث كارولاينا، لأنه ابتعد عن السباقات المبكرة للتركيز على الفوز في يوم الثلاثاء الكبير.

وأنفق بلومبرغ نصف مليار دولار من أمواله الخاصة على السباق، معظمها على الإعلانات، ولا يزال لديه مخزون لا نهاية له من المال ليصبه في حملته.

غراهام

خسارة ساندرز الكبيرة في ساوث كارولاينا دفعت السيناتور الجمهوري الصقوري ليندسي غراهام إلى التعبير عن سروره "لسقوط الاشتراكية التي يبشر بها السيناتور ساندرز"، والتي أثارت الرعب في كل المؤسسات الأميركية.

وكتب غراهام على "تويتر": "تهانينا لجو وجيل (زوجته) بايدن، وفريق بايدن بأكمله، على الفوز الكبير المستحق في الانتخابات الأولية بولاية ساوث كارولاينا"، متمنيا "حظا سعيدا في المستقبل"، وختم: "لقد سقطت الاشتراكية بقوة في ولاية كارولاينا الجنوبية".

back to top