43 وفاة بإيران وزيادة الإصابات بكوريا

قطر وآيسلندا تسجلان أول حالة
الإمارات تغلق الحضانات وإجراءات سعودية إضافية
● تضارب حول وفاة نائب إيراني بالفيروس

نشر في 01-03-2020
آخر تحديث 01-03-2020 | 00:03
يتسارع انتشار فيروس «كورونا» الجديد المعروف بـ «كوفيد 19» بشكل كبير خصوصاً في إيران وكوريا الجنوبية، مما دفع منظمة الصحة العالمية، أمس الأول، إلى رفع درجة خطورة الوباء إلى أعلى مستوى، وسط انعكاسات سلبية على الاقتصاد العالمي أيضاً.
بعدما رفعت منظمة الصحة العالمية إلى أعلى مستوى درجة خطورة الوباء، أعلنت إيران، أمس، تسجيل 9 وفيات بفيروس كورونا الجديد و205 إصابات إضافية خلال 24 ساعة، مما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى 43 وفاة و593 إصابة، حسبما قال الناطق باسم وزارة الصحة كيانوش جهانبور في مؤتمر صحافي.

يأتي ذلك بعدما نقلت قناة "بي بي سي فارسي" عن مصادر لم تكشف عنها أمس الأول، أن 210 أشخاص توفوا في إيران بالفيروس، معظمهم في قم وطهران. ونفى جهانبور، أمس، صحة التقرير متهماً الإعلام الغربي بنشر معلومات خاطئة.

مساعدات أميركية

وردّاً على عرض الولايات المتحدة مساعدة بلاده في التصدي لـ"كورونا" قال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي، إن "ادعاء مساعدة إيران في التعامل مع كورونا من جانب بلد وضع من خلال إرهابه الاقتصادي ضغوطاً واسعة على شعب إيران بل وأغلق سبل الحصول على الدواء والمعدات الطبية، هو ادعاء سخيف ولعبة سياسية نفسية".

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو صرّح بأن الولايات المتحدة ليست ضالعة حالياً في أعمال عدائية ضد إيران، و"قدمت عروضاً" لطهران بشأن تقديم مساعدة فنية لها فيما يتعلق بالتعامل مع تفشي "كورونا".

وقال بومبيو: "قدمنا عروضاً للجمهورية الإسلامية للمساعدة"، وأقر بأن "جهاز الرعاية الصحية الإيراني ليس قوياً" غير أنه قال أيضاً، إن "طهران لا تتقاسم المعلومات".

وبينما عقد الناطق باسم الحكومة مؤتمره الصحافي الأسبوعي على الإنترنت، أعلنت أذربيجان إغلاق حدودها مع إيران مدة أسبوعين، في حين منعت أستراليا والسفادور دخول المسافرين القادمين من إيران.

وسجلت أستراليا حالة إصابة جديدة لامرأة "63 عاماً" وهي خبيرة تجميل، عادت إلى ولاية كوينزلاند شمال أستراليا قادمة من إيران.

قطر

وفي الدوحة، أعلنت وزارة الصحة العامة، أمس، تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بالفيروس لقطري يبلغ من العمر 36 عاماً كان قد عاد من إيران أخيراً ضمن المواطنين الذين قامت الدولة بإجلائهم على متن طائرة خاصة من إيران وممن خضعوا للحجر الصحي فور وصولهم الخميس.

وأضافت أنه "لا يوجد في الوقت الحالي ما يدل على انتشار الفيروس في البلاد" لافتة إلى أنه "يتم تركيز الجهود حالياً على فحص المسافرين القادمين في جميع منافذ الدولة".

الإمارات

وفي دبي، أعلن وزير الصحة ووقاية المجتمع الإماراتي عبدالرحمن العويس خلال مؤتمر صحافي بحضور وزير التربية والتعليم حسين الحمادي، أن عدد الإصابات في الإمارات بالفيروس بلغ 21 حالة منها 5 حالات تماثلت للشفاء.

بدوره، أعلن الحمادي، تعليق الدراسة في حضانات الأطفال على مستوى الدولة بدءاً من اليوم، إضافة إلى تعليق الأنشطة والفعاليات المدرسية في مختلف إمارات الدولة حتى إشعار آخر ضمن الإجراءات الوقائية للوزارة.

السعودية

وأكدت وزارة الخارجية السعودية مساء أمس الأول، أن قرارها تعليق دخول مواطني دول مجلس التعاون إلى مكة والمدينة هو "تعليق موقت" ينطبق على مواطني سلطنة عمان والإمارات والبحرين وقطر والكويت، لكنها لم تحدد ما إذا كان الحظر ينطبق أيضاً على السعوديين.

وأشارت الوزارة إلى أن قرارها هذا يُستثنى منه "مواطنو مجلس التعاون الذين مضى على وجودهم في المملكة 14 يوماً متصلة ولم تظهر عليهم علامات الإصابة بالفيروس".

وكانت السعودية علقت أيضاً الخميس الماضي، بشكل موقت دخول الراغبين بأداء العمرة وزيارة المدينة.

كما قرّرت "تعليق الدخول إلى المملكة بالتأشيرات السياحية للقادمين من الدول التي يشكّل انتشار الفيروس منها خطراً"، من دون أن تحدّد فترة زمنية للتعليق.

مصر

وفي باريس، قال وزير الصحة الفرنسي أوليفيه فيران إن إجمالي إصابات الفيروس المؤكدة في بلاده ارتفع إلى 57 حالة.

وأشار إلى 6 حالات مُسجلة في مدينة آنسي "تتعلق بمسافرين عائدين من رحلات مُنظمة إلى مصر، حسب تلفزيون "فرانس تي في انفو".

وفي القاهرة، أعلن ناطق باسم الحكومة المصرية، أمس، "تواصلنا مع الجانب الفرنسي بشأن الحالات التي تم اكتشاف إصابتها بكورونا وكانت في رحلة سياحية لمصر ويتم فحص المجموعات التي تعاملت مع هذه الحالات".

وحسب شبكة "سي بي سي" الإخبارية الكندية الممولة من الحكومة، فقد أكدت وزارة الصحة الكندية تسجيل إصابة رجل ثمانيني في مقاطعة أونتاريو عاد من مصر أخيراً، ما رفع إجمالي الحالات لديها إلى 16.

وفي مدريد، نقل التلفزيون الإسباني الرسمي أمس، عن مصادر في وزارة الصحة أن عدد المصابين بالفيروس في إسبانيا ارتفع إلى 45.

كوريا الجنوبية

وأعلنت كوريا الجنوبية أمس، ارتفاع عدد حالات الإصابة المؤكدة بـ"كورونا" إلى أكثر من 3 آلاف حالة.

وأحصت السلطات في كوريا الجنوبية، البلد الذي يسجل أوسع انتشار للفيروس بعد الصين من حيث انطلق الوباء، 813 حالة إصابة إضافية، وهو أعلى عدد إصابات يومية حتى الآن في هذا البلد، ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 3150، توفي منهم 16 شخصاً.

وفي مؤشر مثير للقلق، سجل البلد أول حالة إعادة إصابة بالعدوى، وهي لامرأة تبلغ من العمر 73 عاماً، تأكدت إصابتها من جديد بعد شفائها منه.

يأتي ذلك فيما رفعت منظمة الصحة الجمعة خطورة انتشار الفيروس في العالم إلى "أعلى مستوى"، ودعت جميع الدول التي لم تسجل فيها إصابات بعد إلى الاستعداد لوصول الوباء، محذرة بأنها سترتكب "خطأ مميتاً" إن ظنت أنها بمنأى منه.

يتزامن ذلك مع تزايد يومي في الإصابات وامتدادها إلى دول ومناطق جديدة.

وبعد تسجيل أول إصابة بالفيروس في أميركا اللاتينية في البرازيل، أعلنت المكسيك ثلاث حالات لأشخاص سافروا إلى إيطاليا، أكثر بلد أوروبي متضرر من الفيروس.

باتت نيجيريا كذلك أول بلد في إفريقيا جنوب الصحراء تسجل فيه إصابة بعد اكتشاف حالة إيطالي عاد إلى البلاد من ميلانو في 25 فبراير.

الدول الاسكندنافية

وبينما ظهرت أول إصابة بـ"كورونا" في آيسلندا، لرجل في مقتبل العمر كان في شمال إيطاليا، قالت السلطات الصحية في السويد، إنه تم اكتشاف أربع حالات إصابات مما يرفع العدد الإجمالي إلى 11.

وجرى اكتشاف حالتين في العاصمة استوكهولم بسبب امرأة كانت زارت إيران أخيراً، وتم عزل الحالات الثلاث.

كما أعلنت النروج ارتفاع حالات الإصابة إلى 7 بعد تشخيص إصابة موظف في مستشفى عيون زار أخيرا شمال إيطاليا. وسجلت الدنمارك، أمس، ثالث إصابة لموظف يعمل بمستشفى "آرهوس" الجامعي، وربما أصيب بالفيروس خلال مشاركته في مؤتمر عقد بمدينة ميونخ الألمانية حيث اختلط بإيطالي مصاب.

وأعلنت السلطات النمساوية، أمس، تسجيل إصابتين جديدتين ليرتفع عدد الحالات إلى 9.

وأعلنت الصين أمس، تسجيل 47 حالة وفاة جديدة بالفيروس، ما يرفع عدد الوفيّات في البلاد إلى 2835.

وقالت اللجنة الوطنيّة للصحّة أيضًا إنّها سجّلت 427 حالة إصابة جديدة، أي بزيادة عن اليوم السابق، ليصل إجمالي عدد الإصابات إلى 79251 حالة.

تايوان من ناحيتها، أكدت اكتشاف خمس حالات جديدة ليرتفع إجمالي حالات الإصابة إلى 39.

«الصحة العالمية»

وفي جنيف، أعلنت منظمة الصحة العالمية في أشد تحذير لها إن "مخاطر انتشار وآثار كورونا مرتفعة جداً الآن على المستوى العالمي لكن احتواء المرض ما زال ممكناً".

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن "التحول من استراتيجية تقوم على الاحتواء إلى التخفيف من الآثار، بما يعني قبول السلطات بانتشار المرض، سيكون خطأ كبيراً".

وأضاف أن "الأيام القليلة الماضية شهدت انتقال 24 حالة إصابة من إيطاليا إلى 14 دولة وانتقال 97 حالة من إيران إلى 11 دولة".

ومضى يقول: "لا نرى دليلاً إلى الآن على أن انتشار الفيروس بين الناس خارج عن السيطرة. وما دامت هذه هي الحالة فإنه لا تزال لدينا فرصة لاحتواء الفيروس".

تضارب حول وفاة نائب إيراني بالفيروس

تضاربت الأنباء حول سبب وفاة النائب الإيراني محمد رمضاني، الذي انتخب في آخر اقتراع الأسبوع الماضي عن مدينة رشت.

وذكرت وكالات الأنباء الرسمية، أن رمضاني توفي بالإنفلونزا وليس بكورونا، فيما أفادت وكالة فارس، المؤيدة للحرس الثوري، بأنه توفي لإصابته فيروس كورونا.

وكان المتحدث باسم البرلمان الإيراني، أسدالله عباسي، كشف أن عدد النواب المصابين بكورونا بلغ خمسة من أصل مئة نائب أجروا الفحوصات. ودعا عباسي بقية النواب إلى إجراء الفحوصات.

وأوضح عباسي أن البرلمان لن يعقد اجتماعه المقرر اليوم، مضيفا أن لجنة رئاسة البرلمان لا تزال تدرس توصية من وزارة الصحة لإغلاق البرلمان، وتعليق اجتماعاته للحد من تفشي الفيروس.

وعلمت "الجريدة" أن مصدر الإصابات في البرلمان، هو النائب أحمد فراهاني، نائب مدينة قم، الذي أعلن قبل أيام أن مدينة قم تشهد 10 وفيات يوميا بالمرض، وأن الحكومة تتستر على الحقيقة.

وتبيَّن أن الأطباء كشفوا أن فراهاني مصاب بالفيروس منذ السبت الماضي، وطلبوا منه عدم الخروج من منزله، لكنه لم يراعِ الأصول الصحية، ولم يخرج فقط من منزله، بل جاء إلى طهران، حيث شارك في جلسة مجلس الشورى الإسلامي، والتقى نواب المجلس، وكذلك عقد مؤتمرا صحافيا علنيا.

في الوقت نفسه، أفادت تقارير إعلامية إيرانية، أمس، عن تسجيل إصابتين بالفيروس؛ أحدهما عضو بمجلس تشخيص مصلحة النظام، والآخر نجل مستشار المرشد الأعلى ​السيد علي خامنئي​.

«الصحة العالمية» تحذر السلطات من التسليم بانتشاره
back to top