الناهض: مرونة البنوك ضرورة في الثورة الصناعية الرابعة

عملاء «بيتك» ينفذون أكثر من 100 مليون عملية أونلاين في السنة

نشر في 01-03-2020
آخر تحديث 01-03-2020 | 00:00
مازن الناهض متحدثاً أثناء المؤتمر
مازن الناهض متحدثاً أثناء المؤتمر
قال الناهض إن «بيتك» يستثمر بقوة في أحدث وسائل التكنولوجيا بهدف تقديم خدمات مبتكرة ضمن معايير السهولة والسرعة والأمان، موضحاً أن الخدمات التكنولوجية تعزز الإنتاجية وجودة الخدمة، مما ينعكس إيجاباً على زيادة مستويات الربحية.
أكّد الرئيس التنفيذي للمجموعة في بيت التمويل الكويتي (بيتك)، مازن الناهض، أن رقمنة العمليات والخدمات المصرفية توفر فرصاً كبيرة للبنوك عند تحويل نماذج أعمالها بما يتوافق مع التطورات التكنولوجية العالمية المتسارعة، مشيراً في الوقت ذاته إلى حاجة البنوك إلى وضع خطط استراتيجية متقدمة لضمان الحفاظ على جميع البيانات لعملائها.

جاء ذلك خلال مشاركته في مؤتمر معهد التمويل الدولي الذي انعقد في مدينة الرياض، ضمن إطار اجتماعات قمة مجموعة العشرين (الرياض G20) تحت عنوان: «آفاق النمو الاقتصادي ومستقبل الخدمات المصرفية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا».

وعلى صعيد «بيتك»، قال الناهض إن البنك يستثمر بقوة في أحدث وسائل التكنولوجيا بهدف تقديم خدمات مبتكرة ضمن معايير السهولة والسرعة والأمان، موضحاً أن الخدمات التكنولوجية تعزز الإنتاجية وجودة الخدمة، مما ينعكس إيجاباً على زيادة مستويات الربحية.

وأشار إلى أن «بيتك» قطع أشواطاً كبيرة في هذا المجال، إذ أبرم شراكات واتفاقيات مع شركات خدمات التكنولوجيا المالية «FinTech»، في حين تبنى تقنيات الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا البلوك تشين، فضلاً عن أن البنك استثمر 40 مليون دولار في صندوقين متخصصين في الخدمات التكنولوجية المالية «فنتك»، أحدهما بمقره في المنطقة، والآخر في الولايات المتحدة الأميركية.

وذكر أن عملاء «بيتك» ينفذون أكثر من 100 مليون عملية أونلاين في السنة، مؤكداً مواصلة الجهود بقيادة الابتكار وطرح خدمات متقدمة للعملاء وضمان الحفاظ على ريادة البنك في الخدمات التكنولوجية المالية.

وخلال الجلسة أيضاً، تحدث الناهض عن أهمية مرونة البنوك في الثورة الصناعية الرابعة، لافتاً إلى أن الابتكار هو عنصر استراتيجي للصناعات التي فيها منافسة عالية مثل صناعة الصيرفة.

وأوضح أن البنوك التي تمتلك مميزات تنافسية تحتاج إلى مواكبة التغييرات المتسارعة التي تتصف بها بيئة العمل في العالم، مضيفاً أن البنوك والصناعة المالية تمران بمرحلة التحول الرقمي، إذ دخلت الأتمتة بقوة على العديد من الإجراءات والعمليات.

وعن أمن وخصوصية بيانات العملاء، لفت الناهض إلى ضرورة تعزيز الضوابط ومراجعة القوانين لتمكين عولمة البيانات، مبيناً أهمية تكامل الأداء على مستوى المنطقة لما يحمل ذلك من فوائد وفرص متنوعة.

وذكر أن على البنوك المركزية والهيئات الرقابية الأخرى أخذ متطلبات تكامل أداء المنطقة بعين الاعتبار، وتعديل البيانات وقوانين الحوكمة لتصبح متكيفة مع هذا التكامل.

الأمن السيبراني

وخلال المؤتمر أيضا، أشار الناهض إلى أهمية تعزيز الأمن السيبراني في الصناعة المصرفية وتعزيز الجهود لمواجهة التحديات والمخاطر في هذا المجال، مع مواصلة رفع مستوى أنظمة الأمن السيبراني والتكنولوجيا ذات الصلة وفقا للمعايير العالمية.

وأضاف أن مسألة الأمن السيبراني لم تقتصر على البنوك فحسب، بل امتدت إلى الحكومات التي تبنت قوانين لمواجهة التحديات المتعلقة بهذا الشأن وسن قوانين معاملات إلكترونية جديدة.

اقتصاد منخفض الكربون

وتطرق إلى أهمية المسؤولية الاجتماعية وخدمة المجتمع وتحقيق الاستدامة على مختلف الصعد، مبيناً أهمية الانتقال إلى اقتصاد صديق للبيئة ومنخفض الكربون (low-carbon economy).

وللتحول إلى هذا النوع من الاقتصاد، أكد الناهض ضرورة معرفة التغيرات في تدفقات التمويل إلى الاقتصاد الحقيقي، لافتاً الى مسؤولية المؤسسات المالية للمساهمة في تطوير الأطر التحليلية لتقييم مخاطر التغيير المناخي وتعزيز الجهود الرامية إلى خفض الانكشاف على هذا النوع من المخاطر.

الشركات الصغيرة والمتوسطة

وخلال مناقشة الناهض، في جلسة المؤتمر، أهمية الشركات الصغيرة والمتوسطة (SMEs) ودورها في النمو الاقتصادي، لفت إلى ضرورة دعم هذا القطاع المهم تماشياً مع رؤية 2035 التي تهدف إلى تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري عالمي، مشيراً إلى مساهمات هذا القطاع في تنويع الاقتصاد ولعب دور مهم في خلق فرص عمل للأجيال المقبلة.

وعن دور «بيتك» في هذا المجال، قال الناهض، إن للبنك سجلا حافلا في دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة ومبادرات الشباب وتعزيز بيئة ريادة الأعمال، مشيراً الى أن «بيتك» يستحوذ على حصة سوقية كبيرة في هذا القطاع، ويدعم نحو 1000 عميل من هذه الشركات.

من جانب آخر، لفت الناهض إلى أهمية تضافر جهود حكومات دول مجلس التعاون الخليجي لإرساء الاستقرار في القطاع العقاري في المنطقة، لافتاً إلى دور الهيئات الرقابية والتشريعية في قيادة النمو وتشجيع الاستثمار عبر تسهيل الإجراءات ووضع أطر وتشريعات سلسة.

الذكاء الاصطناعي

وعن دور الذكاء الاصطناعي في مستقبل الصناعة المصرفية، قال الناهض إن «بيتك» يطبق هذه التكنولوجيا وفق أعلى معايير الأمان والجودة والمهنية، لافتاً إلى أن البنك أطلق برنامج روبوت للعمليات التشغيلية RPA، لتحسين كفاءة العمل وتطوير العمليات.

وأضاف أن الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً محورياً في تطوير تجربة العميل ضمن قطاع الخدمات المالية، مشيراً إلى فوائد هذه التقنية في ديناميكية الخدمات المصرفية.

واستعرض بعضا من الفوائد ومنها: الدقة، وتقليل الأخطاء البشرية، وتخفيض المصاريف، والسرعة في الأداء، وتحليل البيانات، والتحقق من عمليات الاحتيال الإلكتروني من خلال كشف أي عمليات مشبوهة، الأمر الذي يساهم بخلق بيئة مالية آمنة.

استقطاب المواهب

وتناول موضوعات ومحاور متنوعة مثل ضرورة مواصلة تطوير استراتيجيات الموارد البشرية في استقطاب المواهب وتصميم برامج تدريبية خاصة تواكب الاحتياجات العالمية في الصناعة المصرفية.

وقال إن «بيتك» أطلق في 2016 جائزة الابتكار (KFH Got Talent) الأولى من نوعها على مستوى المجموعة بهدف تحفيز الموظفين لإطلاق العنان لإبداعاتهم وابتكاراتهم، بما يساهم في تمكين الشباب الكويتيين، وتأهيلهم لمواصلة مسيرة الابتكار التي بدأتها المجموعة، والارتقاء بالخدمات والمنتجات.

وأوضح أن «بيتك» يركز على استقطاب الخريجين الشباب المتميزين أصحاب التخصصات المتعلقة بالتكنولوجيا والاتجاهات الرقمية المختلفة بما في ذلك الذكاء الاصطناعي وكل ما يتطلبه الابتكار المزعزع (Disruptive innovation).

الجدارة الائتمانية وعمليات الاندماج

في سياق آخر، قال الناهض، إن الجدارة الائتمانية والتصنيفات العالية لمجموعة «بيتك» والنمو الاقتصادي المستقر للكويت والبيئة الرقابية المتحفظة تشكل عوامل تحفيزية لاستقرار السيولة، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على ثقة المستثمرين ويزيد الوصول إلى التمويل بعملات أجنبية عبر العالم.

وأشار الى أن إدارة السيولة الفعالة تساهم بتكوين أصول سائلة ذات جودة عالية مع توافر العملات المحلية والأجنبية في الظروف الاقتصادية الصعبة.

وناقش الناهض أنشطة الاستحواذ والاندماج في القطاع المصرفي على مستوى منطقة الخليج، مشيراً إلى أن مثل هذا النوع من العمليات يساهم في زيادة قدرة التسعير لدى البنوك عند المنافسة على الودائع، كما يساهم بتعزيز الربحية وخفض تكاليف التمويل المرتفعة على المدى الطويل.

وتأتي مشاركة «بيتك» في المؤتمر، في اطار الالتزام بالمساهمة في اثراء المؤتمرات الاقتصادية والمالية الدولية وتعزيز الخدمات المصرفية العالمية، وكذلك للاطلاع على أحدث التطورات الاقتصادية ومناقشتها مع مختصين وخبراء ماليين عالميين، حيث يمتلك «بيتك» خبرات عريقة بفضل مسيرته الطويلة وانتشاره الجغرافي الواسع، ومكانته الرائدة في صناعة التمويل الاسلامي عالميا.

شراكات مع «FinTech» وتبني الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين في العمليات

أهمية مواصلة رفع مستوى أنظمة الأمن السيبراني

حصة سوقية كبيرة لـ «بيتك» في قطاع الـ SMEs والبنك يدعم نحو 1000 عميل في هذا القطاع
back to top