صباح الناصر: متفائلون بالخالد ونأمل تعاون السلطتين للتنمية

افتتح ملتقى منظمة الطلبة الكويتيين بجامعة «تمبل» وهنأ القيادة السياسية بالأعياد الوطنية

نشر في 24-02-2020
آخر تحديث 24-02-2020 | 00:04
أعرب وكيل الديوان الأميري لشؤون الأسرة الحاكمة الشيخ صباح الناصر عن أمله أن تتعاون السلطتان التشريعية والتنفيذية في البلاد لإصدار قوانين تحقق الاستدامة، وتساهم في التنمية، مؤكداً ان الكويت دولة متسامحة وثرية في حب العمل والاخلاص والتفاني فيه من اجل حب الوطن.

وقال الناصر، خلال افتتاحه ملتقى منظمة الطلبة الكويتيين بجامعة تمبل في فيلادلفيا بالولايات المتحدة الأميركية مساء امس، ان ثمة اسسا رئيسية لابد ان يعيها الطلبة ابرزها العلم والمعرفة اللذان يعتبران مؤشرا رئيسيا لتحقيق التقدم اسوة بالدول المتطورة التي اهتمت بالعلم والمعرفة لتصبح دولا يشهد لها بالنماء والاستقرار.

ودعا الى التسامح وتقبل الرأي والرأي الآخر، مبيناً ان ذلك من اساسيات رقي اي مجتمع وتقدمه وتحرره من عاداته غير السوية والتي قد تكون سلبية للبعض, فالتسامح مذكور في القرآن الكريم، فضلاً عن أنه سمة من سمات اهل الكويت في الماضي والحاضر.

صناع المستقبل

وأكد الناصر ان الشباب هم من يصنعون المستقبل، مخاطبا إياهم: «أنتم وقود حركة المجتمع ويجب ان يكون لكم دور ورأي في مستقبل بلادكم، وبعد تخرجكم عليكم ان تعودوا مرفوعي الرأس للديرة، ويجب ان يكون لكم دور في رسم المستقبل».

وأعرب عن تفاؤله بالحكومة والمجلس وقيادة رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد، مؤكداً أنه «أحد الرجال المخلصين في الوطن، وسوف يعطي الشباب فرصة اكبر لبناء المستقبل».

وأشاد بفكرة المنظمة الطلابية الكويتية في جامعة تمبل التي تقوم بعمل انشطة تربط الطلبة بعاداتهم وتقاليدهم، مثمناً جهود اعضاء هذه المنظمة من جهة، فضلاً عن شكره رعاة المؤتمر من جهة اخرى.

وبمناسبة الاعياد الوطنية، تقدم الناصر بالتهنئة لاهل الكويت بهذه المناسبة الغالية، داعياً ان يديم الله على الكويت واهلها الامن والامان، كما هنأ القيادة السياسية الكويتية، ممثلة بصاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد، وولي عهده الامين الشيخ نواف الاحمد، سائلاً المولى تعالى ان يحفظ الكويت وأهلها من كل مكروه.

جلسات العمل تناقش تجارب الطلبة

عقد الملتقى أولى جلسات العمل أمس، وتحدث محمد الحاجي (طالب دكتوراه العلوم السلوكية والاجتماعية في كلية الصحة العامة) عن رحلة ابتعاث في 15 سنة، موضحا أن أيام الغربة صعبة على كل طالب، لكنّ الغربة تعلّم صاحبها كيف ينهض بعد كل سقوط، لاستكمال المشوار.

وقال الحاجي إن الإنسان يجب أن يعتقد أنه قادر على كل شيء طالما بذل الجهد الكافي لذلك، مشيرا الى أن دماغ الإنسان لا يكتمل نموه ونضجه إلا بعد عمر 25 عاما، ونصح الشباب بالاستعانة بأصحاب الخبرة محل الثقة، والذين سبقوه في المسيرة في نفس مجالهم، وأن يستعينوا بالمشورة.

وفي الجلسة الثانية بالملتقى، تحدثت المهندسة ندى المسفر من «شركة نفط الكويت» عن تجربتها خلال الـ 20 عاما الماضية، وإصرارها على الوصول منذ أن كانت طالبة بكلية الهندسة والبترول، وعملها بعد التخرج في إحدى الشركات، والتحديات والصعوبات التي واجهتها في العمل، لكنها أصرت على أن تؤكد للجميع أن المرأة الكويتية قادرة على العمل تحت أي ظروف، وعلى تخطي الصعاب وإثبات ذاتها.

وذكرت المسفر أن الفرق بين الممكن والمستحيل يكمن في مقدرة الإنسان على الإصرار والتحدي، موضحة أن الصعوبات والعقبات التي واجهتها ساهمت في صقل شخصيتها ووصولها الى النجاح والتميز، ولافتة الى أنها عملت في الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا واليمن ودول الخليج العربي، وحصلت على عدة ترقيات ومناصب، كما شاركت في المشروع الحكومي «المرأة مختارة بيئية»، وقدمت وفازت بالمركز الأول، وأصبحت مختارة بيئية لمنطقة مشرف.

هيجان التشريع

من جهته، علق عضو المجلس الاعلى للتخطيط والتنمية د. ناصر المجيبل فيما اذا كانت الكويت مقبلة على إصلاح أو تغيير تجاه رؤيتها الجديدة 2035، مؤكداً ان هناك فرقا كبيرا بين الإصلاح لإعادة الشيء الى ما كان عليه قبل فساده، وبين التغيير لإعادة تشكيل الحالة السيئة لبناء حالة جديدة تتناسب مع تحديات الواقع ومتطلبات المستقبل، مبيناً ان العودة للماضي الصالح لا تعني بالضرورة إنقاذاً للمستقبل.

وقال المجيبل، خلال مشاركته في ملتقى «سنيار» الذي نظمته منظمة الطلبة الكويتيين بجامعة تمبل المقام بمدينة فيلادلفيا: «نحن بحاجة لإعادة النظر في آلية حل مشكلاتنا التي أدت بنا لمرحلة الهيجان في التشريع»، مبيناً أن «المشرع اعتقد أن للقوانين قدرة خارقة على معالجة ما ظهر من أمراض اجتماعية وسياسية واقتصادية، ثم استمررنا نسرف في التشريع كلما رأينا القوانين التي اعتمدناها غير شافية، أو أتت بنتائج مخالفة للمقصود، ثم نشرع مجدداً ويشتد هيجاننا للتشريع، ثم هيجان آخر في تشكيل اللجان، ولجان متابعة تنفيذ التشريع، ليصل بنا الحال إلى التدخل في أدق أمور الإدارة والتخصص وهكذا يسير نظامنا التشريعي بحسن نية ولتحقيق الصالح العام».

شهادات بلا مهارة

وأضاف: «نحن من ألزم الدولة بتوظيف جميع المواطنين حتى إذا ما تضخم بند الأجور إلى 60 في المئة من الميزانية وما يقارب 100 في المئة من دخل النفط بدأنا نصرخ باحثين عن الحل، رغم اننا نحن الذين شرعنا قوانين تحمي الكسول وضعيف الإنتاج وتمنع من مكافأة المنتج والمجتهد حتى بدأنا ننادي بغياب العدالة في العمل، ونحن من قررنا أن يكون التوظيف مركزياً حتى باتت جميع الخبرات والشهادات متساوية وتحمل نفس القيمة المادية والمعنوية، فبدأنا حالة الرعب من تزوير الشهادات وعدم تمكين الكفاءات».

وتابع: «نحن من قرر أن الدولة هي المسؤولة عن التنفيذ والمراقبة والمحاسبة فاحتكرنا جميع الأنشطة الاقتصادية فباتت الدولة غير قادرة على التنفيذ أو المراقبة أو المحاسبة ثم أصبحنا نفزع من تردي الخدمات وتحول القطاع الخاص إلى أسد كسول يعتمد على عطايا الدولة، وبات الاقتصاد عاجزاً عن دفع التنمية أو توفير فرص العمل، ونحن من قرر أن تتدنى نسب القبول في الجامعات حتى يحصل أكبر قدر ممكن من الناس على فرصتهم في الشهادة العليا، ثم الراتب المقابل لها بغض النظر عن قدراته، فأصبح الجميع يحمل الشهادة والقليل فقط يحمل المهارة. هكذا أصبحنا، دولة الكل مستفيد من مواردها ولا أحد راضٍ عنها».

وأكد المجيبل «اننا بأمس الحاجة للحوار لطرح ومناقشة قضايانا الخلافية مثل التخصيص، وشكل التعليم، والحريات، ليس للوصول إلى اتفاق مشترك فقط، فبعض القضايا لا يمكن الاتفاق حولها أصلاً، ولكن لتعلم فن المناقشة، وهذا بدوره يجعلنا أكثر تفهماً لمنطلقات الطرف الآخر، وهذا ما يجعل منا مجتمعاً متسامحاً حتى لا يصبح وطننا ذلك المكان الذي تصبح فيه خائفاً من أن يتهمك أحد بالتعبير عن رأيك، وتكون فيه مخيفاً لأنك قد تتهم غيرك بالتعبير عن رأيه».

ملتقى وطني للاحتفال بالأعياد

ذكر أمين صندوق المنظمة سعود الجاسم أن حضور ورعاية الشيخ صباح الناصر أضافا إلى الملتقى، وذلك التجمع الطلابي الكويتي في الخارج، قيمة ونجاحاً كبيراً، مبيناً أن الهدف من اقامة الملتقى هو الاحتفال بالاعياد الوطنية وجمع الطلبة الكويتيين الدارسين بالولايات المتحدة في مدينة فيلادلفيا، للمشاركة في هذا الاحتفال، وتذكير الطلبة بماضي الكويت، وذكرى تحريرها من براثن العدوان الغاشم.

وتوجه الجاسم بالشكر والتقدير إلى الجهات الراعية للملتقى؛ شركة كيبكو، ومؤسسة البترول الكويتية، والخطوط الجوية الكويتية، وشركة الساير، وشركة شانجان المطوع، وشركة فيسكو، وبنك برقان، معرباً عن شكره للرعاة الإعلاميين، ممثلين في جريدتَي «الجريدة» والأنباء وشبكة أخبار الشباب و‪SNN‬.

الحاجة للتفكير

ورأى «أننا اليوم بأشد الحاجة للتفكير في نظامنا الأخلاقي والقيمي، حتى لا نتحول إلى مجرد حشد وشعب بدون وعي ولا هوية ولا مثل عليا، حتى لا نتحول إلى مجموعة من الأفراد يعيش كل منا لنفسه ومصالحه، حتى لا نتحول إلى مجموعة من الغوغاء لديهم حاجات ومطالب وهذه هي نتائج غياب المثل العليا».

وتساءل المجيبل: من سيحقق هذا التغيير للكويت؟ مجيبا بأن «البطل التاريخي الذي ينقذ الأمة ويخلصها من أزماتها ظاهرة لا تخضع لقانون بل هي تقاطع من المصادفات التي لا يمكن التنبؤ بها، فالبطل التاريخي الدائم هو أنتم، أنتم الشباب من يبشر بالتطوير ويدفع باتجاهه أنتم مَهديُّنا المنتظر وأنتم من يصنع التاريخ الجديد وأبطاله لا العكس»، لافتاً الى «اننا ننتقد مَواطن الخلل بقسوة، ليس لأننا فقدنا الأمل بل لأننا نعتقد أن انتقاد الواقع والإشارة الى الحلول كما فعلنا اليوم قد يحيي أمل التغيير مجدداً، ونحن بفطرتنا نميل للأمل ولو كان الواقع عكس أمانينا».

ولفت إلى ان الكويت بالسابق كانت مختلفة تماماً وكانت أنشطتها ثلاثة وهي تجارة اللؤلؤ والعمل الحر والعمل التجاري، وكان الكويتيون يشكلون 90 في المئة من سوق العمل الخاص، وكانت قائمة على النشاط التجاري، مبيناً ان حرف ومهارات الكويتيين لم تعتمد ابدا على الدولة ولم تكن الدولة تنفذ الشوارع ولم تمول المدارس بل المدارس مولتها الاوقاف والتجار.

وأوضح ان الدولة لم تكن تمارس الأنشطة الاقتصادية الرئيسية والمتوسطة والبسيطة، بل كان ذلك يأتي عبر القطاع الخاص وهو من كان يقود التنمية، وكان متناسباً مع حجم الموارد الموجودة «ومع ذلك كنا دولة مستقرة».

وأفاد المجيبل بأن «الكويت عمرها 407 سنوات كدولة وأنها قبل النفط كانت دولة مستدامة ومستقرة، وكانت الوحيدة في المنطقة التي لم تتغير حدودها بحروب، وحكامها وتركيبتها السكانية، لانها كانت دولة مستقرة سياسياً واقتصاديا».

غياب الاستدامة

وقال المجيبل إن الجهاز الحكومي بالسابق رغم صغره كانت وظيفته المراقبة والمحاسبة الى جانب كونه يهيئ السوق ويبحث عما قد ينقص الاقتصاد من جهة والمواطنين من جهة أخرى، فضلاً عن أنه كان يضع السياسات العامة ولا يتدخل في التنفيذ رغم شدة محاسبته، لافتاً الى ان شبكة الأمان الاجتماعي عرفية وهي التكافل، وهذا المصطلح كان مهماً ففي السابق كان الشخص في حال سقوطه في مشكلة يقدم اليه اهله وجيرانه المساعدة، وهذا الامر لا يوجد اليوم لان المواطن يعتقد ان الدولة تحميه، لذا ضاعت قيمة التكافل وخسرناها.

واستذكر «اننا في السابق كان لدينا اقتصاد محدود ولكن مستدام واليوم لدينا اقتصاد قوي جدا الا ان الجميع يخاف من المستقبل وهذا هو أفضل تصور لغياب الاستدامة، الاستدامة ان تعيش حياة كريمة ولا تخشى من المستقبل»، مضيفاً ان الصناعات النفطية تمثل الآن من 88 الى 90 في المئة من دخل الدولة، بينما كان 95 في المئة من دخل الدولة في السابق يأتي من الأنشطة التجارية وحدها.

وختم المجيبل حديثه بأن الرعاية يجب ان تستمر للمستحق، أما الريع فيجب أن يتوقف، فهو الذي خرب مهارات الكويتيين وطموحهم قبل اقتصادهم.

خدمة الطلبة بعيداً عن التكسبات

قال رئيس منظمة الطلبة الكويتيين في جامعة تمبل بمدينة فيلادلفيا عبدالله العنزي ان هذه المنظمة تأسست بمشاركة 11 طالباً وطالبة من ابناء جامعة تمبل، مبيناً أن الهدف من هذه المنظمة خدمة الجموع الطلابية الكويتية الدارسة في الجامعة، والتواصل معها بشكل مباشر بعيدا عن اي تكسبات سياسية.

وصرح العنزي بأن تأسيس هذه المنظمة جاء بعد غياب إحدى المنظمات العربية الطلابية التي كانت تدير الجموع الطلابية، والتي تأسست سابقاً على يد طالبة كويتية، لذا «قررنا تأسيس منظمة طلابية كويتية تتابع شؤون طلبتنا الدارسين في جامعة تمبل، وهي منظمة مشهرة في هذه الجامعة العريقة». ولفت إلى أن ملتقى هذا العام أقيم تحت شعار» سنيار» والذي يقام للعام الثالث على التوالي احتفالا بالأعياد الوطنية الكويتية، وقد حظي ملتقى هذا العام برعاية وحضور كريم من وكيل الديوان الأميري لشؤون الأسرة، والذي نعتبره وسام شرف للمنظمة لاهتمامه بهموم الطلبة وطموحاتهم».

وأفاد العنزي بأن أعداد الطلبة الكويتيين الدارسين في جامعة تمبل تبلغ حوالي 100 طالب وطالبة في مختلف التخصصات، مفيداً بأن المنظمة حرصت كل الحرص على الابتعاد عن التوجهات السياسية التي قد تنتج خلافات الطلبة في غنى عنها.

ولفت إلى أن هدف المنظمة بعيد كل البعد عن الانتخابات، حيث إن ما تسعى إليه هو خدمة الجموع الطلابية الكويتية وحل مشاكل الطلبة بقدر الامكان، مشيراً إلى ان المنظمة في جميع فعالياتها ترحب بحضور ومشاركة جميع الطلبة الكويتيين والخليجيين.

وحول فعاليات الملتقى، أفاد العنزي بأن المنظمة حرصت على تقديم فقرات وطنية متنوعة على ايدي خبراء ومختصين في عدة مجالات، ابرزها رؤية الكويت الجديدة 2035 والتي ألقاها عضو المجلس الاعلى للتخطيط والتنمية د. ناصر المجيبل، بالاضافة الى عدد من الندوات التي ابرزت دور المرأة الكويتية، والتي قدمتها م. ندى المسفر ومحمد الحاجي، فضلا عن عدة امسيات فنية بحضور الفنان عبدالعزيز الضويحي والشاعر سلمان بن خالد.

العلم مؤشر للتقدم... والتسامح ركيزة للتحرر من عادات غير سوية للارتقاء بالمجتمع

الشباب صناع الغد ويجب أن يكون لهم رأي ودور في رسم مستقبل البلاد

رئيس الوزراء من مُخلِصِي الوطن وسيعطي الشباب فرصة أكبر لبناء المستقبل صباح الناصر

حرف الكويتيين لم تعتمد قديماً على الدولة إذ كان القطاع الخاص قائد التنمية ومشغل الأنشطة

شرَّعنا قوانين تحمي الكسول وتمنع مكافأة المنتج حتى بدأنا ننادي بغياب العدالة في العمل المجيبل

نحتاج إلى إعادة النظر في آلية حل مشكلاتنا التي أدت إلى مرحلة «هيجان التشريع» المجيبل
back to top