المخزون الاستراتيجي من السلع... هل يكفي 6 أشهر؟

نشر في 14-02-2020
آخر تحديث 14-02-2020 | 00:01
 سعود الجنفاوي كلما نشأت أزمة دولية في إقليم الخليج العربي أو تأزمت العلاقات في منطقة الشرق الأوسط خرج أحد الوزراء معلنا أن الدولة لديها مخزون استراتيجي يكفي ٦ أشهر، ومنهم وزراء التجارة، وهم أكثر من يصرح بهذا التصريح حتى وصل الأمر أن اتحاد الجمعيات التعاونية يمارس هذه العادة في إعلان توافر مخزون استراتيجي من السلع يكفي ٦ أشهر لمواجهة أي ظرف كان، سواء كان مناخيا أو لوجستيا أو حتى عسكريا.

لكن الواقع يكذب هذه التصريحات ويعطينا صورة أليمة لواقع الحال، لذا اقتضى الأمر أن نكون كشعب مستعدين لأي طارئ، وألا نعتمد كثيراً على مثل هذه التصريحات المخدرة وغير المطمئنة كما يعتقدون منها.

فالماضي القريب يشهد أن الكويت شهدت نقصاً حاداً في بعض المنتجات الزراعية والغذائية، مما رفع أسعارها إلى أكثر من ضعف خلال وقت قصير، وامتد النقص في هذه المواد فترة طويلة دون أي إجراءات ملموسة ومؤثرة ممن يصرح ويعلن على وسائل الإعلام أن المخزون الاستراتيجي في أيد أمينة، وتدار بالفعل من خلال عقلية حكيمة ورزينة.

أزمات تؤكد أن هذه التصريحات ممن هم على كراسي المسؤولية مجافية للحقيقة، فهل أوجدت وزارة التجارة بدائل وحلولا لمواجهة مثل هذه الأزمات؟ وهل كان لديها مخزون من الأساس من كل السلع لنصدق مثل هذه التصريحات؟ وهل قامت الوزارة بوضع مثل هذه السلع ضمن قائمة سلع التموين، ولو مؤقتاً، لتقدم بسعر معقول حتى نضمن ألا يمس جيب المواطن فعلياً لا دعائياً؟

ثم ما دور اتحاد الجمعيات التعاونية الذي أصبح يصرح بوجود مخزون استراتيجي يكفي ٦ شهور وفي أرفف الجمعيات لا تجد مثل هذه السلع، أو أن أسعارها تضاعفت أكثر من مرة؟ فهل ظهر لهذا المخزون الاستراتيجي أي أثر على أرفف الجمعيات التعاونية؟ وهل فعل الاتحاد خططه لإيجاد بدائل لإنقاذ جيب المستهلك من ارتفاع الأسعار؟ وهل فعّل الاتحاد خطط الطوارئ إذا كان لها وجود أو اهتمام لديه لاستيراد مثل هذه السلع لإنقاذ الموقف؟

للأسف وبمزيد من الألم والأسى شاهدنا كمواطنين ومستهلكين كيف تمر الأزمات متتابعة من نقص السلع، وآخرها نقص حاد في سلعة مهمة في كل بيت وهي الهيل، حيث تضاعف سعرها ما يقارب خمسة أضعاف، والسوق مازال، على مدى أشهر، يفقد الكثير من كمياتها، وهذا مثال لتكرر الأزمة التي تؤثر في ميزانية الأسرة والخلل في معيشتها أو استقرارها.

لذا أتمنى من وزارة التجارة واتحاد الجمعيات التعاونية الاستعداد أكثر للمستقبل وعدم ترك المواطن يعاني ويخسر، لأنه وثق وصدّق مثل هذه التصريحات غير المسؤولة والبعيدة عن الواقع، وحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.

back to top