العراق: مواجهات بين المحتجين و«القبعات الزرق»

• مسلحون «صدريون» يمنعون قطع الطرق بالنجف
• محمد علاوي: 170 نائباً سمّوني

نشر في 04-02-2020
آخر تحديث 04-02-2020 | 00:02
«القبعات الزرق» في بغداد
«القبعات الزرق» في بغداد
واصل أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر محاولاتهم منع قطع الطرقات وإغلاق المؤسسات الحكومية، كما حاولوا السيطرة على ساحات الاعتصام، مما أدى إلى مواجهات بينهم وبين المحتجين المنخرطين في الحراك الإصلاحي.
لليوم الثاني اندلعت مواجهات بين المحتجين العراقيين وبين "القبعات الزرق" وهم شبان من أنصار التيار الصدري كلفهم زعيمهم مقتدى الصدر حماية المحتجين، لكن في الأيام الأخيرة خصوصاً بعد تكليف محمد توفيق علاوي تشكيل حكومة وجههم الصدر إلى المساهمة في فتح الطرقات ومنع إغلاق المؤسسات الحكومية.

وأفاد مصدر أمني عراقي أمس، بتسجيل إصابات في محافظة النجف نتيجة صدامات بين متظاهرين و"القبعات الزرق".

وقال المصدر، إن محتجين في النجف حاولوا، أمس، قطع عدد من الطرق والجسور الرئيسية في المحافظة، لكن "القبعات الزرق" اشتبكوا معهم لمنعهم.

وأوضح أن الصدامات أسفرت عن وقوع 12 إصابة نتيجة استخدام الحجارة والهراوات، وأظهرت مقاطع فيديو تداولها ناشطون تهديد مجاميع مسلحة بزي مدني المتظاهرين بإطلاق الرصاص الحي إذا ما أصروا على إبقاء الطرق مغلقة.

وشهدت ساحة التحرير وسط بغداد، قلب الحراك الاحتجاجي المتواصل منذ أكتوبر والمطالب بإصلاحات سياسية واقتصادية، مساء أمس الأول مواجهات وتبادلاً للسيطرة بين المحتجين و"الزرق".

وأفاد مصدر أمني، بعودة سيطرة المتظاهرين إلى جسر الجمهورية في بغداد بعد انسحاب أصحاب "القبعات الزرق" الذين انسحبوا إلى "المطعم التركي"، المطل على ساحة التحرير والذي سيطروا عليه بعد أن أخلوه من المحتشدين بالقوة.

وحاول أنصار الصدر السيطرة على جسر الجمهورية أكثر من مرة مساء أمس الأول حيث يحتشد آلاف المتظاهرين منذ نحو أربعة أشهر.

ويعد جسر الجمهورية جسراً استثنائياً في المواجهة بين حركة الاحتجاج والسلطات، إذ تحول في 25 أكتوبر الماضي، إلى خط الدفاع الأول للسطات وخط الهجوم الأول للمتظاهرين.

وفي ساحة الحبوبي بالناصرية مركز محافظة ذي قار، طرد المحتجون أنصار الصدر الذين كانوا يحاولون تفريقهم.

وأفاد مصدر أمني في محافظة كربلاء، بأن "القبعات الزرق" حاولوا ،أمس الأول، السيطرة على "فلكة الأحرار" لكن المحتجين تصدوا لهم.

وفي مناطق أخرى، بدأت مخيمات الاحتجاج في العاصمة العراقية وجنوب البلاد بالانقسام إلى مجموعات منفصلة بين الداعمين لإعطاء رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي فرصة والرافضين لتسميته.

وفي مدينة البصرة الجنوبية الغنية بالنفط، نقل طلاب الجامعة خيامهم ليل الأحد ـ الاثنين للابتعاد عن المناطق التي احتلها أنصار الصدر. وطالب أحد منظمي التظاهرة عبر مكبرات الصوت هناك: "إذا جاء الصدريون إلى ساحة الاحتجاج، لا تحتكوا بهم ولا تثيروا المشاكل".

وانتشر أنصار الصدر، أمس، حول المدارس والدوائر الحكومية في الكوت والحلة جنوب العاصمة، لضمان إعادة فتحها بالكامل بعد أسابيع من الإغلاقات المتقطعة بسبب التظاهرات.

وحاول الصدر، أمس الأول، تطمين المحتجين لكنه أبقى على الزخم ، وعبر عن رفضه التعدي على "ثورة تشرين (أكتوبر)"، لكنه أصر على توجيه أنصاره، للمشاركة في فتح الطرقات ومنع إغلاق المؤسسات.

وقال الصدر في تغريدة :"عشقت ثورة تشرين، وما زلت أعشقها، عشت معها بكل لحظاتها، بحلوها ومرها، تابعتها أولاً بأول، فتغلغلت بدمي وروحي، ودفعت عنها مخاطر الداخل والخارج، ولن أقبل بالتعدي عليها... فهيّ وأنا واحد، وسوف لن أألو جهداً في تنظيفها من المُخرّبين".

وأضاف: "سوف أُبعد عنها القناصين، وسوف أزيح عنها المُندسين، وسوف أدفعُ عنها المُحرّضين، وها هم اخوتكم القبعات الزرق والمحبين معكم، بينكم وفيكم، لأجل بقاء سمعتها ناصعة، بلا حرق ولا قطع ولا جهل ولا معصية".

وأوضح الصدر: "فليذهب الثائر لمدرسته، لينهل العلم والثقافة، وليتظاهر من أجل الإصلاح في وقت آخر، وليعتصم المُعتصمون بالله وبالعراق اعتصاماً، وليفتح كل وطني الطريق للشعب، ولا يك مُخرّباً".

وتابع: "عراقنا في خطر، فكفاكم انجراراً خلف صوت العنف والتشدد والتخريب، فقد عهدتكم محبين للسلام، ومُحبين للوطن".

وبين الصدر، أنه "ليستمر الأخوة من (القبعات الزرق) في عملهم، فهم لا يستهدفون الثائر المُسالم، بل يساهمون مع إخوتهم من القوات الأمنية في حفظ الأمن، لينعم الشعب بالأمان والاستقرار والسلام".

علاوي

إلى ذلك، بدأ رئيس الوزراء المكلف تشكيل الحكومة الانتقالية محمد توفيق علاوي، أمس، مشاورات لتشكيل حكومة، وصياغة برنامج حكومي لتلبية التعهدات التي التزم بها بعد تكليفه السبت الماضي.

وفي منشور على حسابه ب‍فيسبوك، قال علاوي، إن "التظاهرات حققت نتائج باهرة برفضها أغلب الطبقة السياسية التي أوصلت البلد إلى هذا الحال المزري"، مبيناً أن "هذه الإنجازات تمثلت بوضع قانون جديد للانتخابات وواقع جديد لمفوضية الانتخابات فضلاً عن إسقاط مرشحي الأحزاب لتولي منصب رئيس الوزراء".

وتابع بالقول: "على اثر ذلك استجاب مجموعة من النواب المستقلين الذين وصل عددهم إلى حوالي 170 نائباً إلى مطالب المتظاهرين فاختاروا خمسة أسماء من الذين طرحت أسماؤهم وصورهم في ساحات التظاهر، وأجرى هؤلاء النواب المستقلون استفتاءً بينهم على الأسماء الخمسة فوقع اختيار الأغلبية على اسم محمد توفيق علاوي؛ فكان محمد علاوي بحق ممثلاً عن المتظاهرين السلميين".

وأكد علاوي أن "ما يخشاه الفاسدون هو أطروحات محمد علاوي في إنهاء المحاصصة السياسية فيفقد هؤلاء ما يأملونه من فساد وسرقات، لذلك تحركوا لإشاعة أجواء البلبلة والفوضى وتفريق كلمة المتظاهرين"، داعياً "المتظاهرين إلى سحب فتيل النزاع والخلافات وعدم إتاحة الفرصة للفاسدين لإرجاع عقارب الساعة إلى الوراء".

وشدد علاوي على "أننا فقط بروح الأخوة والمحبة والتعاون نستطيع أن ننقذ بلدنا وننهض به ونحقق ازدهاره وتطوره، وبخلافه سنفقد ما تحقق من إنجازات عظيمة وسنجر بلدنا إلى الهاوية إن تخلينا عن روح الأخوة والتعاون وأشعنا روح الخلاف والنزاع والصراع".

back to top