العسكري: 7% فقط من الكويتيين يقصدون النوادي الرياضية... فكيف نشجع الآخرين؟

«دور الحكومات أساسي في حماية صحة المواطنين ورشاقتهم»

نشر في 04-02-2020
آخر تحديث 04-02-2020 | 00:03
No Image Caption
أكد مالك Clubfit Gym Co، الشريك الإداري في C Club الكويت عبدالله العسكري أن عالم الرشاقة والصحة في الكويت بدأ يتغير بكل وضوح، إذ تزداد أعداد الحصص التدريبية المتخصصة والمدربين الشخصيين في السوق، مستدركاً بأن الالتزام بممارسة الرياضة المنتظمة، في بلدٍ قليل الحركة مثل الكويت، لن يكون مهمةً سهلة بأي شكل، فكيف يمكن تشجيع الشعب الكويتي إذاً على تحسين أسلوب حياته؟

وقال العسكري، في دراسة له، إن الجهود التي تبذلها الحكومة وجهات ناشطة من القطاع الخاص في هذا المجال كثيرة، مؤكداً أن قطاع الصحة والرشاقة في دول مجلس التعاون الخليجي يحرص على تحقيق نمو مضاعف، إذ فتحت شركة "نايكي" أكبر متجر لها بالشرق الأوسط في "دبي مول"، وتخطط دبي كي تصبح أكثر مدينة صحية في العالم.

ولفت إلى أن منظمة الصحة العالمية صنفت السعودية كأقل بلد ناشط عالمياً، مع أن الحكومة هناك أضافت أخيراً حصص التربية البدنية للفتيات في المدارس في عام 2018، لكنّ قطاع الرشاقة النسائية في المملكة لا يزال غير مستغل، إذ تقتصر نسبة اختراق هذا المجال على أقل من 5%.

واستدرك: لكن، ما وضع الكويت مقارنةً بنظرائها في المنطقة؟ لا شك أن قطاع الصحة والرشاقة في الكويت يشهد نمواً متسارعاً، ويرعى القطاع الخاص مناسبات عدة في أنحاء البلد، منها سباقات ماراثون أو ترياتلون وسواها، في وقت بدأت النوادي المملوكة الحكومة تتجه إلى خصخصة الرياضات الكبرى.

وأكد أن النوادي الرياضية ومراكز الرشاقة تتوسع بكل وضوح في المناطق الريفية، التي تسير على طريق التحضّر، مضيفاً: يجب ألا ننسى كذلك أن مراكز الحفاظ على الصحة، بما في ذلك المراكز المتخصصة بالعلاج الفيزيائي وإعادة التأهيل، تشهد توسعاً ملحوظاً.

ولفت إلى أن دور الحكومات في حماية صحة المواطنين ورشاقتهم يبقى أساسياً، مبيناً أن عدداً كبيراً من مبادرات الرياضة والرشاقة داخل مجلس التعاون يحظى بدعم الدول؛ لمعالجة شيوع أسلوب الحياة غير الصحي الذي يرتبط بالأمراض المزمنة غير المعدية، على غرار السكري والبدانة.

«كويت جديدة»

وأكد العسكري أن هذه النزعة لا تستثني الكويت؛ فقد اعتبرت رؤية الكويت الجديدة لعام 2035 الحفاظ على الصحة وتوفير الرعاية الصحية عالية الجودة من أهم ركائزها السبع، أما فيما يخص الأمراض المزمنة غير المعدية، فيؤدي معهد دسمان للسكري دوراً محورياً في إجراء الأبحاث عن هذا المرض ومعالجته، وتقضي واحدة من أحدث مهام المعهد بإنشاء السجل الوطني للسكري بحلول عام 2023، بالتعاون مع وزارة الصحة.

وذكر أن المدير العام للمعهد د. قيس الدويري شدد على أهمية الوقاية من السكري والتحكم به، وكشف أن هذا الهدف هو جزء من مبادراته الاستراتيجية بين العامين 2018 و2023.

ولفت العسكري إلى أن هذه الخطة تشمل ابتكار برامج تدخّل وتوعية لتقليص حالات السكري، عبر التشجيع على تبنّي أسلوب حياة صحي ومستدام.

وأوضح أن رؤية الكويت 2035 أطلقت عدداً من المشاريع في هذا المجال، منها "مبادرة المدن الصحية" (للسيطرة على المرض وتحسين بيئة العيش في المناطق السكنية من خلال معالجة زحمة السير، والتلوث البيئي، وغياب ممرات المشاة والمساحات الخضراء...)، و"مشروع الوقاية من الأمراض المزمنة غير المعدية وإدارة الاستجابة لها" (لتقليص ظاهرة التدخين بين المراهقين وقلة الحركة وتخفيض معدلات الوفاة نتيجة تلك الأمراض).

وأكد أن تغيير عقلية الأجيال المختلفة لن يكون سهلاً وسلساً بأي شكل، لأن تقديم الطعام جزء من الطقوس الاجتماعية الراسخة في الثقافة المحلية، ويشكّل جزءاً أساسياً من الثقافة الكويتية التقليدية أو المعاصرة، مضيفاً: "باعتبارنا أصحاب ومديري مراكز الرشاقة، بدأنا نلاحظ أن عدداً كبيراً من الساعين إلى الحفاظ على صحتهم، اليوم، أصبح أكثر دقة في اختيار المأكولات المستهلكة، وبات يفضّل الخيارات الصحية، ونلاحظ في هذا الإطار تحديداً توجّه بعض الشركات الصغيرة الناشئة إلى ابتكار قوائم طعام وخيارات غذائية صحية بدرجة إضافية".

خبراء الرشاقة

وذكر العسكري أنه غداة التطورات العالمية الحاصلة، بدأ نموذج الرشاقة في الكويت يتحول من إنشاء النوادي الرياضية التقليدية إلى استعمال التكنولوجيا، لافتاً إلى أن خبراء الرشاقة في الكويت يركزون اليوم على التوعية وتسهيل الاستفادة من خدماتهم، لأن التوعية أساسية في أي مهنة.

وأكد حرصه وفريقه "على توفير أعلى درجات التوعية لمدرّبينا عن طريق تنظيم ورش عمل، أو استقدام ضيوف متخصصين بمجال الرشاقة، أو مساعدتهم على اكتساب المعارف، لأننا نحتاج جميعاً إلى متابعة التعلم وإحراز التقدم".

وأوضح أنه لرفع أعداد المشتركين في النوادي الرياضية، تقضي إحدى الطرق بتشجيعهم عبر تدريبات جماعية معروفة بقدرتها على زيادة الحوافز، وكذلك، تضيف نوادٍ كثيرة اليوم حصصاً من التدريبات الفاصلة عالية الكثافة وتمارين وزن الجسم واليوغا إلى جداولها.

وقال إن الأولاد جزء من هذه البرامج أيضاً، فالتحرك عامل أساسي لنمو الأطفال، موضحا أن المادة 31 من اتفاقية حقوق الطفل تنص بكل وضوح على حق كل طفل في اللعب، وتشمل رؤية الكويت 2035 بدورها مشروعاً لتطوير الخدمات الصحية لطلاب المدارس، وقد أصبح على وشك الانتهاء.

جيل الألفية

وطالب بأن يراعي سوق الصحة والرشاقة المحلي شريحة مرتقبة أخرى من العملاء: جيل الألفية، وتحمل هذه الفئة من الناس حاجاتها ومتطلباتها الخاصة. ووفق معطيات "غولدمان ساكس"، يمارس جيل الألفية الرياضة بوتيرة متزايدة، ويختار حميات غذائية أكثر ذكاءً، ولا يدخن بقدر الأجيال السابقة، وينفق أموالاً إضافية على الماركات الرياضية.

ولفت إلى أنه كان من المفاجئ (أو ربما ليس مفاجئاً) أن تستعمل النساء من جيل الألفية تطبيقات الرشاقة أكثر من الرجال، موضحاً أن الأجهزة القابلة للارتداء وبرامج تعقب الرشاقة أصبحت وسيلة جديدة لتحفيز الناس على استرجاع رشاقتهم.

وذكر العسكري أن نسبة الكويتيين الذين يقصدون النوادي الرياضية بانتظام تقتصر على 7%، مؤكدا أنه لتحسين الوضع، ربما تتعلق مقاربة عملية بنشر الوعي حول أهمية الصحة والرشاقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل "إنستغرام"، فهذه القنوات ليست مجرّد أداة فاعلة لتسويق أحدث المطاعم في البلد، بل إنها تسمح في الوقت نفسه بنشر منافع الرياضة وتحسين أسلوب الحياة، لأن أحداً لا يريد أن يبدو سيئاً في صور السيلفي، سواء في أيام "المكافآت الغذائية" أو أيام الالتزام بالحمية الصارمة.

تغيير عقلية الأجيال المختلفة فيما يتعلق بالطعام لن يكون سهلاً وسلساً بأي شكل

توفير الرعاية الصحية عالية الجودة أهم الركائز السبع لرؤية "كويت جديدة 2035"

نموذج الرشاقة في الكويت بدأ يتحول من إنشاء النوادي الرياضية التقليدية إلى استعمال التكنولوجيا

التحرك عامل أساسي لنمو الطفل... والمادة 31 من اتفاقية حقوقه تنصّ بكل وضوح على حقه في اللعب

وفق معطيات "غولدمان ساكس" يمارس جيل الألفية الرياضة بوتيرة متزايدة ويختار حميات غذائية أكثر ذكاءً

ربما تتعلق مقاربة عملية بنشر الوعي حول أهمية الصحة والرشاقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي
back to top