الفلبين تشهد أول وفاة بـ «كورونا الجديد» خارج الصين

بكين تعزل مدينة ثانية وتواجه تفشّياً لـ«إنفلونزا الطيور»
«البنتاغون» تجهّز قواعد لعزل المصابين
● إجراءات مثيرة للجدل في مدينة ونتشو
● السعودية تعزل 10 طلاب قادمين من ووهان

نشر في 03-02-2020
آخر تحديث 03-02-2020 | 00:03
عمّقت التطورات الأخيرة القلق بشأن انتشار فيروس كورونا الجديد، الذي سجّل أول وفاة خارج الصين، في وقت أغلقت مزيد من الحكومات حول العالم حدودها أمام القادمين من هذا البلد الآسيوي العملاق.
بينما تم إعلان أول وفاة خارج البلاد بفيروس كورونا الجديد في الفلبين، أغلقت الصين، أمس، مدينة رئيسية بعيدة عن بؤرة الوباء الذي بلغ عدد وفياته في هذا البلد الآسيوي العملاق 304، في وقت أعلن الجيش الأميركي تقديم مأوى يتسع لألف شخص في 4 قواعد عسكرية، إذا لزم عزلهم جراء الفيروس.

ومنذ ظهوره في مدينة ووهان الصينية أواخر العام الماضي، أصاب الفيروس 14.500 ألف شخص في أنحاء الصين ووصل إلى 24 بلداً.

وكانت معظم الإصابات في الخارج لأشخاص سافروا من ووهان، المدينة الصناعية التي تعد 11 مليون نسمة، أو مناطق محيطة في مقاطعة هوباي.

وأفادت منظمة الصحة العالمية، التي أعلنت أن المرض بات يشكّل حالة طوارئ صحية دولية، أن الشخص الذي توفي في الفلبين هو رجل صيني من ووهان يبلغ من العمر 44 عاماً.

وقال ممثّل المنظمة في الفلبين رابيندرا أبياسينغيه للصحافيين: «يجب أن نأخذ في الاعتبار أنّ هذه ليست حالة انتقلت إليها العدوى محلياً. هذا المريض جاء من بؤرة هذا الوباء».

وجاء خبر وفاة شخص في مانيلا، أمس، بعد وقت قصير من إعلان الفلبين منع قدوم أي مسافرين أجانب من الصين.

وفرض الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي، أمس، حظراً مؤقتاً على دخول زائرين لبلاده من الصين وهونغ كونغ وجزر ماكاو.

وقالت منظمة الصحة العالمية، أمس، إن معظم الدول ستكون مجهزة للكشف عن الفيروس الجديد، خلال أسبوع.

وأشار المكتب الإقليمي للمنظمة، إلى أن المنظمة خصصت 4 معامل في المنطقة جاهزة للكشف عن الوباء، مشيراً إلى أنه «لا ضرورة لاتخاذ إجراءات إضافية لمواجهة كورونا».

وفي إسلام آباد، أعلن المساعد الخاص لرئيس الوزراء الباكستاني حول الصحة، ظفار ميرزا، أن باكستان قادرة الآن على تشخيص الفيروس، مشيداً أيضا بقيادة وفريق المعهد الوطني للصحة بسبب العمل الدؤوب في تأمين التشخيص.

ونتشو

وبعد 10 أيام على عزل ووهان، أعلنت السلطات عن قيود مشابهة مشددة على حركة الأشخاص في مدينة ونتشو الساحلية، التي تسكنها 9 ملايين نسمة، والواقعة على بعد 800 كلم وتقع في مقاطعة تشيجيانغ.

يذكر أن ونتشو تعتبر جزءاً من قلب شرق البلاد الصناعي الذي كان محرّكًا للازدهار الاقتصادي الذي شهدته الصين خلال العقود الأخيرة.

وسجّلت تشيجيانغ أكبر عدد من الإصابات المؤكدة خارج هوبي بلغ عددها 661 إصابة مؤكدة، 265 منها في ونتشو.

وارتفع عدد الوفيات في الصين إلى 304، أمس، إذ سجّلت السلطات 45 حالة وفاة جديدة مقارنة باليوم السابق، كما تم تأكيد 2590 إصابة جديدة، مما يرفع المجموع إلى نحو 14500 حالة.

في المقابل، أعلنت «اللجنة الوطنية الصينية للصحة» في تقريرها اليومي، أمس، مغادرة 328 مريضاً مصاباً بالفيروس للمستشفيات بعد تعافيهم.

كما أفادت وكالة أنباء «شينخوا» الصينية الرسمية، أمس، بأن الجيش يعتزم إرسال أطقم طبية من القوات المسلحة، يقدر عدد أفرادها بـ 1400، لعلاج مصابي فيروس كورونا الموجودين بمستشفى تمت إقامته أخيرا في ووهان.

إنفلونزا الطيور

وبالتزامن مع عمل السلطات الصينية على احتواء انتشار كورونا، أعلنت صحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست»، ومقرها هونغ كونغ، أمس، تفشي فيروس إنفلونزا الطيور «إتش 5 إن 1» المميت في مقاطعة هونان، التي تقع على الحدود الجنوبية لمقاطعة هوبي. وذكرت الصحيفة أن المرض ظهر في مزرعة بمدينة شاويانغ التابعة لهونان، مشيرة إلى نفوق 4500 دجاجة من بين 7850 بالمزرعة بسبب المرض.

وأفاد بيان صادر عن وزارة الزراعة والشؤون الريفية الصينية، أن السلطات المحلية أعدمت 17 ألف و828 دجاجة بعد تفشي المرض.

وفي وقت يواجه الاقتصاد الصيني صعوبات، أعلن المصرف المركزي أنه سيضخ 1.2 ترليون يوان (173 مليار دولار)، اليوم، للمحافظة على السيولة في المنظومة المصرفية، تزامناً مع إعادة التداول في الأسواق بعد العطلة.

إجراءات مثيرة للجدل في مدينة ونتشو

اتخذت السلطات الصينية إجراءات في مدينة ونتشو الرئيسية، البالغ عدد سكانها 9 ملايين نسمة، بسبب تفشي فيروس كورونا الجديد، اعتبرها البعض قاسية رغم أنها ضرورية لمنع تفشي الفيروس... وفيما يلي بعض هذه الإجراءات:

• غلق الطرق وتعليق حركة النقل العام

• إغلاق 46 من محطّات تحصيل الرسوم على الطرقات السريعة المدفوعة

• السماح لفرد واحد من العائلات بالخروج كل يومين لشراء الضروريات

• الضغط على السكان لعدم مغادرة منازلهم إلا لطلب العلاج الطبي

• إغلاق الأماكن العامة على غرار دور السينما والمتاحف

وكانت السلطات أعلنت في مذكرة توجيهية إجراءات أخرى للتعامل مع المتوفين بالمرض، بينها:

• حرق جثث ضحايا كورونا في محارق محددة

• حظر التقاليد الجنائزية مثل مراسم الوداع

• منع نقل رفات المتوفين بالفيروس بين المناطق

تشديد الإجراءات

وعلى الصعيد الدولي، واصلت الحكومات تشديد إجراءات السفر لمواجهة الوباء، بعدما ارتفع عدد الدول التي أكدت وقوع إصابات على ترابها إلى 24.

وحظرت كل من الولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا وإسرائيل وروسيا ونيوزلندا وكوريا الجنوبية والعراق الأجانب من غير المقيمين، من الزيارة إذا كانوا في الصين أخيراً.

أما منغوليا وروسيا والنيبال، فأغلقت حدودها البرية بينما ذهبت بابوا غينيا الجديدة أبعد من ذلك فحظرت دخول أي شخص واصل من موانئ أو مطارات في أنحاء آسيا.

وأعلن وزير خارجية بنغلاديش أبوالكلام عبدالمؤمن، تعليق خدمات منح التأشيرات عند الوصول للمسافرين القادمين من الصين بصورة مؤقتة.

وفي هونغ كونغ، صوت أكثر من 9000 من أفراد الطواقم الطبية، أمس، لمصلحة بدء إضراب اليوم، يستمر 5 أيام، عقب رفض الحكومة مطلبهم بإغلاق جميع نقاط العبور مع الصين.

الرحلات الجوية

وأعلن الطيران العماني وشركة الخطوط الجوية السعودية و«الخطوط القطرية» والخطوط الإندونيسية تعليق رحلاتهم إلى الصين.

وفي القدس، عقد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو اجتماعاً أمس، مع عدد من الوزراء وكبار الموظفين والمسؤولين الصحيين ورئيس مجلس الأمن القومي لتقييم مدى جاهزية الدولة للتعامل مع الفيروس.

ونقل بيان لرئاسة الوزراء عن نتنياهو: «ندرك حقيقة أنّه سيكون من المستحيل منع دخول الفيروس بشكل كامل، لذلك، سنكون مستعدّين سلفاً للتعامل مع الفيروس حال دخوله إلى إسرائيل».

وأعلنت وزارة الصحة في ولاية بافاريا جنوب ألمانيا، تسجيل إصابة جديدة، بينما أكدت الإدارة المحلية لمقاطعة غرمنسهايم غرب ألمانيا، إصابة اثنين من الركاب الذين تمت إعادتهم من الصين، أمس الأول، ليرتفع العدد الكلي في عموم ألمانيا إلى 10 حالات.

البنتاغون

وفي واشنطن، قال الناطق باسم «البنتاغون» جونثان هوفمان، إن وزير الدفاع مارك إسبر أقر طلباً وجهته وزارة الصحة لتوفير مواقع لاستقبال ألف شخص قد يتم وضعهم قيد الحجر الصحي، إذا اقتضت الضرورة. كما أضاف أن «البنتاغون خصص 4 قواعد عسكرية لهذا الغرض، في ولايات كولورادو وكاليفورنيا وتكساس».

وكانت أميركا أعلنت وجود 10 حالات حتى الآن في ماساتشوستس وأريزونا وكاليفورنيا وواشنطن ونيويورك.

السعودية تعزل 10 طلاب قادمين من ووهان

أعلنت وزارة الصحة السعودية أمس، عزل 10 طلاب سعوديين قادمين من الصين مدة أسبوعين، بعد أن تم إجلاؤهم من منطقة ووهان عبر طائرة خاصة تكفلت بها حكومة المملكة.

وقالت الوزارة، في بيان نشرته «وكالة الأنباء الرسمية» (واس)، أمس، إن الطائرة هبطت صباح امس في الرياض، بعد التنسيق التام مع وزارة الخارجية وسفارة المملكة في الصين.

وأوضحت أنه تم نقل الطلاب برفقة طواقم طبية متخصصة إلى سكن مناسب تم تجهيزه بالكامل لهم، تتوافر به العناية الطبية الكاملة، مشيرة إلى أنه سيتم عزلهم احتياطيا مدة أسبوعين، حتى يتم التأكد من سلامتهم وإجراء جميع الفحوصات المخبرية لهم للاطمئنان عليهم، لضمان عدم انتقاله إلى أشخاص آخرين.

وأعادت وزارة الصحة التأكيد وطمأنة المواطنين والمقيمين أنه لم يتم حتى الآن تسجيل أي إصابة في المملكة بفيروس كورونا الجديد.

«العُمانية» و«القطرية» و«السعودية» تُعلّق رحلاتها
back to top