روحاني: المتشددون يضايقون الكويت وعُمان لتقريبهما بين إيران والسعودية

حسب معلومات حصرية لـ الجريدة. حول كلمة ألقاها في عشاء «إصلاحي» بضيافة خاتمي
● مساعي التهدئة الإقليمية تنزلق إلى صراع انتخابي بين الإصلاحيين والأصوليين

نشر في 31-01-2020
آخر تحديث 31-01-2020 | 00:15
الرئيس الوسطي حسن روحاني
الرئيس الوسطي حسن روحاني
تحولت مساعٍ تبذلها دول إقليمية للتهدئة بين طهران من جهة، وواشنطن والرياض من جهة أخرى، إلى صراع انتخابي في إيران بين الإصلاحيين الذين يؤيدونها، والتيار المتشدد الذي يقف ضدها، وذلك قبل أسابيع من انتخابات تشريعية مهمة في إيران.

وكشف لـ «الجريدة» مصدر إيراني مطلع، شارك في عشاء دعا إليه الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي الخميس قبل الماضي، وشارك فيه الرئيس الوسطي حسن روحاني وقادة التيارين الوسطي والإصلاحي، أن روحاني أكد سعي الكويت وعُمان إلى حل الخلافات بين إيران والسعودية، واشتكى حملة يشنها التيار المتشدد ضد السلطنة والكويت.

ونقل المصدر عن روحاني، خلال العشاء، أن «المتطرفين الذين هاجموا السفارة السعودية في طهران عام 2016، ويسعون اليوم للسيطرة على المجلس النيابي في الانتخابات المقبلة في فبراير، غاضبون جداً من إمكانية عودة العلاقات الإيرانية- السعودية، ولذلك بدأوا حملات إعلامية ضد الكويت وعُمان».

وحسب المصدر، فإن روحاني أكد أن حكومته تجري اتصالات خلف الكواليس لتحسين العلاقات السياسية مع دول الجوار، موضحاً أن الأصوليين يحاولون عرقلة ذلك عبر استخدام موضوع اغتيال الولايات المتحدة للواء قاسم سليماني، إذ يكيلون الاتهامات لهذه الدول بأن الطائرات التي اغتالت سليماني انطلقت من قواعدها، أو يهاجمون وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لتصريحه بأن إيران مستعدة للتفاوض مع واشنطن في حال رفعت عنها العقوبات.

وكان روحاني يشير، على ما يبدو، إلى إصرار «الحرس الثوري» على أن الطائرة التي اغتالت سليماني خرجت من قاعدة علي السالم بالكويت رغم نفي السلطات الكويتية هذا الأمر.

وقال المصدر إن روحاني أكد وجود قنوات اتصال بين طهران وواشنطن للتوصل إلى صيغة تفاهم، وإذا نجحت هذه المساعي فإن الحكومة تحتاج إلى أغلبية نيابية في مجلس الشورى لدعمها، موضحاً أن الحكومة مازال أمامها عام ونصف العام من العمل قبل الانتخابات الرئاسية، وفي حال سيطر الأصوليون على أغلبية بالمجلس خلال الانتخابات المقررة الشهر المقبل، فإن مساعي التهدئة في المنطقة ستواجه عراقيل كثيرة، وسيتحول روحاني إلى «بطة عرجاء»، في إشارة إلى التعبير المستخدم بالولايات المتحدة عندما يدخل الرئيس في النصف الثاني من ولايته ويكون الحزب المنافس له مسيطراً على مجلسَي الكونغرس.

وحسب المصدر، طلب روحاني من الإصلاحيين عدم الانسحاب من الانتخابات التشريعية رغم حملة الإقصاء الواسعة التي تعرضوا لها على يد مجلس صيانة الدستور، غير أنهم أصروا على ترك الحلبة السياسية والاستقالة من الحكومة عقب الانتخابات.

وكان وزير الشؤون الخارجية بسلطنة عمان يوسف بن علوي حطَّ رحاله بطهران قبل أيام، في زيارة هي الثالثة له خلال يناير الجاري والثانية خلال أسبوع، أجرى خلالها محادثات مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، تركزت، بحسب مصدر لـ «الجريدة»، على مساعٍ عمانية لحل الخلافات السعودية- الإيرانية.

وتتزايد التقارير عن جهود عمانية على مسارين؛ أولهما باتجاه حل الخلافات بين الرياض وطهران بما يشمل الأزمة اليمنية، والآخر نحو المساهمة في الجهود الدولية المتعددة، التي تشارك بها فرنسا واليابان، لخفض التصعيد وإيجاد أرضية للحوار بين طهران وواشنطن.

وأتى اللقاء بين بن علوي وظريف، عقب رسائل انفتاح علنية متبادلة بين الرياض والجمهورية الإسلامية بشأن الحوار.

back to top