«صفقة القرن» تتعقد إسرائيلياً ونتنياهو يطلب دعم بوتين

• بومبيو يحذّر الفلسطينيين من خسارة آخر فرصة لإقامة دولة
• تظاهرات بالضفّة وقصف بغزّة

نشر في 31-01-2020
آخر تحديث 31-01-2020 | 00:05
أطلع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على خطة نظيره الأميركي دونالد ترامب للسلام، طالباً دعمه لها، في وقت قرر منافسه رئيس الأركان السابق بيني غانتس طرحها على الكنيست للمصادقة عليها، وسط تزايد التعقيدات بسبب ضغط أحزاب اليمين المتشدد.
حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن خطة السلام الأميركية التي كشف عنها الرئيس دونالد ترامب، الثلاثاء، ورفضها الفلسطينيون بقوة، "فرصة فريدة" لحل الصراع في الشرق الأوسط.

وقال نتنياهو، في مستهل اللقاء في الكرملين: "أنت أول رئيس أتحدث معه، وأعتقد أننا أمام فرصة فريدة، وأريد التحدث معك عن ذلك، وبالطبع أن أسمع رأيك في كيفية حشد جميع القوى من أجل تحقيق الأمن والسلام".

وقدّم نتنياهو الشكر لبوتين، الذي يعد من الوسطاء التاريخيين لهذا الصراع، على عفوه السريع عن الإسرائيلية- الأميركية نعاما يساسخار، مؤكداً أن "العلاقات أمتن وأقوى وأفضل من أي وقت مضى".

في المقابل، قال زعيم "ابيض ازرق" بيني غانتس إنه سيقدم "صفقة القرن" إلى الكنيست للتصويت عليها الأسبوع المقبل، معتبراً أنها "فرصة تاريخية لترسيم حدود ومستقبل دولة إسرائيل وتحتاج إلى رئيس حكومة مسؤول".

وترفض أحزاب اليمين الديني واليمين المتشدد الخطة لأنها تنص على إقامة دولة فلسطينية، وتضغط في الوقت نفسه لتنفيذ أحد بنودها وهو ضم المستوطنات في الضفة الغربية وغور الأردن.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن قلقاً كبيراً ينتاب نتنياهو من انقلاب حلفائه على "صفقة القرن". وقالت مصادر إن إقرار الصفقة في الكنيست سيمرر بأصوات حزب "ليكود" الذي يتزعمه نتيناهو، و"أبيض ازرق"، بينما ستصوت احزاب اليمين ضدها.

ويطالب وزير الدفاع نفتالي بينيت، الذي ينتمي الى حزب "البيت اليهودي"، بضم المستوطنات والغور قبل الانتخابات المقررة في 2 مارس المقبل. وشكل بالفعل طاقما خاصاً من الأجهزة العسكرية والمدنية للاستعداد لفرض سيادة اسرائيل على هذه المناطق.

وكان نتنياهو قال مساء الثلاثاء إن حكومته ستصوت على الضم بحلول الأحد، لكنه عاد وتراجع بطلب أميركي.

وأمس الأول دعا كبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر إلى عدم الاستعجال بالضم إلا بعد الانتخابات التي تعد الثالثة خلال أقل من عام.

وقال كوشنر صهر ترامب ومهندس صفقته: "اتفقنا مع الإسرائيليين على تشكيل فريق فني للبدء في الدراسة والأخذ بالخريطة المتصورة، فغور الأردن، يعني أموراً كثيرة جداً، وأرغب في أن تحدد كل المعايير، ووقت ذلك سنعرف أيضاً ما هو تجميد الاستيطان" مدة أربع سنوات، مضيفاً: "الصفقة في الوقت الحالي هي مستند للشروط، والعمل عليه سيستغرق أشهرا إضافية، وآمل أن ينتظروا وسنعمل معهم لمحاولة الوصول لشيء".

وبعد تعهد نتنياهو بالحصول على موافقة الحكومة يوم الأحد على فرض السيادة على غور الأردن وشمال البحر الميت وهي مناطق أبقتها إسرائيل تحت الاحتلال العسكري منذ السيطرة عليها في حرب 1967 ويريدها الفلسطينيون ضمن دولتهم المستقبلية، خلص والمحيطون به إلى أنه لم يحن الوقت المناسب بعد لإصدار هذا القرار حكوميا، لأسباب "فنية"، والحاجة إلى "إجراءات إدارية معقدة وواسعة".

لكن "يديعوت أحرونوت" أفادت بأن "رسائل متشددة وصلت لنتنياهو من قادة المستوطنين وأوسط اليمين، مشيرة إلى أن "قضية الضم تحولت إلى مهزلة، وأنه بات عالقاً بين اختلافات رأي داخل البيت الأبيض بين معسكر السفير ديفيد فريدمان ونائب الرئيس مايك بنس، اللذين يؤيدان ضماً فورياً، وبين معسكر كوشنر، الذي يخشى من أن تنفيذه الآن سيؤدي إلى انفجار الصفقة ويمكن الفلسطينيين من تجنيد العالم العربي ضدها".

وقالت مصادر في تحالف أحزاب اليمين المتطرف "إلى اليمين"، برئاسة بينيت، إن "إهدار الفرصة سيمس بشدة بالاستيطان وهذه بمتناول اليد. ويحظر التردد"، مطالبين نتنياهو "بالعمل بإصرار والتصويت في الحكومة، على أمر فرض السيادة على جميع المستوطنات. وسنقف وراءك".

وقال وزير المواصلات الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، من تحالف "إلى اليمين"، إن "خطة ترامب ليست جيدة، ولو تعين علينا المصادقة عليها في الحكومة أو الكنيست لعارضناها بكل قوتنا. فهذه خطة توجد في نهايتها إقامة دولة فلسطينية، وهذا أمر لن نسمح بحدوثه في أي حال. وأرض إسرائيل كلها لنا ولن نتنازل عن أي سنتيمتر منها".

وطالب سموتريتش، نتنياهو، بفرض "السيادة" على غور الأردن والمستوطنات بأسرع وقت، وإن لم يكن يوم الأحد، فالاثنين أو الثلاثاء. وهذا سيحصل، وهذا حدث تاريخي ودراماتيكي".

تحركات عباس

في المقابل، كشفت القناة الـ12 عن إبلاغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس نتنياهو في رسالة باللغة العربية سلمها وفد برئاسة وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، خلال احتماع مع مسؤولين إسرائيليين برئاسة وزير المالية موشيه كحلون، بأن خطة ترامب تمثل تخلياً للولايات المتحدة وإسرائيل عن اتفاقية أوسلو، وأنه يرى في المقابل نفسه مخولا بالتراجع عن الاتفاقات المبرمة مع إسرائيل، بما في ذلك التنسيق الأمني.

في السياق، أعلن مراقب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور أن عباس سيتحدث في مجلس الأمن في غضون 15 يوماً للحصول على مصادقته على مشروع قرار أكبر وأقوى لإدانة الخطة وتحرك إسرائيل لتطبيقها، مبيناً أنه سيستغل زيارته للأمم المتحدة "ليقدم للمجتمع الدولي بأسره رد فعل الشعب الفلسطيني والقيادة على هذا الهجوم على الحقوق الوطنية من قبل إدارة ترامب".

خطة بديلة

وفي طريقه إلى بريطانيا، أمس الأول، دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو القيادة الفلسطينية إلى طرح مقترح مضاد وبديل تدعمه إسرائيل، مشدداً على أن رفض الخطة جاء من "نفس المنتقدين الفاشلين على مدى 70 عاماً".

وفي تصريح منفصل، اعتبر بومبيو أن الخطة تمهد أمام الفلسطينيين سبيلاً واضحا نحو إقامة دولتهم بـ"شروط بسيطة في الواقع مثل وقف الإرهاب والاعتراف بالدولة اليهودية وهي أمور أساسية لسلام وازدهار المنطقة"، محذراً من أنها قد تصبح آخر مقترح واقعي لتسوية النزاع وفرصة لهم للحصول على دولتهم وفق خريطة طريق وافق عليها الإسرائيليون.

قصف وقمع

وعلى الأرض، عزّز الجيش الإسرائيلي قوّاته المنتشرة في الضفّة الغربيّة المحتلّة وعلى الحدود مع غزّة، قبل أن يعلن عن إطلاق أول صاروخ من القطاع باتّجاه إسرائيل منذ كشف ترامب عن خطّته، ورده بقصف عدد من الأهداف التابعة لحركة "حماس".

وشهدت الضفة وغزة مواجهات أسفرت عن 41 إصابة، خصوصاً في الأغوار الشمالية ومخيّم العروب وطولكرم والبيرة. في القدس الشرقيّة المحتلّة، قمع جنود إسرائيل تظاهرة حاولت الوصول إلى باب العامود بالبلدة القديمة.

back to top