العجز في الإدارة لا الميزانية

نشر في 24-01-2020
آخر تحديث 24-01-2020 | 00:05
 محمد خلف الجنفاوي الإدارة أساس بناء الدول، فكم من دولة لا تملك موارد طبيعية متعددة تحولت بالفكر والإدارة الصحيحة إلى دولة صناعية تقوم على عدة موارد لا مورد وحيد ناضب أو حتى سيُكتشف بديل له، فالقضية حسن إدارة وتنويع في مصادر الدخل، خصوصا مع موقع الكويت المميز جداً في الشرق، كميناء مهم قديما (طريق الحرير)، فأين الإنجاز والابتكار والمشاركة الدولية؟ والأسئلة الأهم: أين هذا الزخم من قضايا الفساد التي تملأ الإعلام المرئي والمسموع والصحافة؟ ولماذا لا يتم تحويلها إلى القضاء واتخاذ الإجراءات الرادعة واسترداد أموال الشعب، وتوجيهها للتنمية بدلا من النظر إلى جيب المواطن، وفي بلد كثير الفرص؟ ولماذا لا يتم التفكير خارج الصندوق، بتنويع مصادر الثروة، وفتح الفرص للمواطنين عامة، والمتقاعدين الذين أعطوا وطنهم الكثير الكثير خاصة؟ فالحق تكريمهم لا تكبيلهم بالديون بدلا من فتح مجالات جديدة، لأن التقاعد ليس نهاية حياة بل هو عند البعض بداية جديدة. الحل يكمن في فكر جديد يبتكر حلولاً ناجعة، لا في سياسة الهروب للأمام من خلال ادعاء العجز بالميزانية، فالجدية الحكومية في محاربة الفساد ووقف الهدر الحكومي وإدارة ملف الاقتصاد برمته بحكمة ونزاهة سبل ناجعة للحل، وليس جيب المواطن الذي يعد أكبر داعم للاقتصاد. فالقضية باختصار عجز في الإدارة لا شيء آخر، وما تملكة الكويت كبير، ولله الحمد، ولعل أهمه العقول المبدعة، فلتعطَ فرصة وليرتح من ليس لديه بعد نظر، فلا يرى الفساد الإداري وسوء التخطيط والهدر، فيترك كل ذلك ليرى الحل في جيب المواطن فقط. فمن الأداء الحكومي المميز والإدارة والتخطيط والاقتصاد، وفتح آفاق جديدة بخطط شاملة مدروسة تحاسب كل متقاعس، يبدأ الحل بكثير من العمل وقليل من التصريحات، فالواقع على الأرض يغني عن الكلام! فمن يعلق الجرس يا حكومة؟
back to top