مظفر راشد: «بيت الكويت» نموذج للإصرار على التنوير

أكد خلال مناقشة كتابه أن البلاد اهتمت بالعلم والتغير للأفضل منذ بواكير القرن العشرين

نشر في 15-01-2020
آخر تحديث 15-01-2020 | 00:01
مظفر راشد مع سليمان العسكري وسامي محمد
مظفر راشد مع سليمان العسكري وسامي محمد
أقامت منصة الفن المعاصر"كاب"، ندوة للكاتب مظفر راشد لمناقشة كتابه الصادر حديثاً عن "بيت الكويت في القاهرة".
خلال ندوة استضافتها منصة "كاب" وأدارها الكاتب إبراهيم فرغلي، ألقى الكاتب مظفر راشد الضوء على خلفيات كتابه "بيت الكويت في القاهرة"، بحضور د. سليمان العسكري، والفنان سامي محمد وعدد من المهتمين.

بداية، قال فرغلي إن "الكتاب مهم لأكثر من سبب، فهو يشير لجانب من تاريخ نهضة الكويت في مرحلة ما قبل النفط ثم الكيفية التي تولى بها القائمون على الأمور توجيه الموارد المالية لنهضة التعليم والثقافة، بعد أن بدأت المرحلة النفطية"، مبيناً أن "بيت الكويت في القاهرة"، أحد النماذج المضيئة في هذا المجال، فضلاً عما يعكسه من العناصر المهمة التي تضيء الكيفية التي خططت بها الكويت رغم حداثتها وصغر حجمها، لتصنع لنفسها مكانة خاصة قوامها الكفاءة والتعليم والثقافة".

مواد غنية

من جهته، قال الروائي مظفر راشد إن "الكتاب الآن يحمل فقط عنواناً وقصة قصيرة، ولكنه يحتاج إلى مزيد من البحث، وأدين بالشكر فيه إلى (بيت الكويت) ذاته، رجالاته وحراكه الثقافي والتعليمي والتنويري اللافت الذي وثقته مجلة "البعثة" الصادرة عنه، وكل ما تضمنته من مواد غنية سايرت باقتدار مسيرة البعثات التعليمية طوال سنين عمل البيت".

وأضاف راشد أن "رحلة إعداد هذا الكتاب كانت مشوقة، قادتني إلى اكتشاف إصرار الكويتيين على تغيير أحوالهم إلى ما هو أفضل دائما رغم كل المنغصات وعلى رأسها الفقر والعوز وقلة الحيلة، وكان ذلك من خلال ما وثقه العديد من رجالات الفكر والتنوير والثقافة من أهل الكويت".

عنوان عريض

ولفت إلى أن "بيت الكويت في القاهرة"، هو عنوان عريض لقصة نجاح كويتية ذات صلة بظروف المجتمع المصري والمجتمع الكويتي في آن، وذلك في منتصف أربعينيات القرن الماضي،حيث تعد هذه القصة رمزا جليا لعزم الكويتيين على العمل في أقسى الظروف وأقلها في الإمكانات والموارد، فهي قصة نجاح حقيقية، تعكس رغبة صادقة من المتنورين في المجتمع الكويتي لرفض التخلف والجمود والعمل على المضي في ركب الحضارة العالمية من خلال بوابة الثقافة والتعليم.

واعتبر أن هذا النجاح جاء بسبب إدراك هذه الفئة الواعية الرغبة في عدم الاستمرار بمنظومات التعليم البدائية "الكتاتيب والمطوع" رغم بعض الإيجابيات التي سجلتها حينئذ، وفي إطار ظروف المجتمع آنذاك، فضلاً عن تلمس قادة الفكر والرأي والحكم لضرورة بناء الدولة ومساعدتها على نيل استقلالها السياسي، ولتكون دولة ذات سيادة في منظمات المجتمع الإقليمي والدولي، وقد حصل ذلك فعلا من خلال عضويتها بجامعة الدول العربية، والأمم المتحدة، بعد نيل الاستقلال عام 1961 وبناء دولة المؤسسات الذي جاء بعد إنجاز مشروع دستور عام 1962".

نبض المجتمع

وأوضح مظفر أن “قصة بيت الكويت في القاهرة تكشف عن نبض المجتمع الكويتي وتوقه للثقافة والعلم والتنمية والتنوير منذ بواكير القرن العشرين، وإيمانه بأهمية بناء المؤسسات التي تدير هذه الشؤون بشكل مهني جيد، وتكشف هذه القصة الرائعة بكل تفاصيلها التي حاولنا جاهدين الإحاطة ببعض جوانبها العديد من الرجال والنساء في تاريخ الكويت ممن ساهموا بشكل شجاع وراسخ في إعانة هذا المجتمع لأن يكون مركزاً للإشعاع الثقافي والفكري في المحيط العربي".

أما بشأن المصادر، فقال: "حاولنا جمع العديد من مصادر المعلومات المتناثرة في الكتب والمراجع التي تناولت على عجل ملف "بيت الكويت" في القاهرة، إلا أن الحق يقال، فقد كانت أعداد مجلة "البعثة" الكويتية التي صدر عددها الأول في ديسمبر 1946، معيناً لنا في رصد التحولات الاجتماعية والفكرية والتعليمية والثقافية والسياسية والنفطية في الكويت".

ولفت إلى أن لسليمان العسكري كتاباً بعنوان "عبدالعزيز حسين رائد التنوير"، مبيناً أنه اعتمد عليه كثيرا في الاستعانة ببعض المعلومات عن هذا الرائد التنويري حيث أدار "بيت الكويت في القاهرة"، كما ترأس تحرير مجلة “البعثة".

معلومات ثرية

بدوره، شكر الفنان سامي محمد الكاتب مظفر راشد، وقال إن كتابه جاء وافيا، ويتضمن معلومات ثرية، كما شكره د. العسكري على مجهوده في الكتاب، لاسيما أن موضوعه كبير وله جوانب عدة، مشيرا إلى أن البيت بمثابة البذرة الأولى في علاقات الكويت بمصر بشكل عام، وأن هذا البيت أسس العلاقات التي امتدت بين البلدين إلى اليوم.

راشد : الكتاب يحمل الآن عنواناً وقصة قصيرة فقط ويحتاج إلى مزيد من البحث
back to top