كيم يهدِّد بسلاح استراتيجي جديد ويتوعّد واشنطن بردّ مروّع

الزعيم الكوري يترك مجالاً للحوار مع الأميركيين... وترامب واثق بالتزامه باتفاق نزع «النووي»

نشر في 02-01-2020
آخر تحديث 02-01-2020 | 00:04
سائحتان في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين تراقبان من خلال منظارين الجزء الشمالي أمس (أ ف ب)
سائحتان في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين تراقبان من خلال منظارين الجزء الشمالي أمس (أ ف ب)
أعلن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أن العالم سيشهد «سلاحاً استراتيجياً جديداً» في المستقبل القريب، مشيراً إلى أنه لا يرى أي أسباب للالتزام بتعليق الاختبارات النووية واختبارات الصواريخ بعيدة المدى، ومتوعداً في الوقت نفسه بفعل «مروّع» ضد الولايات المتحدة التي جاء ردّ رئيسها دونالد ترامب معتدلاً.
في خطوة بدت أشبه بصاروخ باليستي موجّه للرئيس الأميركي دونالد ترامب، قرر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون استئناف مواصلة تطوير برامجه النووية والعمل على استحداث "سلاح استراتيجي جديد" في المستقبل القريب، مهدداً الولايات المتحدة بفعل "مروّع".

وترأس كيم اجتماعا استمر أربعة أيام مع كبار مسؤولي حزب "العمال" الحاكم هذا الأسبوع وسط توتر متصاعد مع واشنطن التي لم تستجب لدعواته المتكررة إلى تقديم تنازلات من أجل العودة للتفاوض. وهوّنت واشنطن من شأن مهلة حددها لذلك، وانتهت أمس الأول بنهاية العام.

وأفاد بيان نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية عن نتائج الاجتماع بأن كيم قال إنه "لا توجد أسباب تجعل كوريا الشمالية ملتزمة بعد الآن بتعليق أعلنته لتجارب القنابل النووية والصواريخ الباليستية العابرة للقارات".

واتهم كيم الولايات المتحدة بتقديم مطالب "تشبه مطالب رجال العصابات"، ومواصلة اتباع سياسة عدائية، مثل إجراء عشرات التدريبات العسكرية المشتركة مع كوريا الجنوبية وتطوير أسلحة حديثة وفرض عقوبات على الشمال".

وتعهّد بمواصلة تعزيز الردع النووي، لكنّه لم يغلق الباب أمام المفاوضات، قائلا إنه "سيعتمد على مبدأ واشنطن"، وأنه "لا يزال هناك مجال للحوار مع الولايات المتحدة".

تأهب دائم

وأضاف: "سيشهد العالم سلاحاً استراتيجياً جديداً تملكه جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية في المستقبل القريب". وتابع: "سنضع الردع النووي القوي القادر على احتواء تهديدات الولايات المتحدة النووية وضمان أمننا على المدى البعيد في حالة تأهب دائم بشكل يعتمد عليه".

وقال كيم، إن كوريا الشمالية مستعدة لمواصلة العيش في ظل نظام عقوبات دوليّة، كي تُحافِظ على قدرتها النووية. وأردف: "لا يمكننا أبدا أن نبيع كرامتنا"، مشيرا الى أن بيونغ يانغ ستقوم بعمل "مروع لجعل الولايات المتحدة تدفع ثمن الآلام التي عاناها شعبنا".

وكان كيم أعلن عام 2018 أن كوريا الشمالية لم تعد بحاجة الى إجراء مزيد من الاختبارات النووية أو اختبارات الصواريخ العابرة للقارات.

وفي السنوات الماضية، نفّذت كوريا الشمالية 6 اختبارات نووية، وأطلقت صواريخ قادرة على الوصول إلى الأراضي الأميركية.

وتهدّد تصريحات كيم أمس، الدبلوماسية النووية التي اعتُمدت خلال العامين الماضيين، مع إشارة الرئيس الأميركي ترامب مرارا إلى "الوعد" الذي قطعه له الزعيم الكوري الشمالي.

نزع النووي

وجاء ردّ ترامب معتدلاً أيضاً، مشيراً إلى علاقة جيدة تربطه بالزعيم الكوري الشمالي، وأنه يعتقد أنه سيلتزم بوعده. وقال ترامب: "هو معجب بي وأنا معجب به. نحن متفقان. إنه يمثّل بلده وأنا أمثّل بلدي، علينا أن نفعل ما يجب أن نفعله".

وقال الرئيس الأميركي للصحافيين قبل مشاركته باحتفالات العام الجديد في مقر عطلته بمنتجع "مار الاغو" بفلوريدا، "لقد وقّعنا اتفاقا يتحدث عن نزع السلاح النووي. كانت هذه الجملة الأولى، وقد تم ذلك في سنغافورة. وأعتقد أن كيم رجل يلتزم بكلامه".

بومبيو وترامب

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إنه سيكون أمرا "مخيبا جدا للآمال" أن يحنث كيم بوعوده بالتخلي عن السلاح النووي، معربا عن أمله في أن يختار كيم "السلام والرخاء بدلا من الصراع والحرب".

وأكد أن الولايات المتحدة تريد "السلام وليس المواجهة" مع كوريا الشمالية، وذلك في مقابلة مع قناة CBS الأميركية. وأضاف: "نريد أن نستمر في ترك الباب مفتوحا أمام احتمال أن يتخذ زعيم كوريا الشمالية الخيار الأفضل بالنسبة له ولشعبه".

واعتبر أنه "إذا تخلّى الزعيم كيم عن التزاماته التي قطعها للرئيس ترامب، فسيكون ذلك مخيبا للآمال. آمل ألا يتبع هذا المسار".

وقالت وزارة الوحدة الكورية الجنوبية المسؤولة عن شؤون ما بين الكوريتين، إن المناورات العسكرية المشتركة واسعة النطاق مع الولايات المتحدة توقّفت وإن تحرّك بيونغ يانغ لاستحداث ما تصفه بأنه "سلاح استراتيجي جديد" لن يكون مفيدا للمفاوضات.

طائرتا تجسّس

وفي اليوم الأول من العام الجديد، ذكر موقع "إيركرافت سبوتس" الإلكتروني لرصد حركة الطيران، أن طائرتي تجسّس أميركيتين حلقتا فوق شبه الجزيرة الكورية أمس.

ونقلت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للأنباء عن "إيركرافت سبوتس"، إن طائرة من طراز "آر. سي 135 دبليو ريفت جوينت" التابعة لسلاح الجو الأميركي انطلقت من قاعدة "كادينا" الجوية اليابانية في مهمة بالبحر الشرقي، بينما توجّهت طائرة طراز "إي. بي 3 إي" تابعة للبحرية الأميركية أيضا فوق كوريا الجنوبية بارتفاع 25 ألف قدم.

طائرتا تجسّس أميركيتان تحلّقان في سماء كوريا الشمالية
back to top