الموت يُغيّب السفير السابق يوسف العنيزي
إثر عارض صحي طارئ، فقدت الأسرة الدبلوماسية في الكويت السفير السابق يوسف العنيزي، عن عمر ناهز 72 عاماً.والفقيد من رجالات الكويت الذين لهم إسهامات عديدة في مجال السياسة عبر المنابر التي ترأسها كسفير في عدد من الدول العربية والأجنبية، واستطاع بفضل شخصيته الهادئة والعقلانية نزع فتيل الكثير من الأزمات، ورأب ما تصدع من علاقات بين الكويت وبعض الدول بسبب مواقفها من الغزو العراقي عام 1990.وكان للراحل دور إعلامي بارز في إظهار القضية الكويتية ودعم الحق الكويتي في استعادة أرضه حتى حصل التحرير، وتم تكريمه بعد عودته من الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد.
وحصل الراحل على شهادته الجامعية من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية عام 1972، وكان قارئاً جيداً لسير القادة والساسة الذين صنعوا لأنفسهم تاريخاً سياسياً، وعمل في بداية مشواره ملحقاً دبلوماسياً والتحق بإدارة الصحافة والثقافة بوزارة الخارجية عام 1972 مدة عامين، وتم منحه لقب سكرتير ثالث، وسافر بعدها إلى السفارة الكويتية بجدة عام 1974 لتكون محطته الأولى في العمل الدبلوماسي.وفي عام 1977 ترأس المكتب التجاري الكويتي في الرياض مدة أربع سنوات، عمل خلالها على تأسيس مبنى السفارة الكويتية بالعاصمة السعودية، وتمت ترقيته سكرتيراً ثانياً، ثم سافر إلى اليونان للعمل بالسفارة الكويتية هناك لتكون محطته الثانية، كما عمل قنصلاً عاماً في قبرص خلال عامي 1983 و1984.وعاد الراحل للكويت للعمل مسشاراً في مكتب الوكيل راشد الراشد، ثم سليمان الشاهين، وتمت ترقيته إلى درجة وزير مفوض عام 1988، ثم غادر للعمل سفيراً في الجزائر عام 1989. وفي عام 2000 عمل سفيراً في اليمن، ثم سفيراً في الأردن حتى عام 2007، وخلال تلك الفترة عمل على تحسين العلاقات بين البلدين وزيادة الاستثمارات الكويتية فيها، وأنهى مشواره الدبلوماسي في هولندا التي عمل بها سفيراً ثلاث سنوات، قبل أن يتخذ قراراً بالتقاعد والتفرغ للكتابة الصحافية.و"الجريدة" التي آلمها هذا المصاب تتقدم إلى أسرة الراحل بأحر التعازي، سائلة المولى تعالى أن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، و"إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ".