«خوف ترامب في البيت الأبيض» (الحلقة الأولى)

إرهاصات الترشح لشخصية إعلامية استعراضية بعيدة عن السياسة

نشر في 01-12-2019
آخر تحديث 01-12-2019 | 00:20
يتحدث كتاب «خوف ترامب في البيت الأبيض» عن تاريخ ترامب منذ 2010 حتى تاريخ صدور الكتاب 2018، وعن تجاهل مساعدي الرئيس لأوامره في أحيان كثيرة، أو سعيهم لمنع إصدارها، ويوضح أن ترامب كان يمارس ضغوطاً «هستيرية» على موظفيه، لتنفيذ أوامر يمكن أن تؤدي إلى أزمات كبرى، ولا يترك أمامهم خياراً سوى تجاهل أوامره.

ويقدِّم الكاتب بوب وودورد في كتابه، الذي قسَّمه إلى 42 فصلاً، أمثلة عن الفوضى وانعدام الانضباط والنظام داخل البيت الأبيض خلال عهد ترامب، ويذكر وصف عدد كبير من مقربي ومساعدي الرئيس له بالأحمق والكذاب، وأن من هؤلاء المساعدين السابقين والحاليين مَن كان يُخفي وثائق مهمة عنه، لمنعه من التوقيع عليها، أو العمل خلاف أوامره، وكأن الوضع أشبه بانقلاب إداري.

والكتاب أُعد استنادا لمقابلات مع وزراء ومسؤولين في الإدارة الأميركية، فقدم صورة مروعة لترامب الذي يواصل حربه المفتوحة على المسؤولين، كطلبه من وزير الدفاع ماتيس اغتيال الرئيس السوري بشار الأسد بعد الهجوم الكيماوي على بلدة خان شيخون عام 2017، ورد ماتيس على ترامب بالموافقة على طلبه، لكن بعد انتهاء المقابلة مع ترامب أكد ماتيس لأحد مساعديه أنه لن ينفذ شيئاً مما طلبه ترامب.

وذكر الكاتب عن ماتيس وصفه مدى إلمام ترامب بالقضايا الخارجية، بأنه يعادل معرفة طالب في الصف الخامس أو السادس الابتدائي، وجاء أيضاً فيه أن المستشار الاقتصادي لترامب غاري كوهين، وسكرتير البيت الأبيض روب بورتر، أخفيا بعض الأوراق عن طاولة ترامب، لمنعه من التوقيع عليها، وأنها تتعلق بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية التجارة الحُرة لأميركا الشمالية، المعروفة باسم «نافتا»، والانسحاب من اتفاقية التجارة مع كوريا الجنوبية.

ويذكر الكاتب أن ترامب شبَّه رئيس موظفي البيت الأبيض السابق رينس بريبوس بـ«جرذ لا يتوقف عن الجري»، وقال لوزير التجارة الأميركي ويلبر روس إنه لا يثق فيه، بقوله: «لا أريد منك أن تقود أي مفاوضات بعد الآن، لقد أضعت فرصتك».

ويورد كذلك أن علاقة وزير الخارجية السابق ريكس تليرسون مع الرئيس لم تعد إلى طبيعتها، بعد أن انتشرت تقارير جاء فيها أن تليرسون وصف ترامب بأنه أرعن. وفيما يلي تفاصيل الحلقة الأولى:

في 21 يوليو 2016 قَبِل دونالد ترامب تسمية الحزب الجمهوري، واتخذ سعيه للرئاسة منعطفاً مهماً، وذلك في ساعة مبكرة من صباح يوم السبت الواقع في 13 أغسطس 2016.

جلس ستيف بانون رئيس «بريتبارت نيوز»، مؤسسة إعلامية تابعة للجناح اليميني، على مقعد في حديقة براينت بارك بمدينة نيويورك سيتي، ثم جمع صحفه، وبدأ طقس سبته المعتاد، راح في البداية يقلب صفحات «فاينانشال تايمز»، ثم انتقل إلى «نيويورك تايمز»، وكان هذا عنوان الصفحة الأولى في «التايمز»، قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات الرئاسية: «إخفاق المهمة الداخلية في تخفيف حدة لسان ترامب».

قال كُتاب مقالة «التايمز» إن لديهم 20 مصدرا جمهوريا سريا من المقربين لترامب أو الضالعين بحملته، وقد وصف المقال ترامب بأنه شخص مشتت الذهن، منهك، ودائم الوجوم، وهو فضلاً عن ذلك عُرضة لارتكاب الهفوات، ويواجه متاعب مع الجهات المانحة، كان في موقع خطر غير مستقر في فلوريدا، وأوهايو، وبنسلفانيا وكارولاينا الشمالية، وكلها ولايات غير محسومة، وتقرر مصير الانتخابات، وكانت الصورة قبيحة.

الفارق 20 نقطة

وكان بانون يعرف أن تلك الصورة حقيقية، وقد أجرى حساباته، فخلص إلى أن ترامب قد يخسر أمام المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بفارق ربما يصل إلى 20 نقطة: لكن المؤكد أن الفارق سيكون رقماً بعددين.

كان ترامب شخصية إعلامية استعراضية، لكنه لم يكن يملك قدرة عملياتية غير ما زودته به اللجنة الجمهورية الوطنية، وكان بانون يعرف أن طاقم حملة ترامب لا يتعدى عدداً قليلاً من الأشخاص الذين تتسع لهم غرفة واحدة: محرر خطابات، وفريق متابعة من نحو 6 أشخاص، يتولون جدولة التجمعات وتنظيمها في أرخص الأمكنة، التي غالباً ما تكون أمكنة قديمة، من قاعات رياضية باهتة، أو حلبات هوكي متفرقة من أنحاء البلد.

ورغم ذلك، فاز ترامب بترشيح الجمهوريين ضد 16 مرشحاً، وكان فارضا حضوره العارم والتخريبي والمفتقر إلى البراعة، ومنتزعا انتباه الأمة بأكملها.

بانون كان في الـ63 من العمر، تخرَّج في قسم إدارة الأعمال بجامعة هارفارد، ويحمل رؤى قومية متشددة: «أميركا أولا»، اتصل بريبيكا ميرسر، التي كانت وعائلتها أحد أكبر المصادر المثيرة للجدل في تمويل حملات الحزب الجمهوري، وكان المال محرك السياسات الأميركية، خصوصاً في الحزب الجمهوري، وكانت تملك حصة في المؤسسة الإعلامية التابعة لليمين المتطرف «بريتبارت».

بانون: حظوظ ترامب كمرشح رئاسي صفر

سأل بوسي بانون بعد لقائهما بترامب: «ما رأيك في ترامب؟»، فأجاب: «أعجبني الرجل كثيراً، أما كمرشح رئاسي فحظوظه صفر، أولاً، هذا اللعين لن يكتب شيكا واحدا، فهو لا ينتمني إلى هذا الصنف من الرجال الذين يكتبون الشيكات، إنه من صنف الذين يوقعون على ظهرها».

وفي حين كان بانون وبوسي يسيران، راح بوسي يمارس تمرينا ذهنيا، وهو التمرين نفسه الذي مارسه معظم الأميركيين بعد 6 سنوات من ذلك الوقت: لن يترشح أبدا، ولن يصرح أبدا عن وضعه المالي، أليس كذلك؟ لن يفعل أياً من هذه الأشياء، ولن يفوز أبدا.

قال بانون لميرسر: «هذا أمر سيئ سنلام عليه»، وكانت بريتبارت وقفت إلى جانب ترامب ودعمته في أحلك ساعاته: «سوف تكون نهاية بريتبارت».

قالت ريبيكا: «لم لا تتدخل؟»، فأجاب بانون: «لم أكن قط مدير حملة انتخابية في حياتي»، فقالت عن بول مانافورت مدير حملة ترامب: «هذا الرجل كارثة، وترامب يصغي إليك، إنه دائم البحث عن شخص حكيم يشرف على الحملة».

بعدها اتصل آل ميرسر بترامب، وكان ذاهباً لحضور حفل جمع تبرعات، وقد جرت العادة أن يحرر آل ميرسر الشيكات من دون الحاجة إلى رؤية المرشح، وهذه المرة كانوا يريدون قضاء عشر دقائق مع ترامب.

جلست ريبيكا بشعرها الأحمر الطويل الذي تركته منسدلاً، في حجرة زجاجية صغيرة مشمسة، وبصعوبة تكلمت، كان والدها بوب ميرسر، عالم الرياضيات الشديد الذكاء أحد الأدمغة التي سمحت بتحقيق نجاح خرافي لصندوق الاستثمارات رونيسانس تكنولوجيز الذي يدير 50 مليار دولار: «على مانافورت أن يرحل... إنه كارثة».

سألها ترامب: «مَن تزكين؟». قالت: «ستيف بانون سيحل محله»، فاتصل ترامب به، وقال: «فلنتلقِ غداً، ونرتب الأمر معاً، ويمكننا فعل ذلك»، قال بانون: «لكن دعنا نعمل بصمت».

صانع القرارات المالية

كانت هناك شخصية سياسية أخرى قلقة ذلك اليوم، إنه رينس بريبوس، البالغ من العمر 44 عاماً، وهو رئيس لجنة الحزب الجمهوري الوطني، ومحامٍ في ويسكونسن، وكان رجل الخدمات الإنسانية وتدعيم العلاقات في السنوات الخمس التي قضاها رئيساً، يخفي سلوكه المرح، كونه يسعى إلى بناء إمبراطورية سلطة. كان صانع القرارات المالية في الحزب، يتربع على رأس طاقم ميداني من 6500 موظف، ويظهر على شاشات التلفزيون بشكل منتظم، ويملك شبكته الشخصية للتواصل والعلاقات العامة في الحزب، لكنه كان كذلك اليوم في وضع شاق وحرج.

كان بريبوس يرى في قرارة نفسه أن أغسطس شهر كارثي، والشخص المسؤول عن ذلك كان المرشح ترامب.

منذ البداية، حاول بريبوس توجيه دفة الحملة وإدارتها، لكن عندما نعت ترامب المكسيكيين بـ«المغتصبين» في خطاب إعلان ترشحه بتاريخ 16 يونيو 2015، اتصل به بريبوس، وقال له: «لا يمكنك الكلام بهذا الأسلوب، لقد عملنا بمشقة بالغة لكي نفوز بأصوات الناخبين المتحدرين من أصول إسبانية»، إلا أن ترامب لم يكن ليخفف من حدة لهجته، وهاجم كل الذين هاجموه. لم يسبق أن تسبب أحد بصداع لرئيس حزب وطني مثل الذي تسبب فيه ترامب.

اتصل السيناتور ميتش ماكونيل، داهية الحزب الجمهوري، ورئيس كتلة الأكثرية ببريبوس سرا، كانت رسالته: انس ترامب، حوِّل المال الجمهوري إلينا، نحن مرشحو مجلس الشيوخ، واقطع صنبور المال عن ترامب.

لكن بريبوس كان يريد الحفاظ على علاقته بترامب، فقرر أن يقف بثبات في الوسط، بين ترامب وماكونيل كان يظن أنه موقف تكتيكي يخدم بقاءه الشخصي ومصلحة الحزب، وكان قد أعرب لترامب، قائلا: «أنا معك 100 في المئة وأحبك، سأستمر في العمل من أجلك، لكن على أن أحمي الحزب. لديَّ مسؤولية مختلفة عن مسؤوليتي تجاهك فقط».

كان بريبوس وافق على مؤازرة حملة ترامب، وتقديمه في أثناء التجمعات والمهرجانات، وكان يعتبر أنه يمد يداً لغريق.

أحدث مقال «التايمز»، بخصوص لجم ترامب، خضة كبيرة، فقال بريبوس في نفسه: «تباً، إنه لأمر سيئ حقا». كانت الحملة تتهاوى، ثم خلص إلى أنها لم تكن حملة، بل مزحة.

قيل الكثير من الكلام في مقال «التايمز»، مما جعل بريبوس يدرك أن هدف المصادر العشرين كان إما تخريب الحملة، وإما الظهور بمظهر الصالحين.

قال بريبوس في نفسه: «كان وقتا عصيباً وخطراً، وربما الأسوأ، لترامب وللحزب»، لم يكن هناك من درب سالك سوى التصعيد على كل الجبهات، ورفع مستوى العدوانية إلى الحد الأقصى، للتستر على حالة الضعف القاتلة.

لقاء نادي الغولف

التقى بانون بنادي الغولف الوطني في بدمينستر معلمه ومرشده روجر إيلز، المؤسس والرئيس لـ»فوكس نيوز» والسياسي الجمهوري منذ أيام، ريتشارد نيكسون، والحاكم كريس كريستي، والعمدة رودي جولياني، بدعوة من ترامب، وانضم إليهم بول مانفورت مدير الحملة، مع أنه لم يكن مدعواً.

شعر بانون، الذي تعوَّد أن يطلق على نفسه لقب «باصق النار الشعبوي»، بالاشمئزاز، إذ كان مانفورت يرتدي ملابس فاخرة من طراز سباق اليخوت، ويضع منديلا حول عنقه، فبدا كأنه خارج لتوه من ساوثامبتون، وحين وصل ترامب أشار بانون إلى خطاب الثامن من أغسطس الذي ألقاه ترامب قبل أسبوع في نادي ديترويت الاقتصادي، وتحدث مهاجماً كلينتون: «إنها مرشحة الماضي، ونحن في حملتنا نمثل المستقبل». وقال بانون: «كلينتون شاركت في فتح الحدود، وفي عقد اتفاقيات التجارة السيئة التي سمحت بتسرب وظائفنا إلى الصين، وهي تنتمي إلى المحافظين الجدد، أليس كذلك؟». وأضاف: «علينا فقط أن نستفيض في تكرار ذلك، هذا ما يجب فعله».

وافق ترامب على أن هيلاري من المحافظين الجدد، فأضاف بانون: «إن ترامب يملك ميزة أخرى، فهو لا يتكلم باللغة السياسية الخشبية، كان أوباما في 2008 يتمتع بهذه الميزة في مواجهة كلينتون، التي تتكلم كسياسية مدربة، كان إيقاعها متقنا جدا، حتى إنها عندما تقول الحقيقة تبدو وكأنها تكذب. لا يستطيع محترفو السياسة مثل هيلاري التكلم بشكل طبيعي، وعندما ظهرت نتائج استطلاعات الرأي ومجموعات النقاش، كانت تجيب عن الأسئلة بطريقة آلية وأسلوب سياسي، وكان خطابها مهدئاً، وليس صادماً، ولم يكن نابعاً من القلب، ولا ناتجا من قناعة عميقة، بل مثل الخطاب الذي ينصح به استشاري من ذوي الأجور المرتفعة، لم يكن خطاباً غاضباً».

قال ترامب: «حسناً، لقد أصبحت الرئيس التنفيذي للحملة. لا أريد إثارة الضجة، ولا الانخراط في قصص القصر ومكائده»، قال بانون: «فليبقً مانفورت الرئيس، لن تكون له أي سُلطة. دعني أتولى إدارة الأمر»، واتفقا على تعيين كيليان كونواي، وهي مستطلعة رأي جمهورية صريحة، ومن النوع المشاكس، وكانت تساعد بالفعل في الحملة، بل كانت مديرة الحملة.

وقال بانون: «سوف نجعلها تظهر على شاشات التلفزيون يومياً على أنها أنثى الحملة الودودة، ولأنها محاربة سترد على المكالمات فقط، لكن الناس معجبون بها ويحبونها، وعامل الإعجاب هو ما نحتاج إليه بالضبط، أما أنا، فلن أظهر على التلفزيون قط».

وكونواي لم تكن قد تولت إدارة حملة من قبل، ما يجعل منهم ثلاثة غير متمرسين: المرشح المبتدئ اللامع، ورئيس الحملة التنفيذي، ومديرتها.

كيليان كونواي

كانت كيليان كونواي تشرف على تصوير بعض أفلام الدعاية الإعلامية ذلك الشهر، وسألها ترامب، طالباً تقييمها: «الجميع يقولون لي إنني أفضل من هيلاري كلينتون؟»، فقالت: «لقد حشدت هذه الجماهير العريضة، لأن حملتك لم تكن حملة سياسية تقليدية، وقد بنيت حركة جماهيرية، والناس يشعرون بأنهم جزء منها، ولا يحتاجون إلى بطاقة انتساب أو دفع اشتراكات، وباستطاعتي أن أعطيك تصوري عن استطلاعات الرأي. لدينا عقبتان رئيستان: لا ينبغي لهم أن يجروا استطلاعات رأي وطنية بتاتا، هذه حماقة وسائل الإعلام التي كانت تجري استطلاعات رأي وطنية، بالطبع كان الفوز يعني الحصول على أغلبية أصوات كبار الناخبين، أي الـ270 صوتا التي كانوا يحتاجون إليها، كانوا يحتاجون إلى تحديد الولايات الصحيحة والتركيز فيها الولايات الثماني الصعبة غير المحسومة».

وأضافت: «الناس يريدون أشياء محددة. لقد كان طرحك في يوليو مشروع إصلاح إدارة المحاربين القدماء المؤلف من عشرة بنود طرحا رائعا، وكذلك طرح خطة الإصلاح الضريبي المؤلفة من خمس نقاط. الناس يريدون هذا النوع من التفاصيل، لكنهم يحتاجون إلى تكرارها على مسامعهم المرة بعد الأخرى».

وتابعت: «أما نقطة الضعف الثانية بنظري، فهي أن الناس يريدون التأكد من أنك ستفي بوعودك، فإذا لم تحققها أنت كرجل أعمال، تكن مجرد رجل سياسي، في حين أنك عكس ذلك تماما».

ترامب سألها: «هل تعتقدين أن باستطاعتك إدارة هذا الشيء؟ أي إدارة الحملة برمتها؟ وهل أنت على استعداد لعدم رؤية أطفالك لعدة اشهر؟». فقبلت على الفور.

تفاصيل لقاء ترامب مع ستيف بانون وديفيد بوسي عام 2010

قبل ست سنوات من انتهاء الانتخابات الرئاسية بفوز دونالد ترامب، وتحديدا في أغسطس 2010، ردَّ ستيف بانون، منتج أفلام جناح اليمين السياسية، على اتصال هاتفي ورده من ديفيد بوسي، المحقق الجمهوري والناشط المحافظ الذي قضى عقدين تقريبا من الزمن في تصيد فضائح بيل وهيلاري كلينتون ومطاردتها، طلب منه مقابلة ترامب، فوافق بانون على الذهاب إلى برج ترامب في مدينة نيويورك، وصعدا إلى قاعة المؤتمرات بالطابق الـ 26، حيث استقبلهما ترامب بحرارة.

وقال بوسي إنه يحمل معه عرضا مفصلا يبين فيه كيفية الترشح إلى الانتخابات التمهيدية الجمهورية والفوز فيها، كما يشرح كيفية الترشح إلى منصب رئاسة الولايات المتحدة ضد باراك أوباما، ويصف استراتيجيات استطلاعات الرأي النمطية، وسير العملية، والقضايا التي تواجهها.

وأضاف بوسي: «إذا كنتَ ستترشح للرئاسة، فعليك أن تعرف الكثير من الأشياء الصغيرة والكبيرة، وعليك الاطلاع على السياسات، وكيفية كسب المندوبين، ولكن قبل كل شيء، عليك فهم طبيعة الحركة المحافظة».

أومأ ترامب برأسه، فعقب بوسي: «لديك مشكلة مع بعض القضايا، فيظهر في سجلك أنك تبرعت بالمال لمؤيدي الإجهاض، ومرشحي الخيار الحر، وقد أدليت بتصريحات في هذا الشأن، وعليك أن تكون من أنصار الحياة، أي ضد الإجهاض».

وأضاف بوسي: «أما الشيء الثاني الكبير، فهو سجلك الانتخابي، فحجم مشاركتك في التصويت يظهر أنك لم تصوت بانتخابات تمهيدية سوى مرة واحدة في حياتك كلها، كان ذلك عام 1988 أو نحو ذلك، في الانتخابات التمهيدية الجمهورية».

وردَّ ترامب بثقة: «أنا أصوِّت في كل مرة. لقد كنت أدلي بصوتي على الدوام، منذ كنت في الثامنة عشرة أو العشرين من العمر».

فأدرك بانون أن ترامب لم يكن يعرف شيئا عن أبسط شؤون السياسة، فحوَّل الحديث إلى ما كانت تسوقه حركة حزب الشاي، التي لم تكن تحب النخبة. كانت الشعبوية في نظر المواطن العادي تعني فساد النظام وزيفه، وكانت ضد رأسمالية المحسوبيات والصفات والعروض الخاصة التي تمنح لذوي النفوذ والعارفين بخفايا الأمور، والتي تستنزف العمال.

وبعد ساعة من بدء الاجتماع قال بوسي: «لدينا مشكلة أخرى كبيرة، وهي أن 80 في المئة من المنح التي تبرعت بها كانت للديمقراطيين. هناك سجل لكل منحة تبرعت بها في الماضي».

وتدخل بانون معقباً: «إن المشكلة في ترشحك كممثل لحركة حزب الشاي، هي أنك تمثل بالذات ما تعترض عليه الحركة، فهي تشكو المستفيدين أمثالك من الصفقات الداخلية».

وقال بوسي: «أنصحك بالترشح كما لو أنك تترشح لمنصب الحاكم في ثلاث ولايات: آيوا ونيو هامبشاير وكارولينا الجنوبية، ترشح واظهر كأنك من أبناء الولاية، كما أنك تريد أن تكون حاكمها، وركز جهودك في ثلاث ولايات، وإذا أبليت فيها حسنا، فستتبعها باقي الولايات».

وأضاف بوسي: «ستحتاج إلى كتابة ما بين 250 و500 ألف دولار من الشيكات الفردية لأعضاء الكونغرس ومجلس الشيوخ، وليكن كل شيك بقيمة 2400 دولار كحد أقصى، وهي بمنزلة تبرع لحملاتهم. بهذه الطريقة يعرفون أنها قادمة منك شخصياً، وأنك جدي فيما أنت مقدم عليه، فالمال كان دائما أسياسياً في فن السياسة الرئاسية، ذلك أنه يدر في وقت لاحق أرباحا هائلة. أعط المرشحين الجمهوريين في حفنة من الولايات المتحدة غير المحسومة، مثل أوهايو وبنسلفانيا وفرجينيا وفلوريدا، وعليك أن تؤلف كتاباً في السياسة يعبِّر عن رؤيتك لأميركا، وموقفك من هذه السياسات».

كُتاب يصفون ترامب بأنه شخص مشتت الذهن ومنهك ودائم الوجوم

طاقم حملة ترامب لا يتعدى 6 أشخاص يتولون جدولة التجمعات وتنظيمها في أرخص الأمكنة

بريبوس أكد لترامب أنه يحبه ومعه 100% وسيستمر في العمل من أجله وأنه لن يتخلى عن حماية الحزب

السيناتور ميتش ماكونيل داهية الحزب الجمهوري ورئيس كتلة الأكثرية اتصل ببريبوس سراً ودعاه للتخلي عن ترامب

ترامب عيَّن بانون الرئيس التنفيذي للحملة بعد اللقاء الذي جرى في نادي الغولف

ترامب وبانون اتفقا على تعيين كيليان كونواي مستطلعة الرأي الجمهورية مديرة للحملة

عندما عرض ترامب على كونواي إدارة الحملة برمتها وعدم رؤية أطفالها عدة أشهر قبلت على الفور
back to top