خاص

أنطوان سعد: «سائر المشرق»... دار لنشر الفكر المتنور وتفسح المجال لكل عمل جاد

أكد أن الرائج حالياً هو الروايات الخفيفة والكتاب بدأ يستعيد مكانته

نشر في 29-11-2019
آخر تحديث 29-11-2019 | 00:02
الكاتب الصحافي، المدير العام لدار" سائر المشرق"، أنطوان سعد
الكاتب الصحافي، المدير العام لدار" سائر المشرق"، أنطوان سعد
أكد الكاتب الصحافي، المدير العام لدار" سائر المشرق"، أنطوان سعد، أن الكتاب الورقي أخذ يستعيد مكانته، وفق الإحصاءات العالمية.
وعن وجهة نظره بشأن الرقابة، أوضح أنه عملياً لكل بلد عربي خصوصيته، ويعتقد أنه من الواجب احترام القيم والمبادئ السائدة في كل مجتمع والوقوف عندها، لذلك يتعامل مع كل رقابة على حدة... "الجريدة" التقته وأجرت معه لقاء موسعاً، وكان كالتالي:
في بداية حديثه، عرف أنطوان سعد بدار "سائر المشرق"، ليقول "هي دار فتية بأحلام كبيرة، على مستوى نشر الفكر المتنور والتحرري، الذي يدعو إلى التعمق في الثقافة، والانفتاح على أفكار العصر، والمساهمة في إظهار وإشهار كتّاب شباب بشكل خاص، وإعطاء فرصة لكل عمل جدي".

أما عن أهدافها، فيوضح أنطوان بالتحديد أن نفسح المجال لكل من لديه فكرة أو فكر أو بحث، وبالمتعارف عليه ليس تجاريا، ونحاول إعطاءه فرصة.

وعبّر أنطوان عن رأيه في كيفية رفع دار النشر لنسبة القراءة وقال: "رفع الكفاءة يتم حينما توازن دار النشر بين متطلبات السوق، وما هو رائج، وبين ما ينقع الفكر والعقل بأن هذا الكتاب حتى لو لم يكن منتجا أو له عائدات جيدة، وإنما فكريا يجب أن ينشر، وأن يتم هذا التوازن وألا تهمل الأعمال الجيدة".

وعن الأعمال الرائجة في عام 2019 على المستوى العربي قول أنطوان "مع الأسف الرائج حاليا هي الروايات الخفيفة التي ليست مشغولة بشكل محترف، وإنما أصحابها يتمتعون بقدرة تواصل وبقدرة تسويق أنفسهم، والوصول إلى عدد أكبر من الناس، في حين الكتب المهمة أو الأشخاص الذين يبذلون الوقت والجهد لكي ينتجوا أعمالا ذات قيمة، لا يحظون بالفرصة الكافية من الجمهور العربي عموما".

شهرة الكاتب

أما بشأن تنافس دور النشر مع بعضها البعض في عرض مؤلفات، وارتفاع نسبة المبيعات يحكمه شهرة الدار أم شهرة الكاتب نفسه يعلّق أنطوان على هذا الشأن قائلا "لنكن منصفين، إنها متعلقة بشهرة الكاتب لأن القارئ عموما يفضل ألا يجازف، وبالتالي يعتبر أن الكتّاب الذين حققوا شهرة واسعة هم أشخاص يستاهلون هذه المجازفة، وشراء الكتاب، وتمضية ما لديهم من وقت لمطالعة في هذا المضمار، في حين أن هناك أقلية تأتي إلى المعارض وتدخل في حوار مع مندوب دار النشر، وتسأل عما يستأهل المجازفة، ولكن هذه قلة قليلة، ونأمل أن تزيد".

وعن نظرته لوسائل التواصل الاجتماعي في عملية الترويج المؤلفات وإشهار المؤلف ليوضح "طبعا كل وسيلة إعلامية بحد ذاتها لا يمكن أن نصفها بالجيدة أو غير جيدة هي وسيلة، والمحتوى هو ما يجدر الانتباه إليه، وهو العامل الإيجابي في إيصال الرسالة الناجحة، أو الرسالة غير الناجحة".

الرقابة وخصوصيتها

وعند سؤاله على أساس أنه ناشر يطبع الكتب، وصحافي، وكاتب كيف يواجه الرقابة أجاب: "الرقابة عمليا لكل بلد عربي خصوصيته، واعتقد أنه من الواجب احترام القيم والمبادئ السائدة في كل مجتمع والوقوف عندها، لذلك أتعامل مع كل رقابة على حدة، وأتقدم بالكتب التي توافق عليها إجمالا، ولا أحبذ طريقة محاولة تمرير كتب بين الكتب.

وعن الأطراف الشريكة في نشر ثقافة في القراءة ورعايتها قال: "أعتقد أنها تبدأ في المنزل من الوالدين، فهما المعيار والمساهم الأول في عملية نشر الثقافة والمطالعة.

واقع النشر

أما عن إمكان تغلّب الكتاب الإلكتروني على الكتاب الورقي، فأجاب أنطوان: "لا أعتقد ذلك، بالنسبة لي، أنا لا أعتقد أن هناك منافسة حقيقية أو تناقضا حقيقيا بين الكتاب الإلكتروني والكتاب الورقي، بالنسبة لي المهم لدي القراءة، وإذا كان الشخص يفضل الوسيلة الإلكترونية او الرقمية فهذا شأنه.

اتفاق القاهرة

وعن كتابه الجديد الذي سيوقعه غدا في جناح دار "سائر المشرق" بمعرض الكويت للكتاب بعنوان "مسؤولية فؤاد شهاب عن اتفاق القاهرة" قال أنطوان: "هذا الكتاب يبحث في أصول أو في جذور الأزمة اللبنانية، وهي أزمة ذات ارتباط إقليمي كبير، وأعتقد أن العالم العربي اليوم يعاني أزمة واحدة أو أزمة متشابهة هي أزمة بروز الهوايات الفرعية، ويعالج هذا الكتاب بالتحديد ما جرى في نهاية الستينيات في لبنان عندما أراد فصيل معيّن أن يحمل السلاح لمقاتلة إسرائيل على حساب السيادة الوطنية، وعلى حساب مبدأ أساسي هو حصرية الدولة، في امتلاك القوة، ووقع اللبنانيون في ذلك الفخ، وهو القبول بفكرة اقتسام سيادة الدولة، بمعنى أنه أراد فصيل أن يحمل السلاح، في حين أن كل دول العالم التي تحترم أنفسها، هناك فقط الدولة التي تحمل السلاح، وهذا الاتفاق هو اتفاق القاهرة الذي شرع حمل السلاح للفلسطينيين، وهذا السلاح للفلسطينيين هو ما أساء إلى الدولة اللبنانية، وأذى الدولة اللبنانية، وأذى لبنان كدولة مستقرة، وهو سبب كل المآسي التي نعيشها اليوم".

وتابع حديثه: "وأنا في الكتاب أطرح الإشكالية من كافة الزوايا، خصوصا بعدما رفعت السرية عن الأرشيفات الفرنسية والأميركية، فقد أتيت بالكثير من الأسرار"، مشيرا إلى أن الكتاب هو رسالة ماجستير، وقد نالت تقدير جيد جدا، ولفت إلى أن هناك كتابا يهم الجمهور الكويتي بعنوان "بقاء المسيحيين في الشرق خيار إسلامي"، وهو أيضا كتاب يطرح إشكاليات معاصرة، حول بقاء المسيحيين في الشرق، انسجاما مع التقليد الإسلامي، الذي عمره 14 قرنا، حيث بقي المسيحيون موجودين رغم تقلبات جميع الدول، بينما هم اليوم يعانون تراجعا كبيرا في وقت مطروحة فيه عالميا أزمة تعايش الأديان، وحوار الأديان والثقافات، وفي زمن تنامي مظاهر عدم فهم وقبول الآخر".

ليست هناك منافسة حقيقية أو تناقض بين الكتاب الإلكتروني والورقي

كل وسيلة إعلامية في حد ذاتها لا يمكن أن نصفها بالجيدة أو غير الجيدة
back to top