إطلاق اكتتاب «أرامكو» تمهيداً لإدراجها في البورصة السعودية

القيمة النهائية للمجموعة قد تصل إلى 1.7 تريليون دولار

نشر في 04-11-2019
آخر تحديث 04-11-2019 | 00:01
الرميان والناصر خلال المؤتمر الصحافي
الرميان والناصر خلال المؤتمر الصحافي
قال الرميان، إن «هذا اليوم (أمس) يمثّل علامة فارقة في تاريخ شركة أرامكو، وخطوة مهمة نحو تحقيق رؤية المملكة 2030 الرامية إلى تحقيق النمو والتنوع الاقتصادي المستدام».
خطت شركة أرامكو السعودية أمس خطوتها الاولى نحو الاكتتاب العام المرتقب، في عملية بيع لجزء من أسهمها في السوق المحلي، قد تكون الأكبر في التاريخ، والأكثر أهمية لخطة تنويع اقتصاد المملكة بإشراف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وبعد سنوات من التأجيل، أكّدت أرامكو أنّها تنوي بيع عدد لم تحدّده من الأسهم في سوق المال المحلي في الرياض، واصفة الحدث بالعلامة الفارقة في تاريخ الشركة التي تضخ وحدها نحو 10 في المئة من نفط العالم.

وقال بيان نشر على موقع «تداول» إنّ هيئة السوق قرّرت «الموافقة على طلب شركة الزيت العربية السعودية (ارامكو السعودية) تسجيل وطرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام».

وفي وقت لاحق، أكّدت «أرامكو» في بيان أنّها تنوي «طرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام وإدراجه في السوق الرئيسي لدى السوق المالي السعودي».

واقتصر التأكيد السعودي على طرح محلي، في وقت قال رئيس مجلس الإدارة ياسر الرميان إنّه لا خطط حالية لطرح ثان في بورصة أجنبية، بعدما جرى الحديث طوال سنوات عن طرح ثنائي محلي ودولي.

والاكتتاب العام لأكثر شركة تحقيقا للأرباح على مستوى العالم، هو حجر الزاوية في برنامج الإصلاح الاقتصادي لولي العهد المسمّى «رؤية 2030». ويسعى المسؤولون إلى استقطاب عشرات مليارات الدولارات لتمويل مشاريع ضخمة ضمن هذا البرنامج الطموح.

وقد يكون الاكتتاب العام لـ «أرامكو» الأكبر في التاريخ بناء على النسبة التي ستقرر الشركة بيعها في السوق، وكذلك بعد تحديد القيمة النهائية للمجموعة والتي قد تصل إلى 1.7 تريليون دولار.

وقال الرميان، في بيان، إن «هذا اليوم يمثّل علامة فارقة في تاريخ الشركة، وخطوة مهمة نحو تحقيق رؤية المملكة 2030 الرامية إلى تحقيق النمو والتنوع الاقتصادي المستدام»، مضيفا أن «الشركة باتت منذ تأسيسها لاعبا أساسيا في مجال إمدادات الطاقة العالمية».

ولم تعلن الشركة، من مقرّها في الظهران، سعر السهم، أو عدد الأسهم التي ستطرحها في سوق «تداول»، لكنّها قالت إن كل المسائل المرتبطة بعملية الطرح ستتحدّد خلال عملية التحضير لبدء البيع والتي من المتوقع أن تكون في منتصف ديسمبر المقبل.

وكان من المقرّر أن تبيع أرامكو نسبة 5 في المئة من أسهمها، بواقع 2 في المئة في السوق المحلية، و3 في المئة في سوق أجنبية، لكن في ظل تقارير عن صعوبات في استقطاب مستثمرين كبار، قال الرميّان إن خطط الطرح خارج المملكة مؤجّلة.

وأضاف الرميان، في مؤتمر صحافي في الظهران: «بالنسبة للاكتتاب (الدولي)، سنعلمكم بذلك في الوقت المناسب. حاليا، الاكتتاب في تداول (السوق المحلي) فقط».

وشددت الشركة في الوقت ذاته على أنّ الطرح في «تداول» مفتوح للمستثمرين من المؤسسات والأفراد السعوديين وكذلك للأجانب المقيمين في المملكة وسكان دول الخليج.

كما أصدرت الشركة نتائج أدائها للأشهر التسعة الاولى من العام الحالي، قائلة انّها حقّقت أرباحا صافية بقيمة 68 مليار دولار، وكانت حقّقت في 2018 أرباحا صافية بلغت 111 مليار دولار، متجاوزة أبل وغوغل وإكسون موبيل معا.

ويشكل الاكتتاب عاملا رئيسيا في خطة ولي العهد لتمويل عملية تنويع الاقتصاد وتحضيره لفترة ما بعد النفط.

وتقرّر تأجيل هذا الاكتتاب أكثر من مرة لان تقييم الشركة وفقا لحسابات المصرفيين بعد اجتماعات مع مستثمرين محتملين، كانت دون مستوى تريليوني دولار، وهو ما يتطلع إليه ولي العهد منذ 2016 حين تحدّث للمرة الأولى عن الاكتتاب العام.

ويتوقّع مراقبون أن يتم طرح النسبة الضئيلة من شركة النفط على أساس تقييم للشركة بين 1.5 و1.7 تريليون دولار.

وقال كريستيان اولريشسون، الباحث في معهد بيكر في الولايات المتحدة لوكالة فرانس برس: «يبقى أن نرى ما إذا كانت السلطات السعودية ستتوصل إلى تسوية بين ما يريده ولي العهد وواقع تقييم أرامكو في السوق».

ورأى أنّ «تأجيل الطرح مرارا وتقديمه على أنه مكوّن رئيسي في خطة ولي العهد لتحويل السعودية، يجعل المستثمرين الدوليين يراقبون عن كثب أداء أرامكو في السوق المحلي».

وينظر إلى أرامكو على أنّها الدعامة الرئيسية لاقتصاد المملكة ولاستقرارها الاجتماعي.

وحاولت السلطات تحفيز السوق المحلي على الاكتتاب في الشركة قبل عملية الطرح، وذلك عبر دعوة العائلات الثرية إلى شراء حصص، بينما روّجت وسائل إعلام محلية لعملية الشراء على أنّها عمل وطني.

4 شروط للمستثمرين الأجانب

أكدت «أرامكو» أن السوق السعودي هو السوق النهائي والمستفيد الفعلي من عملية طرح أسهمها للاكتتاب العام، مشيرة إلى أنه «يحق للمستثمرين الأجانب شراء أسهم في الشركة وفق 4 شروط».

وطالبت الشركة، في بيان صادر عنها، «كل مستثمر أجنبي راغب في شراء أسهمها، بمراعاة أربعة شروط، هي: فتح حساب محفظة برقم المستثمر الوطني لدى إيداع شركة «مركز إيداع الأوراق المالية»، والحصول على حساب أمين الحفظ الخاص به في المملكة العربية السعودية، وفتح حساب سار للأوراق المالية باسمه من خلال أمين الحفظ الدولي، وفتح حساب تداول لدى شركة (شركات وساطة محلية لتمكين التداول)».

كما طالبت من المستثمرين الأجانب ممن لم يتم اعتمادهم بالفعل، ضمن المستثمرين الأجانب المؤهلين في المملكة، بالتواصل مع أمين الحفظ الدولي قبل بدء عملية بناء سجل الأوامر، بهدف تمكينهم من المشاركة في الاكتتاب العام لـ«أرامكو» السعودية.

توقّع طلب قوي

أبلغ رئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية ياسر الرميان تلفزيون «العربية» أنه يتوقع طلبا قويا من المؤسسات العالمية على الطرح العام الأوّلي للشركة.

وأطلقت شركة النفط الوطنية طرحا عاما أوليا أمس، وأعلنت نيتها إدراج الأسهم في البورصة المحلية، في حين قد يكون أكبر طرح أوّلي في العالم، مع سعي المملكة لتنويع موارد اقتصادها المعتمد على النفط.

تحديد سعر الطرح بنهاية سجل الأوامر

أعلنت "أرامكو" السعودية أنه سيتم تحديد سعر الطرح النهائي (سعر اكتتاب أسهم الطرح لجميع المكتتبين) في نهاية فترة بناء سجل الأوامر. وأضافت أن مجلس إدارة الشركة قرر توزيع أرباح مرحلية نقدية ربع سنوية في الفترة من العام المالي 2020 حتى العام المالي 2024، لافتة إلى أنه إذا قلت الأرباح عن 0.09375 دولار أميركي للسهم الواحد (على اعتبار أن رأس المال مكون من 200 مليار سهم)، فإن الحكومة ستتنازل عن حقها في الحصول على جزء من الأرباح المستحقة لأسهمها بالحد الذي يعادل المبلغ اللازم، لتمكين الشركة من أن تسدد الحد الأدنى من الأرباح المرحلية.

نشرة الإصدار في 9 الجاري

قالت شركة أرامكو إن نشرة إصدارها ستصدر في التاسع من نوفمبر الجاري.

وأكد رئيس مجلس إدارة شركة أرامكو ومحافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي، ياسر الرميان، في مؤتمر صحفي أقامته الشركة بمناسبة إعلان نيتها إدراج جزء من أسهمها بهيئة السوق المالية السعودية (تداول) أنه خلال 10 أيام سيتم وضع تقارير المحللين لتحديد النطاق السعري لأسهم «أرامكو».

وأضاف الرميان أنه سيتم تحديد سعر الاكتتاب بعد نحو 5 أيام، كما سيتم إدراج السهم في «تداول»، مشيرا الى أن تحديد نسبة وسعر الطرح سيتم بعد عملية بناء سجل الأوامر.

وأوضح أن الفرصة مواتية لدخول مساهمين جدد واستفادتهم من قدرات «أرامكو»، معتبرا الطرح العام الأولي لـ«أرامكو» خطوة مهمة لتحقيق «رؤية المملكة 2030»، ودليلا على قدرة الأسواق المحلية وعمقها.

وذكر أنه بعد انتهاء عملية الاكتتاب ستصبح «أرامكو» شركة مدرجة في «تداول»، مؤكدا أن الحوكمة في السوق السعودية قادرة على حماية حقوق المساهمين.

ولفت الرميان الى أن «أرامكو» تعزز الدور المحوري للسعودية في الاقتصاد، حيث تسعى دائما نحو الريادة على مستوى العالم، كما أكد أن الشركة تلتزم بتوزيع أرباح على المساهمين لا تقل عن 75 مليار دولار سنويا حتى 2024.

وأشار الى أن تنوّع وعمق مجلس إدارة الشركة يضيفان قيمة كبيرة للشركة، لافتا الى أن تراجع أسعار النفط دليل على نجاح الشركة باستعادة الإنتاج المفقود بعد الهجمات التي تعرضت لها منشآت شركة أرامكو.

وأوضح أن اتخاذ القرار بخصوص الإدراج خارج «تداول» سيتم في الوقت المناسب.

من جهته، قال رئيس شركة أرامكو كبير إدارييها التنفيذيين، أمين الناصر، في تصريح، إن الشركة تقدم مستوى جديدا من الفرص للمواطنين والمستثمرين في حق التملك المباشر، لافتا الى أن «أرامكو» ستتخذ من الطرح العام ركيزة في دعم الاقتصاد الوطني.

وأضاف الناصر: «أجرينا محادثات موسعة مع مستثمرين محليين وأجانب خلال مرحلة التحضير للطرح»، مبينا أنه سيتم توزيع أرباح نقدية عن الأسهم العادية بما لا يقل عن 75 مليار دولار في عام 2020.

تحديد 13 بنكاً لتسلم الاكتتاب العام

أعلنت «أرامكو» السعودية أسماء 13 بنكا في المملكة لتسلم عملية طرح أسهمها للاكتتاب العام.

وكشفت الشركة، في مؤتمر صحافي، أمس، لإعلان تفاصيل الطرح، أنه سيتم إعلان نشرة الإصدار يوم التاسع من الجاري، وسيتم تحديد نسبة الطرح وسعر الطرح في مرحلة بناء سجل الأوامر.

وحددت الشركة البنوك المتسلمة لعملية الاكتتاب، وهي: «البنك الأهلي التجاري»، و«ساب»، و«مجموعة سامبا المالية»، و«البنك السعودي للاستثمار»، و«البنك الأول»، و«البنك العربي الوطني»، و«بنك البلاد»، و«بنك الجزيرة»، و«بنك الرياض»، و«مصرف الراجحي»، و«مصرف الإنماء»، و«البنك السعودي الفرنسي»، و«بنك الخليج الدولي».

back to top