أشكناني: لوحاتي ليست غامضة كما تبدو للوهلة الأولى

افتتح معرضه في منصة الفن المعاصر «كاب» بالشويخ

نشر في 26-09-2019
آخر تحديث 26-09-2019 | 00:05
الفنان التشكيلي محمود أشكناني في معرضه
الفنان التشكيلي محمود أشكناني في معرضه
للفنان محمود أشكناني أعمال متنوعة، لا سيما أنه جعل للأسلوب التجريدي عالماً له سمات لونية خاصة ومتناغمة.
افتتح الفنان التشكيلي محمود أشكناني معرضه "حوارات لونية" في منصة الفن المعاصر "كاب" في الشويخ، بحضور جمع كبير من الفنانين يتقدمهم القدير سامي محمد.

وتنوعت أعمال أشكناني من حيث المفاهيم الشكلية واللونية، والرسم بأسلوب تجريدي، إذ جعل له عالماً بسمات لونية خاصة، ومتناغمة، يعبر فيها عن موضوعات تتخذ طابعاً درامياً أو فردياً، وبعضها يعبر عن موضوعات وأحداث عالمية من دون التنازل عن قيمته التجريدية.

وقال أشكناني إن "حضارات الأمم الراقية تقاس بالمنجزات الثقافية والفنية مثل الآداب والفنون والمسرح والعمارة"، موضحاً أن "الفنون التشكيلية تعد إحدى هذه الركائز التي تعتز بها الأمم وتفتخر، والجانب التشكيلي نتاج تجارب عدة وتقنيات مارستها خلال مشواري الفني في المشاركات المحلية والعالمية، إلى أن توصلت إلى التجريدية المطلقة، ومازلت مستمراً في تجاربي".

وأضاف أشكناني أن "الحوارات اللونية التي توجد في أعمالي لم تأتِ من فراغ، بل هي حصيلة إرث ثقافي ومعرفي شكلته تجاربي الفنية خلال عمري الفني الذي يفوق خمسين عاما".

قراءة اللوحات

وتابع: "أما بالنسبة إلى قراءة لوحاتي فالأمر ليس بالعسير، فهي ليست غامضة كما قد تبدو للوهلة الأولى، وبإمكان المتلقي التمعن فيها والدخول في أعماقها، مادام توفرت له الرغبة الصادقة في فهمها، فاللوحة التشكيلية في أعمالي تُقرأ بشكل كلي، فهي مجموعة من العوالم المختزلة التي تتشكل من خلالها الإيحاءات اللونية التي يتضمنها العمل الفني".

وزاد: "هنا يأتي دور جدية حس المتلقي في فك الطلاسم اللونية وإعادة تشكيلها، حتى يسهل استخلاص الدلالات الكامنة في أعماق العمل، وقراءتها بما يتوافق مع حسه، فالحبكة اللونية أحياناً تساعد على زيادة التوتر والصراع داخل العمل الفني، ممثلة في الجزئيات والكليات من خلال رؤية جديدة تنتقل إلى أجزاء كل اللوحة، وبالتالي تتولد صيغة جمالية تتفاعل في هذه التناقضات والصراعات جميعاً فتتجلي لنا الحقيقة الفنية المطلوبة داخل العمل".

مراحل مختلفة

وعند سؤال أشكناني عن سبب تقيده ببعض الألوان في لوحاته، مثل الأزرق والأحمر، قال: "مررت بمراحل مختلفة، وحاولت أن أجرب اللون الأزرق ومشتقاته ودرجاته، حتى وصلت إلى حالة من التشبع، فأحببت أن أخلط بين الأحمر والأزرق لأعمل نوعاً من التآلف، وبالفعل نجحت بعض الأعمال، لاسيما آخرها، وكان باللون الأحمر، وركزت فيه مثلما ركزت على الأزرق، وحاولت أيضاً أن أستخدم اللون الأحمر بطريقة يكون فيها بشكل فاقع، لأنه لون صعب وحساس بنفس الوقت، وإذا لم يتم وضعه في مكان يتناسب مع العمل فإنه يدمر اللوحة، فاضطررت إلى أن أطوع ذلك اللون وفق ما أريد، أو ما يطلبه الموضوع لأستخدمه في اللوحة، وبعدها بدأت أطوع اللون الأحمر مع ألوان أخرى مثل الأصفر والأبيض والأسود، بحيث يكون للأحمر شخصية بين تلك الألوان".

وأشار إلى أنه قدم في المعرض أربع لوحات بالأحمر، وفق النماذج التي تطرق لها، لدرجة أنه استخدم "التجريدي" المطلق حتى يبيّن فلسفة اللون الأحمر وكيف يمكن تطويعه.

سبب التسمية

وعن سبب تسمية معرضه "حوارات لونية"، قال: "اعتمدت على نقطتين، النقطة الأساسية هي الحوار بين الفنان واللوحة، فأنا دائماً أذكرها في كل مكان، وأن الحوار مستمر بين الفنان ولوحته، حيث يشكل اللوحة بشكلها النهائي".

وأضاف: "أما النقطة الثانية، فهي أن الحوار الآخر هو عين المشاهد، إذ نلمس في المعرض حوارات بين المشاهد واللوحة، ولهذا السبب لم أضع عناوين على الأعمال، حتى أجعل المشاهد يتساءل، وإذا وضعت العنوان فالمتلقي سوف يبحث عنه في اللوحة، وأحياناً كثيرة لا يجده، فأنا أريد أن يستكشف المشاهد أكثر من عنوان لأي لوحة يراها أو يقف عندها متأملا".

اللوحة التشكيلية تُقرأ بشكل كلي فهي مجموعة من العوالم المختزلة
back to top