المشكلة فينا!

نشر في 13-09-2019
آخر تحديث 13-09-2019 | 00:06
 د. نبيلة شهاب تعود "الطفلة الشابة" من المدرسة محملة بوزن حقيبتها الدراسية من الإحباط والحزن و"الغضب"، وما إن ترى أمها حتى تبوح بشكواها وتذمرها، "شنو هالتعقيد والتسلط؟" تشتكي من تكبر وعنجهية المعلمة أو المديرة أو مساعدتها، وقد لا يكون الموقف كما تصورت هي، فالتسلط الذي تتحدث عنه هو انضباط مطلوب وضروري في بيئة المدرسة، لكن للأسف البعض يوصله إلى الطلبة بطريقة خاطئة عن طريق التعامل معهم كأطفال بطريقة الأمر والنهي والتشدد المذموم، وإن كانت هذه الطريقة خاطئة مع جميع الأعمار إلا أنها بالنسبة إلى المراهقين تعتبر من وجهة نظرهم هجوماً شخصياً وتعدياً على حريتهم وكيانهم واستقلاليتهم، ولذلك نراهم يرفضون هذه الأوامر والقوانين التي لو استخدم المربون أسلوباً آخر مبنياً على إظهار المحبة والاحترام واحترام رأيهم لتقبلوا جميع ما يطلب منهم بكل أريحية.

وليست أساليب تنشئة الطفل والتعامل معه في البيت ببعيدة عن ذلك، فأسلوب التربية المبني على الحب والتقدير والثقة يؤدي إلى أن تتنامى قنوات التواصل بينه وبين الوالدين، وتقوى وتزيد ثقتهم بهما، ويصبح ما يطلب منهم عن طريق التحاور والشرح والإيضاح بمحبة وهدوء واحترام قوانين عادية يقومون بتطبيقها بكل سرور ورضا وقناعة وهدوء، والعكس صحيح.

إذاً من المهم أن نعرف سواءً كنا أولياء أمور أو معلمين وإداريين في المدرسة أن أفضل الطرق للتعامل مع المراهق ومحاولة توجيه سلوكه تكون باستخدام أنسب وأفضل الطرق والأساليب وأكثرها تشجيعاً وتقديراً لذاته، وبدلاً من أن نكسره ونقلل من ثقته بنفسه ونشعره بأنه طفل ويحتاج إلى القيادة الكلية علينا أن نشعره بأهميته واستقلاليته، وأننا نوليه كل ثقتنا ومحبتنا وتقديرنا مما يجعله مقبلا على التعلم والدراسة بدافع قوي وسعادة وثقة بالنفس، وبتوجه إيجابي نحو المدرسة ومن فيها.

back to top