«أحمد بن طولون» تحفة معمارية شوهتها السوشيال ميديا

نشر في 03-09-2019
آخر تحديث 03-09-2019 | 00:00
مسجد أحمد بن طولون
مسجد أحمد بن طولون
بين شد وجذب، تخوض وزارة الآثار المصرية صراعا لمواجهة أقاويل وصور مغلوطة، انتشرت على مواقع التواصل، تمس مباني أثرية، وتماثيل نحتية امتدت إلى مسجد أحمد بن طولون في قلب القاهرة.
نشر بعض رواد الـ«فيسبوك» عدداً من الصور لبعض المخازن وهي ممتلئة بالمياه، وقالوا إنها خاصة بجامع أحمد بن طولون الأثري بمنطقة السيدة زينب، وسارعت وزارة الآثار بإصدار بيان رسمي نفت فيه تلك الصور، وأكدت أنها تخص إحدى المدارس بالمنطقة.

وتأتي واقعة مسجد أحمد بن طولون، بعد الضجة التي أثارها رواد مواقع التواصل حول الألوان المستخدمة في ترميم قصر البارون امبان، وأكدت الوزارة أنها أصلية، بعد تداول صور لتمثال مشوه للفنانة ليلى مراد، وثبت أنه ليس التمثال الأصلي.

خندق مدرسة

من جهته، أكد عاطف الدباح مدير المكتب الفني للأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن هذه الصور تخص خندق مدرسة بمنطقة السيدة زينب، وهي صور قديمة تم التقاطها للخندق منذ عامين أثناء فترة انسداد بالوعات صرف المياه، والتي تم التعامل معها وصيانتها من الحي ومحافظة القاهرة، وقيام منطقة جنوب آثار القاهرة بأعمال تنظيف الخندق على أكمل وجه.

وأشار الدباح إلى أن الخندق نظيف تماما من أي مخلفات أو ارتفاع لمنسوب المياه، حيث تقوم منطقة آثار جنوب القاهرة بالمتابعة المستمرة له، والتأكد دائما من نظافته وتصفية المياه منه أولا بأول.

وتزامنت الضجة حول المسجد مع قيام مبادرة «طوف وشوف» للوعي الأثري وجمعية مصر الإرادة بتنظيم زيارة لمجموعة من الأطفال للمسجد وعدة أماكن أثرية، بالتعاون مع إدارة التوعية الأثرية والتواصل المجتمعي بالإدارة العامة للقاهرة التاريخية.

بدورها، قالت داليا الجوهري المديرة العامة للتوعية الأثرية والتواصل المجتمعي، إن الزيارة شملت جامع أحمد بن طولون، وسبيل أم عباس، ولم نجد المسجد بالصور المنتشرة على مواقع التواصل، بل تعرف الأطفال خلالها على تاريخ تلك الأماكن، التي تقف شاهدة على عظمة العمارة الإسلامية.

تحفة معمارية

يعد مسجد ابن طولون أحد المساجد الأثرية الشهيرة بالقاهرة، وأمر ببنائه أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية سنة 263هـ- 877م، ورغم أن مسجد عمرو بن العاص لايزال موجودا فإن المسجد الطولوني يعد أقدم مساجد مصر القائمة حتى الآن، لاحتفاظه بحالته الأصلية مقارنة بمسجد عمرو بن العاص الذي توالت عليه الإصلاحات المغيرة لمعالمه.

صخرة صغيرة

وبُني المسجد فوق صخرة صغيرة موجودة بجبل يشكر بمنطقة قلعة الكبش وسط حي السيدة زينب، ويعد أكبر مساجد مصر التاريخية، وتم تشييده ليصبح ثالث مسجد وجامع بني في عاصمة مصر الإسلامية بعد جامع عمرو بن العاص في الفسطاط، وجامع العسكر في مدينة العسكر، ليعبر عن رمز استقلال الدولة العباسية، حيث كان معهودا آنذاك أن المسجد الجامع هو مركز العواصم الإسلامية، ولهذا أمر ابن طولون بتشييد المسجد الضخم «263 هـ ــ 877م»، وانتهى في «265 هـ ـ 879م»، ووصلت تكلفته 120 ألف دينار.

واستعان أحمد بن طولون بالمهندس سعيد بن كاتب الفرغاني، وهو مهندس قبطي ماهر في العمارة، تولى عمارة مقياس النيل في جزيرة الروضة سنة 864م، بعد أن أمر بعمارته الخليفة العباسي المتوكل، وفي عصر أحمد بن طولون عهد إليه ببناء أهم منشآته، فبنى له أولاً قناطر بن طولون وبئرا عند بركة حبش لتوصيل الماء إلى مدينة القطائع.

التحف المعمارية

أما المسجد فهو أحد التحف المعمارية المتميزة وتبلغ مساحته 6 أفدنة ونصف، وطوله 138 متراً، وعرضه 118 متراً تقريباً، وهو من المساجد المعلقة، أي يصعد إلى أبوابه بدرجات دائرية الشكل، ويتوسط المسجد صحن مربع، أما شبابيكه فتحيط به من جهاته الأربع وعددها 128، وفي وسط الصحن قبة كبيرة ترتكز على 4 عقود، وعدد مداخل المسجد 19 مدخلاً، إلا أن المدخل الرئيسى حاليا هو المدخل المجاور لمتحف جاير أندرسون، كما تتمتع مئذنة الجامع بالطراز المعماري الفريد، والتي لا يوجد مثلها في مآذن القاهرة، ويبلغ ارتفاعها عن سطح الأرض 40م.

المسجد بني فوق صخرة صغيرة في جبل يشكر بمنطقة قلعة الكبش
back to top