كر وفر في عدن... والجنوب يعِد بالثأر

وفد حوثي يلتقي مبعوث بوتين في مسقط ويستعجل التسوية

نشر في 30-08-2019
آخر تحديث 30-08-2019 | 00:11
مقاتلو الجنوب في عدن أمس (أ ف ب)
مقاتلو الجنوب في عدن أمس (أ ف ب)
لم تكد تمر ساعات على إعلان حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي استعادة السيطرة الكاملة على العاصمة المؤقتة عدن، حتى خسرتها صباح أمس في عمليات كر وفر استقدمت لها قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالية تعزيزات كبيرة من عدة مناطق، وتعهدت بالانتقام والثأر من خصومها.

وبعد اشتباكات دامية وضربات جوية خلفت عشرات، بينهم مدير أمن ميناء عدن العقيد وليد الجلد، تمكنت قوات «الجنوبي» من السيطرة على معسكر بدر وأحياء المعلا وخور مكسر ودار سعد والبريقة، مؤكدة استعادة مدينة زُنْجُبار عاصمة محافظة أبين ومدينة جعار ومعسكر 7 أكتوبر بعد معارك مع قوات حزب «الإصلاح»، التي تتهمها بالتبعية لجماعة «الإخوان».

وأفادت مصادر عسكرية بأن «الجنوبي» استقدم ما يقارب 5 آلاف مقاتل من محافظات لحج والضالع والحديدة لتعزيز سيطرته على عدن.

ونشر المجلس قوات على الطريق الرابط بين مدينة الحوطة في لحج وعدن وعند المداخل الشمالية والغربية لعدن، كما أرسل قوات عسكرية إلى المدخل الشرقي لعدن لاستعادة السيطرة على نقطة العلم.

وأعلنت القوات الداعية لانفصال جنوب اليمن عن شماله اعتقال المئات من المسلحين الذين شنوا هجمات في الأيام الماضية ضد قوات «الحزام الأمني».

وبينما أعلن مسؤول حكومي أن 30 جندياً قتلوا في ضربات جوية على أطراف عدن الشرقية، أمس، أفادت مصادر طبية بإصابة 51 خلال القتال الكثيف الذي جرى أمس الأول، فضلاً عن مقتل 10 لدى وصولهم لمستشفى «أطباء بلا حدود».

وأشارت شهادات سكان عدن إلى قيام «المجلس الجنوبي» بشن حملة اعتقالات في مختلف أحياء عدن ضد أنصار الحكومة الشرعية التي أعلنت أمس الأول سيطرتها على مناطق عدة في عدن وزنجبار وشقرة بعد معارك مع الانفصاليين.

وفي وقت لم تظهر أي دلائل تشير إلى انحسار القتال بين الطرفين الشريكين في «التحالف» الذي تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين بشمال البلاد، قال الناطق باسم جماعة «أنصار الله»، محمد عبدالسلام، إن الحرب «دخلت أطواراً أكثر تعقيداً على اليمن والمنطقة».

وأكد عبدالسلام، خلال لقاء مع مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ميخائيل بوجدانوف في العاصمة العمانية مسقط أمس، أن استمرار الحرب يزيد الأوضاع سوءاً، مشدداً على ضرورة التسريع في التسوية السياسية الشاملة.

ورغم مرور أكثر من سبعة أشهر على اتفاق السلام الذي وقّعته حكومة هادي و«أنصار الله» في استوكهولم، لم يتم تنفيذ بنود الاتفاق فعلياً على الأرض حتى اليوم.

ويأتي لقاء مسقط في وقت ذكرت تقارير أن الولايات المتحدة تستطلع إمكانية الدخول في مفاوضات مباشرة مع المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، في محاولة لإنهاء الحرب الدائرة منذ سنوات.

في هذه الأثناء، رحّب مجلس الأمن الدولي بالجهود السعودية للحوار في جدة، وحل الأزمة بين طرفي النزاع في جنوب اليمن، معرباً عن قلقه من التصعيد الدائر في عدن وشبوة ومحاولة السيطرة على مؤسسات الحكومة بقوة السلاح، في وقت دان بأشد العبارات هجمات الحوثيين على المملكة.

back to top