صورة لها تاريخ : «الزنطة» فريج في جبلة أسّسه آل بسام وسكن فيه الخمسان والسعيد وغيرهم

نشر في 30-08-2019
آخر تحديث 30-08-2019 | 00:08
No Image Caption
ورد في عدد من المصادر التاريخية الكويتية اسم "فريج الزنطة"، وهو فريج (أي حيّ صغير) يقع في الحي القبلي (جبلة) بمدينة الكويت القديمة.

لم ينتشر اسم هذا الفريج كثيراً بين الناس، وقد يكون السبب في ذلك أن الاسم تغيّر مع مرور الزمن. وقد ذكر الكاتب حمد السعيدان في كتابه الجميل "الموسوعة الكويتية المختصرة" أن "الزنطة بئر ماء حفرها ناصر ومحمد البسام، كانت عذبة ثم تغيّرت وأصبحت مالحة، يزنط (أي يخنق) من يشربها لملاحتها، وموقعها بالقرب من مسجد ابن شرف".

ورغم أنه لا يوجد تفسير آخر للتسمية غير ما ورد في كتاب السعيدان، فإن بعض كبار السن أكدوا لي أن الاسم قديم، وأن التسمية تعود إلى تغيّر عذوبة الماء. ومن المعروف أن أسرة البسام الكريمة التي نتحدث عنها قدمت إلى الكويت من بلدة "العطار" في إقليم سدير بنجد قبل حوالي 200 عام، وأنهم استقروا في جبلة وحفروا بئر ماء عذبة حول مسكنهم، وعندما تغيّر طعم الماء سمّي بـ "الزنطة".

أما موقع البئر أو الفريج اليوم فإنه، كما يقول السعيدان، يقع بالقرب من مسجد بن شرف، إلا أن بعض الروايات تقول إنه يقع شرقاً من مسجد "بن حِمد"، المعروف أيضا باسم مسجد "المهارة".

وقد تحدث لي العم علي بن محمد السعيد، رحمه الله، أنه من مواليد فريج الزنطة، لكنه انتقل إلى الجهراء واستقر فيها فترة طويلة، ثم سكن الخالدية، وتوفي فيها قبل سنوات عدة.

ومن المفيد أن نشير هنا إلى أن أسرة الخمسان الكريمة سكنت أيضاً في هذا الفريج منذ أكثر من مئة عام، وقد أهداني الشاعر المعروف الأستاذ نصار الخمسان وثيقة عدسانية تشير إلى اسم الفريج، وإلى استقرار أسرة الخمسان فيه، حيث ورد في الوثيقة أن الخمسان لهم ثلاثة بيوت بفريج الزنطة في عام 1326هـ / 1908م، وهذه البيوت كانت ملكاً لشاهين وطلاع (بيت واحد) وجولان (بيت) ودالي (بيت) أبناء بندر الخمسان الفضلي. وإليكم نص الوثيقة:

"الحمد لله سبحانه

جرا كما ذكر لدي وانا العبد الفاني محمد ابن عبدالله العدساني

السبب الداعي الى تحرير هذه الاحرف الشرعية هو انه قد باع شاهين واخوه طلاع ابناء بندر من حاملت (حاملة) هذا الكتاب مريم بنت حمد ابن درع وهي ايضا قد اشترت منهما ما هو ملكهما وهو البيت الكائن في الزنطة الذي يحده قبلتا بيت اخوهم جولان ابن بندر وشمالا بيت دالي وشرقا الطريق النافذ وجنوبا سكة السد بثمن قدره وعدده خمسة وستين ريال وسلمت الثمن بتمامه وكماله المشترية مريم المذكورة بيد البايعين المزبورين بيعا صحيحا شرعيا وصار البيت المبيع المذكور مالا وملكا للمشترية مريم المذكورة تتصرف فيه بما شاءة (شاءت) وشهد على البيع وتسليم الثمن اخوهم جولان ابن بندر حتى لا يخفى جرا وحرر في 25 ذي القعدة سنة 1326".

back to top