الرئة الثانية للأرض.. تحترق دون اهتمام

غابات حوض الكونغو تمتص أطناناً من ثاني أكسيد الكربون وملاذاً لأنواع مهددة بالانقراض

نشر في 27-08-2019 | 16:20
آخر تحديث 27-08-2019 | 16:20
No Image Caption
في أوج حرائق الأمازون التي فجّرت أزمة عالمية انعكست حماوة في خطابات القوى الكبرى التي اجتمعت في فرنسا خلال الأيام الماضية، تستعر في وسط القارة الإفريقية حرائق أكثر ضراوة وبوتيرة أسرع من دون أن تثير أي اهتمام عالمي.

فخلال قمة مجموعة السبع هذا الأسبوع، غرّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على «تويتر» عن الحرائق المشتعلة في وسط إفريقيا وقال إن الدول تناقش مبادرة مماثلة للمبادرة المقترحة لمكافحة حرائق البرازيل.

وتعهدّت دول مجموعة السبع تقديم مبلغ 20 مليون دولار لمنطقة الأمازون وبشكل أساسي مقابل طائرات لإطفاء الحرائق.

قد يكون اهتمام ماكرون منطقياً إلا أن الخبراء يقولون إن حرائق الغابات المطيرة في وسط إفريقيا غالباً ما تكون موسمية ومرتبطة بأساليب الزراعة التقليدية.

ولا شك في أن تلك المنطقة أساسية للمناخ... فعادة ما تسمى غابة حوض الكونغو «الرئة الخضراء الثانية» للكوكب بعد الأمازون.

تغطي الغابات مساحة 3,3 ملايين كيلومتر مربع وهي ممتدة على بلدان عدة بما في ذلك حوالي الثلث في جمهورية الكونغو الديموقراطية والبقية في الغابون والكونغو والكاميرون وإفريقيا الوسطى.

وتماماً مثل الأمازون، تمتص غابات حوض الكونغو أطناناً من ثاني أكسيد الكربون في الأشجار والمستنقعات التي يعتبرها الخبراء وسيلة أساسية لمكافحة تغير المناخ، كما أنها تعتبر ملاذاً لأنواع مهددة بالانقراض.

لكن معظم الحرائق التي تظهر على خرائط «ناسا» هي خارج مناطق الغابات المطيرة الحساسة كما يقول المحللون، كما أن مقارنتها بحرائق الأمازون أمر معقد أيضاً.

وقال فيليب فيربيلن وهو ناشط بيئي في منظمة «غرينبيس» يعمل في حوض الكونغو «السؤال الآن هو إلى أي مدى يمكننا المقارنة».

وقال غيوم ليسكوير وهو خبير من وسط إفريقيا في المركز الفرنسي للبحوث والتنمية الزراعية «سيراد» إن الحرائق التي شوهدت في صور «ناسا» كانت تشتعل بغالبيتها خارج الغابات المطيرة.

وحضّت حكومة أنغولا على توخي الحذر، قائلة إن إجراء مقارنات بحرائق الأمازون قد يؤدي إلى «تضليل كبير».

وقالت وزارة البيئة الأنغولية إن هذه الحرائق عادية في نهاية موسم الجفاف.

وأوضحت «هي عادة ما تحصل في هذا الوقت من السنة وفي أجزاء مختلفة من البلاد، إذ يشعل المزارعون الأراضي بهدف إعدادها قبل حلول موسم الأمطار».

ورغم أنها أقل شهرة من الأمازون، فإن غابات حوض الكونغو ما زالت تواجه أخطاراً.

وقال توسي مبانو مبانو وهو سفير ومفاوض في مسألة المناخ في جمهورية الكونغو الديموقراطية «الغابة تحترق في إفريقيا لكن ليس الأسباب نفسها».

وأضاف «في الأمازون، تحترق الغابة بشكل رئيسي بسبب الجفاف وتغير المناخ لكن في وسط إفريقيا، يرجع ذلك أساساً إلى التقنيات الزراعية التقليدية».

فالعديد من المزارعين يلجأون إلى تقنية القطع والحرق لإزالة الغابات. في جمهورية الكونغو الديموقراطية، تصل الكهرباء إلى 9% فقط من السكان لذلك يستخدم الكثير منهم الحطب للطهو والحصول على الطاقة.

وحذر رئيس البلاد فيليكس تشيسيكيدي من أن الغابات المطيرة مهددة إذا لم تحسن البلاد قدرتها على إنتاج الطاقة الكهرومائية.

وتشهد الغابون وأجزاء من جمهورية الكونغو الديموقراطية ظاهرة إزالة الغابات فضلاً عن تعرضها للأضرار الناجمة عن مشاريع التعدين والنفط.

لذلك، أصبحت بعض الدول تنفذ حالياً سياسات بيئية أكثر صرامة.

وقال فيربيلن «علينا حماية الغابات التي لا تزال سليمة ووقف إزالة الأشجار.. فهي تبقى أساسية في مواجهة مشكلة تغير المناخ».

back to top