الإمبراطور فيليب العربي أسَّس شهبا الأثرية قبل 1800 عام

تحتوي على مدرجات قديمة ومدافن ولوحات فسيفساء

نشر في 29-07-2019
آخر تحديث 29-07-2019 | 00:05
تمتلك مدينة شهبا الأثرية السورية الواقعة في محافظ السويداء كنوزاً عظيمة جعلت منها قبلة لعلماء الآثار واللقى التاريخية التي أكدت دورها في زمن الإمبراطورية الرومانية، إذ كان حاكمها الإمبراطور فيليب العربي.
وفي شهبا أيضاً، متحف مليء بلوحات الفسيفساء النادرة ورأس تمثال الإمبراطور فيليب العربي مؤسس المدينة، وقد أطلق المؤرخون عليها اسم «روما الصغرى» أو «فيليبوبوليس»، وهي ما زالت محافظة على شكلها العام الذي بنيت عليه قبل 1800 عام.
تعتبر مدينة شهبا السورية معلماً رومانياً تاريخياً مهماً في الخريطة العالمية لما تمتلكه من كنوز ولقى أثرية ولوحات فسيسفاء، إذ بناها وأسسها الإمبراطور فيليب العربي.

وجاء الشكل الهندسي للمدينة بأسوار عالية وأبواب عريضة صنعت من حجر البازلت الذي تشتهر به شهبا السورية، ويبلغ عرض الباب الرئيسي الأوسط 4.5 أمتار بارتفاع 8.75 أمتار، ويبلغ عرض فتحة الأبواب الجانبية ثلاثة أمتار بارتفاع حوالي ستة أمتار وتظهر على الأبواب آثار عملية الترميم، إذ تمت إعادة ترميم البوابات باستخدام المواد التي كانت مستخدمة سابقاً، إضافة إلى ترميم السورين الشرقي والغربي لإعادتهما إلى الشكل الروماني القديم.

وعند الدخول إلى ساحة المدينة العامة تسير على شارع معبّد بحجارة بازلتية، وعلى بعد خمسين متراً ترتفع ثلاثة أعمدة مع تيجانها الكورنثية الجميلة وهي الجزء الظاهر من المعبد القديم.

المعبد الإمبراطوري

وإلى الشمال الغربي من الشارع المعبّد يقع المعبد الإمبراطوري الذي يشكل مجموعة معمارية منتظمة تقع حول ساحة كبيرة وأطلق عليه اسم «كاليبه»، وكشفت الحفريات عن واجهته بطول ثلاثين متراً المطلة على الساحة الغربية، وفيه ثلاث غرف تشكل الوسطى محراباً تعلوه قبة مبنية بالحجر الكلسي الهش تتقدمها منصة كبيرة تشبه منصة المسرح يبلغ ارتفاعها متراً وربع المتر وواجهتها الغربية مزخرفة بمحاريب نصف دائرية ومستطيلة.

مبنى الفيليبيون

وفي الجهة الجنوبية الشرقية من الساحة الكبيرة يقع مبنى «الفيليبيون»، وهو المدفن الذي أقيم لأسرة الإمبراطور فيليب، وأنشئ على شكل مربع يضم توابيت حجرية إذ تشير المصادر التاريخية إلى أن الإمبراطور فيليب لم يدفن في هذا المدفن ويقع قصر الحاكم في واجهة الساحة من الغرب، لكن لا يشاهد منه إلا بعض الجدران والأقواس.

المسرح الأثري

يقع هذا المسرح في الجزء الجنوبي الغربي من المدينة ويعد مثالاً للتقنية المعمارية الرومانية، إذ يتجه نحو الغرب ويرتكز على منحدر طبيعي يبلغ قطره 42.5 متراً ويرتفع على طابقين ولا تزال تسع درجات قائمة في الطابق السفلي، بينما ما زالت منصة التماثيل محافظة على شكلها الأصلي ويشهد المسرح مهرجانات ثقافية وفنية.

الأفنية الفخارية

في الجهة الشرقية من المدينة تقع الحمامات العامة التي لا يزال قسم منها قائماً وهي من أكبر الحمامات المعروفة في القرن الثالث الميلادي، وما زالت آثار الأفنية الفخارية ظاهرة وكانت تضم الصالات الكبيرة الثلاث الباردة والفاترة والحارة، عدداً من صالات الألعاب والتسلية ومكتبة وصالات للتمارين الرياضية».

قناة المياه

وفي مكان لا يبعد كثيراً عن كتلة الحمامات الأثرية ترتفع قاعدة قناة المياه إلى 13 متراً، وهذه القاعدة واحدة من القواعد التي كانت قائمة لقناة المياه التي كانت تغذي الحمامات والمدينة وتمتد حوالي كيلومتر واحد، إلى أسوار المدينة عبر أنابيب فخارية من أحد الجبال.

لوحات الفسيفساء

في شهبا ومتحفها شيء نادر، وهو أن ما يميز لوحات شهبا أنها ما زالت موجودة في المكان الذي أقيمت فيه، وهي عبارة عن أرضيات لدار أو فيلا مؤلفة من 28 غرفة، يبدو أنها كانت ملكاً لأحد وجهاء المدينة وبقيت أربع لوحات منها في مكانها الأصلي وهي: لوحة تيثيس ولوحة أعراس ديونيزوس وأربان والفصول الأربعة ولوحة الشاعر والموسيقار أورفيوس إضافة إلى لوحة أفروديت وآريس في حين نقلت لوحتان هما لوحة النعم الثلاث والفصول الأربعة ولوحة باخوس من مبنى مجاور، كما يوجد بالمتحف أيضاً، رأس تمثال الإمبراطور فيليب العربي المنحوت من الرخام الأبيض والذي عثر عليه في آخر عام 1970، أثناء التنقيب في حمامات شهبا مع قاعدة له وقاعدة تمثال آخر يمثل زوجة الإمبراطور.

دائرة السويداء

من جهتها، تقول وثائق دائرة السويداء أنه تم العثور في إحدى الخرائب الواقعة إلى الجنوب الشرقي من حمامات شهبا، وبمحاذاة قواعد قناة المياه من الجهة الشمالية، على بعض مكعبات من الفسيفساء الملونة قبل أكثر من أربعين عاماً. وكانت تلك الخربة عبارة عن بستان مزروع بأشجار الرمان والتين.

واقترحت المديرية العامة للآثار والمتاحف القيام بعملية سبر في الموقع فتم العثور على أساسات جدران يتراوح ارتفاعها بين المترين والسبعين سنتيمتراً مبنية بالحـجر البازلتي، كما عثر على أربع لوحات فسيفساء ملونة في أحد القصور تعود إلى عهد الإمبراطور فيليب العربي.

back to top