«S&P 500» يسجل أفضل أداء نصف سنوي منذ 20 عاماً
«رساميل»: التقلّبات كانت المحرك الرئيسي للأسواق العام الحالي
نجح مؤشر «S&P 500» في تخطي المشاكل التي تسبب بها تصاعد حدة الصراع التجاري الأميركي الصيني منهياً تداولات النصف الأول من العام الحالي على ارتفاع بنسبة 17 في المئة.
قال التقرير الأسبوعي للأسواق المالية العالمية الصادر من شركة «رساميل» للاستثمار، إن مؤشرات الأسهم الأميركية نجحت في تحقيق عودة ممتازة في النصف الأول من عام 2019 بعد الأداء المخيّب للآمال الذي سجلته في الربع الأخير من عام 2018 على خلفية تصاعد حدة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة من جهة والصين من جهة أخرى والموقف المتشدد من جانب مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي على صعيد السياسات النقدية وهي العوامل التي أثرت بشكل سلبي على المستثمرين. وبالعودة إلى العام الحالي، ووفق التقرير، حققت مؤشرات الأسهم مكاسب أفضل في الربع الأول من العام الحالي بالمقارنة مع الربع الثاني من العام في حين قرر الاحتياطي الفدرالي الأميركي فجأة اتخاذ موقف أكثر ليونة على صعيد سياساته المالية إذ اتفق أعضاء المجلس على اتخاذ خطوات تدريجية بشأن رفع أسعار الفائدة مستقبلاً اعتماداً على الأداء الذي يحققه الاقتصاد الأميركي.في التفاصيل، نجح مؤشر «S&P 500» في تخطي المشاكل التي تسبب بها تصاعد حدة الصراع التجاري الأميركي الصيني منهياً تداولات النصف الأول من العام الحالي على ارتفاع بنسبة 17 في المئة، مما أدى إلى إطالة أمد السوق الصاعد التي يعرفها سوق الأسهم الأميركي لأكثر من عقد من الزمان. أما الضغوط المتصاعدة للتباطؤ الاقتصادي فقد دفعت من جهتها بالعائد على السندات إلى التراجع على المستوى العالمي في حين استقر العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات عند مستوى 2 في المئة يوم 28 يونيو 2019، مما يعني تراجع العائد بنحو نصف نقطة مئوية مقارنة مع المستويات التي وصل إليها العائد في نهاية شهر مارس الماضي.وبالعودة إلى مؤشرات الأسهم أنهى مؤشر «S&P 500» تداولات يوم الجمعة عند مستوى 2941.76 نقطة، بارتفاع بمقدار 16.84 نقطة أو 0.6 في المئة في ذلك اليوم وبمكاسب وصلت نسبتها إلى 3.8 في المئة في الربع الثاني من العام، مسجلاً أفضل أداء نصف سنوي منذ ٢٠ عاماً.
أما مؤشر «Dow Jones» الصناعي فقد ارتفع بمقدار 73.38 نقطة أو 0.3 في المئة ليصل إلى مستوى 26599.96 نقطة. وبلغت مكاسب المؤشر منذ بداية العام حتى الآن 14 في المئة. كما ارتفع مؤشر Nasdaq للتكنولوجيا بنسبة 3.94 في المئة بالربع الثاني من العام، وهو الذي وصلت مكاسبه نصف السنوية للعام الحالي إلى 22 في المئة، ولا بد من الإشارة إلى أن المؤشرات الثلاثة كافة أصبحت على بُعد مسافة قريبة من أعلى مستوياتها القياسية على الإطلاق.وعلى على صعيد الأداء خلال الربع الثاني من عام 2019 فإن البيانات تؤكد ارتفاع أكثر من 60 في المئة من شركات مؤشري «Dow Jones» الصناعي و«S&P 500»، في ظل تحقيق شركات التكنولوجيا بعض أكبر المكاسب. إلا أن المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي أثرت سلباً على المستثمرين كما يتضح ذلك من ارتفاع أسعار السندات بالإضافة إلى تراجع أسعار النفط والنحاس، وعادة ما تنخفض أسعار هذه السلع عندما تتباطأ احتمالات النمو العالمي. وارتفع مؤشر Russell 2000 للشركات الرأسمالية الصغيرة في الربع الثاني من العام بنسبة 1.7 في المئة. وانتظر المستثمرون بفارغ الصبر، خلال عطلة نهاية الأسبوع، الاجتماع المرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جينبينغ الذي كان مقرراً عقده على هامش اجتماع قمة مجموعة العشرين في مدينة أوساكا اليابانية. وأسفر الاجتماع عن اتفاق الرئيسين الأميركي والصيني على تخفيف حدة الحرب التجارية بين البلدين ما من شأنه إزالة بعض القيود المفروضة على شراء شركة هواوي للتكنولوجيا الصينية معدات عالية التقنية من الولايات المتحدة. وفي حين يعمل البلدان على التفاوض للتوصل إلى اتفاق تجاري، فإن الولايات المتحدة ستؤجل فرض رسوم وتعريفات جمركية إضافية على البضائع الصينية إلى أجل غير مسمى. وكان الرئيس ترامب قال في وقت سابق إنه سيعمل على رفع الرسوم والتعريفات الجمركية المفروضة على البضائع الصينية بشكل كبير في حال كانت نتائج الاجتماع في أوساكا سلبية.وكان من المثير للاهتمام ملاحظة أن التقلّبات كانت هي المحرك الرئيسي للأسواق في عام 2019 بسبب مجموعة من العوامل أهمها المحادثات التجارية إلى جانب سياسات مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركية المالية والنقدية. مما لا شك فيه أن توصل واشنطن وبكين إلى هدنة على صعيد الحرب التجارية الدائرة بينهما وتراجع حدة السياسات النقدية للفدرالي الأميركي من شأنه الحد من التشاؤم الذي يخيّم على معنويات المستثمرين مستقبلاً في وقت سيبقى التركيز الرئيسي على النمو العالمي.
التباطؤ العالمي
وارتفع مؤشر STOXX Europe 600 بنسبة 0.28 في المئة خلال تداولات الأسبوع الماضي، في حين حقق مؤشر سوق الأسهم الألماني مكاسب بنسبة 1.01 في المئة، بينما ارتفع مؤشر سوق الأسهم الفرنسية بنسبة وصلت إلى حوالي 0.31 في المئة. وسجل مؤشر STOXX Europe 600 مكاسب بنسبة 13.75 في المئة منذ بداية العام حتى الآن، في حين بلغت أرباح مؤشر الأسهم الألماني 16.89 في المئة، أما مؤشر الأسهم الفرنسية فوصلت نسبة مكاسبه إلى 17.07 في المئة. وجاءت المكاسب التي حققتها أسواق الأسهم في حين أظهرت بعض البيانات الاقتصادية التي تم نشرها ارتفاع معدل التضخم الأساسي في منطقة اليورو بنسبة 1.1 في المئة، متجاوزاً التقديرات التي كانت تتوقع نمو التضخم بنسبة 0.8 في المئة.