بسبب تفوق «مايكروسوفت»... «غوغل» و«سيلزفورس» تنفقان 18.3 مليار دولار لتملك شركتي برمجيات

نشر في 14-06-2019
آخر تحديث 14-06-2019 | 00:03
No Image Caption
نفذت مؤسسة ألفابيت المالكة لـ«غوغل» و«سيلزفورس دوت كوم» عمليتي استحواذ ضخمتين في حقل صناعة البيانات الضخمة، مما يشكل إنفاقاً باهظ الثمن لدعم مركزيهما التنافسيين ضد منتجة برمجيات الحاسب التقليدي، لكنها الأكثر حكمة أي مؤسسة «مايكروسوفت».

ويوم الاثنين المنصرم، أعلنت «سيلزفورس» أنها ستشتري «تابلو سوفت وير Tableau Software» وهي شركة برمجيات الأعمال التحليلية في مقابل 15.7 مليار دولار نقداً، مما أدى إلى إحداث قفزة في سعر أسهم تابلو سوفت وير بنسبة 34 في المئة. وجاء هذا الاتفاق بعد أيام قليلة من إعلان ألفابيت «غوغل» أنها سوف تدفع نقداً نحو 2.6 مليار دولار لشراء لوكر، شركة الأعمال التحليلية.

وهدفت هاتان الصفقتان إلى وضع كل من أعمال كلاود غوغل وسيلزفورس في مركز أفضل مع برمجيات أعمال تحليلية أكثر بسبب عملائهم السحابيين، إذ تكون البيانات هي صاحبة الكلمة المسموعة ولأن كلا من الشركتين لم تتمكنا من تحقيق المرتقب منها.

وقال مايك توشين الرئيس التنفيذي لتاليند، إن كلا الاتفاقين يدعم بحق الأهمية الاستراتيجية للبيانات، مما يساعد الشركتين على تكامل البيانات عبر السحاب وفي الموقع.

وأضاف أن كل شركة تتجه للاعتماد على قواعد البيانات الضخمة من أجل تطوير أعمالها بصورة جذرية.

وقد أشار توشين أن كلا من هاتين الصفقتين تعد الأولى من نوعها في الموجة القادمة من الجيل الثاني لشركات البيانات التحليلية. وفي سنة 2007، قامت IBM بشراء كوجنوس، واشترت أراكل هايبريون واشترت SAP بيزنس أبجيكتس.

وأضاف أن « كل هذه المنتجات قد هرمت بشكل ملحوظ وأن المستهلكين سوف يخوضون دورة استراتيجية من التحديث، إذ تستطيع أن ترى الأهمية الاستراتيجية للسحابة، وأنا لا أعتقد أننا انتهينا بعد».

ولكن السبب الأهم في صفقات الموجة الأولى من الجيل الثاني هو تزايد قوة المركز التنافسي لمايكروسوفت.

وقد قال ماريبل لوبيز المدير التحليلي لأبحاث لوبيز، إن «مايكروسوفت قد ضاعفت من وتيرة تحركاتها» وأن «الضغط التنافسي لكل من سيلزفورس وتابلو ناتج عن حقيقة أن مايكروسوفت باتت أفضل مما كانت عليه في الماضي».

ووفقاً لأبحاث جارتنر، فقد تم إدراج مايكروسوفت على رأس القائمة في تقرير حديث عن التحليليات ومنصات الأعمال التجارية الذكية، مع تعليقات التحذيرات، التي تنوه أن الشركة تعرض فقط برمجياتها على خدمة أزور كلاود التابعة لها.

مع تابلو ينعقد الأمل في أن سيلزفورس سوف تكون قادرة على تكامل الأعمال التحليلية عبر عروضها المختلفة، إذ تكون بيانات الصناعات المختلفة متكاملة مع المنتجات. ولدى سيلزفورس الكثير من البيانات في أماكن مختلفة وهي قد تكون ذات صلة، وهو ما أشار إليه لوبيز.

ومع المزيد من البرمجيات التحليلية، يمكن للمستهلكين أن يجذبوا البيانات من سحابات سيلزفورس المتعددة التي يستخدمونها، مثل إدراة علاقة المستهلك والتسويق والمبيعات، وعلى سبيل المثال، تحديد مشاكل بعينها مع المستهلك.

«أنا أؤمن أن كل ذلك سببه منافسة مايكروسوفت» وهو ما قاله سودهيش ناير المدير التنفيذي لثوت سبوت وهي شركة خاصة، والتي كانت قد سجلت على اعتبار أنها واحدة من أكثر الشركات التحليلية المتنامية بسرعة في تقرير جارتنر، وقد قال ناير أيضاً إن «باور BI أوفيس 365 تملك قواعدها الكاملة الخاصة بها، وأنها تقوم بعمل جيد في زيادة المبيعات على أزور».

وقال ناير أنه يعتقد بإمكانية حدوث المزيد من صفقات الاندماج والاستحواذ المشابهة مستقبلاً، لكنه يأمل أن تتحول ثوت سبوت إلى شركة عامة في النهاية. «أنا واحد من داعمي الشركات العامة، ولكن حتى مع قولي هذا ، لا أحد يمكنه أن يتنبأ بالمستقبل».

بوريس إيفيلسون وهو محلل في أبحاث فورستر، وصف سوق الأعمال التجارية الذكية بأنه «ناضج جداً» مع أغلب ملامح وإمكانيات الوصول المتزايدة إلى فكرة السلعية. «مع ملامح السلعية وضغوط الأسعار (في تعاملات المشاريع الكبيرة تتقاضى مايكروسوفت أقل من 4 دولارات للمستخدم عن كل شهر) وهذا أمر صعب بشكل متزايد بالنسبة لبائعي BI المستقلين للحفاظ على الربحية».

وهو ما صرح به في رسالة بالبريد الإلكتروني. « فقط البائعون الكبار مثل مايكروسوفت وغوغل وغيرها يمكنهم أن يتنافسوا في الأسعار، ولذلك فإنها متدنية بسبب كمية المتنافسين، ويصعب معها أن يتمكن أي من هؤلاء منح خصومات بهدف توسيع رقعة مستهلكيه ويبقى مع ذلك محتفظاً بربحيته».

وقد وافق لوبيز على أنه سوف تكون هناك اندماجات أكثر في هذه الصناعة، وذلك لأنه يوجد الكثير من الشركات التحليلية الصغيرة، وهي منفردة مجرد جزر معزولة.

ثيريسي بوليتي *

back to top