المرأة بطلة القصة في دراما رمضان

كاتبات أثبتن قدرتهن على المنافسة في عالم احتكره الرجال سنوات

نشر في 04-06-2019
آخر تحديث 04-06-2019 | 00:00
مشهد من « لا موسيقى في الأحمدي»
مشهد من « لا موسيقى في الأحمدي»
جاءت الكلمة العليا في سباق دراما رمضان هذا العام بحس نسائي لمؤلفات أثبتن حضورهن في الوسط الفني.
شهدت الدراما الرمضانية هذا العام حضوراً طاغياً للمرأة في موسم شديد المنافسة لا يسمح بوجود خاسرين أو أعمال دون المستوى، فكانت المرأة والمؤلفة والكاتبة والسيناريست في أقوى أعمال الدراما لتولد بطلة حتى في أولى أعمالها الدرامية، لتثبت المرأة قدرتها على المنافسة في مجال احتكره الرجال سنوات.

الكاتبة منى الشمري خاضت السباق الرمضاني بأقوى العروض التلفزيونية "لا موسيقى في الأحمدي" الذي أثار عرضه الجدل حول قضايا خلافية عديدة، إضافة إلى "أمنيات بعيدة" الذي يعرض بنفس الوقت، لكنها حققت اختلافاً كبيراً بين العملين على مستوى القصة وأسلوب المعالجة، مما جعلهما شديدي التنوع وكأنهما بقلمين مختلفين.

علياء الكاظمي مؤلفة مسلسل "الديرفة"، بعد نجاح كبير حققته في مسلسلات سابقة، منها "عشاق بعد الطلاق"، و"يا بعده"، و"بين قلبين"، وهبه مشاري حمادة التي قدمت سيفونية فنية من خلال عملها "دفعة القاهرة" الذي حظى بإعجاب الجمهور والنقاد منذ حلقاته الأولى،

ود. نورية الرومي التي تقدم للمرة الأولى عملاً درامياً "غرس الود" لكنه من أفضل العروض الرمضانية، وغيرهن الكثيرات من صاحبات الأقلام الفنية الرائعة.

تقول الشمري: "من الجميل بل من الضروري وجود الكاتبة المرأة فلديها مخزون إنساني مختلف، وهي تثري النصوص والدراما بحضورها اللافت، لكن القدرة على التعبير عن قضايا المرأة والرجل وتصوير المعاناة الإنسانية أو الحالة الدرامية يعودان إلى قوة القلم وما يدعمه من ثقافة ومشاعر وحس فني وإبداع ومعايشة للواقع، مما يفضي إلى نص جديد ومغاير وأسلوب مميز وجذاب بغض النظر عن جنس الكاتب".

وأضافت أن الرجل قد يستطيع تجسيد معاناة إمرأة، والعكس صحيح فتجسد المرأة بقلمها معاناة الرجل وأدق وتفاصيل أزمته الإنسانية والعاطفية، الأمر يعود إلى حجم الموهبة، ولدينا من النصوص الدرامية بأقلام نسائية متميزة لكنها تصف شخوصاً للرجال بمهنية وإبداع، فالعامل هو الموهبة، مؤكدة دعمها دخول المرأة الموهوبة هذا المجال وتعزيزه بحسها الفني الراقي ومشاعرها الرقيقة.

وأشارت إلى أن المرأة لديها إحساس ومشاعر يؤهلانها بقوة للعمل الإبداعي لذا يجب دعمها ثقافياً بأن تؤهل نفسها وتصقل موهبتها لتحتل المكانة التي تستحقها المرأة الموهوبة والفنانة.

«إذا كتبت المرأة اكتسحت»

وترى الكاتبة علياء الكاظمي أن المرأة بوصفها مخلوقاً حساساً وعاطفياً فإن كتاباتها بالتأكيد سيكون لها طابع خاص، وروح جديدة تثري الساحة الفنية، مضيفة أن المرأة إذا دخلت هذا المعترك فلابد أن تكتسح، لأن الرهان في العمل الإبداعي عادة على الخيال والحس المرهف وهو أكثر ما يميز المرأة بوصف طبيعتها.

وأوضحت أن القيود الاجتماعية على المرأة هي السبب في تأخير دخولها مجال الكتابة، والعديد من الأسر تتدخل في حياة الأبناء وتعوق تطورها ومسيرتها، بل أحياناً تحطم الطموح وتسبب أزمات مأساوية، ولعلها كانت الرسالة التي قدمتها من خلال روايتي "بلا هوية" التي تم ترجمتها إلى المسلسل الدرامي "الديرفة"، إذ يسعى العمل من خلال الشخوص والأحداث إلى إثبات كيف أن سيطرة الآباء على أبنائهم أو عدم إعطائهم الحرية في اختيار مستقبلهم ربما يحطمهم ويقتل موهبتهم.

وأعربت الكاظمي عن تقديرها للكاتبة أنفال الدويسان مؤلفة "محطة انتظار" و"ذكريات لا تموت" و"أحلام وردية"، وغيرها من الأعمال التلفزيونية الناجحة، التي تجسد من خلالها أدق تفاصيل الشخوص ومشاعرهم وخلجاتهم فهي كاتبة مبدعة، والمجال اتسع للعديد من الأقلام النسائية في السنوات الأخيرة.

back to top