كلام في الصميم: القيادات التي لا تحمد عقباها

نشر في 31-05-2019
آخر تحديث 31-05-2019 | 00:03
 محمد الفودري في حقبة الحرب الباردة بين أميركا والاتحاد السوفياتي كانت هناك شكوك من المخابرات الروسية (KGB) حول أحد القادات الروسية بأنه عميل للمخابرات الأميركية، ولكن لم تجد أي دليل يثبت شكوكها حول هذا القيادي، وظل زمنا طويلا في منصبه إلى أن انهار الاتحاد السوفياتي أمام أميركا، ثم اعترف القيادي لاحقاً بأنه عميل للمخابرات الأميركية، ومهمته أنه يوظف القيادات الضعيفة والسيئة في المناصب الحساسة في الدولة، ويحجبها عن الأكفاء المبدعين، الأمر الذي أدى بدوره إلى انهيار الاتحاد السوفياتي.

وهنا في الكويت ومنذ أكثر من 15 عاما برزت قيادات الباراشوت من خلال بوابة الواسطة والمحسوبية، وقد كان لها انعكاس سلبي على التعليم في الكويت، من الروضة حتى الجامعة، وكان التأثير المباشر على التعليم ومخرجاته.

إن دخول المحسوبية كمعيار في تعيين المناصب القيادية المهمة سواء في النواحي العلمية أو النواحي الإدارية من المؤكد أن يقدم للمجتمع الكثير من الأمور السلبية التي لا تحمد عقباها، وقد يكون علاجها مستحيلا بالنسبة إلى الحكومة على المدى البعيد.

ومن الأمثلة التي نعيشها في الوقت الحاضر تلك التعيينات المتخبطة في دائرة التعليم، ومنها على سبيل المثال عضو هيئة تدريس يحمل شهادة دكتوراه في تخصص البدنية، ويدرس بكلية طبية ويتقلد منصباً كبيراً وقوياً في إحدى المؤسسات التعليمية، ومن الإدارات التي يرأسها نظم المعلومات، وإدارة المكتبات.

فهذا مثال وغيره الكثير من الأمثلة يمثل التخبطات الإدارية وسوء الاختيار في التعيينات العشوائية، إذ يجب على القيادات المسؤولة عن هذه التعيينات الحرص على الاختيار المثالي والمدروس لأنها أمانة يجب عليهم الالتزام بها، والجميع محاسبون أمام الله.

فالطبيب الجراح قد يفشل في عملية واحدة ويؤذي شخصاً واحداً، لكن القيادي غير المناسب قد يصدر قرارات ظالمة ومجحفة بحق المواطنين دون أن يعلم، وهذا القيادي غير الكفء قد يكون سببا في خلق آلاف المشاكل للحكومة أو للمواطنين، والحكومة تعلم أنه وصل إلى هذا المنصب إما عن طريق المجاملة أو المحسوبية أو من خلال بوابة "هذا ولدنا" المشهورة.

وحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.

back to top