«حريق نوتردام»: العالم يتضامن... وضربة جديدة للسياحة الفرنسية

إعادة إعمار الكاتدرائية الباريسية سيستغرق سنوات... وحملة تبرعات تُفتتح بـ 600 مليون يورو

نشر في 17-04-2019
آخر تحديث 17-04-2019 | 00:07
بعد الكارثة الاقتصادية التي خلفتها تظاهرات السترات الصفراء في باريس، جاء حريق كاتدرائية نوتردام التاريخية ليشكل ضربة جديدة لقطاع السياحة الفرنسي، بينما التفت دول العالم حول باريس، معتبرة أن الكاتدرائية الباريسية هي رمز حضاري وإنساني.
لم يستيقظ الفرنسيون بعدُ من هول الصدمة التي أصابت كاتدرائية «نوتردام دو باري»، إحدى أبرز رموزهم الوطنية والدينية والحضارية، وكذلك أحد المرافق السياحية الأشهر في العاصمة الفرنسية.

وبعد نحو 15 ساعة على اندلاع حريق جهنمي في الكاتدرائية التاريخية، التي تخضع لعمليات ترميم دقيقة، أعلن جهاز الإطفاء، صباح أمس، إخماد الحريق بالكامل، دون الكشف تماماً عن نسبة الخسائر، في وقت لم تتضح بعد قدرة البناء الحجري القديم على الصمود من جراء تعرضه لدرجات الحرارة العالية.

الأضرار

وبينما قال المدعي العام في باريس ريمي إيتس: «نميل لنظرية أنه كان حادثا»، كاشفاً أن 50 شخصا يعكفون على تحقيق من المتوقع أن يكون طويلا ومعقداً، أعلن الناطق باسم جهاز الإطفاء الكولونيل غابريال بلوس، خلال مؤتمر صحافي، أمس، أن «فريقاً كبيراً ضم 400 رجل إطفاء تمكن من إخماد الحريق بشكل كامل، ونحن الآن في مرحلة تقييم الوضع».

وقال بلوس إن «السطح انهار بالكامل، والإطار الخشبي دُمر، انهار جزء من القبة، والبرج لم يعد موجودا، لقد تم إنقاذ غرفتي الأجراس».

وأضاف: «أنقذت جميع الأعمال الفنية التي كانت في قسم الذخائر، بما في ذلك تاج الشوك ورداء القديس لويس».

وأكد أن رجال الإطفاء ركزوا، خلال الصباح، على برجي الأجراس العملاقين في الكاتدرائية، وتحققوا من عدم تعرضهما للدمار، كاشفاً أن نحو 100 إطفائي سيبقون في الموقع.

وبحسب بلوس تنحصر المهمة الآن في مراقبة هيكل البناء للتأكد ما إذا تحرك من مكانه وإخماد أي بؤر متبقية محتملة.

وسط دهشة الزائرين، في الصباح الباكر، كانت الكارثة غير مرئية بوضوح من الخارج. وبقيت النافذة الدائرية ذات الزجاج الملوّن الواقعة عند الواجهة الجنوبية، من جهة نهر السين، سليمة. غير أنّه كان يمكن رؤية كومة من الركام الأسود وسقوط عواميد خشبية.

وسمحت صور جوية بمراقبة مدى الأضرار، خاصة على مستوى السقف الذي دمّر بأغلبيته. وأفلتت التماثيل الـ 12 التي تزيّن سقف نوتردام، بأعجوبة من الكارثة، بعدما نُقلت الأسبوع الفائت إلى مكان قرب مدينة بيريغوه (جنوب غرب) لترميمها، وهذا ما لم يكن من نصيب قطعة الديك الذي كان على رأس البرج المنهار.

وقال أحد عازفي الأرغن الثلاثة في كاتدرائية نوتردام إن الأرغن الكبير فيها «لم يحترق»، لكن بنيته قد تعاني الأضرار الناجمة عن الكارثة.

وبينما توقع الرئيس الجديد لمجمع أساقفة فرنسا إريك دو مولان بوفور، أن يستغرق إصلاح المبنى «سنوات من العمل»، اقترحت رئيسة بلدية باريس آن ايدالغو، أمس، عقد «مؤتمر دولي للمانحين» بهدف إعادة بناء الكاتدرائية، وتعهدت بالتبرع بـ50 مليون يورو.

وأطلقت مؤسسة «فونداسيون دو باتريموان» الخيرية المعنية بحماية التراث الفرنسي حملة عالمية لجمع تبرعات لإعادة بناء الكاتدرائية، ومن المرجح أن يتكلف ذلك مئات الملايين من اليورو.

وتعهد اثنان من أغنى رجال الأعمال في فرنسا بتقديم تبرعات. وقدم فرانسوا هنري بينو الرئيس التنفيذي لمجموعة «كيرينغ» المالكة لعلامات تجارية منها «غوتشي» و«إيف سان لوران» تبرعا بقيمة 100 مليون يورو (113 مليون دولار)، كما أعلن الملياردير برنار أرنو المساهم الرئيسي في مجموعة «إل في إم إتش» للسلع الفاخرة تبرعه بمبلغ 200 مليون يورو.

وفي نهاية اليوم ارتفع قيمة التبرعات داخل فرنسا إلى 600 مليون يورو.

ماكرون

وكان الرئيس إيمانويل ماكرون أعلن، مساء أمس الأول، لدى تفقده الكاتدرائية وقد بدا عليه التأثّر أمام ألسنة النيران التي كانت لا تزال تلتهم الكنيسة، أنّ «الأسوأ تم تجنّبه»، واعداً بإعادة بناء المعلم التاريخي ومناشدة الموهوبين من أنحاء العالم للمساهمة.

من جهتها أكدت المديرة العامة لـ«اليونسكو» أودري أزولاي، أمس، أن المنظمة الأممية «تقف إلى جانب فرنسا» المنكوبة بالحريق، وفي مقدورها تنظيم حملة تضامن دولية، وستبدأ بحملة تبرعات وطنية لإعادة بناء نوتردام».

البابا

وأمل البابا فرنسيس، أعلى منصب في الكنيسة الكاثوليكية، أن يتكاتف الجميع لإعادة بناء «نوتردام» وأكد أنه يشاطر المؤمنين و«جميع الفرنسيين حزنهم» ويرفع الصلاة من أجلهم.

ردود فعل

وتوالت ردود الفعل من مختلف انحاء العالم للتعبير عن التضامن والاسف؛ وفي برقية وجهها الى ماكرون، أعلن الرئيس الصيني شي جينبينغ، أمس، أن بلاده تشعر «بحزن شديد»، واصفاً الكاتدرائية بانها «كنز رائع للحضارة البشرية». واعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنّ الكاتدرائية هي «رمز لفرنسا ولثقافتنا الأوروبية».

وعبرت الملكة اليزابيث عن «حزن عميق». ووصف الرئيس الاميركي دونالد ترامب الحريق بـ»الفظيع»، واعتبر لاحقا خلال اجتماع سياسي أن الكاتدرائية «تشكل أحد أكبر كنوز العالم».

ورأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، أن «نوتردام هي رمز تاريخي لفرنسا، كنز لا يقدر بثمن للثقافة الأوروبية والعالمية، وأحد أهم أماكن العبادة المسيحية. المأساة التي حصلت في باريس خلفت ألما في قلوب الروس».

وكتب رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر في بيان بالفرنسية: «أوروبا جريحة. فرنسا جريحة ونحن جميعا مكلومون»، وتعهد بتضامن أوروبي. كما كتب رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك على «تويتر»: «نوتردام باريس هي نوتردام كل أوروبا».

وكتب رئيس الحكومة الايطالية جوسيبي كونتي «إنها ضربة في صميم الفرنسيين وكل الاوروبيين».

وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش ان الحادث «أمر مروع».

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو إن «دمار رائعة معمارية تنتمي الى التراث العالمي هو كارثة للإنسانية بأسرها».

وعبّر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على «تويتر» عن «الحزن لأن نوتردام دمرت جزئيا بعد صمودها في حروب وثورة لـ800 عام. أفكارنا مع الفرنسيين وجميع الكاثوليك».

وعبر شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيّب عن شعوره بالحزن «تجاه حريق هذه التحفة المعمارية التاريخية».

بدوره، أعرب العاهل المغربي الملك محمد السادس «عن بالغ تأثره» مؤكّداً أنّ «هذه الكارثة لا تمسّ فقط بواحد من المعالم التاريخية ذات الحمولة الرمزية الكبيرة لمدينة باريس، بل أيضاً مكاناً للعبادة لملايين الأشخاص عبر العالم».

ضربة للسياحة

وبعد أزمة السترات الصفراء التي أدت إلى تراجع عدد السياح الوافدين إلى باريس، أتى حريق نوتردام ليوجّه ضربة جديدة لقطاع السياحة.

وصرّح ديدييه أرينو مدير شركة «بروتوريسم» المتخصصة في هذا المجال «إنها صدمة بالفعل. فكم من الوقت سيستغرق الأمر لتأهيل معلم تاريخي مثل نوتردام، فهو معلم يتمتّع برمزية خاصة لباريس وفرنسا».

وتشكّل هذه التحفة المعمارية من الطراز القوطي، الواقعة في منطقة إيل دو لا سيتيه في الجزء المشيد بالقرون الوسطى من باريس، محطة لا يفوّتها زوّار العاصمة الفرنسية. ويزورها 12 إلى 14 مليون شخص في السنة، أي ما يعادل أكثر من 30 ألف زيارة يومياً.

وقال أرينو: «تضررت صورة باريس كثيرا، فبعد قوس النصر الذي خرّب خلال احتجاجات السترات الصفراء، تتوالى الأنباء السيئة ويسود انطباع بأن الوضع خرج عن السيطرة في البلد. فكيف يمكن أن تلتهم النيران معلما بهذه السرعة في عام 2019؟».

وقد زرعت مشاهد أعمال التخريب في جادة الشانزليزيه الخوف في نفوس الزبائن الفرنسيين والأجانب. وتخطت الخسائر في رقم أعمال الفنادق والمطاعم في باريس ومنطقة إيل دو فرانس 250 مليون يورو، بحسب نقابة أصحاب المهن الحرة في هذا المجال.

وقال جان فيرجيل كرانس رئيس الجمعية الوطنية لسلاسل الفنادق التي تضمّ خصوصا «ميركور» و«إيبيس» و«سوفيتيل» و«بالادان» و«كيرياد»: «ما كان ينقصنا ذلك. ولا شك في أن هذه الكارثة ستنعكس سلبا على حجوزات الفنادق، لأن الكاتدرائية هي من أكثر المواقع السياحية استقطاباً للسياح في فرنسا».

وأشار: «كنا أصلا ندفع ثمن أعمال الشغب المرتبطة باحتجاجات السترات الصفراء، لا سيما فيما يخص الفنادق الفخمة».

وفي ديسمبر الماضي، تراجع عدد الحجوزات في الفنادق بنسبة 5.3% في باريس، التي شهدت أعمال عنف متعددة خلال الاحتجاجات التي انطلقت في منتصف نوفمبر، لاسيما في جادة الشانزليزيه، التي تعدّ بمثابة الواجهة الراقية للعاصمة الفرنسية في الخارج.

وقال كرانس: «نتمتّع في فرنسا بتراث غنيّ جدّا يحسدنا عليه العالم أجمع. ولا بدّ من أن تدفعنا هذه المأساة إلى اعتماد استراتيجية فعلية واستباقية لتطوير قطاع السياحة الأساسي للبلد».

وقال رينيه مارك شيكلي رئيس نقابة شركات السفريات «سيتو» إنها «مأساة بالفعل، فهذا المعلم مجاني، وهو كان أحد أكثر موقعين استقطابا للزوار في العاصمة الفرنسية إلى جانب برج إيفل».

ماذا نعرف عن الحريق؟

● اندلع الحريق في حوالي الساعة 16.00 بتوقيت غرينتش من العلية، ثم انتشر بسرعة كبيرة إلى السقف الخشبي، قبل أن يلتهم الإطار الخشبي الذي يتجاوز طوله 100 متر، ويضم عدداً لا حصر له من الأعمدة «أخذ كل منها من شجرة».

* عند الساعة 21.00 بتوقيت غرينتش، أعلن رجال الإطفاء أنهم نجحوا في إنقاذ «برجي نوتردام».

● تشكل فريق ضم 400 رجل إطفاء بمساعدة 18 خرطوماً من المياه بعضها على أذرع ميكانيكية ارتفاعها عشرات الأمتار. وضُخت المياه مباشرة من نهر السين المجاور باستخدام قوارب صغيرة وُصلت بأنابيب ضخمة.

● لم يكن وارداً استخدام طائرات لإخماد الحريق، لأن «إلقاء الماء على هذا النوع من المباني يمكن أن يؤدي بالفعل إلى انهيار الهيكل بأكمله»، حسبما كتب الدفاع المدني في تغريدة على «تويتر».

● عند الساعة 17.50 بتوقيت غرينتش، انهار برج الكاتدرائية الذي كان يبلغ ارتفاعه 93 متراً. وفي غضون ساعات قليلة، تحول جزء كبير من سطح المبنى إلى رماد.

● قال الكولونيل غابرييل بلوس، الناطق باسم جهاز الأمن بارتياح: «لقد تم إنقاذ غرفتي الأجراس. تخيلوا لو أن الإطار الخشبي ضعف وانهارت غرفتا الأجراس، لقد حبسنا أنفاسنا حقاً من الخوف»!

صحف العالم تتفاعل مع الكارثة

بالإضافة إلى الصحافة الفرنسية العريقة، تفاعلت العديد من الصحف العالمية مع كارثة حريق كاتدرائية نوتردام بباريس، خصوصاً الصحافة الأوروبية.

وكتبت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية اليسارية على غلاف صفحتها، الذي نشرت عليه صورة كبيرة لبرج الكاتدرائية وهو يهوي تحت وطأة النيران، عنوان «نوتر درام» (بدل نوتردام) أي «مأساتنا»، في حين عنونت صحيفة «لوفيغارو» اليمينية المحافظة: «الكارثة».

وعلى صفحتها الأولى، عنونت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية اليسارية «الجحيم يلتهم نوتردام»، وصحيفة «ديلي تلغراف»: «باريس تندب محبوبتها»، بينما عنونت الـ«صن»: «نوتردووم» أي «لعنتنا».

وفي إسبانيا، عنونت «البايس»: «النيران تدمر نوتردام رمز الحضارة الأوروبية»، وعنونت صحيفة «ال اوبسرفادور»: الإسبانية «اثنين الرماد»، في إشارة إلى طقس مسيحي لتذكر الموت يجري في بداية الصوم. وكتبت صحيفة «ال جيورنالي» الإيطالية: «11 سبتمبر لأوروبا المسيحية».

وفي سويسرا، كتبت صحيفة صحيفة «تريبيون دوجينيف» الناطقة بالفرنسية»: «غير قابلة للإصلاح»، في إشارة إلى حجم الضرر الذي خلفه الحريق.

وفي لبنان، عنونت صحيفة الجمهورية بخط عريض على صورة كبيرة للكاتدرائية وهي تحترق: اسبوع الآلام من باريس»، في إشارة إلى الطقوس التي يحييها المسيحيون الكاثوليك، والذين يتبعون التقويم الغربي نهاية الأسبوع الجاري، والتي تمثل الام المسيح قبل صلبه، وتنتهي بالاحتفال بعيد الفصح او القيامة.

أما أغرب تفاعل مع المأساة الفرنسية فقد جاء من صربيا الارثوذكسية، واعتبرت صحيفتان صربيتان هما «الو» و«انفورمر» المقربتان من السلطة أن الحريق هو «عقاب إلهي»، مذكرة بأنه تم رفع علم كوسوفو في الكاتدرائية خلال الاحتفالات في الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الاولى. وعنونت الصحيفتان: «أُنزل عليهم العقاب الإلهي»، على موقعهما الالكتروني قبل ان تسحبا المقالين لاحقا. وفي إطار الاحتفالات بذكرى انتهاء الحرب العالمية الأولى، رفعت داخل الكاتدرائية الباريسية اعلام كل الدول التي دعيت للمشاركة وبينها كوسوفو. وتدهورت العلاقات بين باريس وبلغراد بشكل إضافي، حين جلس رئيس كوسوفو هاشم تاجي في 11 نوفمبر إلى جانب المدعوين على منصة الشرف فيما كان نظيره الصربي الكسندر فوسيتش في مقعد خلفي. في المقابل عبر الرئيس الصربي عن دعمه لفرنسا، مؤكدا أن «كل مواطني صربيا يشعرون بالحزن»، ويقفون الى جانب «اصدقائهم الفرنسيين». وأكد أن بلاده مستعدة للمساعدة «في إعادة بناء هذا الرمز للحضارة الفرنسية والعالمية».

حقائق

● عمرها يبلغ أكثر من 850 عاماً.

● بناؤها استغرق 182 عاماً.

● يمكنها استيعاب أكثر من 6 آلاف مصلٍ.

● تُوج الملك الإنكليزي هنري السادس ملكاً لفرنسا فيها.

● تتميز بنوافذ الورد، وهي عبارة عن 3 نوافذ ضخمة من الزجاج الملون المستدير تتواجد فوق البوابات الرئيسة الثلاث.

● تتواجد فيها آلة الأورغان الأصلية، التي تعد من أشهر الآلات الموسيقية في العالم، وهي تعود إلى العصور الوسطى.

● برجا الجرس كانا الأطول في باريس، حتى اكتمل بناء برج إيفل أواخر القرن الـ19.

● تحتوي على العديد من المنحوتات والتماثيل الدينية.

● تضم مئات اللوحات، بينها 76 لوحة يبلغ طول كل منها نحو 4 أمتار عن ذكرى سفر أعمال الرسل من العهد الجديد.

* يتواجد في خزينتها ما يُعتقد أنه تاج الشوك الذي وضع على جبين السيد المسيح عند صلبه وأجزاء من الصليب الحقيقي، وواحدة من المسامير التي استخدمت في الصلب.

● نهبت الكاتدرائية وخربت خلال الثورة ثم خلال أعمال الشغب في 1831.

● في الخورس تمثال للعذراء مع الطفل يسوع نحت في منتصف القرن 14.

● يؤوي البرج الجنوبي أكبر جرس في نوتردام المعروف باسم «بوردون» وصنع قبل أكثر من 300 سنة ويبلغ وزنه 13 طناً.

back to top