نائبة مبعوث الأمم المتحدة البحرينية خولة مطر: الشعب السوري ملهم ويستحق جائزة الشجاعة

«ما عاشه السوريون أقسى من أن يوصف أو يمر من دون أثر... وأكره الكتابة عن الموت والقتل»

نشر في 14-04-2019
آخر تحديث 14-04-2019 | 00:03
أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في 14 مارس الماضي، تعيين البحرينية خولة مطر نائبةً لمبعوثه الخاص لسورية، خلفاً للمصري رمزي رمزي.

وأوضح بيان لغوتيريش، أن مطر تتميز بمعرفة واسعة بالمنطقة والصراع السوري ومنظومة الأمم المتحدة، إذ عملت مديرةً لمكتب المبعوث الخاص لسورية في دمشق، وشغلت منصب المتحدثة باسم الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية في سورية، ومديرة مركز الأمم المتحدة للإعلام في القاهرة.

ولعل أشهر ما علق بذاكرة الكثيرين عنها، هو زيارتها لمدينة داريا، التي كانت تسيطر عليها المعارضة، ولقاؤها مع أهاليها المحاصرين رغم التحذيرات الأمنية التي قُدِّمت لها ولفريقها قبل تلك الزيارة.

بدأت خولة مطر، التي تحمل درجة الدكتوراه في سوسيولوجيا الإعلام من جامعة «درم» بالمملكة المتحدة، حياتها العملية صحافية في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، وعملت بالصحافة البحرينية، ومراسلة لصحف خليجية ولوكالة الأسوشيتدبرس (AP) في البحرين، قبل أن تنتقل إلى العمل مع مركز تلفزيون الشرق الأوسط. وقد غطت خلال عملها في الثمانينيات والتسعينيات مناطق توتر مثل لبنان والبوسنة. وعملت في التسعينيات من القرن الماضي في المجلس العربي للطفولة، ثم انتقلت إلى العمل بمنظمة العمل الدولية.

وقُبيل تعيينها في «الإسكوا»، شغلت مطر منصب مديرة مكتب المبعوث الخاص لسورية في دمشق، ومنصب مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام في القاهرة، والذي يغطي المنطقة العربية كلها، وتم تكليفها في الفترة نفسها بمهام المتحدث باسم المبعوث الخاص لسورية حينها، الأخضر الإبراهيمي.

وكانت مطر أصبحت في عام 2006، أول بحرينية ترأس تحرير صحيفة يومية هي «الوقت» البحرينية، قبل أن تعود بعد نحو عامين إلى العمل مع الأمم المتحدة في اللجنة الدولية لحقوق الإنسان. وحالياً تكتب لجريدة «الشروق» المصرية و«الجريدة» الكويتية.

صحيفة «برواز» الإلكترونية أجرت حواراً مع مطر الآتية من الصحافة، ومن أكثر من 20 عاماً في العمل بمنظمات الأمم المتحدة. وفيما يلي نص الحوار:

• في البداية نبارك لك تقلدك منصب نائبة المبعوث الدولي لسورية بالأمم المتحدة، لكن ما هي مسؤولياتك تجاه هذا المنصب الجديد؟

- شكراً جزيلاً، رغم أنها مهمة صعبة، وتحد كبير. أما عن المسؤوليات فهي كثيرة، ولكن لن أستطيع أن أعطي تفاصيل إلا بعد تسلم المنصب، فأنا ما أزال في منصبي القديم نائبة للأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الاسكوا)، وسأتسلم مهام منصبي الجديد في القريب العاجل.

شعب شجاع ومبهر

• حصلت على جائزة الأمين العام للأمم المتحدة للشجاعة. فما تعريف الشجاعة من وجهة نظرك؟

- حقيقة أنا فوجئت بأن الجائزة منحت لي، فأنا لم أقم، كما قلت في العديد من المقابلات السابقة، إلا بواجبي ومهمتي في دمشق مديرةً لمكتب المبعوث الخاص في سورية. وأنا أعتقد، بعد كل مشاهداتي الدقيقة لتفاصيل حياة السوريين على اختلافهم وتنوعاتهم، أن الشجاعة هو الوصف الدقيق لنساء ورجال وأطفال وشيوخ سورية، كنا نتساءل دائماً: من أين يأتون بكل هذا التصميم والإصرار والبحث عن سبل الرزق مهما صعبت الظروف دون توسل أو ابتذال؟

فالشعب السوري شعب يحمل كرامة وعزة نفس عالية، أثبت ذلك حتى في بلاد الشتات واللجوء، فقصص نجاحات السوريين في مدن عدة، منها القريبة ومنها البعيدة جداً، تثير الكثير من الفخر لكل سوري وعربي، وهي شاهد على تصميم هذا الشعب على الحياة الكريمة، وقدرته على الإبداع في أصعب الظروف. باختصار أنا لا أستحق أي لقب، والشجاعة والجائزة هما في الحقيقة لهذا الشعب السوري المبهر.

مخاطرة وتضحيات

•تنقلتِ بين مناطق خطيرة في سورية ومسلحة واخترقتيها مع فريق الأمم المتحدة لتقديم المساعدات الإنسانية، بم كنت تفكرين وقتئذ؟ وهل انتابتك لحظات شعرت بها بوجوب التراجع؟

- هذا ليس مكابرة أو مزايدة، إلا أنه لم تنتبني أي لحظة أحسست فيها أن عليّ التراجع، رغم انه في بعض الأحيان كانت تأتي النصائح من العديد من الزملاء والأصدقاء والمسؤولين بعدم المخاطرة في مناطق لا تسيطر عليها الدولة السورية أو في مناطق تدور بها اشتباكات وقصف مستمر. ربما لأنني كنت مع فريق من الأمم المتحدة هو الاخر رائع في تفانيه ورغبته في تخفيف معاناة الشعب السوري، في ظل هذه الحرب الطاحنة. وربما لأن السوريين كانوا يمنحوننا دائما شيئاً من الأمان بإيمانهم وعزيمتهم وتصميمهم، وربما لأنه حتى لو كانت هناك تضحية، فهناك من هم يقدمون تضحيات أكبر من ذلك. لكن لا استطيع إلا

أن اشيد بزميلين كانا رفقتي في كل هذه المهمات وتلازمت أنا وهما بشكل لا ينفصل، فكنا أول الداخلين للمناطق، تحاشيا لتعرض كل فريق الأمم المتحدة، والهلال الأحمر السوري، والصليب الأحمر الدولي لأي مكروه. هذان الصديقان هما يعقوب الحلو المنسق المقيم للأمم المتحدة في سورية والمسؤول عن كل الملفات التنموية والإنسانية والأمنية، ومسؤول الأمن في الامم المتحدة محمد خفاجي، الذي كان يتقدم موكبنا واحيانا ماشياً وحده، وسط ظلمة حالكة مخاطراً بحياته قبل أن يسمح بالمخاطرة لأي منا. لهما التحية والتقدير والصداقة الدائمة التي هي في رأيي الشخصي أهم بكثير من كل الصفات الأخرى، فهما صديقان مدى الحياة، ولهما ادين بحياتي، وأي تقدير حصلت عليه فأنا أتقاسمه معهما.

التصاق بالمعاناة

•قسوة المناظر وضحايا الحروب التي كنت على مقربة منها في ساحة الأحداث، هل أثرت عليك انسانيا وعلى قلم خولة الكاتبة الصحافية؟ وهل أثرت في رقة قلمك وقلبك؟

- لا أعرف ان كان قلمي رقيقا وقلبي كذلك، ولكن كل هذه المشاهد زادتني إصراراً في إيماني الراسخ منذ سنين طويلة منذ أن اتخذت القرار بدراسة الصحافة والإعلام، وهو ان للصحافة الحقة الحرة المستقلة دور أساسي في نقل معاناة وآلام البشر اينما كانوا، ومهما كانت أديانهم أو انتماءاتهم أو آراءهم السياسية، وقد ازددت التصاقاً بمعاناة البشر وعمقاً في معرفة معنى الحياة الحقة لا الحياة الهامشية المشوهة بتفاصيل من المظاهر الباهتة،

لكن عليّ الاعتراف بأن الآلام التي اقتربت منها ولامستها، بقيت بداخلي. كان يقال لي أحيانا وبعد عودتنا من مهمة صعبة فيما الفريق يجهش بالبكاء غير قادر على تحمل ما رأيناه من قسوة الحرب، ابكي ويرددون: لماذا لا تبكين؟ حتى ان صديقتي القريبة ورفيقتي في عملي في سورية كانت تقول ربما هي الصحافة التي خلقت منك هذه الإنسانة القادرة على الاقتراب من المآسي دون أن تجعلها تؤثر فيها. لم أجد جواباً، ولكن بعد أشهر ولربما حتى الآن اجد نفسي اتحدث عن بعض من تلك المعاناة بألم لا يعرفه إلا من عاشه، رغم اننا لم نعشه كما يعيشه السوريون لكننا اقتربنا منه فقط. ما عاشه السوريون أقسى من أن يوصف أو أن يمر عابراً دون أثر يلازمنا سنوات قادمة.

جرائم الحرب

•الأديب الأميركي رالف ايمرسون يقول إن «إسوأ ما في الحرب أنها تستخدم افضل ما في الإنسان، لإحداث أسوأ ما يصيب الإنسان». كيف تصفين الحروب من تجربتك معها؟

- الضحايا هم الطرف الأضعف دائما، وهم في ذلك يتساوون لدى كل الأطراف. النساء والاطفال هم أول الضحايا، لأنهم لا يشاركون في مثل هذه الحروب الا القليل منهن أو منهم، وهم ايضا لا يملكون قرار الحرب أو السلام، وفي نهاية الأمر يتعرضون لأبشع الجرائم من قتل وموت تحت القاذفات والقنابل واغتصاب للنساء، فهذه وسيلة اصبحت، مع شديد الاسف، معتمدة كسلاح حرب، كما حدث في سورية والعراق، والكثير من الدول الأخرى، ليس فقط على يد «داعش» الذي اغتصب النساء بل أيضا على أيدي الكثير من الجماعات الأخرى، حسب تقارير الأمم المتحدة التي تحقق في مثل هذه الجرائم البشعة. ثم ان الاكثر تضرراً في الحروب الفقراء، وهم الشريحة الضعيفة أصلا في أي مجتمع، فلا هي تملك القدرة على الهرب، ولا هي في الكثير من الأحيان تملك أي مدخرات لتساعدها في وقت الأزمات، ولا تملك حتى أن تدافع عن نفسها. لا أعرف ان كنت أتفق مع رالف ايمرسون فكيف نستخدم افضل ما في الإنسان ما هو ذاك الأفضل؟ العنف، القتل، التشويه، التنكيل، الدمار، القسوة، والاعتقال، والتعذيب؟ كلها صفات مرادفة للحروب وكلها أبشع ما في البشر.

- الحروب على العكس تخرج الى العلن أبشع ما في الإنسان، اما عبر تبرير الموت المجاني والقتل الجماعي للأبرياء، أو اللامبالاة والاكتفاء بالمحافظة على النفس أو الأنانية التامة، أو الخضوع للحاجة وعمل كل ما في وسع الإنسان لتلبية حاجاته وحاجات أسرته، حتى لو كان في ذلك ابتذال وغش وإهانة لآدميته وكرامته. هذا ما تجلبه الحروب لا الحرب السورية فقط. في الكثير من الأحيان، أعيد قراءة الحرب والسلام أو غيرها من روائع الأدب العالمي والعربي حول الحروب في أزمان مختلفة لأجد أن التوصيف لا يختلف كثيراً، فقط الأدوات تزدادا قسوة ودمارا حين يصبح العلم في خدمة الموت والقتل البطيء حين تتباهى الدول المتقدمة ببيع اسلحتها المتطورة وطائراتها الحربية في معارض بمدن تعرف بمدن الحضارة. ألا يتساءل المرء كيف تتجاور الحضارة مع أسلحة الدمار؟

الكتابة عن القتل

• ألا تفكرين في جمع قصص الحالات الإنسانية التي عايشتِها في كتاب؟

- لا أعرف، سؤال صعب، لأنني مازلت هناك في سورية، ولأن الكثيرين ممن تقاطعت حياتي معهم مازالوا أحياء في أمكنة مختلفة، ولأنني أحيانا أكره الكتابة عن الموت والقتل، رغم ان اصدقائي وصديقاتي السوريات قالوا لي ان هذا من حق السوريين، اي ان من حق السوريين الاطلاع على تفاصيل كل ما حدث، والتي لا أملكها حتماً، فكل ما لامسته هو جزء يسير من أزمة وحرب بشعه.

•لنعد الى خولة مطر الصحافية، كنت أول رئيس تحرير لصحفية بحرينية، وهي صحيفة «الوقت»، ولكنها لم تستمر طويلا (مارس 2006- مايو 2010). كيف تصفين تجربتك هذه؟ وهل كانت هناك صعوبة في تقبل امرأة في منصب رئيس تحرير؟

المجتمع البحريني والخليجي عرف الصحافيات ورئيسات التحرير قبلي، ولذلك لم يكن هناك اي ملاحظة او عراقيل، على العكس وجدت تقبلاً في الكثير من الاحيان اكثر من الرجال رؤساء التحرير. كانت تجربة صحيفة «الوقت» رائعة، وربما مثالية في بعض تفاصيلها. كانت جريدة لا منتمية، في زمن الإعلام المبيع للأمزجة السياسية والمصالح المختلفة، في زمن الإعلام المبتذل الذي لا يعنيه سوى شكل من أشكال البروباغندا الممجوجة. حاولت «الوقت» ان تكسر احتكار التيارات والتوجهات والأمزجة، وحاولت ان تكون حيادية بمعنى الكلمة، رغم انني لا اؤمن بالحيادية، فأنا لست محايدة عندما يكون الامر مرتبطاً بمصلحة الناس خاصة البسطاء منهم، انا لست محايدة عندما اتحدث عن الفقراء والمهمشين والمعوزين، ولست محايدة عندما اتحدث عن قضايا بلدي وقضايا العرب ككل، وأولها الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين. لست محايدة عندما تكون الثقافة حكراً على قلة ممن يعرفون بـ «النخبة»، ولست محايدة عندما يعيش الجميع دون صوت ولا رأي، فكانت «الوقت» صوتاً لأولئك، ومساحة لآراء متنوعة قد لا تكون في مجملها متفقة على كل شيء، ولكن تبقى قادرة على تقبل الآخر. لا أريد ان أضفي على «الوقت» مثالية من أي نوع، فلا يوجد عمل مثالي، لكني كنت أرى فيها بارقة لمرحلة مختلفة من الاعلام البحريني، وربما الخليجي على أقل تقدير. استطاعت «الوقت» ان تحرك المياه الراكدة بالنسبة للصحف البحرينية القابعة في مواقعها التاريخية، غير عابئة بتغيرات الزمن في الاسلوب والمضمون، فكان ان قامت معظم الصحف البحرينية بتغيير الكثير في الشكل والمتابعات. أتذكر ان «الوقت» بدأت بنشر خبر ثقافي على صفحتها الرئيسية، وهو متابعة لحدث حصل مساء او ليلاً، قبل ارسال الجريدة للمطبعة، هنا أيضا حذت العديد من الصحف هذا النهج، وبدأت مرحلة من التنافس الصحافي البريء من الضغائن والكلمات الجارحة والبذاءة.

بعد «الوقت» ماتت الصحف في البحرين، خاصة وقد تبع ذلك إغلاق صحيفة «الوسط». اسألي أي بحريني ما هي صحيفتك المفضلة اليوم (وأتمنى ان يتقبله الكثير من الزملاء والزميلات كنقد بناء) ستكون الإجابة ربما هذه أو تلك فقط لمتابعة الأخبار المحلية والاطلاع على تطورات الاوضاع. الصحافة العربية ليست أحسن وكتاب الاعمدة تحولوا الى أبواق لحكومات وتيارات وخطاب كراهية مقيت منتشر على وسائل التواصل. مرض أصاب مجتمعاتنا وأصابنا نحن المتابعين والمشاهدين بشيء من الغثيان. معذرة لكل ما قلت، لكني لا استطيع ان اكون على الحياد وأن أجامل عندما يتعلق بالصحافة والاعلام.

• برأيك هل اضاعت الصحافة النسائية بوصلتها وأصبحت بعيدة عن هموم وقضايا المرأة الحقيقية؟

- بالتأكيد منذ سنين هي صحافة سطحية وليست هي الوحيدة في ذلك، فقد كتبت العديد من الدراسات حول هذا الموضوع، وكيف أن البرامج التلفزيونية المخصصة للنساء تتسم بالتبسيط والتسطيح والاغراق في الادوار التقليدية للمرأة. فكل التركيز هو على الازياء والمظاهر والاكسسوارات والطبخ، وكأن الصحافة النسائية في عالم ونساؤنا في كوكب آخر. كأنه لا توجد أم محمد التي تشقى في يومها الطويل من اجل لقمة عيشها وستر أبنائها. ولا توجد هاتيك الفتيات المتعلمات المطلوب منهن ان يساهمن في مصروفات العائلة وأن يستمررن في تحمل أعباء الأم والأخت والبنت التقليدية، في حين يحتسي الرجال القهوة والشاي في المقاهي. صحافة نسائية لا تعرف أيا من الهموم المتجددة للمرأة العصرية، وليس فقط المرأة البسيطة، بل أيضا تلك الثرية المستقلة اقتصاديا ولكنها لا تزال تابعة. أين تلك الصحف من كل ذلك؟ صحافة مقتصرة على الاثارة والترويج للنماذج السهلة في الربح السريع والاغراق في انماط الاستهلاك واخبار النجوم والنجمات من زواج وطلاق وعلاقات، بل وأيضاً شجارهن و»خناقاتهن».

أحيانا أتصور أن مقولة ان الجمهور يريد ذلك، بمعنى ان المرأة العربية تريد التفاهة والتسطيح، لا يمكن ان تكون قابلة للتعميم، فهناك بالطبع من هن كذلك، لكن الكثرة منهن تتعب وتشقى في ايامها ولياليها وتبحث عمن يدرك حجم معاناتها.

• بدور المطيري هي رئيسة تحرير صحيفة «برواز» الإلكترونية (الكويت).

الحروب تُخرج إلى العلن أبشع ما في الإنسان... وأبرز ضحاياها النساء والأطفال والفقراء

للصحافة الحرة دور أساسي في نقل معاناة وآلام البشر أينما كانوا ومهما كانت أديانهم أو انتماءاتهم

بعض كُتّاب الأعمدة في الصحف تحوّلوا إلى أبواق لحكومات وتيارات وخطاب كراهية مقيت
back to top