هل تشهد قمة تونس مصالحات وتفعيل العمل العربي؟

• السيسي أبرز الغائبين والإمارات تتمثل بحاكم الفجيرة والجزائر برئيس مجلس النواب وأمير قطر يحضر
• الجولان وصفقة القرن تتصدران... والخميري: لا خلافات حول مشاريع القرارات بما فيها تدخل إيران
● باسيل: لبنان يقترح والعرب يوافقون
● نتنياهو يجمع حكومته بالجولان

نشر في 31-03-2019
آخر تحديث 31-03-2019 | 00:05
جانب من الاجتماع الوزاري العربي أمس الأول    (أ ف ب)
جانب من الاجتماع الوزاري العربي أمس الأول (أ ف ب)
رغم استمرار موجة الانهيارات، التي تؤثر على دول عربية منذ نحو 10 سنوات، تنعقد آمال على القمة العربية، في تونس اليوم، بتحقيق مصالحات عربية قد تكون ضرورية لمحاولة إعادة تفعيل العمل العربي المشترك.
بحضور سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، تنطلق اليوم في تونس العاصمة اجتماعات الدورة 30 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة.

وقال الأمين العام المساعد للجامعة رئيس مركز تونس عبداللطيف عبيد، لـ"كونا"، إن "هناك آمالا كبيرة معلقة على قمة تونس في تحقيق قفزة في التكامل والتضامن العربي - العربي".

وأضاف عبيد أنه رغم عدم تحديد جدول الأعمال بصفة نهائية فإنه لا شك في أن القضايا العربية الشائكة ستكون مطروحة على القادة العرب، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والأزمات في ليبيا واليمن وسورية، فضلا عن قضايا الأمن العربي والعلاقة مع دول الجوار والتدخلات الاقليمية في الشؤون العربية.

وأكد أن جدول الأعمال سيتطرق أيضا لقضايا التضامن والتكامل العربي والتعاون بين المنطقة العربية والتكتلات الإقليمية الأخرى، مشددا على أن الجامعة العربية تعلق آمالا كبيرة على قمة تونس التي ستكون مناسبة لتحقيق مصالحات عربية - عربية ودفع العمل العربي المشترك.

ورجح المحلل السياسي منذر ثابت، في تصريح لـ"كونا"، أن تكون قمة تونس مناسبة لخفض التوترات بشأن الملف السوري، وستفتح الأبواب أمام الدول العربية لتعديل موقفها من الأزمة السورية.

ولفت ثابت إلى أنه "من المنتظر أن تحقق القمة نجاحا في تقريب وجهات النظر، خاصة فيما يتعلق بالملف الليبي، لاسيما أن معطيات الميدان تؤكد اتجاه المشهد في ليبيا نحو انفراج الأزمة بالاتفاق على إجراء انتخابات تكون بمنزلة الخطوة الأولى في مسار الحل".

وحذر الإعلامي والمحلل السياسي صلاح الدين الجورشي، في لقاء مع "كونا"، من أن التحدي الكبير المطروح على قمة تونس المقبلة يتمثل في محور المصالحات العربية، "خصوصا أن النظام الإقليمي العربي انهار ولم تعد هناك منظومة عربية متجانسة، ما فتح المنطقة العربية على محاور وقوى إقليمية أخرى تتنازع وتتقاسم النفوذ فيها".

وشدد على أنه "إذا نجحت القمة العربية بتونس في تحقيق هذه المصالحات العربية فستؤسس لنظام عربي جديد، من شأنه أن يحدث توازنا في المنطقة يجنبها التناقضات والانقسام والصراعات التي نشهدها حاليا".

وقال الأمين العام المساعد في الجامعة العربية السفير سعيد أبوعلي إن الجولان والقدس سيتصدران أعمال القمة.

لا خلافات

وأكد المتحدث الرسمي باسم القمة العربية الـ30 السفير محمود الخميري، أمس الأول، أنه لا يوجد أي خلاف بين وزراء الخارجية العرب بشأن مشاريع القرارات التي رفعت إلى القادة العرب.

وقال الخميري، في مؤتمر صحافي، إن اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري اختتم اعماله أمس الأول بـ"الاتفاق على إحالة جميع مشاريع القرارات التي تمت مناقشتها، والتي تصب في تعزيز العمل العربي المشترك ونصرة القضايا العربية".

وأشار إلى أن "مشاريع القرارات تشمل تطورات الأزمات في كل من ليبيا وسورية واليمن وفلسطين، علاوة على اعتماد الاستراتيجية العربية لحقوق الإنسان، انطلاقا من الميثاق الدولي لحقوق الإنسان".

وأضاف أن "القرارات تشمل أيضا دعم موازنة السلطة الفلسطينية بمبلغ 100 مليون دولار شهريا، وعقد مؤتمر دولي تحت رعاية الجامعة العربية لدعم اللاجئين والنازحين، بسبب الصراعات المسلحة في المنطقة العربية".

وأوضح أن "من مشاريع القرارات رفض التدخلات الايرانية في المنطقة، والاتفاق على أن العلاقات مع إيران يجب أن تتم في إطار حسن الجوار"، مضيفا أن القمة ستصدر بيانا قويا بخصوص الجولان، وبين ان وزراء الخارجية العرب اتفقوا على إجراء اتصالات مع الدول المؤثرة، لدعم الموقف العربي الرافض لفرض سيادة إسرائيل على الجولان.

وفي موضوع القدس، قال الخميري إن من المتوقع أن يجدد رؤساء الدول العربية التزامهم بالمبادرة العربية التي تدعو للسلام مع إسرائيل، مقابل انسحابها الكامل من الأراضي التي احتلتها عام 1967، لكنهم سيرفضون أي مقترح لا يتوافق مع قرارات الأمم المتحدة. وكان الخميري يشير فيما يبدو إلى خطة السلام الأميركية المعروفة باسم "صفقة القرن"، والتي من المقرر أن تعلن بعد الانتخابات الإسرائيلية في 9 أبريل.

وكان وزير الخارجية السعودي إبراهيم العساف قال، خلال الاجتماع، إن السعودية تعتبر مسعى الفلسطينيين لإقامة دولتهم في الأراضي التي تحتلها إسرائيل القضية الأساسية لكل العرب، لكنه أشار إلى ما وصفه بالتهديد الإيراني باعتباره التحدي الرئيسي الذي يواجه العرب، داعيا إلى تحرك لمواجهة طهران.

السيسي يغيب

وفي مفاجأة من العيار الثقيل، علمت "الجريدة" أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لن يشارك في القمة، وسيترأس وزير الخارجية المصري سامح شكري الوفد المصري.

وأعلن نورالدين بن تيشة، المستشار السياسي للرئيس التونسي، ان "السيسي اعتذر لمسائل تخصه وتخص الأشقاء في مصر، وبعيدة كل البعد عن مسؤوليتنا"، مشيرا إلى أن تونس وفرت كل الظروف لاستقبال الزعماء العرب.

الإمارات تخفض تمثيلها

وكان السيسي استقبل قبل يومين نائب رئيس الإمارات ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، وأمس أعلنت أبوظبي أن حاكم الفجيرة الشيخ حمد الشرقي سيكون على رأس وفد الإمارات إلى قمة تونس.

وقالت وكالة "وام" إنه سيرافق حاكم الفجيرة إلى القمة وفد رفيع المستوى، يضم أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، وسيف الهاجري رئيس دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، وفارس المزروعي مستشار الدولة بوزارة شؤون الرئاسة، وراشد المنصوري سفير الدولة لدى تونس.

أمير قطر والجزائر

وأعلنت الدوحة أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد سيترأس وفد بلاده إلى القمة، بينما يترأس رئيس مجلس الأمة الجزائري عبدالقادر بن صالح وفد بلاده المشارك. وأمس الأول ترأس وزير الشؤون الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة وفد بلاده في أعمال اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية.

باسيل: لبنان يقترح والعرب يوافقون

كتب وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل على "تويتر" أن "لبنان يقترح والعرب يوافقون"، مشيراً على ما يبدو الى تبني وزراء الخارجية العرب مقترحاً لبنانياً للرد على القرار الأميركي بالاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل. وكتب باسيل الذي يرأس التيار الوطني الحر: "لبنان يقترح والعرب يوافقون... رفض القرار الأميركي حول الجولان واعتباره باطلا وانتهاكا لميثاق الأمم المتحدة بالاستيلاء على أرض الغير". وتابع: "كذلك الدعم العربي لحق سورية في استعادة الجولان المحتل وللبنانية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر وحق لبنان باسترجاعها".

نتنياهو يجمع حكومته بالجولان

بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بسيادة إسرائيل بالقسم الذي تحتله من هضبة الجولان السورية، يعتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمرة الثانية عقد جلسة حكومته المقررة في السابع من أبريل المقبل في الجولان، وذلك قبل 48 ساعة فقط من انتخابات الكنيست في 9 أبريل.

back to top