للمسرح يوم

نشر في 29-03-2019
آخر تحديث 29-03-2019 | 00:01
 محمد جواد تتجه الأنظار هذه الأيام نحو احتفالات العالم باليوم العالمي للمسرح، والذي يصادف يوم 27 مارس من كل عام، ومنذ إعلان هذا اليوم المقدس عيداً للمسرح، صار أهل المسرح يتجهون لجرد حساباتهم ورصد ما يتعرض له المسرح من هزات أو كبوات. ودائماً عندما يتعرض المسرح لهزات طارئة لا يسقط منه إلا الهامشي، لأن المسرح الشامخ والصامد لا يهتز بل يظل مشعل تنوير، كما يبقى متجدداً باستمرار.

وهذا بدوره يخلق جيلاً يبحث عن الجديد وعن أدوات لتطوير العمل المسرحي. وهنا أقف، في هذا اليوم، لأجرد الأعمال التي قدمت خلال عام، فأجد نفسي امام مهرجانات واعمال متعددة، ومن هذه الأعمال التي وصفت بالمحلية ما تجاوز هذه التسمية وعرض على مسارح عربية ونال إعجاب المتلقي العربي، بل حصد الجوائز.

ان المتابع للمسرح الكويتي وتعدد المسارح سيجدها ظاهرة صحية وتنم عن تطور الذائقة الفنية والمسرحية لدى المتلقي على الساحة الفنية بالكويت، لكن المتلقي هذا يجد نفسه أمام حراك موسمي، فما إن ينتهي العرض وتسدل الستارة ويتم الإعلان عن جوائز المهرجان حتى تجد نفسك في اجازة وتنتظر المهرجان المقبل.

وهذا ما يدعو للتساؤل: لماذا لا تعرض الأعمال المتميزة بعدما أشاد بها الناقد والمسؤول، ويكون ذلك على مدار العام؟ وإن لم يكن على خشبة المسرح فليكن من خلال شاشة التلفزيون، ليستمتع بها اكبر عدد من المشاهدين، لاسيما أن هذه الأعمال يتم تسجيلها من جانب التلفزيون، ومن أجل ألا تبقى حبيسة الادراج، وتكون الجهة المسؤولة ضربت عصفورين بحجر، متعة المشاهد ودعم الجهد الذي بذلته الفرقة، رحمةً بالممثل الواعد الذي ما إن ينتهي دوره بالعرض حتى يطويه النسيان، وبالذات الممثلون المبتدئون. وبما أننا نعيش اليوم العالمي للمسرح، فنتوجه بمطالبة المسؤولين بعرض هذه الاعمال المميزة في هذه المناسبة العالمية، التي تفتح فيه الدول المنتمية للمعهد الدولي للمسرح (I.T.I)، الذي تأسس في براغ عام 1948، وعددها 92 دولة، أبواب مسارحها مجاناً، احتفالاً بهذا اليوم العظيم. ونطالب مسرحنا الكويتي بأن يخص هذا اليوم بعروض تتناسب والمناسبة، وما أكثر العروض الجادة، التي حازت التكريم والجوائز!

ولكن مما يجب أن ألفت النظر إليه أن "مسرح البسام" الكويتي، الذي دأب على تقديم العروض المتميزة فوق خشبات العالم المسرحية، من اجل رفعة اسم الكويت، يقدم مسرحيته "أور" على المسارح الألمانية، منذ سبتمبر الماضي إلى الآن.

مرة أخرى، أتمنى على مركز جابر الثقافي أن يكحل عيوننا بعمل متميز، عالمياً كان أو محلياً، لكي يأخذ المسرح حيزاً من الاهتمام كالفنون الأخرى.

كل عام والمسرح بخير أينما وجد، لأنه يرسم الابتسامة ويكسر الإيهام.

back to top